حماة في مذكرات أكرم الحوراني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٤٠، ١٦ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حماة في مذكرات أكرم الحوراني


حماة تهزم الجيش الفرنسي

مشاهد من مجزرة حماة عام 1982م

يقول الجنرال البريطاني ( باجيت ) القائد العام للقوات البريطانية في الشرق الأوسط في مذكراته عن الثورة السورية التي حققت الاستقلال عن فرنسا ، وقد تدخل الجيش البريطاني ليفصل بين الثوار السوريين والجيش الفرنسي ، يقول الجنرال (باجيت ) : لقد أنقذنا الأهالي في سوريا من الجيش الفرنسي عام ( 1945) ، إلا في مدينة حماة فقد أنقذنا الجيش الفرنسي من الأهالي !!! .

وفي صفحة (423) يكتب الحوراني عن يوم الأربعاء (30مايس 1945) في حماة فيقول :

[ في صباح ذلك اليوم هوجمت حماة بالطائرات الفرنسية التي استمرت تلقي قنابلها ومتفجراتها الثقيلة على البيوت أكثر من عشر دقائق ، فأسقط المجاهدون ببنادقهم طائرتين ، وجروا حطام إحداهما من قرية ( معرين ) إلى قلب المدينة بعد انتهاء المعركة .

وتبع ذلك وصول حملة عسكرية ضخمة قدمت من حمص تضم عدداً من الدبابات والمصفحات وأربعاً وعشرين سيارة كبيرة مشحونة بالجنود ، ومدفعين من العيار الثقيل ، وكان يقودها الكومندان ( سيبس ) جاءت من جنوب حماة فجوبهت بمقاومة شديدة من مجاهدي تل الشهداء ، فارتدت واتجهت غرباً تريد الوصول إلى الثكنة باختراق جبهة كرم الحوراني ( اسم حي غرب جنوب حماة ) ، وفي الوقت ذاته خرجت فرق الخيالة من الثكنة لنجدتها ، فكانت المعركة الضاربة الباسلة التي استمرت من السابعة صباحاً وحتى الثامنة مساء بين المجاهدين ببنادقهم القديمة وبين قوات نظامية بأحدث الأسلحة والعتاد ، في أرض مكشوفة لاتصلح لحرب العصابات ... وعلى الرغم من وصول سلاح الطيران الفرنسي وقصف المدينة قصفاً كثيفاً أدى لتهديم مائة وعشرين منزلاً ، مع ذلك صمدت المدينة واندحرت الحملة المدرعة وقتل قائدها ( سيبس) وبعض معاونية من ضباط المدفعية ، وبقيت مئات الجثث في أرض المعركة ، وأسقط المجاهدون طائرة وعطبوا أخرى سقطت في ( حربنفسه ) ، وغنم المجاهدون سيارتين وعدة رشاشات وسيارة كبيرة مشحونة بقنابل المدفعية ، وعطلوا دبابتين وعدداً من المصفحات ، ومدفعاً من عيار (270) بوصة ومدفعين عيار (75) ملم ، وسحبوا كل هذه الغنائم إلى ساحة العاصي .

وصمم المجاهدون بعد وصول راكان المرشد ( شيخ عشيرة ) مع عشيرته ، صمموا على دخول الثكنة الشرفة الحصينة ( شمال غرب حماة ) ، وفيما هم يعدون العدة لدخولها وصلت طلائع الجيش البريطاني التي أنقذت الجيش الفرنسي من أهالي حماة ، وكانت مهمة البريطانيين فرض وقف القتال ، وكان ذلك يوم (1) حزيران (1945) .


