القائد وائل نصار: مجاهد في زمن الانهزاميين.. وهب حياته لله
خاص ـ القسام
"أبو المعتصم بطل في زمن كثر فيه الانهزاميون، رجل في أيام كثرت وازدادت فيه النساء لما نرى أصنافاً من الناس وهبوا حياتهم كلها لله، حتى رأينا هذا البطل المقدام الذي جعل وقته كله لله تعالى في الليل والنهار، وكان لا يعرف الملل ولا السآمة ولا الكسل ولا التأخر ولا الجبن ولا الخور، فقد كان رحمه الله يصل الليل بالنهار في خدمة الإسلام العظيم".
بهذه الكلمات عبر الشيخ الداعية الإسلامي الدكتور وائل الزرد عن الشهيد القائد وائل طلب نصار أبو المعتصم، وذلك في حديث خاص لموقع القسام وأضاف: " كان لا يعرف في الليل نوماً بل كان أياماً عديدة يصل الليل بالنهار وهو يطوف من مكان لآخر مجاهداً في سبيل الله تعالى داعياً إلى الله تعالى، إن أمثال أبي المعتصم يذكروننا بالأمجاد السالفة للأمة، يوم أن كنا خير أمة أخرجت للناس".
بداية العلاقة
وعن بداية العلاقة التي ربطت الشهيد القسامي القائد وائل نصار " أبو المعتصم " مع الشيخ الداعية وائل الزرد قال: "يوم أن أصررت على الشيخ المجاهد نزار ريان بضرورة أن يكون لي يد في الجهاد في سبيل الله، فطلب مني الشيخ ريان أن أزوره في البيت، وزرته في البيت وقال لي: الآن سيكون لك دور في الجهاد، مشيراً إلى أنه تفاجأ بدخول رجلان عليه، وكان أبو المعتصم أحدهما.
وتابع الشيخ الزرد يقول: "ومن ساعة هذا اللقاء نشأت علاقة قوية مع القائد "وائل نصار" " أبو المعتصم" من النوعيات الفريدة كلما يصاحب الإنسان رجلاً في حياته تبقى سيرته العطرة تصاحبه على الدوام، وتكاد تذكر المجاهد الكبير وائل نصار في أي مجلس إلا وتجد له محبين ويترحمون على أبو المعتصم وكانوا يطلقون عليه " الضبع" و" المختار " لأنه كانت له قصة في كل بيت وكان له في كل مكان حكاية".
خرج لعملية استشهادية
ويذكر أنه مع عودة السلطة الفلسطينية أراد الشهيد وائل تنفيذ عملية استشهادية لكن إرادة الله لم تشأ ذلك حيث إنه ركب السيارة المفخخة وسار بها لمسافة 200متر إلا أن السيارة تعطلت ولم تحدث العملية وانكشف أمرها .
ومن هنا بدأت المطاردة الفعلية لشهيدنا وائل حيث حاصرته قوات من الشرطة الفلسطينية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة برفقة الشهيد القائد عوض سلمي في منزل الشهيد القائد إبراهيم النفار " أبو خليل " ورفض المجاهدون تسليم أنفسهم أو الهروب من المنزل واشتبكوا مع أجهزة الأمن حتى توصل الطرفان إلى اتفاق سلم المجاهدون بموجبه أنفسهم إلى جهاز المخابرات الفلسطيني واعتقل وائل وعوض لمدة أسبوع ثم أطلق سراحهم بعده وواصلوا عملهم العسكري في صفوف كتائب القسام .
واستطرد الزردواستطرد الزرد: "كنت أجد في أبو المعتصم الصدق في كل مجال وخاصة فيما اختصه الله في الجهاد في سبيل الله، وكانت كل حياته في خدمة المجاهدين، وفي تطوير العمل الجهادي، ومع كل هذا الانشغال في الجهاد إلا أنه كان حريصاً على العلم والقرآن حريصاً على بناء المساجد وحريصاً على صلة الأرحام وحريصاً على مساعدة الناس ".
وعن أكثر الأشياء التي كان يحبها أبو المعتصم قال: "استحوذ على أبو المعتصم الجهاد فكان يحب كل مفردات الجهاد، وهذا على وجه الخصوص أما بشكل عام فأبو المعتصم كان معروفاً بأنه يدخل إلى القلب بلا استئذان، كان يحب إخوانه كثيراً وأيضاً إخوانه يحبونه كثيراً ولطالما في هذه الأيام قلنا يا ليتك موجود يا أبو المعتصم لحللت كثير من المشاكل ".
ومن المواقف التي يذكرها القيادي في حماس أنهم كانوا جالسين عند أحد الأصدقاء فجاء إلى أبو المعتصم خبر بأن ابنه الصغير مريض وكان لديه عمل كثير فذهب إلى البيت وقبل ابنه الصغير ومن ثم خرج فقال له الشيخ وائل الزرد لماذا لم تجلس عند أهلك وابنك الصغير فرد عليه أبو المعتصم والله أخشى أن يعوقني على الجهاد ولذلك تركته، مضيفاً: كان أبو المعتصم يحل جميع مشاكل الشباب ولم نكن نسمع في بيت أبو المعتصم انه يحدث مشاكل ".
