البراء يحيى عياش: اليهود محتلون ويجب رحيلهم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البراء يحيى عياش: اليهود محتلون ويجب رحيلهم
18-12-2005

حاوره: حبيب أبو محفوظ

مقدمة

الشهيد يحيى عياش


- أحفظ 17 جزءًا من القرآنِ ووالدي أوصاني بحفظه كاملاً

- خرجتُ في جنازاتِ الشهداء لأشعرَ أنَّ والدي ليس الشهيد الوحيد

- اليهود وضعوا فوهة البندقية على رأسي وهددوا بإلقائي من أعلى المبنى

أسطورة الجهاد والمقاومة الفلسطينية، و"المهندس" هما العنوان البارزان الذان حملهما الشهيد "يحيى عياش"، وقصة "المهندس" معروفةٌ ومحفوظةٌ في ذاكرةِ وقلوبِ معاصريه، واسمه تردد ولا زال بشكلٍ دائمٍ في كل حارة وبيت من أرجاءِ المعمورة، وذكره مئات الملايين من العرب والمسلمين لحظة تطاير شظايا الحافلات الصهيونية في شوارع "ديزنغوف"، و"العفولة" و"الخضيرة" والتي كان المهندس عياش خلفها.

في عمره القصير صنع يحيى عياش الكثيرَ؛ فقد أدرك منذ البداية أنه يُسابق الزمن حين قرر نسف جدار الأمن الداخلي الصهيوني، والإطاحة عن جدارةٍ واستحقاقٍ بأسطورةِ "الجيش الذي لا يُقهر"، فعاش هذا العملاق لشعبه ودينه ومن أجلهما، فكان له ما أراد ليطوي بذلك صفحةً عظيمةً من صفحات المقاومة والجهاد الفلسطيني.

واليوم وبعد مرور 10 أعوام على استشهادِ المهندس يحيى عياش، 6/1/1996م، وحِرصًا منا في (إخوان أون لاين) على استحضارِ سيرة هذا البطل، فقد حاورنا نجله "البراء"، والذي كان مرافقًا لوالده في جميعِ مراحل مطاردته.

  • "يحيى عياش" أسطورة الجهاد والمقاومة الفلسطينية، ماذا يعني لكَ ذلك كونك أحد أبنائه؟
بالطبع يعني لي الكثير، وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز بذلك، فذِكْرُ والدي يرفع الرأس، وكمجاهدٍ يُعتبر والدي أول مَن أثخن في العدو بهذه القوة.
  • كنتَ ووالدتك مع أبيك أثناء فترة المطاردة، وكنتَ صغيرًا حينها، ماذا تذكر عن تلك الأيام تحديدًا؟
أذكرُ ونحن في قطاع غزة أنَّ والدي كان يغيب فترةً طويلةً عن المنزل، وكان ينام في منزلنا فقط مرتين أو ثلاث في الأسبوع، وأذكر أيضًا أنني كنتُ ألعب معه لعبة "المصارعة"، وكنتُ كثيرًا ما أخرجُ معه وأُرافقه، وكان يدعني أقومُ بتزييتِ وتنظيفِ سلاحه في كل مرة.
  • مَن أكثر مَن كان يتردد على والدك الشهيد أثناء فترة مطاردته؟
أكثر مَن كان يتردد على مخبأ والدي، هو الشهيد محيي الدين الشريف، وكنتُ أنا مَن يُرسل لهم الطعام والشراب إلى الغرفة التي كانوا يتواجدون بداخلها.

