حقيقة العلاقة بين الإخوان المسلمون و اللجنة الوطنية للعمال والطلبة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٠٠، ١٠ مارس ٢٠٢١ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات) (حمى "حقيقة العلاقة بين الإخوان المسلمون و اللجنة الوطنية للعمال والطلبة" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين...)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حقيقة العلاقة بين الإخوان المسلمون و اللجنة الوطنية للعمال والطلبة


مقدمة

ظل الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين - نشأت عام 1928م - والحركة الشيوعية في مصر على أشده سواء في عصر مؤسس الجماعة الأستاذ حسن البنا أو في عصور خلفائه من المرشدين حتى وقتنا الحالي، وذلك لاختلاف الأيديولوجيات التي يستند عليها الفريقين، وصل إلى حد التنافر في معظم القضايا بين المدرستين، فإحداهما تنتمي إلى المدرسة الوسطية التي نادى بها الإسلام والتي طالبت بتطبيق مبادئ الإسلام في كل مناحي الحياة، والأخرى على النقيض في نظرتها للإسلام.

والشيوعيين في الدول العربية والإسلامية نقلوا المبادئ اليسارية، فحولوا صراعهم من الدفاع عن الطبقات الكادحة إلى صراع ضد العقيدة خاصة الإسلامية، وهو ما وضعهم في مواجهة الشعوب الإسلامية عامية والتيارات الإسلامية خاصة.

ولقد تعرضت الشيوعية في بداية ظهورها إلى ضربات من الحكومات المصرية حتى اختفت الموجة الأولى بعد القبض على أعضائها والزج بهم في السجون، وذلك قبل أن تعود مرة أخرى على أيدي هنري كورييل ومارسيل إسرائيل في أربعينيات القرن العشرين؟

انضم إليهم بعد ذلك بعض المصريين الذين شكلوا بداية الحركة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية وكانوا جميعا ينتمون للطبقة البورجوازية الكبيرة ذوى الثقافة الأجنبية، إلا أن الشقاق حدث بينهما فانقسمت الحركة إلى عدة حركات.

لكن كان من الغريب واللافت للانتباه أن يهتم الشباب اليهودي دون غيرهم بشئون الفلاحين والعمال المصريين في هذه الفترة، ويتساءل الدكتور رؤوف عباس – يساري - لماذا شباب البورجوازية اليهودية بالذات دون غيرهم من شرائح البورجوازية الأخرى الذين اهتموا بحال الفقراء والعمال في مصر؟ ولماذا لم يحدث ذلك إلا فى ظروف الحرب العالمية الثانية. (1)

البداية اختراق الوفد

في عام 1942م - وقت أن كان الوفد في الحكومة - قام باعتقال قادة الفكر الشيوعي، غير أن مجريات الحرب دفعت الحكومة لاطلاق سراحهم، فعمل كورييل على إنشاء تنظيم شيوعي قوي فى أكتوبر 1943 وأطلق عليها "الحركة المصرية للتحرر الوطنى" (حمتو)

وانضم له عدد من الشباب اليهودي المنتمين إلى جنسيات أجنبية بمصر خاصة المرتبطين وجدانيا بالمنهج الشيوعي الفرنسي والذي حقق نجاحا وقوة و وتأثرهم بالنضال الأوروبى. وقد عملت الحركة المصرية للتحرر الوطنى على ضم المصريين دون أخواتها من المنظمات الشيوعية الأخرى.

ولقد أنفقت الأموال الكثيرة على قسم النشرات والمجلات العلنية والنشرات السرية، وقد تسأل الدكتور رؤوف عباس عن هذه الأموال ومن أين جاءت؟ ومن كان يمدونهم بها؟. (2)

لم يتقبل الشعب المصري الفكر الشيوعي بسهولة، ولذا عمل الشيوعيين على استغلال كل الامكانيات والأحزاب لتسخيرهم من أجل الإختفاء والتستر خلفهم، فكان حزب الوفد – بحكم شعبيته ومكانته لدى الشعب المصري – هدفهم، ومن ثم سعت الحركة المصرية للتحرير الوطنى (حمتو) للإندماج في الطليعة الوفدية والتي كانت تشكل الشباب الوفدي الثائر في الحزب، وبعد فترة أصبح للشيوعيين تأثير على النماذج الوفدية.

