د. عز الدين الكومي يكتب :عيد بلون الدم
بقلم: د. عز الدين الكومي
في يوم العيد والذي يفترض فيه أن يكون من أيام الفرح والسرور والسعادة أبت سلطة الانقلاب إلا أن تجعل لون العيد أحمر، وكأن هذه الطغمة الفاسدة لم يكفها ما سفكت من دماء الشعب من خلال المذابح والمجازر وأعواد المشانق وسلخانات التعذيب في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز والدماء التي تسيل ليل نهار على يد داخلية الانقلاب ومعهم قطعان البلطجية الذين يسمونهم بالمواطنين الشرفاء وعسكر كامب ديفيد خارج إطار القانون على الرغم من أنهم سُحلوا بالأمس في رفح بحرا وبرا وفروا مذعورين كالجرذان، أبوا اليوم إلا أن يصبغوا عيدنا باللون الأحمر، لونهم المفضل انتقاما لما حصل لهم بالأمس.
ماذا تريد منا سلطة الانقلاب بعد أن اغتالوا فرحتنا الحزينة وحولوها لمأساة في كل بيت، هل يريدون منا أن نحمل السلاح وننجر لحرب أهلية كما يريد ساويرس؟ أم يريدون منا أن نلحد وننعتق من قيود ديننا كما يريد لنا زعيم عصابة الانقلاب؟
أرادت داخلية الانقلاب أن تهنئ الشعب المصري بالعيد لكن على طريقتها الخاصة بالرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز والاعتقال العشوائي.
مصر الحزينة تزف شهداءها في صبيحة العيد الذين ارتقوا على يد السلطة الانقلابية الوحشية التي تستقبل العيد بقتل الأطفال والنساء والمتظاهرين السلميين تلكم السلطة التي رعبها دعاء شيخ واعتكاف عدد من الشباب فضربوا المصلين وأغلقوا المساجد وأرادوا أن يكملوا مشروعهم الإجرامي فقاموا بمجزرة جديدة في أول يوم العيد لسفك المزيد من الدماء الطاهرة.
فالنظام الفاشي والذي جعل القتل والتصفية لخصومه ومعارضيه هدفا ارتكب مجزرة حمقاء في أول أيام العيد حيث صبغ النظام الانقلابي وميليشياته العيد مع ساعاته الأولي بلون الدم لتكون هدية زعيم عصابة الانقلاب للمصريين في العيد رصاصاً حياً وقيودا حديدية ودماء وأشلاء رداً على تكبيرات العيد والهتافات ضد النظام الانقلابي وجرائمه بحق الأبرياء من القتل والاختفاء القسري والتعذيب والاغتصاب.
وبدلا من أن تنتظر الأمهات عودة أولادهن من صلاة العيد بثيابهم البيضاء ذهبوا ليستلموا جثثهم من المشرحة.
الشهداء الذين ارتقوا اليوم ارتقوا وهم يصدعون بكلمة الحق في وجه سلطة باطلة وجائرة ومغتصبة لن تذهب دماؤهم هدراً ولن تسقط جرائم القتلة المجرمين والتي ترتقي لجرائم ضد الإنسانية بالتقادم، الثوار ماضون في طريقهم لإسقاط النظام الانقلابي والقصاص للشهداء مهما سالت الدماء.
المصدر
- مقال:د. عز الدين الكومي يكتب :عيد بلون الدم موقع: إخوان الدقهلية