مطاردات

  • ما أبرز حدثٍ مرَّ معك أثناء فترة مطاردة والدك وتود ذكره؟
أذكر بأنَّ اليهودَ دخلوا منزلنا في أحدِ الأيام من فترةِ مطاردة والدي، ووضعوا فوهة البندقية على رأسي وهددوا أهلي بإلقائي من أعلى المبنى إنْ لَمْ يعترفوا على مكانِ والدي، وقالوا لهم بأنهم حينما يمسكون بوالدي فإنهم سوف يقطعونه ويُلقونه لذوي اليهود الذين تسبب والدي في مقتلهم، وأنا أقول لهم: "لا يضير الشاه سلخها بعد موتها".
لا.. هذا ليس صحيحًا، وإنما في تلكَ الفترة لم تكن السلطات الصهيونية تفتش الشاحنات الكبيرة من الداخل، لذا كان يتنقل المجاهدون من وإلى القطاع عن طريقِ هذه الشاحنات المحمَّلة بالبضائع، ووالدي كان أحد هؤلاء، وقد حاول بعد دخولِهِ قطاع غزة العودة إلى الضفةِ مرارًا لكنه لم يستطع.
  • ماذا عن لحظةِ سماعك نبأ استشهاد والدك، وعن الجنازة المهيبة التي كانت له؟
لحظة استشهاد والدي كنتُ بنفس المنزل الذي استُشهد فيه، وأنا لم أُشاهده بعد استشهادِه؛ لأن أسامة حماد منعنا من ذلك؛ لأنَّ التفجيرَ كان قد أصابَ وجهه بشكلٍ مباشرٍ، وعن الجنازة أذكرُ أنَّ الكثيرين قد خرجوا في جنازتِهِ والحضور فاق النصف مليون شخص، وكاد الشبابُ أن يكسروا النعشَ من شدةِ محاولاتهم مشاهدة وجه والدي.
وقد لفتَ نظري بأنني خرجتُ بجنازاتِ قادة كُثُر إلا إنني لم أكن أشاهدهم يبكون كما بكوا على والدي.
  • معلومٌ لديك بأنَّ كمال حماد (وهو عميل صهيوني أخبر الصهاينة بمكان وجود يحيى عياش، وضع عبوة ناسفة زنتها 20 جرامًا داخل الهاتف المحمول الخاص بالشهيد مقابل مليون دولار) هو مَن تسببَ في اغتيالِ والدك.. فماذا تقول له الآن؟
ما الفائدة التي جناها بفعلته، وها هو الآن ذليل عند اليهود فقد تخلوا عنه، وهذا ما يستحق، وأقول له أيضًا "ملتقانا الآخرة".
  • الآن وبعد مرور 10 أعوامٍ على استشهادِ والدك، ما أكثر شيء تركه فيك؟
بالتأكيد حب الجهاد، وحب الهندسة الكهربائية.
  • ماذا تعني لكَ كلمة "المهندس" وهو اللقب الذي وُصِف به والدك؟
تعني أنَّ والدي كان متعلمًا ويحب هذه المهنة، وأنا أريد أن أكون مثله.
  • كيف تنظر للأسير حسن سلامة، وهو الذي قام بعملياتِ الثأر لاستشهادِ والدك، والتي تسببت باعتقاله بعد ذلك والحكم عليه بـ 47 مؤبدًا؟
هو تمنَّى الشهادة بصدق.. وأتمنى أن يمنحه الله منازل الشهداء، خالد بن الوليد لم يُستشهد لكن ربنا أكرمه بأنَّ أعطاه منازل الشهداء، وأتمنى ذلك للأسير حسن سلامة أيضًا.

جنازات الشهداء

الشيخ الشهيد احمد ياسين
  • هل خرجت في جنازاتِ شهداء غير جنازة والدك، ولماذا؟
نعم خرجت، وذلك لأشعر بأنَّ والدي ليس الوحيد الذي استُشهد، وأنَّ هناك آخرين لا يزالون على دربه.
  • أذكر لنا بعض الشهداء الذي خرجت بجنازاتهم؟
جنازة الشهيد أمجد حناوي، والشهيد محمد عياش، والشهيد محمد مرعي، والشهيدين القائدين
أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
  • من أكثر شهيد حزنت وبكيت على استشهاده؟
حزنتُ كثيرًا لاستشهادِ الشيخ أحمد ياسين؛ فقد كنتُ كثيرًا ما أُكلمه بالهاتف، وكنتُ أعتبره بمثابةِ الجد والوالد بالنسبة لي، وبكيتُ مرتين الأولى في جنازةِ والدي، والأخرى في جنازةِ الشهيد محمد عياش، وأنا أعتبره معلمي.
  • سمعنا أنك تحفظ 17 جزءًا من القرآنِ الكريم، هل هذا صحيح؟
نعم، أحفظ 17 جزءًا من القرآنِ الكريم، والسبب في ذلك يعود بعد فضل الله إلى والدي الشهيد "يحيى عياش" فقد أوصاني بأن أحفظ القرآن كاملاً، وساعدني في ذلك والدتي ووالدي يحيى أبو زهرة "زوج أمي"، وأنا منتظمٌ في دورة تحفيظ القرآن الكريم في المسجد.
  • كيف كانت معاملة الجنود الصهاينة لكم على الحدود لحظة قدومكم إلى الأردن؟
بالنسبة لي لم يحصل شيء، لكنهم لم يسمحوا لوالدتي بالدخول، بحجة مشاكل في الهوية التي تحملها، وذلك على حدِّ قولهم.
  • هل من رسالةٍ توجهها لليهودِ الذين احتلوا أرضك؟
نعم، أقول لهم أنتم محتلون ويجب عليكم أن تخرجوا من أرضنا.
  • ماذا تقول لأبناء جيلك؟
أقول لهم: "سيروا على خُطى الجهاد، وحافظوا على الصلاة والصوم".

المصدر