خليل العناني يكتب: الإخوان كرهائن لدي السيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خليل العناني يكتب: الإخوان كرهائن لدي السيسي


(6/17/2015)

خليل العناني

ينطق القاضي بلغة ركيكة الحكم بإعدام محمد مرسي وغيره من قيادات الإخوان، بينما الجنرال الطبيب الفيلسوف يحتسي كوبًا من الشاي مع صديقه ومدير مكتبه "مهندس" الانقلاب ومخطط الصفقات، بينما فى الخلفية صوت الشيخ "مصطفي إسماعيل" يرتل "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".

يدرك الجنرال جيدًا أن أي حكم بغير الإعدام على مرسي وقيادات الإخوان يعني نهايته هو شخصيًا ويضرب شرعيته الهشة فى مقتل.

وهو يريد أن يستخدم ورقة الإعدام لضمان بقاءه فى السلطة أو المفاوضة بها إذا حانت لحظة التخلص منه.

فجميع القضايا التي يحاكم فيها مرسي وغيره من قيادات الإخوان هي قضايا سياسية بامتياز ولا تمت للعدالة بصلة.

وهو أمر طبيعي ومتوقع بعد انقلاب الثالث من يوليو.

بل هذا هو الأصل فى الانقلابات التي تقوم بالتخلص ممن انقلبت عليهم إما قتلاً أو باستخدام القضاء لتنفيذ هذه المهمة.

كما يدرك الجنرال أيضا أن أي حكم بغير الإعدام على مرسي وقيادات الإخوان قد يؤدي إلى انقلاب جمهوره وشعبه عليه.

وهو الجمهور الذي أصابته بفعل عملية الحشو والتجهيل والتحريض الإعلامي حالة من الجنون والسُعار التي لا تشبع إلا بمزيد من القتل والظلم.

ففيما يخص قضية "اقتحام السجون"، فإن كل الشواهد والوقائع تؤكد أنها قضية ملفقة ومتهافتة من أولها لآخرها.

بل وبها من المفارقات العجيبة ما ينسفها من الأساس خاصة فيما يتعلق بضم أسماء أسير وشهيد فلسطيني للقضية.

كما أنه من المثير أن يحاكم مرسي وقيادات الإخوان في القضية دون المتسبب فيها ودون ضمن أية متهمين أخرين هربوا من سجن "وادي النطرون" حسب ادعاءات النيابة.

بل الأدهي من ذلك أن مرسي نفسه وفى مكالمته الهاتفية مع قناة الجزيرة خلال ثورة يناير اعترف صراحة بأنه لا يعرف من اقتحم السجون ولا يدري ماذا يحدث، بل وأصر على عدم الهروب هو ومن معه.

أما فيما يخص قضية التخابر فبها من الهزل والمفارقات أكثر ما بها من الجد.

وإذا كان ثمة من يجب محاكمته بتهمة التخابر فهم أولئك الذي يرفلون الآن في السلطة أو فى نعيم من يحمونها ويدعمونها.

فباعترافاتهم المسجّلة فإنهم متورطون حتي النخاع فى تسريب أسرار الدولة لمموليهم ووكلاءهم فى الخارج. وذلك مثلما فعل اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي حين كان على تواصل دائم بوكلاء الانقلاب في الخليج يقوم بإبلاغهم بكل ما يدور فى اجتماعات المجلس الأعلي للقوات المسلحة عشية إعلان السيسي ترشحه للرئاسة.

وقبل يومين اعترف الفريق الهارب أحمد شفيق صراحة بأنه كان ينسق مع الأمريكان ومع المخابرات المصرية من أجل الإطاحة بمرسي والإخوان من السلطة.

يحتفظ الجنرال بمرسي وقيادات الإخوان رهائن سياسية لديه.

ولا يخجل من التصريح بذلك علنا في كل مرة يُسأل فيها عن أحكام الإعدام مثلما حدث قبل أسبوعين أثناء زيارته لألمانيا.

يريد أن يمتلك قرار العفو عنهم كي يستخدمه من أجل الابتزاز الداخلي والخارجي.

يريد أن يشعر بالتمكين من رؤوس الإخوان فيشبع رغبته فى السيطرة.

وهو نفس الأمر الذي ينطبق على بقية النشطاء السياسيين المعتقلين في سجون النظام والذين أصبحوا رهائن لدي الجنرال يناور بهم الغرب من أجل الحصول على الدعم والقبول.

وقد قالها صراحة في أحد الحوارات مع إحدي الجرائد الأجنبية "إدعمونا علشان نفرج عنهم".

وهو منطق سياسي يعكس نفسية مريضة وخيال ساذج من شخص قفز للسلطة في لحظة تاريخية لا تتكرر كثيرًا.

ما يفعله الجنرال السيسي مع مرسي وقيادات الإخوان فعله كثير من الانقلابيين حول العالم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا وإفريقيا.

فعلها بينوشيه فى تشيلي وفعلها كنعان إفرين عام 1980 في تركيا، وفعلها غيرهم ولكن مصيرهم كان معروفاً إما السجن أو المحاكمة أو الهرب.

ولا يوجد لدي أدني شك فى أن جنرال مصر سوف يلقى نفس المصير إن آجلاً أو عاجلاً، واسألوا التاريخ.

المصدر