حماس عصية على الانكسار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


حماس عصية على الانكسار

عبد الفتاح دخان – أحد مؤسسي حماس

فلسطين الآن – وكالات - وهب نفسه وكل وقته منذ صغره خدمة للإسلام والمسلمين ، ورافق الشيخ أحمد ياسين لمدة تزيد عن الأربعين عاما ، لم يكن يقطن في ذات المخيم أو الحي ، لكن دعوة الإخوان جمعت بينهم ، وألقت في قلوبهم رابطة الأخوة ، فكانوا من السبعة الذين كتب الله على أيديهم تأسيس حركة حماس ، التي وبفضل الله أولا ثم بفضل الرجال المخلصين الذين حملوا على عاتقهم رفع لواء التوحيد في كل الميادين ، انتشرت وصلح غراسها ، وها هي في ذكرى انطلاقتها الـ22 ، تقف في مواجهة أقوى قوى الأرض ، دون أن تفكر بالتنازل عن الحقوق والثوابت .

السيرة الذاتية:

الشيخ عبد الفتاح دخان ، من مواليد عام 1936 ، أحد المهجرين من بلدة " عراق السودان " عام 1948 ، وهو من السبعة المؤسسين لحركة حماس ، قدم اثنين من أبنائه شهداء على مذبحة البطولة والفداء وهم " طارق وزيد " ، واعتقل ابنه محمد في التسعينيات من القرن الماضي ، وحكم عليه بعدد من المؤبدات ، ولا يزال يقبع خلف سجون الاحتلال .

عاش الشيخ أبو أسامة حياة مليئة بالصعاب ، واعتقل أكثر من مرة لدى قوات الاحتلال والسلطة البائدة ، وهو أحد المبعدين إلى مرج الزهور ، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ، ويقطن الآن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، وهو على يقين بعودته إلى بلدته الأصلية التي هجر منها طفلا صغيرا .

وفي الذكرى 22 لانطلاقة حركة حماس نشر موقع القسام لقاءا مع أحد المؤسسين لهذه الحركة ، الشيخ عبد الفتاح دخان ، وإليكم نص الحوار :

* بداية كيف استطاعت حركة حماس التغلغل والتعمق في الشعب الفلسطيني ؟

حركة حماس قامت على سواعد بعض الرجال المخلصين ، الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل نصرة الإسلام ورفع راية التوحيد في كل الميادين ، وذلك تحت لواء حركة حماس ، حيث اعتمدت هذه الحركة في منهجها على القرآن الكريم والسنة النبوية في كافة أفعالها وتصرفاتها ، لأنها بالأساس حركة إسلامية ، تهدف إلى نشر التوعية الإسلامية الصحيحة في كافة أرجاء فلسطين ، واستطاعت التغلغل إلى جذور الشعب الفلسطيني من خلال بيوت الله عز وجل ، ولان أعضاء حماس من الشعب الفلسطيني نفسه ، بمعنى أنها حركة وليدة الأرض الفلسطينية ، وليست غريبة أو مستوردة بل هي من الشعب وله .

* كيف برز دور المجمع الإسلامي في نشر فكر الحركة الإسلامية ؟

حرص الشيخ الشهيد أحمد ياسين ، على إيجاد هيئة أو جمعية ترعى مصالح الحركة الإسلامية في قطاع غزة ، فعمل الشيخ ياسين على إنشاء المجمع الإسلامي ، والارتقاء به كمركز إسلامي دعوي ، يضم كثيرا من جوانب الحياة ، فهو مكان للصلاة ، ويضم مكتبة إسلامية ، وروضة للأطفال ، ولجنة نشاط اجتماعي لتقديم المساعدة إلى المحتاجين ، فضلا عن العيادات التي تتبع له ، بالإضافة إلى افتتاحه مدارس لكلا الجنسين " ذكور وإناث " ومدارس دار الأرقم وتأسيس الجامعة الإسلامية لهي خير شاهد على نشاط الشيخ العلمي ، ومن خلال هذه النشاطات ، استطاعت الحركة الإسلامية تعميق العلاقة الاجتماعية ، بين أبناء الشعب الواحد .

* ما هي الأجواء التي ساعدت على انطلاقة حركة حماس ؟

كانت لحادثة المقطورة ، التي استشهد فيها عمال من مخيم جباليا ، الدور الأكبر في تهيئة الأجواء لإعلان انطلاقة حركة حماس ، حيث استفادت الحركة من اندلاع الشرارة الأولى ، لانتفاضة الأقصى عام 1987 ، في توسيع قاعدة العمل الإسلامي بشكل يتناسب مع حجم الواقع الفلسطيني ، ويضيف الشيخ دخان ، " اجتمعنا مساء 14/12/1987 ، في بيت أحد الأخوة ، وبالتحديد بعد صلاة المغرب ، وكنت أنا عبد الفتاح دخان ، والشيخ الشهيد أحمد ياسين ، والأستاذ محمد شمعة ، والشيخ الشهيد صلاح شحادة ، والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ، والمهندس عيشى النشار ، وكنا حينها نمثل قيادة حركة الإخوان في قطاع غزة ، وكان هذا الاجتماع على غرار حادثة المقطورة ، التي استشهد فيها عمال من جباليا ، واتفقنا جميعا على القيام بفعاليات ضد قوات الاحتلال ، من خلال البيانات والتصدي لجنوده بالوسائل المتاحة ، وأصبحنا نجتمع يوميا لمتابعة الفعاليات وتطوير المقاومة ، وأجمعنا على تأسيس حماس كحركة مقاومة للاحتلال .

