الإمام البنا وإخوان بنها
الناظر في التاريخ يظن أن الإخوان كانت حياتهم عملاً وجهادًا ومحنًا فحسب، ولم يكن في حياتهم يومٌ فيه ترويح، لكنَّ كتبَهم التي زخرت بها المكتبات وضَّحت لنا الصور المباحة في الترويح عن أنفسهم، سواءٌ في وقت الرخاء أو في أوقات محنهم، ولنا نموذج في كتب الأستاذ عباس السيسي، والتي حوت بين دفاتها الكثير من المواقف الطريفة.
ولم تكن هذه المواقف للترفيه وفقط، بل كما حدثت عفويةً للترويح كانت أيضًا نموذجًا طيبًا لتربية أفراد الصف، فقد حدثت مثل هذه المواقف للإمام الشهيد حسن البنا ولإخوانه، سواءٌ في السراء أو في الضراء، ولنا وقفاتٌ تباعًا حول هذه المواقف الطريفة.
ومن هذه الطرائف ما حدث للإمام البنا أثناء زيارته لبنها؛ لإحياء مناسبة الإسراء والمعراج مع إخوانه، فأقاموا لها سرادقًا، ووجهوا الدعوة لأهالي بنها لحضور هذا الاحتفال، وتوافدت الجموع على الحفل، وأفاض الإمام البنا في الحديث عن هذه المناسبة، وبعد انتهاء الحفل جلس بعض الإخوة مع الإمام البنا يتحدثون معه حول شئون الدعوة، وتأخَّر بهم الوقت، وكان لزامًا على الإمام البنا أن يلحق بآخر قطار متجه إلى القاهرة، فأتى إخوان بنها له بحنطور ليوصله إلى المحطة، وتزاحم الإخوة في الركوب لمرافقة الإمام البنا حتى المحطة.
فحاول الإمام البنا أن يثني إخوانه على مرافقته إشفاقًا على صاحب الحنطور والحصان، فقال له أحدهم: لا تقلق يا إمام على العربة؛ فإن صاحب العربة من الإخوان، فرد عليه الإمام البنا قائلاً: وليكن صاحب العربة من الإخوان، ولكن الحصان ليس من الإخوان، فضحك الجميع وعاد معظم المرافقين تخفيفًا على الحصان.