خبراء: الإخوان فرضوا شرعيتهم رغم أنف النظام
كتب- خالد عفيفي:
أجمع نخبة من السياسيين والنقابيين على أن جماعة الإخوان المسلمين نجحت في تحقيق الشرعية الجماهيرية، وحصلت على 88 مقعدًا في انتخابات مجلس الشعب 2005م وفرضت شرعيتها على الشارع المصري، على الرغم من تعامل النظام معها على أنها "جماعة محظورة".
وأكدوا في مؤتمر "أزمة التنظيم بين الدولة والمجتمع"، بالجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية اليوم، أن نموذج وتجربة الإخوان في العمل السياسي تقلل من شأن حجج الأحزاب السياسية في عدم ممارسة دورها في المجتمع نتيجة التضييقات الأمنية.
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز (الأهرام) للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الأحزاب السياسية المصرية تفقد يومًا بعد يوم عضويتها في المجتمع نتيجة انشغالها بالأوضاع الداخلية واتجاه طاقاتها للتناحر الداخلي بدلاً من الخارج والانتشار في المجتمع.
وفي تعليقه على العلاقة بين كبر حجم تنظيم الإخوان وقوتهم قال د. عبد المجيد إن التنظيم الكبير إذا لم يمتلك رؤية واضحة وبرنامج وتصور للمستقبل يتحول الحجم الكبير إلى عبء، ويفقد العقل الذي يستطيع أن يوجه هذا التنظيم واتجاهات حركته.
وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن النظام الحاكم يتشبع برغبة في تأميم المجتمع المدني من نقابات مهنية وعمالية وأحزاب سياسية وجمعيات أهلية حتى لا يكون هناك صوت آخر غير صوت الحكومة، وضرب مثلاً بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة "الشرعي" كآخر نادٍ مستقل، والذي رأت فيه الحكومة تحديًا لطموحاتها وأهدافها، فاختلقت الحجج القانونية لإجهاضه والقضاء على تلك التجربة.
وأضاف أن العمل الجماعي يجب أن تتوافر له أهداف واضحة ومفيدة على الأجل البعيد حتى تنجح، مشيرًا إلى أن أهداف العمل الجماعي في أي حزبٍ هي الوصول أو المشاركة في السلطة، والتي تستلزم التضحية بأشياء أخرى حتى يتحقق الهدف، وأكد أن انخراط الأفراد في التنظيمات المختلفة يرتبط باعتبارات الجدوى التي يقيسها الفرد من انضمامه لذلك التنظيم.
وأوضح حمدين صباحي الوكيل الأسبق لمؤسسي حزب "الكرامة" وعضو مجلس الشعب أن النظام الحاكم لن يعطي الفرصة لأي حزب سياسي في الوجود على الساحة ورؤية النور إذا شكَّ أن هذا الحزب سوف يخترق السقف المعارض، الذي حدده النظام له، في أدائه وخطابه.
وقالت الدكتورة إيمان محمد حسن الباحثة السياسية: إن التناحر الداخلي بين قيادات الأحزاب وغياب الممارسة الديمقراطية فيها أكملت صورة ضعف وهشاشة الأحزاب وأعطت فرصة ذهبية للدولة للتضييق عليها، مشيرةً إلى أن هيمنة المنظمات الأجنبية المانحة على منظمات حقوق الإنسان أفقدها دورها، فضلاً عن تجاهل خطابها لخصوصيات المجتمع المصري والتركيز على حقوقه المدنية والسياسية والتغاضي عن حقوقه الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف عبد الله خليل الخبير القانوني بالأمم المتحدة بأن الحكومة نجحت في اختراق منظمات وجمعيات حقوق الإنسان لمحاولة امتصاص التمويل الأجنبي، عن طريق إنشاء الآلاف من الجمعيات الأهلية بالأقاليم، واشتراط مرور تلك المعونات والمنح عليها أولاً قبل توزيعها على المنظمات.
المصدر
- خبر: خبراء: الإخوان فرضوا شرعيتهم رغم أنف النظام موقع اخوان اون لاين