بيان رقم (16) حول تعذيب العراقيين في سجون الاحتلال
2004/04/11
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الانبياء و المرسلين , و على آله و صحبه و من اقتفى اثره الى يوم الدين , و بعد :
فكثيراً ما كنا نسمع عن جرائم بشعة وتعذيب وحشي يقع للمعتقلين العراقيين وعن انتهاك لكرامتهم وسلب لحقوقهم رجالا و نساءً من قبل جنود الاحتلال الامريكي والبريطاني مما دعانا الى الاحتجاج المرة تلو الاخرى عند سلطة الاحتلال التي كانت تسارع الى نفي ذلك , حتى دعتنا غيرتنا على على ابناء شعبنا ان نطالب بزيارة تفقدية لسجن ابي غريب لنتأكد بانفسنا من هذه الاخبار . لكن يبدو أنهم اخفوا عنا هذه الجرائم ولم يشكُ لنا احد ممن التقيناه بوقوعها ولاسيما النساء خوفاً مما يمكن ان يصيبهم من الاذى . والظاهر أن هذه الممارسات كانت تحصل في الاقبية المظلمة و السراديب الاستخبارية المخفية .
ولكن ارادة الله تعالى شاءت ان تفضح هؤلاء المجرمين القذرين من جنود الاحتلال وأن يكون ذلك على يد صحافتهم وفضائياتهم , إذ نشروا صوراً مقززة تستفز كل ناسان سوي , مما تسبب بضجة عالمية كبيرة ادانت مثل هذه التصرفاتالتي وقعت على يد قوات دولة تدعي انها بلد الحرية والدفاع عن حقوق الانسان . ولم يكن الامر يستقر على بل يسبق الاعتقال عمليات و مداهمات للبيوت و تدمير للأبواب والاثاث ونهب للاموال والممتلكات واعتقال للرجال والنساء والاطفال بدافع وشاية من مغرض ليمكث هؤلاء الابرياء الشهور الطويلة في ظروف السجن القاسية التي تفتقر الى ابسط مقومات الحياة . وإذا اطلق سراحهم ببراءة بعد كل هذه المعاناة ليس لهم حق المطالبة بتعويض أو أي رد اعتبار . ونحن في الوقت الذي اصبحت هذه القضية حقيقية واقعة اعترف بها الرئيس الامريكي , و حقق على اثرها مجلس الشيوخ مع وزير دفاعه , نطالب بانزال اقصى العقوبات بهؤلاء المجرمين المعتدين و تعويض المعتدى عليهم عما تعرضوا له من تعذيب مشين-و لو ان كرامة الانسان لا تقدر بثمن- و تقديم اعتذار رسمي الى الشعب العراقي الذي زعموا انهم جاءوا لتحريره و لرفع الظلم عنه . و نطالب أيضاً بالتعهد امام العالم الأ يحدث مثل هذا مرة اخرى. ويطالب حزبنا الاسلامي العراقي ايضاً باطلاق سراح الاف المعتقلين من الرجال و النساء و الولدان الذين يعيشون حياة قاسية و صعبة جداً و لا سيما انهم امضوا اشهراً عديدة دون ثبوت أي تهمة ضدهم مما يجعل لهم الحق بالنعويض المعنوي و المادي بسبب ما لحق بهم من ظلم , و منهم اعضاء كثيرون من حزبنا و من الائمة و الخطباء الابرياء . واخيراً ندعو شعبنا العراقي الابي الذي اسلمه الطغيان و الاستبداد الى هذا الاحتلال أن يوحدوا صفهم و يتعاونوا جميعاً لاجل إنهاء الاحتلال و عودة السيادة الكاملة في 30 حزيران القادم تمهيداً لأختيار الشعب لممثليه كي يبنوا بلدهم و مجتمعهم على اساس الايمان و العدل و الاخوة و الحرية و احترام حقوق الانسان , و ما ذلك على الله بعزيز
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المكتب السياسي
نيسان 2004