حديث التوبة والإصلاح قبل قدوم رمضان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٢٦، ٨ يوليو ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حديث التوبة والإصلاح قبل قدوم رمضان

رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

مقدمة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومَن والاه.. وبعد،،،

فإنَّ رمضان يوشك أن تهل علينا أنواره، وتتسارع نحونا خُطاه، وهو سوق الخير العميم، يُقام في كل عام مرة، فمن حُرم خيره فقد حُرم، ورَغِمَ أنفُ عبد بلغ رمضان ولم يُغفر له، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فأية فرصة للتوبة هي أعظم وأكرم؟ وذلك الملك الكريم ينادي من عند الله تعالى في رمضان: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.. وذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم يخبرنا: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم، ويقول: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه" رواه أحمد وأصحاب السنن.

التوبة والإصلاح

ويأتينا شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، ونحن أشد ما نكون حاجةً إلى أن نحدث لله توبةً صادقةً، وأن نُريه من أنفسنا خيرًا، وأن تعود الأمة كلها إلى رحابه الكريم مقرة بذنبها، معترفةً بتقصيرها في جنبِ الله، وفي حق دينه وتبليغ رسالته وحمل دعوته، و الجهاد في سبيلها والعمل لإعزازها، ورد عادية الظالمين عنها.

ويأتي رمضان وكثير من حكام المسلمين يحمل أوزارًا، وددنا- والله- لو تخففوا منها، فقد كبَّلوا شعوبهم بقيود الاستبداد، وأطاحوا بحريات أمتهم من أجل مخاوف فارغة على كراسي وعروش لا تُغري عاقلاً، قد أضحى الحفاظ عليها همَّهم المقيم، ورمضان فرصة للتوبة التي لا نزال نرجوها لكثير منهم، كيف لا والله تعالى يغفر الذنوب جميعًا، ولو جئناه بقراب الأرض معصية لقابلها بقرابها مغفرة ورحمة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: من الآية53).

غير أنه لا غفران بلا توبة، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران:135) ولا توبةَ بغير إصلاح حقيقي ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا﴾ (البقرة: من الآية160) ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا﴾ (آل عمران: من الآية89) ﴿إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ (مريم: من الآية60) ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طـه:82)..

فهل يكون رمضان القادم على الأبواب فرصة للصلح مع الله والإصلاح مع الخلق، إصلاحًا يأتي من داخل النفس مستيقنًا خطر الحساب بين يدي جبار السماوات والأرض، الذي ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ (غافر: 19) ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (الحاقة: 18) إصلاحًا يستند إلى الثقة في هذه الأمة ومقدرتها على الصمود والفعل التاريخي الجسور، وصياغة المستقبل رغم مكر أعدائها وكيدهم، إصلاحًا يستبق محاولات أعداء الأمة في فرض التغيير الذي يناسبهم فرضًا لا يقدر حكامنا- وهم في خصومة مع شعوبهم- على الفكاك منه، إصلاحًا يستحضر قول الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية11).

فيا حكامنا أجيبوا دعوة الله لكم، ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ* يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ (غافر:38، 39)، ولا تغرنكم عروشكم البائسة فتحول بينكم وبين فلاح الدنيا والآخرة ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا﴾ (غافر: من الآية29).

من وحي نصر العاشر من رمضان/ أكتوبر المجيد

وإن لنا في نصر العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر- لعظة نسوقها لحاكمينا وشعوبنا على السواء، حين تحرر القرار السياسي، واجتمعت الأمة على حتمية الجهاد وردِّ العدوان وتحرير الوطن.. وصحَّت العقيدة في أن النصر من عند الله وحده، لا يأتي به الشرق ولا الغرب.. وانطلقت هتافات الجنود الصائمين: الله أكبر.. فما نفع عدونا ما عنده من ترسانة السلاح، والجيش الذي زعمه لا يقهر قهره سلاح الإيمان بالله، فكان نصر ما زلنا نشم أريجه، ونحس فخره منذ واحد وثلاثين عامًا لم تخض خلالها جيوشنا المسلحة النظامية حربًا ضد أعداء الله والوطن، وبردت الحدود والجبهات، وفرض على جيوشنا- التي تسلحت بقوت شعوبها- أن تؤمِّن للعدو كيانه وهي كارهة، ورضي حكامنا تخذيل قوانا وتيئيس أمتنا، وتركيعها أمام أعدائها؛ استجلابًا لرضى الأمريكان والصهاينة، وما هم براضين يومًا، ولتبقى لهم عروشهم على أية حال وبأي سبيل.