ثم جاء البعثيون بعد الفرنسيين

في صفحة (3227) من مذكراته كتب أكرم الحوراني عنواناً ( أحداث حماة الدامية عام 1964 م) ، سوف أقطف من هذه الصفحات بعض المقاطع التي تؤكد نظرياتي التي سبق وأن أعلنتها عن تلك الأحداث ونشرتها في مقالة [ البعثيون يهدمون مسجد السلطان ... ] وركزت فيها على الفرق الشاسع بين معاملة المستعمر الفرنسي للشعب السوري وبين معاملة نظام البعث الحاقد ، كما ركزت على أن النظام البعثي كان يستفز المواطنين ، ويجابه العمل السياسي ( كالإضراب ) بعمل عسكري ( إرهابي ) ، لذلك دفع النظام البعثي الشباب المسلم ( الطليعة المقاتلة ) إلى الدفاع عن نفسه بالسلاح ليتخذها ذريعة في تدمير مدينة حماة التي بيت البعثيون تدميرها قبل استلامهم للحكم ، ويرى أكرم الحوراني أن للجاسوس ( كوهين ) علاقة في ذلك لأن اليهود يكرهون حماة ويحقدون عليها  :

يقول أكرم الحوراني : [ بدأت هذه الأحداث في (7/4/1964م) وأنا متوار في دمشق ، وكان السبب حدث طلابي يقع مثله غالباً في أي مدرسة ولكن السلطات البعثية عالجته بصورة استفزازية لامبرر لها ] . [ وبعد يومين من الحادث خرج المصلون من صلاة الجمعة بمظاهرة احتجاج قمعها الجيش بقسوة ، سقط على أثرها قتيل وبعض الجرحى ] .

أقول للذكرى هذا عمل سياسي ( مظاهرة احتجاج ) قابله نظام البعث بعمل عسكري ( إرهابي ) .

ويتابع الحوراني قوله : [ لقد كانت المساجد في سوريا خلال الاستعمار الفرنسي المكان الذي يلجأ إليه المتظاهرون ... أذكر ذلك جيداً خلال مظاهرات دمشق عام (1936م ) التي اشتركت فيها عندما كنت طالباً في كلية الحقوق ، كان المتظاهرون يلجأون إلى الجامع الأموي عندما تشتد المطاردة فيقف الجنود الفرنسيون والسنغال أمام أبوابه لايطأون حتى أعتابه ] .

ويتابع الحوراني : [ لم يحدث ذلك في حماة عندما التجأ المقاومون إلى المساجد ، فعندما اعتصم الشيخ مروان حديد مع بعض أنصاره في جامع السلطان حاصرت الدبابات الجامع وقصفته بالمدافع ، وكان مروان حديد قد شكل في حماة جماعة ذات اتجاه ديني مستقلة عن مشايخها وعن جماعة الإخوان المسلمين ] .

[ وأصدرت الجبهة الوطنية الديموقراطية الدستورية وهم مجموعة من المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وصيادلة بياناً بتاريخ (21/4/1964م) جاء فيه :

في هذا اليوم نتوجه إلى شعب سوريا الذي لاينام على ضيم ، ونقول للطغمة الحاكمة التي حسبت أن الشعب الذي أمهلها سنة ونصف ساكت عن جرائمها المتتالية وتخريبها المستمر ، وأن الشعب وإن أمهل فهو لايهمل ، وأن ساعة الحساب قد دقت . .. إن الجبهة الوطنية الديموقراطية الدستورية تدعو كافة المواطنين للالتفاف حولها ومتابعة العصيان المدني حتى تحقق مطالب الشعب وهي :

1 إلغاء حالة الطوارئ .

2 إطلاق الحريات العامة وإعادة العمل بالدستور .

3 تشكيل حكومة انتقالية من عناصر وطنية تتولى إجراء انتخابات حرة نزيهة لإقامة حكمن ديموقراطي سليم .

وأقول للذكرى أيضاًهذه هي مطالب المعارضة السورية الحالية ، ومنها جماعة الإخوان المسلمون .

[وقد كتبت جريدة الحياة في (24/4/1964م) تقول :

إن المطلعين على مجرى الأحداث في حماة يقولون إن الذي قصف المدينة بالمدفعية هو العقيد حمد عبيد ، وإنه اغتنمها فرصة للانتقام بسبب قصف جبل الدروز في عهد الزعيم أديب الشيشكلي بقيادة المقدم فؤاد الأسود ] .

