بعد عامين..(إسرائيل) تطعن حليفها وتتوعد شريكها / د. عصام شاور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد عامين..(إسرائيل) تطعن حليفها وتتوعد شريكها


بقلم:د.عصام شاور

تمر الذكرى الثانية على محرقة غزة التي ارتكبتها (إسرائيل)، وما زالت غزة صامدة تكاد تقطف ثمار نصر " الفرقان" بعدما أحرق الرصاص المصبوب ساكبيه، فالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ما زال أسيرا تحت الأرض، وحماس تحكم فوق الأرض، ودولة الاحتلال النووية " العظمى" عاجزة عن تحرير ابنها بعدما عجزت عن استباحة أرض غزة بدبابتها.

من مصر، أعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة حربها على قطاع غزة، واليوم يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حربه على السلطة الفلسطينية في رام الله واصفاً إياها بالفاقدة للشرعية والخائفة من أي انتخابات قد تعيد حماس إلى الحكم. السفير الإسرائيلي في القاهرة حزم أمتعته وغادرها تحت جنح الظلام مخافة القبض عليه بعدما ثبت اشتراكه بالتجسس على مصر الحليف الاستراتيجي لـ(إسرائيل) وأداتها الأقوى في تشديد الحصار على قطاع غزة.

الراعي الأمريكي لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية علق في شباك ألاعيب نتنياهو ووقف عاجزا أمام العرب الذين وضعوه في مقام" المخلص" وهو الذي تعهد_كما هو ديدن ساسة أمريكا_ بـ" التخليص" على آخر نبضة كرامة وعزة في النظام العربي الرسمي.

بعد عامين على المحرقة وأعوام من الحصار المصري الإسرائيلي ما زالت غزة صامدة تعطي الدروس في التحدي والإرادة للشعوب العربية، فها هي الأصوات الحرة تتعالى في مصر للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في القاهرة وفك الحصار عن قطاع غزة، بعض الشعوب العربية بدأت تعبر عن رفضها لواقعها الأليم، وأصبحت قادرة على إعلاء صوتها في وجه أنظمتها التي تهادن اليهود وتقمع شعوبها.

بعد الذي ذكرناه من حقنا أن نسأل: ماذا يريد النظام المصري لإثبات عدوانية (إسرائيل) لمصر أكثر من اشتراك سفيرها في القاهرة في عملية تجسس لتدمير مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا؟ ولماذا لا يثور النظام المصري إذا كان الاعتداء على سيادة مصر حقيقيا كالذي اقترفته (إسرائيل) في الوقت الذي يثور فيه كلما طالب الشعب الفلسطيني في غزة بوقف سياسة التجويع والقتل الممنهج الذي يمارسه النظام المصري ضد شعبنا في القطاع؟

وما الذي يمنع السلطة الفلسطينية من التخلي عن عملية " سلام" كلها استيطان واعتداءات على الضفة الغربية فضلا عن التهديد المستمر للسلطة والطعن في شرعيتها وأهلية رئيسها وكذلك الإساءة المستمرة لغالبية قادتها.