وسوف نظل ندعو الله أن يَمُنَّ علينا وعليهم بهدايته، والأوبة إليه، والعودة إلى رحابه الكريم، مع مقدم شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، ونذكر قولة شيخ الإسلام ابن تيمية: لو أنَّ لي دعوة صالحة لجعلتها للحاكم، يصلح بصلاحه خلق كثير، ويفسد بفساده خلق كثير، غير أننا لن نغادر مواقع الرفض لممارسات هؤلاء الحكام، والنصح لهم، وتنبيههم إلى خطورة أفعالهم في هذه المرحلة التاريخية العصيبة من تاريخ أمتنا.

إنَّ أحدهم يعلن دون مواربة في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة رفضه لما يردده بعض زعماء الغرب وأمريكا من تصنيف بلاده كدولة مسلمة ديمقراطية، ويقول: "ليس مقبولاً لدينا وصفنا بأننا جمهورية إسلامية، والحديث عنَّا باعتبارنا مثالاً للاعتدال الإسلامي؛ لأن هذا شيء لا معنى له"!!

وإنَّ الصحف لتنشر أنَّ جهازًا للمخابرات في دولة عربية سلَّم جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد) ملفًا كاملاً عن بنية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقياداتها في الخارج بعد ثلاثة أيام فقط من طلب الموساد ذلك!!، وشمل الملف حديثًا عن قيادات الحركة ومواقعهم التنظيمية والجوانب الأمنية المتعلقة بتحركاتهم، وأماكن إقامتهم، وعاداتهم وصفاتهم الشخصية، وسلوكهم، إضافةً إلى معلومات تتعلق بطعامهم وشرابهم وغسيل ثيابهم وكيِّها، وطبيعة كل منهم ودوره!! وقد رجح قادة حماس صحة هذه المعلومات، وبخاصة بعدما اغتالت يد الغدر الصهيوني الشهيد عز الدين الشيخ خليل في دمشق يوم الأحد 26/9/2004م.

أليس هذا السلوك وسابقه خيانة لله ورسوله وأمة الإسلام والعرب، ودماء الشهداء ومقدسات المسلمين، وهل يمكن وصفها بأقل من ذلك؟!! وبماذا نُسمِّي هذا الصمت المريب تجاه المجازر الصهيونية في فلسطين، وعدوانها الكاسح الأسبوع الماضي على غزة، الذي أسموه "أيام الندم"، جعله الله ندمًا وخزيًّا على المعتدين، وذلك الصمت المريب تجاه ما يحدث في العراق من قصف أمريكي وحشي للمدنيين يخلف وراءه كل يوم عشرات القتلى ومئات الجرحى والمصابين؟!

لقد مللنا هذا التبلد في المشاعر والاستخزاء في السلوك، والخيانة في الفعل والقول، ولم يعد ذلك مقبولاً، وبخاصة أن ثمنه- وهو البقاء على كراسي الحكم المرتعشة- لا يساوي قطرة دم تهراق، أو قلامة ظفر لصبي أو امرأة في فلسطين أو العراق، فحتى بيانات الشجب والإدانة والاستنكار التي كانت شعوبنا تتندر بها أصبحوا عنها عاجزين!!

