المحطة الثالثة عشره ( الجلسة العائلية )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المحطة الثالثة عشره ( الجلسة العائلية )


قدر الله لي أن أكون من حجاج قافلة المستشفى الإسلامي لعام 1987. وقد كان في تلك القافلة مجموعة من أهل الخبرة والسابقة، ومن حسن حظنا أن كان من بينهم الأستاذ المربي، شاعر الأقصى يوسف العظم رحمه الله.

·كانت الرحلة مبرمجة ومنظمة، بحيث أن يُشارك الجميع في الندوات والمحاضرات للقافلة كاملة، كل في مجال اختصاصه، حيث أذكر أن مشاركتي الأولى عن السواك ونظافة الفم، وعندما كان دور الأستاذ يوسف العظم، كانت محاضرته تربوية، فيها مجموعة من النصائح، ومنها أن يفرغ كل زوج ساعة من وقته - على الأقل - في الأسبوع يجلس فيها إلى زوجته وأولاده.

يقرءون ... ويتذاكرون ... ويتحدثون عن شؤون الأسرة ... والمستقبل. وشدد علينا بهذه النصيحة قبل فوات الأوان، وقال: فائدتها تظهر بالاستمرار والمداومة.

·وقدر الله لي أن استفدت من هذه النصيحة، فبدأت بتطبيقها منذ عُدت من ذلك الحج، وحتى يومنا هذا، أي منذ سبعة عشر عاما... فإن كنت غائباً تعقدها زوجتي مع الأولاد، وإن كنا غائبين في سفر يعقدها الابن الأكبر ... وهكذا. ووضعنا برنامجا لذلك، وكانت له فوائد عظيمة، لا يعرفها ألا الذي يجربها، ويستمر عليها.

·نعقدها كل يوم جمعة لمدة تتراوح بين الساعة إلى الساعتين، قبيل الصلاة... نقرأ فيها سورتي الكهف و يس، والمأثورات ... ثم تفسير لآيات منتقاة ثم قراءه من رياض الصالحين، ثم قراءه لأحد الأبناء من كتاب مختار، مثل صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو كتاب "ذوقيات المسلم"، وما شابه ذلك. ثم نسأل الزوجة عن هموم الأولاد ومشكلاتهم خلال الأسبوع، لنحلّها بالتحاور والتشاور بين الجميع، ثم يتبعها إعلان للأولاد عن السماح عن أي خطأ ارتُكب خلال الأسبوع إذا ذكره، شريطة عدم العودة إليه، ثم الاطِّلاع على العلامات وبرامج الامتحانات للتعاون في تيسيرها، ثم نختم بالصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة مرة.

·وقد لاحظت فوائد عديدة منها أن حفظ الجميع الصغار والكبار سورة الكهف، و يس، والأدعية المأثورة. ثم سمعوا تفسير عدة سور من القرآن الكريم، ثم مجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية الشريفة، علاوة على ما نقرأ جميعا من كتب، كما تعودوا أن لا يخرجوا من البيت إلا وهم على وضوء.

·والأهم من ذلك التعود على هذه الجلسة يخفف هموم الزوجة، ويحل مشاكل الأولاد أولاً بأول، ثم يتعود الأولاد والبنات على الحوار ... وطرح الآراء ... والتكلم أمام الجمهور ... وتصحيح المفاهيم الخاطئة، أولاً بأول، ثم إعطاء الجوائز التشجيعية على التفوق، وحفظ القرآن الكريم. ثم يصبح كل عضو في الأسرة مطَّلعاً على برامج الآخرين؛ لمزيد من التعاون في تنفيذها.

هذه الفوائد لا تجنى من جلسة أو اثنتين، أو جلسة في الشهر ...

بل لابد من الاستمرار فيها ...

والمداومة عليها أسبوعيا ...

مهما كان عمر الطفل صغيراً ... أو عمر الأب كبيراً ...

فلا بد أن تبدأ ... ولا بد من كسر حاجز التردد ...

والإسراع في الالتزام بها ... فأفراد الأسرة جميعا بحاجتها...

ففوائدها عظيمة للأبناء ...

والآباء ... والأمهات...

على حد سواء ...

وجزى الله أستاذنا الكريم يوسف العظم على هذه النصيحة المفيدة.

المصدر