ثلاثة ملايين معتمر ومعتكف ليلة ختم القرآن في الحرم المكي دونما أي إصابة بإنفلونزا الخنازير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ثلاثة ملايين معتمر ومعتكف ليلة ختم القرآن في الحرم المكي دونما أي إصابة بإنفلونزا الخنازير

بقلم:الدكتورعبدالحميدالقضاة

تقارير إعلامية كثيرة , من هنا وهناك , أشغلت الفضائيات , وأخافت الناس , حتى خُيِّل للبعض أن هذا الوباء آتٍ لا محالة , ولن يترك صغيرا ولا كبيرا بخير , ولن تسلم مجتمعاتنا خاصة , إلا إذا عطلت مدارسها , وألغت عمرتها وأجّلت حجها , وبادرت لحجز عشرات الملايين من جُرعات المطعوم السحري الموعود !!

وخاصةً أن التركيز الإعلامي إنصب على حالات الوفاة , علماً أن دراسةً متأنية بينت أن كل الذين ماتوا بسبب هذا الوباء , كانوا يعانون أصلاً من خللٍ في جهاز مناعتهم لسبب أو لآخر , ولو أن الإعلام ركز بنفس القدر على مئات الآلاف الذين تعافوا من الإصابة , لظهر الوباء للناس بسيطاً على حقيقته , وهذا التركيز بهذه الطريقة فيه تهويلٌ عظيمٌ وبعدٌ عن الحقيقة , لحاجةٍ أو لحاجاتٍ بدأت تتبدى للمهتمين يوما عن يوم , وللتوضيح أكثر , نُذكِّر بالأمور التالية:

أولاً : نقلت أكثرُ من أربعين فضائيةً عربية وإسلامية مشهداً عظيماً , لتجمع ثلاثة ملايين معتمر ومعتكف يوم الجمعة أي في الثامن والعشرين من رمضان , ليلة ختم القرآن الكريم في الحرم المكي , ولم تثبت – ولله الحمد – ولو إصابة واحده بإنفلونزا الخنازير , كما ظهر في تقرير أحد كبار المسؤولين عن الفحص في المدينة المقدسة .

تجمعٌ ضخمٌ هائل , لا مثيل له حتى في الحج , يستمر لساعاتٍ طويلةٍ في الحرم المكي , والناسُ يصلون ويطوفون بإزدحامٍ مشهود , وقد جاءوا من أطراف الدنيا كلها , متوكلين على الله , وآخذين بكل أسباب النظافة , مطمئنين إلى كرم الله ورحمته , فهم ضيوفه وفي حرمه الآمن .

ثانيا : زرعوا في روع الناس - من كثرة التكرار – أن الخريف والشتاء هما الموسم الحقيقي لإنتشار هذا الوباء , وتناسوا أن أقطاراً كثيرة في العالم , شرقه وغربه مرَّ عليها خريفٌ وشتاءٌ بعد ظهور هذا الوباء , ولم يحصل ما يقولون !!! , فلماذا يركزون على خريفنا وشتائنا بالذات ؟؟

ألأنه موعدٌ مناسب , ووقتٌ كافٍ لشركات الأدوية المصنعة للمطعوم , لتوفيره بكميات كبيرة ؟؟ ونحن المطموع بأموالنا الأقدر على دفع التكلفة ، وبالتالي يجدون عندنا ما يريدون ؟!! أم لأن فيهما موسم حجنا ؟!!

ثالثا : كفى متاجرة وتهويلاً وتخويفاً للشعوب , فقد سقطت الدعوى , وخابت آمال المتاجرين بصحة البشر , وبان الكثير من مكرهم وتخطيطهم .

فما حصل من تجمعٍ هائلٍ في مكة المكرمة لأعدادٍ عظيمة من المعتمرين , جاءوا من جميع بلدان العالم , قبل توفر المطعوم وتوزيعه وإستعماله .

هذا التجمع الكبير الذي - بفضل الله – بسلام وعافيه, يُثبت كذب ما يدَّعون ويروِّجون . " والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .

رابعا : إن من يتجولَ في العالم , يرى بأم عينه الفارقَ الواضح في الإهتمام بهذا الوباء , فلا تراهُ بشكل رئيسي إلا في مطاراتِ الدول النامية وصحفهم وأحاديثهم .

فلماذا لم تؤجل أو تغلق المدارس ورياض الأطفال والجامعات في البلاد الغربية الموبوءة ؟؟ . ثم لماذا لا يقومون في الغرب بالفحص المخبري لكل من تظهر عليه علامات الإنفلونزا ولو كانت الإنفلونزا العادية , ؟؟ .

اما في بلادنا وحسب ما ظهر في الصحف فقد تراكمت العينات المشبوهة في المختبرات لدرجة أنها أخذت حصتها وحصة غيرها من الإهتمام والوقت والإنفاق , فهل نحن أكثرُ حرصاً على صحة مواطننا منهم على مواطنهم ؟؟ ام نحن فعلاً نطبق دون وعيٍ مقولة اننا السوق الإستهلاكية للكواشف الطبية المصنوعة في الغرب ؟؟ .

فمع تقديرنا للجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المعنية , إلا أننا نطالب بنفس القدر من الإهتمام بالجوانب الصحية الأخرى للمواطن في دولنا النامية .

خامسا : حذارِ من المطعوم السحري الذي تنتظره الحكومات بفارغ الصبر , فعليه ألفُ علامة إستفهامٍ وإستفهام , ويكفي أن نذكر أن مصنِّعيه لن يستعملوه لأنفسهم , وأن نصف أطباء بريطانيا سيرفضون تطعيم أنفسهم به , لمعرفتهم بآثاره الجانبية على صحة الإنسان .

ومع أنني من المشجعين دائماً للناس لتطعيم أبنائهم وتحصينهم ضد الأوبئة الأخرى ؛ كشلل الأطفال والحصبة , إلّا أنني لن أستعمل مطعوم إنفلونزا الخنازير لنفسي ولن أنصح به غيري لأسباب كثيرة ونتائج تجارب ظهرت هنا وهناك .

وأخيراً : نأخذ بكل أسباب النظافة الممكنة في حياتنا اليومية , سواءً في البيت أو في مكان العمل أومكان الدراسة أو في الحل او الترحال , ولا نؤخر عملاً بسبب هذا الوباء , خاصة في ما يتعلق بالحج , فضيوف الرحمن في رعاية الله وحفظه , فلا تقلقوا عليهم.

المصدر