ويتابع الحوراني :[ لقد كانت الحجج التي تذرع بها الضباط الطائفيون للانتقام من حماة حججاً مفضوحة ومشبوهة ، ولا أظن الجاسوس كوهين كان بعيداً عن الإثارة الطائفية بين هؤلاء الضباط مما سيأتي تفصيله فيما بعد ، فمن حماة انطلقت كتائب الفداء الأولى إلى فلسطين عام (1948م ) كما كانت حماة أكثر المدن حماساً للوقوف في وجه الديكتاتور أديب الشيشكلي ] .

ثم يقول الحوراني : [ ومن المؤلم أن مدينة حماة قد ظلت بعد أحداث عام (1964م) هدفاً للتنكيل الطائفي إذ تعرضت مرة أخرى عام (1982م) للتدمير والتنكيل بأهلها بوحشية فاقت كل تصور عندما استباحت المدينة ما يسمى بالقوات الخاصة ، ...... بقيادة علي حيدر ، وسرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد ، فقصفت معظم أحياء المدينة على رؤوس أهلها ، واعتدت على أعراض نسائها ، وكانت حصيلة القصف استشهاد أكثر من خمسة وثلاثين ألف شهيد ، من أبنائها وبناتها ، كما هدمت مساجدها الأثرية وقضت على معالمها التاريخية ، ومنها قصر العظم الأثري ، الذي كان متحفاً للمدينة فنهبت محتوياته من التحف الأثرية للعهود التاريخية التي تعاقبت على المدينة ] .

ثم يقول أكرم الحوراني :[ لقد كان هذا الأسلوب الاستفزازي هو الأسلوب الذي اعتادت السلطات البعثية استعماله لتفجير النقمة الشعبية واستدراجها ثم إجهاضها قبل نضجها وتمام استعدادها ، مع استعداد السلطات الكامل لمواجهة الانفجار ] .

[ إنني لا أشك أبداً بأن يداً سوداء خارجية كانت وراء ما تعرضت له مدينة حماة في المرتين من خراب وتقتيل وتنكيل وحشي ، وإنه لمن دواعي الأسى والحزن أن يناضل الشعب السوري ويقدم التضحيات خلال أكثر من أربعين عاماً في عهدي الاستعمار الفرنسي والاستقلال في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية بين مختلف طوائفه ومذاهبه ؛ ثم تستيقظ هذه العصبيات الموؤودة بعد الثامن من آذار بشكل مجنون ] .

ثم يقول : [ وكما يرى القارئ أن حماة تعرضت للعدوان الطائفي الحاقد مرتين بذريعة القضاء على ثورة قلة من الإخوان المسلمين (المتعصبين ) بقيادة الشيخ مروان حديد في المرة الأولى عام (1964م ) وعلى ثورة بضع مئات من ( الإخوان المسلمين ) في المرة الثانية عام (1982م) بقيادة عدنان عقلة تلميذ الشيخ مروان حديد ، إذ كان باستطاعة الدولة أن تقضي على ثورة الإخوان المسلمين دون تعريض المدينة لهدم أحيائها ودون قتل عشرات الألوف من أبنائها ، ودون الاعتداء على نسائها ، ودون استخدام مايملكه الجيش من راجمات الصواريخ وأسلحة القتل والدمار ] .

وللذكرى فإن مايقوله الأستاذ أكرم الحوراني [ بضع مئات من الإخوان المسلمين بقيادة عدنان عقلة ] المقصود بهم الطليعة المقاتلة ، وليس الإخوان المسلمين، كما صار معروفاً لدى القاصي والداني من المهتمين بالشأن السوري .

ومن الملاحظ أن هذه المقتطفات من كلام الأستاذ أكرم الحوراني ، لاتحتاج إلى تعليق ، لأنها واضحة وصريحة ، ووضعت الحروف على النقاط . وهذه شهادة من أحد مؤسسي حزب البعث العربي الإشتراكي، الذي كواه البعثيون بنارهم ، وعاش عمره منفياً عن وطنه ، ثم مات ولم يسمح حافظ الأسد بدفنه في سوريا ، فدفن في الأردن .


للمزيد عن مجزرة حماة عام 1982م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وثائق

وصلات فيديو