وقائع شاهدها على الأرض
وأشار د. الزرد " إلى أنه قبل استشهاد أبو المعتصم كانوا جالسين مع أخوة مجاهدين فقال الشيخ الزرد: من منكم الآن مستعد إلى الشهادة ولقاء الله ، ويذكر أن المجلس كان موجود فيه سبع من المجاهدين فرفع يده نضال فرحات رحمة الله عليه وبقي أبو المعتصم صامتاً، ولم يلحق بهؤلاء السبع إلا اثنين نضال فرحات ووائل نصار ".
ويروي الشيخ الداعية عن أمور شاهده بعينه ولمسها بيديه وسمعها عن الشهيد القائد قائلاً :" كان أبو المعتصم في المسجد الإمام الشافعي بحي الزيتون ويشهد الله أنه مرات عديدة كان يخبرنا وهو عائد من جهاده يطلب من بعض إخوانه أن نقف هنا على أبواب المسجد والساعة الثالثة صباحاً ولما يا أبو المعتصم فيقول الشهيد القائد : في هذا المسجد نشأت وبين أركان هذا المسجد ترعرعت أملي أن أرى هذا المسجد بشبابه وأشباله وشيوخه وقد أصبح منارة للعلم ومنارةً للجهاد فكان يقول رحمه الله : والله لأن مد الله في حياتي ما اترك مصلياً في مسجد الشافعي إلا وجعلته مجاهداً في سبيل الله .
مهندس الاستشهاديين
وأشرف شهيدنا وائل على تجهيز وإعداد عشرات الاستشهاديين الذين أذاقوا بني صهيون العلقم كان على رأسهم " محمد فرحات منفذ عملية "عتصمونا" ، فؤاد الدهشان وعثمان الرزاينة وإياد البطش منفذو عملية "دوغيت" ، اسحق نصار وزكريا أبو زور منفذا عملية "تل قطيف" ، و إبراهيم نزار ريان وعبد الله شعبان منفذا عملية "ايلي سيناي" ، محمد أبو دية أحد منفذي عملية "ايرز" المشتركة ، محمود الجماصي منفذ عملية "دوغيت" البحرية ، إسماع
في سجون الوقائي
وقد تعرض الشهيد القائد إلى الاعتقال ضمن حملة الاعتقالات ضد أبناء الحركة الإسلامية في سجن الأمن الوقائي وعذب عذابا شديدا إلا أنه لم يعترف بأي من التهم التي وجهت إليه رغم شدة التعذيب الذي أدهش المحققين أنفسهم لدرجة أن أحدهم قال له يا وائل لو أطلقت سراحهم هل ستخرج لتنفذ عملية استشهادية ؟؟ .
فكان الرد من وائل سأنفذها ولا أخشى في الله لومة لائم " فدهش المحقق من إجابة القائد وائل ، وحاول الوقائي مساومة وائل على إطلاق سراحه مقابل عمله معهم فرفض ذلك بكل صوره وأشكاله ورد بقوله سأبقى في السجن إلا أن يشاء الله لي ذلك وسأخرج معززا مكرما .
ومضى يقول: "ونحن نشهد الله بأن هذا الرجل قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة وكان في الله من المجاهدين الصادقين، فرحمه الله رحمة واسعة له ذنباً ولا خطيئة فنسأل لا تبقيالله تعالى أن يبعث في الأمة أمثال هذا البطل المقدام الذي كان شوكة في حلق الأعداء اللئام والذي كان جهاده نوراً لدعوة خير الأنام ابن المسجد الشافعي في حي الزيتون الكريم ".
وعن تلقي نبأ الاستشهاد قال الشيخ الزرد : كنت في مكتبتي وكان معي أحد الأخوة وكنا نقرأ سوياً، فاتصل علي أحد الأصدقاء وقال لي يوجد قصف في حي الزيتون، وكنا نقول في كل قصف يا رب جنب أبو المعتصم هذا القصف حتى يمد الله بعمره، بعدها بدقائق قال لي أحد الأخوة أن أبو المعتصم قد استشهد، فكان حزناً كبيراً على الفراق ولكن دعونا الله أن يلحقنا به شهداء.
حان اللقاء
فجر يوم الأحد 30-5-2004 كان القائد وائل مع الأمنية التي طالما تمناها حيث كان يقوم بحل إشكالية وقعت بين بعض المواطنين ومجموعة من المجاهدين وبعد الانتهاء من هذا الأمر اتصل برفيق دربه الشهيد محمد صرصور الذي قال له سأكون عندك بعد ستين ثانية وبالفعل التقى الاثنان وعادا من أماكن رباط المجاهدين وخلال سيرهم في شارع صلاح الدين قرب المسلخ القديم خلال ركوبهم دراجة نارية كانت طائرة استطلاع صهيونية تطلق صاروخا على المجاهدين مما أدى إلى استشهادهما على الفور وعندما حاول أحد المواطنين وهو الشهيد ماضي ماضي إنقاذهما أطلقت الصاروخ الثاني فاستشهد المواطن ماضي وأصيب سبعة آخرون .
فرحمك الله يا أبا المعتصم عشت مجاهدا حميدا واستشهدت بطلا شهيدا ، وعزاؤنا أنك الآن مع من أحببت ومن رافقت في جهادك ومقاومتك ، فلا نامت أعين الجبناء .