الحرب الصليبية ضد المسلمين يؤكدها أزنار

إننا لم نعد نجد عذرًا لذلك التقاعس والتخاذل، وتلك المهانة والتحجر، وبخاصة بعدما برح الخفاء، ولم تعد الحرب على عالمنا العربى والإسلامى تجرى بالوكالة أو من وراء ستار، أو يحاول المعتدون إخفاء نواياهم، أو تجميل وجههم القبيح، لقد أعلن من قبل جورج بوش الابن أنها حرب صليبية، وبالأمس القريب حملت الأخبار إلينا خطاب أزنار رئيس وزراء إسبانيا السابق، وأحد أضلاع مثلث الشر الذى سعّر الحرب ضد العراق (بوش) – بلير – أزنار) وقد ألقى خطابه في جامعة جورج تاون الأمريكية، وقال فيه "إن الكثير من الأسبان والأوربيين يعتقدون أن اعتداءات مدريد يوم 11 مارس الماضي هي نتيجة دعم الحكومة الإسبانية للحرب على العراق، ولكنني أؤكد لكم أن لها جذورًا ضاربة في التاريخ، منذ رفضت إسبانيا أن تكون جزءًا من العالم الإسلامي عندما غزاها المسلمون العرب في القرن الثامن الميلادي.. إنَّ مشكلات إسبانيا مع تنظيم القاعدة و الإسلام بدأت آنذاك!!

إنَّه الإصرار ذاته على تأكيد الهوية الدينية للحرب المستعرة ضد المسلمين، وإعلان ذلك دون مواربة، وقد ضمنوا برودة رد الفعل عند حكام المسلمين؛ بل غيابه بالأحرى، وتكفل هؤلاء الحكام بقمع ردود الفعل عند شعوبهم.

وإذا كان الشعب الإسباني قد قال كلمته، وأسقط حكومة أزنار في أول انتخابات بعد الحرب على العراق، وسحب خليفته القوات الإسبانية من هناك، فإنَّ الشعب الأمريكي لن يجد بديلاً ينقذه من التردي في هوة العداء للعرب والمسلمين، والانجراف أمام دعاوى صدام الحضارات، لا التعايش بينها، فالمرشح الديمقراطي جون كيري المنافس لبوش الابن- سعيًّا وراء كسب أصوات اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا- يؤكد تحامله المطلق ضد العرب والمسلمين، وإن حاول أن يبدو أقل استفزازًا وصلفًا، فهو القائل في إحدى خطبه في مايو الماضي: "إذا تمَّ انتخابي رئيسًا فلن أضغط على إسرائيل أبدًا كي تضحي بأمنها، لن أتوقع منها أن تتفاوض مع شريك غير موثوق فيه"، يعني السلطة الفلسطينية..

وهو القائل عن إيران في خطابه بولاية فلوريدا في يونيو الماضي: "أمريكا لن تقبل بدولة إيرانية مسلحة نوويًّا، وسنعمل مع حلفائنا لإنهاء هذه المشكلة الخطيرة"، أما بشأن الحرب المعلنة على ما يُسمونه "الإرهاب" فقد تعهَّد كيري أن تكون- في حال نجاحه- "أكثر ذكاءً وأكثر تأثيرًا"، وقال: "إن كل الأدوات سوف تكون رهنًا لهذه الحرب، اقتصادنا وقوتنا العسكرية ومبادئنا التي ترسم لنا الطريق"..

أما بشأن خطته المزمعة بشأن الحرب في العراق فهو يطمح إلى تعظيم مشاركة القوات الدولية، بهدف سحب بعض القوات الأمريكية من أتون القتال هناك، أي أنه يسعى- كمنافسه بوش- إلى من يحارب نيابةً عن أمريكا لتحقيق أهدافها، وبينما يعتمد بوش صراحةً في ذلك على المرتزقة المأجورين، فإنَّ كيري يريد الاعتماد على جيوش نظامية دولية!!

الصهاينة يكدسون سلاحهم وعندنا يخافون المساجد

إنه ذات العداء للإسلام وأهله، وإن ارتدى قفازًا أقل خشونة، ولبس قناعًا أشد كثافةً!! وحتى يحسم الشعب الأمريكي موقفه تجاه الحاكم الجديد فإنَّ أمريكا قد أمدت الكيان الصهيوني بخمسمائة قنبلة ذكية قادرة على اختراق المنشآت النووية على بعد عشرة أمتار تحت الأرض، مهما كانت تحصيناتها، ووصلت قيمة هذه الصفقة 319 مليون دولار!!