وهو ما أدركه الأستاذ حسن البنا والإخوان وأدركوا ما يرنوا إليه هؤلاء الشيوعيين من اندماجهم في حزب الوفد، حتى أنهم كانوا السبب في حالة الصدام بين الإخوان والوفد، وكتب الأستاذ البنا للنحاس باشا موضحا له طبيعة العناصر الشيوعية التي انضمت للوفد وغرضها من ذلك

فقال:

ودعنى يا رفعة الباشا أتحدث إليك عنه بكل صراحة، فالدين النصيحة - أن الوفد فى أيامه الأخيرة قد تخللت صفوفه طوائف وأفواج من ذوى الآراء الخطرة والمبادئ الهدامة الذين لا يدينون بغير الشيوعية مذهبًا ولا يؤمنون بغير موسكو قيادة وتوجيهًا، وقد رأوا فى الوفد -الذى يعوزه الدم الجديد، والمنهاج الجديد- خير ستار يعملون خلفه ويمثلون ما يريدون من مهازل على مسرحه
فيلعبون على الحبلين، ويبتزون المال من الجهتين، ويتمرغون فى أحط الشهوات باسم الأحزاب والدعوات، ونظرة دقيقة واحدة من رفعتك إلى حضرات المحررين فى صوت الأمة وفى رابطة الشباب أو الطليعة الوفدية وفى هيئة تحرير الحوادث والجماهير، وفى ممثلى الطلاب الوفديين فى المدارس والمعاهد تكشف لك عن أن هؤلاء جميعًا ليس فيهم من الوفدية إلا اسمها الذى يتبرمون به فى مجالسهم الخاصة
ويسخرون منه حين يخلوا بعضهم ببعض فى أنديتهم الثانية، وذلك خطر داهم يتهدد كيان الوفد فى الصميم أولاً، ويهدد المجتمع المصرى كله بعد ذلك، فحلفاء اليوم هم ألد أعداء الغد القريب، دعاة الشيوعية الآن هم أصبع المستعمر الجديد الغريب
وإنى لأستكثر أن تسمح وطنية رجال الوفد بأن يكونوا حماة هذا الشر المستطير، والوسطاء الأقربين فى ظل هذه الجرائم المهلكة إلى عقول شباب هذه الأمة الأبرياء، وتسميم نفوسهم بهذه الأدواء حتى لقد تعالى الهتاف فى بعض المدارس "الشيوعية فوق الإسلام" وعبارات أخرى لا محل لذكرها فى هذا الخطاب. (3)

بهذه النظرة التي نظرها الأستاذ حسن البنا للطليعة الوفدية تتضح الصورة أكثر عن سبب عزوف الإخوان المسلمين عن الاشتراك معهم في أي تحالف، وهو ما يفسر لنا سبب عدم اشتراك الإخوان في اللجنة الوطنية للعمال والطلبة التي كونها الشيوعيين مع الوفد وشباب الإخوان المسلمين في الجامعة قبل أن ينسحبوا منها.

اللجنة الوطنية للعمال والطلبة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حاولت الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حمتو) أن تدخل غمار العمل الوطنى لامتلاك زمام المبادرة على الساحة السياسية بين صفوف الطلبة والعمال، فقامت بتوزيع عشرين ألف نسخة من المنشورات على الطلبة والعمال والجنود دعوا فيها للخروج إلى النضال ضد الامبريالية

وكانت الحركة تظن أن باستطاعتها امتلاك زمام المبادرة على ساحة السياسية بين صفوف الطلبة والعمال، لكنها أدركت أنها أعجز على قيادة النضال بمفردها، ولم يستجب أحد لدعوة الحركة، ولذا دعت إلى عقد مؤتمرات جماهيرية والتي لقيت استجابة من يسار الوفد والطليعة الوفدية فقام هؤلاء بدور جيد فى تعبئة بعض الطلبة، وفى يناير 1946م تكونت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة من الشيوعيين والوفدين. (4)

وهو ما ألقى طارق البشري عليه الضوء بقوله:

؛أنه خلال المدة من 1943م إلى 1945م ظهرت عدة مجموعات شيوعية كان فى مقدمتها الطليعة التى تكونت من طلبة ومثقفين وفديين. (5)

كان الإخوان في هذا التوقيت قد زاد ثقلهم داخل الطلبة وأصبحت لهم الكلمة العليا، وهو ما زاد من حنك الوفد عليهم لكونهم سحبوا البساط الشعبي والطلابي من الوفد، حيث لاحظ سير والتر سميث - الذى يعمل بالسفارة البريطانية - فى 1946: " إن ظهور الإخوان المسلمين قد أضعف الوفد، خصوصاً فى الجامعة والمدارس ، حيث أصبحوا مؤخراً أقوى من الوفد من حيث كونهم أحد عناصر الاضطراب".

