المتحدث باسم «الجماعة الإسلامية» الباكستانية:

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المتحدث باسم « الجماعة الإسلامية » الباكستانية:
باكستان الخاسر الأكبر من الحملة الأميركية على أفغانستان وديوننا الخارجية بلغت 40 مليار دولار


عبد الغفار عزيز.jpg

لندن : محمد الشافعي

يحمل على شفتيه ابتسامة واثقة ومريحة للمستقبل رغم انتقاداته لحكومة بلاده ومعارضة حزبه السياسي للضربات العسكرية على افغانستان ، وكل كلمة من كلماته المنمقة التي تخرج من بين شفتيه بالعربية الفصحى التي تعلمها في جامعة قطر ، تعبر عن واقع الحال الذي يعيشه الشارع الباكستاني الذي يغلي بالاحداث قبل الانتخابات النيابية المقبلة.

ولم ينس عبد الغفار عزيز (40 عاما) المتحدث الرسمي باسم « الجماعة الاسلامية » اكبر التيارات الاصولية المعارضة في باكستان الذي التقته «الشرق الأوسط» خلال زيارة سريعة الى العاصمة البريطانية لندن، ان يركز على التحالف الهندي مع اسرائيل ضد بلاده، والشائعات التي تدور حول الشريط الحدودي الذي اصبح مفرا ومنفذا آمنا لرجال «القاعدة» في طريقهم الى الدول المجاورة.

وعزيز المولود في كراتشي ما يزال يعيش مع عائلته هناك، وهنا نص الحوار:

  • ما موقف الشارع الباكستاني وتحديدا التيارات الاسلامية مما حدث في افغانستان ؟

ـ اثناء الهجوم الاميركي على افغانستان كان هناك استطلاع للرأي، وفيه هجوم اعلامي حتى من قبل الجرائد الحكومية على الهجمات الاميركية على افغانستان المجاورة، واشارت نتائج الاستطلاع الى معارضة 70 في المائة على الاقل من الباكستانيين للهجمات الاميركية ، ولكن الصورة الان اسوأ بكثير، لان آلة التدمير اكتملت ضد الشعب الافغاني الفقير، الذي خاض 23 عاما من الحروب وعدم الاستقرار، وكانت باكستان تتمنى أن يكون الوقوف الى جانب السياسة الاميركية مساعدا على حل القضية الكشميرية، وانقاذ البلاد من خطر الديون الخارجية، لكن الذي حصل هو العكس تماما.

ونحن بصفة خاصة كـ«جماعة اسلامية» موجودة في الشارع الباكستاني اعربنا من اليوم الاول عن معارضتنا للهجمة الاميركية الشرسة ضد افغانستان ، ولايمكن ان نعاون الباطل من اجل الحصول على الاموال، وقد زادت الديون الخارجية الباكستانية، بسبب تلك الهجمات ولم تقل، وتبلغ حاليا 40 مليار دولار.

اما من الناحية السياسية فاننا مستهدفون من الطرفين، ونحن الان بين «فكي كماشة» من الطرف الهندي الذي يتربص بنا ومن الدول الغربية، وكانت حدودنا قبل ذلك آمنة تماما، لكن حركة طالبان لم تكن عدوة لدولة باكستان ، واليوم هناك القوات الغربية الموجودة في افغانستان ، وهناك الحشود الهندية على الحدود بالاضافة الى القوات الاميركية الموجودة داخل الاراضي الباكستانية، وبأدواتها الحساسة المخصصة لمراقبة الشارع الباكستاني، وقد يتذرع الخبراء الاميركيون مثلا بانهم جاءوا لمساعدتنا لمراقبة الزلازل، ولكنهم بادواتهم وتقنياتهم العالية، يمكنهم التجسس على البحوث الدفاعية الباكستانية في مجال الطاقة الذرية ومجالات اخرى.

واذا رجعنا قليلا الى الوراء الى ازمة السفارة الاميركية في ايران ، فقد قيل وقتها انها كانت تسجل 10 الاف مكالمة هاتفية تجرى من العاصمة طهران، وبعد التطورات الهائلة في مجال الاتصالات ماذا يفعلون على اراضينا، ولانعرف حتى الان نوع الادوات التي جاء بها الاميركيون الى اراضينا بدون علم مسؤولينا، والتهديدات الموجهة الينا هي تهديدات موجهة الى باكستان كدولة اسلامية، حتى ان برويز مشرف الذي ايدهم، وضحى بمصالح البلد من اجلهم، ووقف الى جانبهم في ضرباتهم لافغانستان من اجل ان يحظى بالاعتراف الرسمي من الاميركيين على رأس السلطة في باكستان ، هم غير راضين عنه في الوقت الحاضر.