* ما هو التاريخ الصحيح لوجود حماس على أرض فلسطين ؟

لقد ذكرت حركة حماس في ميثاقها ، أنها جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين ، وحركة الإخوان تواجدت في فلسطين خلال النصف الأول من أربعينيات القرن الماضي ، وكان في معظم المدن الفلسطينية انتشار ملحوظ لشعب الإخوان المسلمين ، وقد عزز هذا الانتشار قدوم مجموعات من الإخوان لمشاركة الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم ، خلال نكبة 1948 ، ومن الواضح والمعلوم للجميع أن حماس حركة تعود في أساسها وجذورها إلى جماعة الإخوان المسلمين ، أي أن إعلان انطلاقة حركة حماس عام 1987 ، كان بهدف الإعلان عن حركة مقاومة إسلامية فلسطينية الأساس ، تتبع في كل أمورها إلى الإخوان المسلمين ، وهذا يدلل على أن حماس حركة متأصلة في الشعب الفلسطيني ، لا يبلغ عمرها فقط 22 عام ، بل تجاوز عمرها الـ 60 عاما .

* باعتقادك ما هو الهدف الأساسي من قيام الاحتلال بإبعاد قادة حماس والجهاد إلى مرج الزهور ؟

اعتقد أن قيام الاحتلال بإبعاد 416 ناشطاً فلسطينياً ، من حركتي حماس و الجهاد الإسلامي ، إلى منطقة مرج الزهور جنوب لبنان ، بتاريخ 17 ديسمبر عام 1992 ، كان يهدف بالأساس إلى إخماد المقاومة الفلسطينية ، والقضاء على جذورها ، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه ، نتيجة الصمود الأسطوري الذي أبداه المبعدين ، وما ترتب عليه من ردود أفعال دولية ، نددت بتصرف الاحتلال وطالبته بإرجاع جميع المبعدين إلى ديارهم .

* كيف استطاعت حماس تأسيس جناحها العسكري كتائب القسام ؟

منذ إعلان الانطلاقة ، حرصت حماس على تشكيل خلايا عسكرية تقاتل الاحتلال وتتصدى له ، وكان الشيخ الشهيد أحمد ياسين دائم التفكير هو وإخوانه ، في كيفية محاربة الاحتلال ، وإيجاد بؤرة للمقاومة على أرض فلسطين ، حيث كان هذا هو الشغل الأهم لحركة حماس ، فما ترك مؤسسوها ناحية إلا وطرقوها ، وحاولوا بكل الوسائل الممكنة من أجل تحقيق هذا الهدف ، إلى أن سهل الله الأمر ، وتشكلت أولى المجموعات ، لتبدأ في مطاردة ومقاومة الاحتلال في كل وقت ، حيث بدأت المقاومة بقطعة " الكارلو ، والمسدس " ، وتطورت إلى توفير قطعة " الكلاشين كوف " ، وازدادت قدرتها حتى وصلت إلى تصنيع الصواريخ ، وقاذف مضاد الدروع ، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه من قوة وعنفوان في وقتنا الحالي ، وهذا كله يرجع إلى الجهد الطويل الذي بذلته حماس من أجل إنشاء مقاومة فلسطينية إسلامية مسلحة ، تحمل اسم " كتائب الشهيد عز الدين القسام " .

* كيف استطاعت حركة حماس تخطي كل المؤامرات التي وضعت في طريقها ؟

لقد استطاعت حركة حماس تجاوز كل العقبات والمؤامرات التي وضعت في طريقها ، من خلال إيمانها بعدالة قضيتها ، وبصدق رسالتها ، ومن خلال تحلي شيوخها وشبابها وأشبالها ، بالإيمان الكبير ، والصبر الجميل على المحن والشدائد ، ومن خلال توجيه حماس بوصلتها تجاه مقاومة الاحتلال الصهيوني فقط ، فلم تنظر حماس إلى اعتقالات السلطة البائدة عام 1996 ، بل عضت على جراحها ، وتحملت الكثير من الظلم ، من أجل تحقيق أهدافها ، ونشر دعوتها في كل مكان ، ومن أجل العمل على تحرير كامل الأرض الفلسطينية من قوات الاحتلال الصهيوني .

* كيف استطاعت حماس الخروج من حرب غزة منتصرة ؟ وهل أثرت الحرب على قدرة حماس ؟

حركة حماس حركة متجذرة في الأرض الفلسطينية ، تضم كفاءات كثيرة في مختلف نواحي الحياة ، فكلما فقدت الحركة شهيدا أو قائدا ، حل مكانهم من ينوب عنهم ، ويكمل مسيرتهم ، وكان هذا حاضرا ليس في حرب غزة فحسب ، بل عندما سجن واعتقل فوج كبير من أبناء الحركة ، فكان يخرج في كل مرة من يسد مكانهم ، وبذلك بقيت الانتفاضة مشتعلة ، وظلت حماس قوية رغم كثرة المؤامرات ، والحركة خرجت من حرب غزة أقوى مما كانت عليها ، فقد ازدادت شعبيتها ، وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه واستئصال مقاومة حماس ، بل زادت المقاومة إصرارا على المقاومة ، فكل أمورها بخير ، وتسير على أحسن ما كانت عليه ، ولو استمرت المواجهة والحرب لعشرات السنين ، فإن حماس تضع في تخطيطها كل الاحتمالات ، وتعد نفسها لمواجهة كل الصعوبات ، معتمدة على توفيق الله أولا وأخيرا .

* ما هي رسالتك في ذكرى انطلاقة حماس الـ 22 ؟

في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا ، والتي تأتي في ظل الحصار ، وبعد حرب الفرقان ، أسال الله العظيم أن يعيد علينا هذه الذكرى ، وعلى الشعب الفلسطيني قاطبة ، باليمن والبركة ، ونكون قد حققنا ما نصبو إليه ، من عزة وطننا ، ورفعة شعبنا ، وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال البغيض .

المصدر:فلسطين الأن