ويضيف:

بينما اعتبرت جماعة الإخوان نفسها "القوة المهيمنة" على الحركة الطلابية فى تلك الفترة ، فربما كان من الأصوب اعتبارها واحدة من القوى الرئيسية فيها، حيث كان عليها أن تتنافس على كسب تأييد الطلاب مع الكتلة العريضة من الطلاب الوفديين. (6)

وعند بداية العام الجامعي 45/1946 دعا الطلاب اليساريون إلى عقد مؤتمر عام فى 7 أكتوبر لمناقشة المواقف الطلابية إزاء المسألة الوطنية فى مواجهة تجدد تبادل المذكرات الانجليزية المصرية، وفى اليوم السابق على المؤتمر عقد الإخوان المسلمون اجتماعاً، قدموا من خلاله مذكرة إلى الحكومة بإسم "أرض مصر الخضراء" طرحوا فيها آرائهم فى القضية الوطنية وقد أشار الإخوان إلى أن هذا الاجتماع قد حضره حوالي ستة آلاف طالب، ولعدم تلاقي الرؤى بين المعسكرين حدث شقاق بين طلاب الإخوان وطلاب الوفد والشيوعيين. (7)

ويقول رفعت السعيد:

قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت الحركة الشيوعية الناشئة تحاول التأثير على الحركة الطلابية من داخلها بدلاً من التأثير عليها من الخارج، فشهد العام الدراسي 45/ 1946 درجة عالية من النشاط الشيوعي بين الطلاب خصوصاً فى كليات العلوم والطب بجامعتي القاهرة والإسكندرية ، وفى كليتي التجارة والحقوق بالقاهرة . وقد لقبت كلية الحقوق بالإسكندرية على وجه الخصوص باسم " الكلية الحمراء". (8)

وحينما اشتد الصراع داخل أروقة الجامعة بين طلبة الإخوان والطلبة الشيوعيين، وقف الطلبة الشيوعيين يهتفون وسط الجامعة "لا إسلام في الجامعة" فتصدى لهم طلبة الإخوان حيث دارت بينهما مناوشات. (9)

نشط الشيوعيين وسط الطلبة من خلال لجنة الطلبة التنفيذية العليا والتى كان يقودها عناصر طليعية من شباب الوفد، وفي نفس الوقت تكونت بين العمال لجنة تعمل خلالها، وكان النشاط الأساسى لطليعة العمال يظهر فى صفوف الوفد، كما برز نشاط الشباب اليسارى فى الوفد من خلال جريدة الوفد المصرى والتى كانوا يعملون من خلالها ويتخذونها منبرا لتوصيل أفكارهم ومهاجمة خصوصهم.

يقول ريتشارد ميتشيل:

وفور تعين صدقي، بادر الوفد بالسعي إلى توسيع الجبهة التي يقودها عن طريق ضم الطلاب والعمال الصناعيين في مجموعة أطلق عليها اسم "اللجنة الوطنية للعمال والطلبة" والتي ظهرت نتيجة لنشاط المجموعة التي يوجهها الشيوعيون والمسماه "لجنة العمال للتحرر الوطني".
وقد شكلت المجموعة الأخيرة في أكتوبر 1945، لتشرف على اضرابات عمال الصناعة في مركز صناعة النسيج في القاهرة "شبرا الخيمة"، والتي سنتعرض لها بتفصيل أكثر بعد قليل. وسارعت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة بالدعوة إلى اضراب على مستوى البلاد في 21 فبراير "يوم الجلاء ووحدة وادي النيل"، وهو الاضراب الذي تحول إلى واحد من أسوأ وأدي الانتفاضات خلال الفترة كلها، بعد أن اشتبك الطلاب مع البوليس والقوات البريطانية التي كانت ما تزال متمركزة في القاهرة. (10)

وعندما تشكلت اللجنة التنفيذية للطلبة بين الوفد والشيوعيين رفض الإخوان الانضمام إليها، وكتب عبد الحكيم عابدين تحت عنوان (على مفترق الطرق - إسلامية قرآنية - تهدي الناس سواء السبيل) وضح فيه أن الشيوعية لا تعمل على وحدة الشعوب بل تفرق بين الأجناس من حيث الدين واللون. (11)

ولقد نشرت مجلة الإخوان ما كتبته مجلة المنار السورية تحت عنوان (الإخوان المسلمون في مصر بين الوفديين والشيوعيين)، ذكرت: سر العداء بين الشيوعية والإخوان فذكرت أن الشيوعيين يأتمرون بأمر موسكو، كما أنهم دعاة إلحاد وفوضى وهذا على خلاف الإخوان الذين يأتمرون بأوامر شرع الله ويدعون إلى الإيمان وسمو الأخلاق.