أين حكامنا ومؤسساتنا من ذلك كله؟ إنهم مشغولون بالرقص على أنغام العازف الأمريكي الصهيوني ضد المسلمين، وبعضهم تتسارع خطاه، وبعضهم تتباطأ، لكن الجميع منهمك في أداء الدور المطلوب بعناية، فتجد منهم مَن يغير مناهج التعليم في بلاده ليُرضي السيد الأمريكي، ومنهم مَن يؤرقه صوت الأذان للصلاة، فيسعون في مصر إلى توحيد الأذان، أما في تركيا فإنَّ مؤسسة الشئون الدينية هناك قد قررت خفض صوت الأذان كيلا يجرح المشاعر المرهفة لجموع المواطنين!!

ويبدو قدوم رمضان واستعادة الأمة كثيرًا من عافيتها وحيويتها الدينية فيه عملاً مؤرقًا لهم، فيقررون في مصر تقليص عدد المساجد التي يختم فيها المصلون القرآن في ليالي الشهر الفضيل، والتي تغدو عادةً مراكز جذب للشباب الباحث عن فيض روحي نبيل، ويجدُّون السير في اتجاه تأميم المساجد والسيطرة على خطبائها.

ستنتصر الشعوب بإسلامها

إننا على يقينٍ من أن النصر للإسلام قادم لا محالة، فهذا وعد الله الذى لا يتخلف ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة: 21).

وإنَّ الشعوب المسلمة لقادرة على تجاوز هذه المحنة بإذن الله، وهي أشد اعتزازًا بدينها واستمساكًا به، وها هم أولاء إخوانكم في فلسطين تدخل انتفاضتهم المباركة عامها الخامس، وقد أقضت مضاجع الصهاينة المحتلين، وأسقطت وهم الشعور بالأمن، والاحتماء بالجيش الذي لا يقهر، وبمظلة السلاح النووي الموجه نحونا، حتى غدا غلاة اليمين الصهيوني المتطرف- وعلى رأسهم شارون- يدركون استحالة قهر الانتفاضة والشعب الصابر المجاهد بالقوة العسكرية، ويفكرون في الانسحاب من غزة، وتفكيك المغتصبات الصهيونية هناك، وهو ما كان قبل الانتفاضة يعد التفكير فيه خيانةً للقضية الصهيونية عندهم، أما المقاومة في العراق فإن عودها يشتد يومًا بعد الآخر.

وإنَّ مصادر الاحتلال نفسها لتؤكد أنَّ المقاومة تشن 70 هجومًا يوميًّا على قواتها، وغدا العراق مستنقعًا شديد الخطر للغزاة، حتى عبر الرئيس الفرنسي عن الحال هناك بقوله: "إنَّ أبواب جهنم قد فُتحت في العراق، ونحن عاجزون عن إغلاقها"، وشجع حرج الأوضاع الأمريكية هناك الأمين العام للأمم المتحدة على أن يجهر بالقول بأن الحرب على العراق قد تمت بعيدًا عن كل شرعية وقانون.

إننا ندعو الله في هذه الأيام المباركة- ورمضان على الأبواب- أن يشد من عزائم المجاهدين، وأن يجعل جهادهم خالصًا لوجهه الكريم، وأن يوحد صفوفهم، ويزيد وعيهم بما يُحاك ضد مسيرتهم ويشوه نبل غايتهم، وأن يرزقنا البصيرة حكامًا ومحكومين بأهمية ذلك الجهاد وفضله على الأمة، فلولاه لكان الغزاة على أبواب أكثر من عاصمة عربية، إنَّ المقاومة هناك- في فلسطين والعراق- هي خط الدفاع الأول عن كل فرد وأسرة ووطن ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية21).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.