العريان: الإخوان عقبةٌ أمام التدخل الأمريكي في المنطقة
أكد الدكتور عصام العريان- القيادي في جماعة الإخوان المسلمين- أن المقاومة الإسلامية هي الحجر العثرة في طريق الهيمنة الأمريكية في المنطقة؛ الأمر الذي يدفع الأمريكان لتشويه صورة الحركات الإسلامية التي تحظى بنسبة تأييد شعبية كبيرة، مضيفًا أن الدولة الصهيونية قامت على أساس ديني، كما أن العالم كله يتجه نحو الدين، مما لا يجعل من المقبول ادّعاء بعض المسلمين بأن الدين لا بد أن يظل بعيدًا عن السياسة.
وشدَّد العريان على رفض الإخوان فكرة العنف، مؤكدًا أن خروج جماعات العنف عن الإخوان هو دليل على قوة الجماعة ورفضها للعنف، مشيرًا إلى أن الإخوان أصدروا وثيقة مهمة في عام 1994م أكدت على تمسك الجماعة بالتعددية السياسية وتداول السلطة، وأشارت إلى موقفها من المرأة.
جاء ذلك خلال المواجهة التي أذاعتها مساء الثلاثاء 25/5/2004م قناة الأوربت على الهواء لمناقشة كتاب (الإرهاب المتأسلم)، وحضرها المؤلف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، وقدمها الإعلامي عماد الدين أديب.
في البداية كرر رئيس حزب التجمع- والذي دأب على مهاجمة الإخوان المسلمين وله عدد من الكتب في هذا الإطار- نفس الاتهامات التي يوجهها للإخوان منذ سنوات طويلة؛ حيث أشار إلى خطورة الخلط بين الدين والسياسة؛
الأمر الذي يؤدي إلى وضعهما- في رأيه- في ورطة! وزعم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يُعلِّم المسلمين كيف يختارون الخليفة وشكل الحكم، وأن الشورى هي عبارة عن مبدأ عام في الحياة الاجتماعية بين المسلمين ولا دخل لها بنظام الحكم، وادَّعى السعيد أن الإخوان يستخدمون العنف كأداة إلى المناورة السياسية، واستعانوا بالإرهاب لترويع الخصوم السياسين، وقال: إن الإخوان يرون أن الكافر يستحق القتل وأنهم لا يعتذرون، وطالبهم بالتوبة ونقد الذات.
وفي رده على تلك الادعاءات، أكد الدكتور عصام العريان أن توقيت صدور الكتاب عن إحدى مؤسسات الدولة بثمنٍ زهيد- في الوقت الذي تتعرض فيه المنطقة لهجمة شرسة، ولا تجد مقاومًا سوى الاتجاه الإسلامي- شيءٌ مريب، الأمر الذي قررت معه أمريكا محاربة جذور هذه المقاومة، مشيرًا إلى عدم قبول مبدأ الفصل بين الدين والدولة؛ لأن الإيمان يقتضي الالتزام بقواعد الإسلام في كافة شئون الحياة.
وأضاف أن الإخوان أدانوا أحداث العنف التي ارتكبها بعض أفرادها، كما أصدر الإمام الشهيد حسن البنا بيانًا بعنوان (ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين) يصف فيه القائمين بتلك الأعمال، كما وقف الإخوان موقفًا حاسمًا من العنف رغم التعذيب الذي واجهوه في سجون عبدالناصر، وذلك من خلال كتاب (دعاة لا قضاة) الذي أصدره المستشار حسن الهضيبي، كما رفضوا المشاركة في أعمال التدريب التي كانت تتم على أرض أفغانستان في أواخر السبعينيات، وفضلوا العمل السياسي والتربوي والدعوي، كما يمارس الإخوان المقاومة المشروعة عن طريق (حماس) في فلسطين والمقاومة الإسلامية في العراق، وتحظى تلك المقاومة بالتأييد عربيًا وإسلاميًا وعالميًا.
وشدد العريان على أن مدرسة الإخوان التي تمثل الإسلام المعتدل تعتبر الحصن ضد التدخل الأمريكي في المنطقة، رافضًا مبدأ الانتقاء الذي يصر عليه الدكتور رفعت السعيد في دراسته للإخوان، وأضاف أن الإخوان يؤكدون دائمًا على أن الأمة هي مصدر السلطة، وهي التي تُولِّّي الحاكم وتعزله، وأنهم سيقفون خلف مَن يفوز بثقة الأمة مهما كان انتماؤه السياسي.
وردًا على ادعاء رفعت السعيد بأن تلك الآراء شخصية ولا تعبر عن فكر الجماعة، أكد العريان أن أي حركة كبيرة مثل الإخوان لابد وأن يكون فيها دم جديد بشكل مستمر إلا أن ما يعبر عن الجماعة هو بياناتها ووثائقها، مشيرًا في هذا الصدد إلى وثيقة 1994م التي أصدرها الإخوان شارحين فيها رؤيتهم للعمل السياسي، والتي حازت على إعجاب كافة القوى السياسية باعتبارها تمثل رؤية الجماعة في العالم كله.
واختتم العريان حديثه بالتأكيد على حرص الإخوان على وحدة الدول التي يعيشون فيها ومشاركتهم في سبيل ذلك في عدد من الحكومات خلال أوقات عصيبة كانت تمر بها تلك البلاد مثل الأردن والجزائر.
المصدر
- تقرير: العريان: الإخوان عقبةٌ أمام التدخل الأمريكي في المنطقة موقع إخوان أون لاين