شهدت الفترة 17 – 19 فبراير ، لأول مرة محاولة جادة للتنسيق بين حركة الطلاب وحركة الطبقة العاملة حيث اتصل عدد منهم بمجموعة من النقابات العمالية عقب أحداث 9 فبراير مباشرة، ونجحوا فعلياً فى تشكيل جبهة مشتركة من كل من العمال والطلاب ، وهى "اللجنة الوطنية للعمال والطلبة"

وكان أغلب أعضاء اللجنة من اليساريين ، وانتخبت الطالبة ثريا أدهم ، والعامل حسين كاظم سكرتيرين لها . وقد رفض الطلاب من الإخوان المسلمين ومعهم مجموعة أخرى الانضمام إلى اللجنة، ثم شكلوا بعد قليل لجنة مماثلة تتكون من الطلاب فحسب تحت اسم قريب الشبه ، وهى " اللجنة التنفيذية العليا للطلبة". (12)

لكن ضعفت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة للأسباب كثيرة ذكرها طارق البشري بقوله:

ضعفت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة لا بسبب انسحاب الإخوان منها فحسب، لكن بسبب الضعف الداخلى المتعلق بتنظيمها ذاته، حيث سيطر عليه التلقائية والتحرك بغير توجيه منظم فلم يكن لديه منهجية ولا خطة مستقبلية ومن ثم ظهرت عوامل الضعف بين جنباته
والدليل أن مظاهرات 21 فبراير و 4 مارس لم تكن من تنظيم هيئة بعينها أو خضعت لترتيب دقيق، وأن المنظمات التى اشتركت فى توجيه هذه الاضرابات بعضها شعبيا وبعضها فاشيا فى نفس الوقت، وأن الدافع وراء تكوين اللجنة الوطنية هو دافع تلقائى حماسى من عدة هيئات لكل هيئة تاريخها وأسلوبها فى العمل المختلف عن الآخر. (13)

لقد كان واضحا أن الشيوعيين هم الأداة القوية في تشكيل اللجنة الوطنية للطلبة والعمال وهم ما أكده الدكتور رؤوف عباس بقوله:

وفي الأربعينيات كون (هنري كوريل) الحركة المصرية للتحرر الوطني التي جعلت الفكر الاشتراكي مطروحا ومتاحا في مصر عن طريق كتبها ونشراتها وكون (هليل شوارتز) تنظيم الشرارة (ايسكرا) الذي أسهم بدور كبير في تكوين اللجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة 1946م. (14)

وعن مدى تأثير الشيوعيين في اللجنة التنفيذية التي رفض الإخوان الاشتراك فيها بسبب هذا التأثير عام 1946م - والتي يروج البعض أن الإخوان خانوا الوفد ولم يتفقوا معهم

يقول الدكتور عبدالوهاب بكر:

كان للاتجاه اليساري أثره في نشاط "اللجنة التنفيذية للطلبة والعمال" التي انبثقت عن اجتماعات قادة هذه الحركة في فبراير 1946 ولعل ظهور "الطليعة الوفدية" في ذلك الوقت يبين إلى أي مدي استطاع " الناشط الماركسي " أن يحدث أثره في صفوف الشباب الوفدي الذي كان يشارك في ناشط اللجنة التنفيذية للطلبة والعمال. (15)

ألقى الشيوعيون بالتهم على الإخوان لعدم اشتراكهم في اللجنة الوطنية للعمال والطلبة والتي تأسست عام 1946م وأثاروا حولهم الشبهات ونفوا عنهم الوطنية، غير أن الإخوان كانوا يدركون ما يرنوا إليه الشيوعيين، هذا غير عدم النضج وعدم التنظيم والعشوائية التي كانت تسيطر على اللجنة

يقول شهدي عطية الشافعي:

لم تعمر اللجنة الوطنية للعمال والطلبة إلا بضع شهور، ووقعت في أخطاء تدل على عدم نضجها النضج الكافي، فقد استمر نشاطها قاصرا على المدن بين صفوف الطلبة والعمال والحرفيين فلم تمتد إذ ذاك إلى الفلاحين، كما أنها لم تحسن تنظيم صفوفها والتوغل وسط الشعب فكانت لجنة علوية فقط ليس لها لجان في كل مصنع وشارع وحى، كما أن أهم ما عابها انقسامها على أنفسها وعدم الوحدة بين قيادتها. ونتج عن ضعف الحركة أن البوليس السياسي استطاع اختراقها والقبض على هنري كوريل والسيد سليمان رفاعي وغيرهم من الشيوعيين. (16)

ووجهت "اللجنة التحضيرية لاتحاد نقابات عمال القطر المصري" انتقادات حادة للجنة الوطنية للعمال والطلبة على الصعيدين السياسي والتنظيمي ، وذلك على صفحات مجلة "الفجر الجديد" (14 أبريل 1946). حيث أصرت المجلة على أن أحداث 21 فبراير و 4 مارس 1946 كانت عفوية ولم يسبق التحضير لها بواسطة اللجنة الوطنية للعمال والطلبة التي لم تفعل أكثر من أنها حددت تواريخ حدوثها كما أنها عجزت عن أن تساير التطورات السياسية لتلك الفترة.

