د. حبيب: اعتقالات الإخوان محاولة لإرهاب الجماهير المؤيدة للجماعة
كتب- عصام سيف الدين
أكد الدكتور محمد السيد حبيب - النائب الأول للمرشد العام ل جماعة الإخوان المسلمين - أن إحالة الإخوان إلى المحاكم العسكرية لا تهدف فقط إلى تعويق حركة الإخوان ومحاولة إرباك خططهم واستراتيجيتهم، وإنما أيضًا إلى تخويف وإرهاب جموع الشعب، الذي وقف خلف الإخوان بكل طاقاته، وهو الأمر الذي أظهر أن حزب السلطة الحاكم ليس لدية رغبة أو نية في الإصلاح السياسي، وإنما يريد الانفراد بالسلطة وتكريس الاستبداد والفساد والتسيُّب، فضلاً عن التغطية على الفشل والمشكلات الحياتية التي يعاني منها المواطن المصري، مثل البطالة، والتلوُّث، وارتفاع الأسعار، والمواصلات، والإسكان، والعلاج..
وأوضح خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظمته نقابة أطباء الدقهلية أمس الإثنين 19/2/ 2007 م، تحت عنوان (التعديلات الدستورية بين الوهم والحقيقة) أن الإنجاز الذي حقَّقه الإخوان المسلمون في انتخابات مجلس الشعب بحصولهم على 88 مقعدًا- بخلاف 40 مقعدًا أخرى تم تزويرُها باعتراف رئيس الوزراء- أثار كثيرًا من القلق والهواجس للنظام وبعض القوى السياسية والوطنية وللنظام الحاكم ذاته؛ مما جعل النظام يفكر في مراجعة مخططاته، وجاءت انتخابات فلسطين والفوز الساحق للتيار الإسلامي الذي استحقه بعد تشكيل حماس الحكومة الفلسطينية، وهذا النمط من النتائج صبَّ كثيرًا من الزيت على النار الموجودة في القلوب ولدى الأنظمة، وألقَى بظلال سلبية على الأنظمة الحاكمة في مصر و فلسطين .
وأيضًا أثار هذا الفوز الغربَ والإدارةَ الأمريكيةَ، وحرَّك كثيرًا من المخاوف والهواجس؛ لأنه في حالة أي انتخابات حرة ونزيهة وتوفُّر إرادة سياسية فسوف يحقق الإخوان المسلمون الأغلبية الكبرى في البرلمان، وهذا الأمر جعل الكثيرين يفكرون في مراجعة حساباتهم ومواقفهم بالنسبة للإخوان المسلمين، ومن هنا بدأ الكيد والحصار لهذه الجماعة في مظاهر شتى، فتم تمديد العمل بقانون الطوارئ، وأُجِّلت انتخابات المحليات، وكان الدخول في خصومة مع المجتمع ومع الطلاب وأساتذة الجامعات، والدخول في خصومة مع الصحفيين والمحامين، وما زالت المعارك مستمرةً لتكسير العظام.
وأشار حبيب إلى أن الإخوان نالوا شرف الدفاع والتأييد من الصحفيين والمحامين والقضاة بكثير من التضحيات، كان نتيجتها دخول المئات منهم المعتقلات، وهذا النصر المتحقِّق في مصر و فلسطين جعل النظام الحاكم يتخذ الكثير من التدابير والإجراءات لتهميش دور الإخوان ، من خلال حملات إعلامية لتشويه صورتهم، وتأليب الرأي العام عليهم، في محاولةٍ يائسةٍ لسحب البساط من تحت أقدام الإخوان ، وخاصةً بعد التأييد الشعبي الساحق لهم، والثقة الكاملة التي نالوها من الشعب المصري في الانتخابات التشريعية.
واستنكر حبيب قرارَ فرض الحراسة على الشرفاء من أبناء الوطن وعلى ممتلكاتهم وشركاتهم، ولا شكَّ أن هذا القرار ضرَّ هؤلاء ضررًا بالغًا وبأُسَرِهم وأولادهم, كما أنه ضرَّ كثيرًا بالاقتصاد المصري؛ لأنه أعطى انطباعًا لدى أيِّ مستثمر أجنبي بأن ثمة تدابيرَ أمنيةً وتدابيرَ استثنائيةً، من شأنها تتسبُّب عدم الاستقرار وسوف يفكر أيُّ مستثمر مائة مرة عند الاستثمار في مصر؛ لأن هناك عدمَ أمنٍ واستقرارٍ؛ الأمر الذي يؤدي إلى هروب المستثمرين من مصر، مؤكدًا أنه ما كان يجب أن تكون هناك تعديلاتٌ دستوريةٌ في هذا الجو المشحون وهذا المناخ، وإنما يجب أن يتم في جوٍّ طبيعي وتراضٍ جماهيريٍّ.
ولفت إلى أن الإخوان رفضوا التعديلات من حيث المبدأ؛ كي نبينَ العُوار التي فيها، ومدى العيوب التي تتضمنها؛ حيث تصادِر الحريات العامة، وتسعى لإهدار مبدأ المواطنة، وتريد تكريس الطوارئ وتأبيد السلطة، ثم تأتي كارثة الكوارث وهي تزوير إرادة الأمة باستبعاد السادة القضاة من الإشراف الكامل والحقيقي على
المصدر
- خبر:د. حبيب: اعتقالات الإخوان محاولة لإرهاب الجماهير المؤيدة للجماعةإخوان أون لاين