المرشد العام: رمضان يجعل الوحدة فريضة إسلامية

التاريخ:20-09-2007
كتب- أحمد رمضان
أكد فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن الأمة الإسلامية تتفردُ بعباداتٍ تذكِّر الجميع بتوحدهم، مع كلِّ توجهٍ نحو الإله الواحد، والقِبلَة الواحدة، والشعائر الواحدة، وحتى وحدة الإمساك عن الشهوات المباحة والعودة لها في شهر رمضان.
وأضاف في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس أن شهر رمضان يجعل الوحدة تتحول من فعلٍ سياسي محكوم بالمصالح والنفعية إلى قاعدةٍ يفرضها الإسلام فرضًا، ويعتبرها جزءًا أساسيًّا في حياة المجتمع الإسلامي لا تساهل فيه.
وأوضح فضيلته أن شمولية الإسلام حوَّلت مسارات أمتنا إلى مدارٍ ربانيِّ محدد، الحيادُ عنه معناه التشتت والتيه، وهو ما سعت- وتسعى- إليه قوى الاستكبار على مدار التاريخ، ولقد حذَّر القرآن من ذلك، مؤكدًا أن هناك أقوامًا شأنهم في الحياة إيقاد الفتن وإحياء الشرور والمفاسد!
وأشار إلى أن المتدبر للواقع العالمي الآن يجد أن النافخين في كير الفتنة كثيرون، والساعين لبذرها في الأراضي الإسلامية أكثر؛ لينخروا في عظم الأمة، متسلِّلاً تحت مسمياتٍ عدة، مرةً باسم الحريات، وثانيةً باسم حقوق الأقليات، وثالثةً للحرب على الإرهاب، ورابعةً بقرارات الشرعية الدولية، وأخرى بالمساعدات والمعونات، وهكذا يُراق الدم المسلم بسلاح أخيه وبمباركة شرعية العالم الجديد، فيتحوَّل السلاح الفلسطيني والعراقي واللبناني والسوداني والأفغاني والصومالي والباكستاني من مواجهة العدو الرابض على أرضه إلى صدور وظهور إخوانٍ، المفترض أنهم يقفون معهم في خندقٍ واحد.
وشدد المرشد العام على أن يد الرباط والمقاومة التي استطاعت أن تصمد بعتاد المقلّ وبعدَّة الإيمان لهي يد أكرم وأعزّ من أن تمتدَّ لتقطع الطريق على مجاهد، أو لتسلب المقاوم حقه، وإن الجماعة لتربأ بها من أن تدنِّسها مصافحة يد عدو مخضَّبة بدماء إخوانٍ لنا وأخواتٍ، لا تهمةَ لهم إلا عزّ الصمود وشرف الرباط وأن يقولوا ربنا الله.
وخصَّ المرابطين في فلسطين بالنداء في قوله: "إخواننا في بيت المقدس وأكنافه.. يا من شَرُف قدرُكم بالرباط، وعزَّ جنابكم بالانتساب إلى أرض الإسراء، ليكن رمضان- بريحه وريحانه- النسمة الباردة التي ترتفع فيها راية العفو والتغافر، ولستم أكرم على الله من رسوله محمد- صلى الله عليه وسلم- وخليفته الصدِّيق عندما خاطبهما: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
كما وجَّه حديثه إلى ولاة الأمر في عالمنا الإسلامي، مشيرًا إلى أن رمضان يفتح أمام الكل أبواب العودة، مطالبًا إياهم أن يجعلوه فرصةً ليفتحوا أمام الشعوب باب الصلح والأوبة، وأن يرفعوا كل حجابٍ يفصلهم عن رعيتهم؛ لتصبح الأولوية رضا الداخل لا الخارج، والتترُّس بالشعوب لا عليها، وساعتها يتحوَّل رمضان من مجرد رسائل تهانٍ وبروتوكولات متبادلة، إلى طاقة تغيير حقيقية، تتوحَّد حولها الأمة حكامًا ومحكومين.
المصدر
- خبر:المرشد العام: رمضان يجعل الوحدة فريضة إسلامية . موقع إخوان أون لاين