ـ لم تكن هناك اي علاقة بين «الجماعة الاسلامية» و «القاعدة»، ولم يحارب احد من «الجماعة الاسلامية» في صفوف طالبان أو«القاعدة»، ومعظم عناصرنا الذين شاركوا في سنوات الجهاد ضد القوات الروسية، تم استدعاؤهم عام 1991 ، خوفا من تورطهم في القتال بين الطوائف الافغانية المتقاتلة في ما بينها، واستشهد العشرات من ابناء «الجماعة الاسلامية» في القتال ضد الروس.

وحدث نوع من الانشقاق بين اعضاء «الجماعة الاسلامية» آنذاك لاصرار بعض القيادات على ان تكون في افغانستان ، الى ان يفوز احد الطرفين ويستتب له الامر، لكن «الجماعة الاسلامية » رفضت بوضوح البقاء مع طرف ضد طرف اخر، ونحن بالفعل قمنا في عامي 91 و92 برحلات مكوكية اسميناها «رحلات الوفاق والصلح»، واذكر انني قضيت شهر رمضان بالكامل بصحبة قاضي حسين احمد رئيس احمد، في القصر الرئاسي بالعاصمة كابل مع البروفسور برهان الدين رباني رئيس الدولة، نحاول ان نقرب وجهات النظر بين أحمد شاه مسعود و قلب الدين حكمتيار ، لانهما كانا القوتين الاساسيتين انذاك في الشارع الافغاني.

ـ كان ذلك عام1996، حيث تمت اتفاقية صلح بين مسعود وحكمتيار، ودخل حكمتيار لاول مرة الى كابل، وادى اليمين الدستورية كرئيس للوزراء، وكانت هناك حفلة حضرها جميع القادة الافغان، والدبلوماسيون العرب والاجانب الموجودون حينذاك في العاصمة الافغانية، وكان فيه تقريبا ممثلون عن جميع الاحزاب الباكستانية بما فيها حزب الشعب، لان بي نظير بوتو كانت قد انتخبت رئيسة للوزراء.

  • الشريط الحدودي
  • وهل هناك احد من عناصر «الجماعة الاسلامية» محتجز في قاعدة غوانتانامو بكوبا ضمن اسرى «القاعدة» وطالبان او السجون الافغانية في قندهار؟

ـ لم يكن احد منا في افغانستان اثناء الهجمات الاميركية بعد اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، لكن هناك بعض العناصر الباكستانية من عامة الناس، واكثرهم من المناطق القبلية الذين رأوا انه من الضروري الوقوف الى جوار ابناء الشعب الافغاني، وابناء المناطق القبيلة يعتبرون أنفسهم امتدادا للشعب الافغاني، وهناك اواصر رحم بين ابناء القبائل الباكستانية في الشريط الحدودي وتعدادهم يبلغ نحو خمسة ملايين ونصف المليون وبين الشعب الافغاني، وبعضهم انطلق من منطلق ديني واخرون انطلقوا من المفهوم القبلي في مد يد المساعدة الى جيرانهم.

حتى الحكومة الباكستانية نفسها استخدمت هذه الورقة لتخفيف الضغوط عليها من الشارع الباكستاني والقبلي المعارض للهجمات الاميركية، وهناك تصريحات رسمية باكستانية انطلقت من حاكم ولاية الحدود الشمالية قال فيها: «اذا كنتم معارضين للوجود الاميركي، فلماذا لاتذهبون الى هناك، واذا اردتم ان تذهبوا الى افغانستان فاننا سنودعكم بالورود والرياحين». والذين شاركوا في الحرب من ابناء باكستان الى جانب الافغان ربما يقدر عددهم بالالاف، اما المعتقلون منهم في القاعدة البحرية الاميركية فيقدر عددهم بالعشرات.

  • هل ارتباط الشريط الحدودي بوجود عناصر «القاعدة» فيه يعود إلى انه لا يخضع للسلطة الفعلية الباكستانية؟

ـ هذه الاتهامات جاءت من الهند، وهي تستغل هذه الفرصة لتأليب الرأي العام العالمي والغرب ضد باكستان، واخر تصريح لعبد الله عبد الله وزير الخارجية الافغاني يشير فيه الى ان أسامة بن لادن موجود خارج أفغانستان في مكان ما بالمنطقة، ولم يحدد تلك المنطقة، والاتهامات كذلك طالت المخابرات الباكستانية بأنها العباءة التي ادت الى ظهور جماعة طالبان، وان جنرالات المخابرات الباكستانية لا يخضعون لسلطة رئيس الدولة برويز مشرف، وضمن الاتهامات ايضا ان مشرف قد يكون صادقا في تعاونه مع الاميركيين، لكن قادة المخابرات الباكستانية يعملون من خلف ظهره، وذكروا كذلك أن المدن الباكستانية اصبحت بؤرة نشاط لتمركز اعضاء القاعدة.