ونتج عن هذا الصراع أن هاجم الشيوعيين الإخوان، وطالبوا الحكومة بحل جماعة الإخوان وذلك عبر صحيفة الجماهير اليسارية، وظلوا يطالبون بذلك، بل كانوا من أكثر الناس فرحا بسبب القرار الذي أصدره النقراشي بحل الإخوان في 8/ 12/ 1948م. (17)

أخيرا

كثير من التهم والشبهات أثارها ويثيرها العلمانيون والشيوعيون وأتباع الأنظمة الحاكمة ضد جماعة الإخوان المسلمين ودائما ما ينفون عنهم الوطنية والتخلى عن الحركة الوطنية، معتمدين في لك على وسائل الإعلام التي يمتلكونها والدعم الكبير الذي يتلقونه من الأنظمة والحرية في مهاجمة التيار الإسلامي في الوقت الذي يكتم على حق الرد لدى الإخوان والإسلاميين، بل تصادر حرياتهم ويزج بهم في السجون، وتصادر أملاكهم ووسائل إعلامهم، مما جعل الحقيقة غائبة وسط السيل المنهمر من الاتهامات التي لا تجد من يفندها أو يزيح الستار عن الحقائق الغائبة.

والشيوعيون في ذلك سعداء لتعاونهم مع الأنظمة الديكتاتورية طالما مع مصالحهم وضد التوجهات الإسلامية، لكن إذا اصطدمت الأنطمة مع مصالحهم انقلبوا عليها أو هادنوها أو سكتوا اتقاء لشرها والخوف من بطش الأنظمة.

لكن العلمانيون والشيوعيون والأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية خاصة جميعهم اتفقوا ضد كل توجه إسلامي واتحدوا على القضاء عليه لتعارض مصالحهم مع أفكاره ومناهجه.

المراجع

  1. رؤوف عباس : أوراق هنرى كوبيل والحركة الشيوعية المصرية، ترجمة عزة كامل، الطبعة الأولى، سينا للنشر، القاهرة، 1988، صـ23.
  2. المرجع السابق، صـ33.
  3. حسن البنا: نصيحة وإعذار، جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (312)، السنة الثانية، 18 جمادى الآخرة 1366ه - 9 مايو 1947م، صـ1
  4. رؤوف عباس: مرجع سابق، صـ35- 36.
  5. طارق البشرى: الحركة السياسية فى مصر 1945 - 1952، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1972، صـ82.
  6. أحمد عبد الله: الطلبة والسياسة في مصر، الطبعة الأولي، سينا للنشر، القاهرة، 1991م، صـ62.
  7. زكريا سليمان بيومى: الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية فى الحياة السياسية المصرية 1928 – ، مكتبة وهبة القاهرة ،1979م.
  8. رفعت السعيد: تاريخ المنظمات اليسارية فى مصر 19401950 ، دار الثقافة الجديدة ، القاهرة 1976، صـ 265.
  9. روزاليوسف: العدد 1023 - 10 ربيع الأول 1367هـ، 21 يناير 1948 صـ11.
  10. ريتشارد ميتشيل: الإخوان المسلمون دراسة أكاديمية، ترجمة عبد السلام رضوان، مراجعة فاروق عفيفي عبد الحي، تقديم صلاح عيسى، مكتبة مدبولي.
  11. جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 201، السنة الأولى، 6 صفر 1366هـ 30 فبراير 1946م، صـ3.
  12. أحمد عبد الله: مرجع سابق، صـ85.
  13. طارق البشري: المرجع السابق، صـ83- 110
  14. رؤوف عباس: مرجع سابق، صـ30 – 45.
  15. عبدالوهاب بكر: أضواء على النشاط الشيوعي في مصر 1921 - 1950م، دار المعارف، القاهرة، 1981م.
  16. شهدي عطية الشافعي: تطور الحركة الوطنية المصرية 1882-1956 الطبعة الأولى مطبعة الدار المصرية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1957 صـ108- 109.
  17. صحيفة الجماهير ليوم 15/ 12/ 1948.