وكل هذه الاتهامات هدفها القاء الشك على موقف باكستان، ولكن هناك تواطؤاً اميركياً هندياً في الحشود الهندية على الجانب الكشميري، وباكستان واقعة حاليا تحت ضغوط من الجانب الهندي، والواضح ان الضوء الاخضر الاميركي هو الذي سمح للحشود الهندية بالوجود، وكانت الولايات المتحدة تستطيع ان تقنع الجانب الهندي بفض تلك الحشود باشارات او القول ان باكستان منشغلة في الحرب ضد الارهاب، لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية كولن باول عند زيارتهما للمنطقة، لم ينزعا فتيل التوتر، بل رددا نفس الاتهامات الهندية، بأن هناك عناصر لـ«القاعدة» في الاراضي الباكستانية، وان التيار الاصولي المتشدد يجتاح شوارع المدن الباكستانية، وطبقا لهذه الضغوط الهندية استطاعوا ان ينالوا من المصالح الباكستانية الشيء الكثير، وبالذات القضية الكشميرية.

والشريط الحدودي يمر بطول الحدود الباكستانية الافغانية ويبلغ عرضه في بعض المناطق نحو 24 كيلومتراً، وهناك 15 دائرة انتخابية في الشريط الحدودي، لكنه يتميز بانه يخضع مباشرة للحكم المركزي، وليس للحكم الاقليمي، هذا الوضع الخاص للشريط الحدودي قائم منذ استقلال باكستان عام .1947 وهناك نوع من الترتيبات الامنية للقبائل في هذا الشريط، والقبائل هي التي تتولى وتقوم بالدفاع عن النفس وبعض القبائل لديها نظام قضائي محدود.

  • قليل الكلام
  • هل التقيت بن لادن او احدا من كبار مساعديه قبل او بعد احداث 11 سبتمبر على الولايات المتحدة ؟

ـ رأيت بن لادن في عام 1992 اثناء جولات الصلح، وكانت هناك منافسة بين مسعود وحكمتيار، واظنه كان محايدا، وكانت هناك وفود عربية تأتي للمشاركة في جهود الصلح بين الطوائف الافغانية المتصارعة، والتقيت بن لادن في مركز الشيخ سياف في بيشاور، وتعرفت عليه، ولا يستطيع احد ان ينكر دور بن لادن في سنوات الجهاد ضد الروس، واسترعى انتباهي انه كان قليل الكلام، وتغلب عليه سمة الحياء، وكان لديه في هذا الوقت المبكر نوع من الحساسية تجاه وضع امنه الشخصي، وهو الشيء الذي لم المسه بالنسبة للقادة الافغان الاخرين.

  • هل دخلت «الجماعات الاسلامية» في مرحلة وفاق وسلام مع الجنرال مشرف ام ان هناك مخططا للاطاحة به؟

ـ الجماعات الاسلامية لا تعارض خطوات الجنرال مشرف الشخصية، ولكن تعارض معظم الخطوات التي قام بها خلال ثلاث سنوات من حكمه بدءا مثلا من ادعائه او تصريحه بأنه يعتبر الزعيم التركي العلماني كمال اتاتورك قدوته ومثله الاعلى، وانتهاء بالتعديلات الدستورية التي اجراها اخيرا إذ عين نفسه رئيسا للدولة لمدة خمس سنوات، وعين معه ايضا رئيسا لاركان الجيش لمدة خمس سنوات، واخذ لنفسه حق حل البرلمان، واقالة رئيس الوزراء، وفي نفس الوقت قال ان هذه التعديلات الدستورية تنفذ من دون اللجوء الى البرلمان او الحصول على تصديق البرلمان لاقرارها والتي لايمكن ان ترفع ضدها قضايا في المحكمة، فكأنه يقف في مقبرة ويشعر انه في امان ولاأحد من الموتى يستطيع ان يعارضه، وهي ابشع انواع الدكتاتورية التي لم تعهدها باكستان.

  • وما استراتيجية «الجماعة الاسلامية» والاحزاب الدينية بالنسبة للانتخابات المقبلة التي ستجري يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري ؟

ـ « الجماعة الاسلامية » في الاساس لها سياسة واضحة وهي عدم الدخول في صراع دموي ضد سياسة مشرف، وحرصت وتحرص على المعارضة عبر الجهود السلمية، واهم هذه الجهود هي الانتخابات العامة، والجماعة جمعت الاحزاب الدينية الرئيسية في «مجلس العمل الموحد» ويتكون من «حزب جمعية علماء الاسلام» المعروف باسم «الديوبندية»، وجمعية «علماء باكستان» البيرولية، و «الحركة الاسلامية» وتمثل الشيعة، وجمعية اهل الحديث «وتمثل التيار السلفي»، و«الجماعة الاسلامية»، وكل هذه الاحزاب ستخوض الانتخابات المقبلة تحت رمز «الكتاب»، وتحت مظلة «مجلس العمل الموحد»، وبرنامج انتخابي موحد اعلن عنه قبل عدة اسابيع، وقائمة المرشحين واحدة.

  • وما هو موقف الاحزاب الاسلامية من قضية كشمير ؟

ـ قضية كشمير نعتبرها مأساة انسانية وبشرية كبيرة بدأت عام 1947 ، نتيجة التركات التي ورثناها من الاستعمار، ولكن بعد ان خاضت الدولتان الهند و باكستان حروبا، رفعت هذه القضية الى الامم المتحدة، واصدر مجلس الامن الدولي قرارات عدة تنص على شرعية حق تقرير مصير الشعب الكشميري. والهند رغم وعودها المتكررة بانها ستقوم باجراء الاستئناف الا انها لم تنفذ تلك القرارات، والان هي تريد ان تحل قضية كشمير بالحديد والنار، وحاليا هناك 700 الف جندي هندي داخل كشمير، وتعداد سكان كشمير يبلغ نحو 10 ملايين، 90 في المائة منهم من المسلمين.

وموقفنا لا يتغير وهو ان الشعب الكشميري لابد من ان يحصل على حق تقرير المصير، وتنفيذ القرارات الدولية، وايقاف المجازر التي ترتكبها القوات الهندية ضد الشعب الاعزل، وموقف «الجماعة الاسلامية» هو المطالبة المستمرة للمجتمع الدولي بألا يقف موقف المتفرج في قضية كشمير او الداعم للموقف الهندي، مثل الولايات المتحدة التي تؤيد الهند في قضية كشمير، فمثلا الهند تقول ان قرارات الامم المتحدة اصبحت قديمة وغير ذات جدوى، ووزير الدفاع الاميركي ايد مثل هذا الكلام في تصريحاته، والامر الاخطر هو مطالبتنا بأن يقف العالم الاسلامي في دعم القضية الكشميرية، لان تلك القضية ان لم تحل سلميا فستعرض المنطقة لمخاطر حرب بين الدولتين النوويتين.

والامر المثير هو ان قضية كشمير كشفت عن تعاون وثيق بين الهندوس والصهاينة، والتعاون واضح ومكشوف في المجالات الدفاعية والاقتصادية، وهناك عدة كتب الفها المفكرون الهندوس، تكشف عن احلام الهند في الهيمنة والسيطرة على المنطقة الممتدة ما بين قناة السويس ومياه سنغافورة، واذا نظرنا الان نجد دعما اميركيا لبسط الهيمنة الهندية في مياه سنغافورة.

واميركا تريد ان تكون الهند قوة اقليمية في شبه القارة، واسرائيل مهيمنة في الشرق الاوسط، وبالتالي تسيطر على المنطقة الاسلامية كلها.

  • « الجماعة الإسلامية » في باكستان يبلغ عدد اعضائها نحو اربعة ملايين ونصف المليون، بينهم 16 الف عضو عامل يحق لهم الترشيح والانتخاب، ورئيسها هو القاضي حسين احمد. وهي الحزب الاسلامي الوحيد الذي يجري انتخابات كل خمس سنوات لاختيار «امير الحزب» و «مجلس الشورى» الذي يتكون من 72 عضوا.

اسسه الامام ابو الاعلى المودودي عام 1943 قبل استقلال باكستان، وكان اول امير منتخب، وشارك في تأسيس الحزب 72 شخصا، وكانت اول ميزانية له 72 روبية، اي روبية واحدة مقابل اشتراك الاعضاء المؤسسين.

قاضي احمد حسين هو الرئيس الحالي لثالث مرة على التوالي، ويحظى بشعبية واحترام كبيرين بين بقية الاحزاب الاسلامية الاخرى في الشارع الباكستاني.

لا يسمح لاحد من الاعضاء بالترويج أو استخدام الحملات الدعائية لنفسه قبل انتخابات الحزب، واذا ثبت استخدامه لذلك يمنع من الترشيح.

المصدر

للمزيد عن الإخوان في باكستان

N.jpg

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

أعلام من باكستان

وصلات فيديو