الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربي بالسودان»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
(لا فرق)

مراجعة ١٩:٠٠، ٥ فبراير ٢٠١٠

رسائل.gif
رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين


رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربي بالسودان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه... وبعد؛

السادة أصحاب الفخامة الملوك والرؤساء والأمراء حكام الدول العربية.. أُحييكم جميعًا بتحيةِ الإسلام فالسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، والله أسأل أن يُؤلف بين قلوبكم في اجتماعكم الذي سيُعقَد بإذنه تعالى بالخرطوم في نهايةِ الشهر الجاري مارس 2006م، وأن يجمع كلمتكم على الحقِّ وأن يوفقكم لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية..


وإنني إذ أنتهزُ هذه الفرصةَ لأهنئكم بذكرى مولد الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- خير مَن دعا إلى ربِّه بالحكمة والموعظة الحسنة وخير مَن حكم فعدل وأقام الحق.. ألا فلنعلم جميعًا أنَّ العدلَ أساسُ الملك.. وأودُّ أن أَلفت النظرَ إلى بعضِ الأمور والقضايا الأساسية والخطيرة والملحة التي تكتنف أمتنا وتُحيط بها وتُهدد أمنها وسلامتها:


أولاً: الأمة في حاجةٍ إلى الحريةِ وهذا حقها وتلك هي مسئوليتكم أمام الله عز وجل والتاريخ، والحرية أساس التنمية بمعنى أن توفير أجواء الحرية في أوطاننا يُفجِّر طاقات الأمة ويجعلها قادرةً على النهوضِ من الكبوةِ التي طالت والانطلاق نحو التقدم المنشود.


ثانيًا: الأمة المنتجة هي أمة قوية فلا بد أن نُنتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا حتى نملك إرادتنا ويستقل قرارُنا ويُصبح لنا الدور الذي تستحقه أمتنا.


ثالثًا: الوحدة بين الشعوب العربية والإسلامية أصبحت ضرورة مرحلة فضلاً عن كونها مطلبَ أمةٍ كدعامةٍ أساسيةٍ للنهوض، ولنبدأ بتفعيل المجالس المتخصصة التي تُمهِّد لتحقيق الوحدة الشاملة.


رابعًا: التنمية الشاملة لكل الدول العربية والإسلامية مسئولية في أعناقنا، وواجب شرعي علينا، وهذه التنمية تستوجبُ حسن توظيف واستغلال الموارد التي نمتلكها، فالبترول والمواد الخام والمناخ المستقر والتواصل الجغرافي واللغة المشتركة والكثافة البشرية والعقيدة المتوازنة ومنهج القيادة الحكيم الذي سلكه رسولنا- صلى الله عليه وسلم-.. كل هذه عوامل قوة وعناصر تميز لمنظومةِ النهضة التي يجب أن نسعى إليها جميعًا.


خامسًا: القضية الفلسطينية قضية محورية بالنسبةِ لكل الشعوب العربية والإسلامية، والصراع القائم الآن ومنذ أكثر من ستين سنة بين العرب والمسلمين وبين الصهاينة والإدارة الأمريكية وبعض حكومات الغرب التي تدعم الصهاينة في عدوانهم على أرض فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، في الوقتِ الذي يستمر فيه الصهاينة في مشروعهم لفرض الهيمنة والسيطرة على كامل فلسطين وحرمان أهلها من حقهم في الحياةِ على أرضهم، فضلاً عن منعهم من تكوين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وتفتيت أرض فلسطين بإقامةِ الجدار العازل وحصار الشعب الفلسطيني وخاصةً بعد أن اختار حركة المقاومة الإسلامية في الانتخابات التشريعية الأخيرة.. ونحن نهيب بكم بوصفكم مسئولين عن الأمة الوقوف صفًّا واحدًا ضد مشروع التهويد ومحاولات هدم المسجد الأقصى وإقامة الجدار العازل.


سادسًا: السلطة الفلسطينية تحتاج الآن إلى دعمِ الأمة بكل صورِ الدعم السياسي والاقتصادي والمادي؛ لأنها خيار الشعب الفلسطيني، وواجب علينا أن نكون معهم في نفس الخندق وأن يستشعر العالم أن الشعب العربي والإسلامي جسدٌ واحدٌ والشعب الفلسطيني المقاوم في القلبِ منه، والأمة تنتظر من مؤتمركم هذا قرارات حاسمة في هذا الشأنِ لكي يستغني أبناء فلسطين عن الدعم المشروط من أمريكا وغرب أوروبا وغيرها ممن تؤثر عليهم الإدارة الأمريكية المتصهينة.


سابعًا: الشعب العراقي يعيش الآن تحت وطأة الاحتلال الأمريكي المتصهين غير المبرر ويُعاني من الحرب وآثارها المدمرة ويواجه تحدياتِ الانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي ويدفع ثمنًا باهظًا وتغزوه أفكار شاذة لا علاقةَ لها بدينٍ أو وطن تحاول إبعاده عن صحيح الإسلام واعتداله.. هذه التحديات تواكبها أخطار الاقتتال الداخلي الذي إن حدث- لا قدر الله- فإنه يهدد العراق، وقد نشأ كل ذلك بسبب الاحتلال الذي يجب أن يرحلَ على الفورِ عن أرض الرافدين.. فماذا نحن فاعلون؟


ثامنًا: السودان وقضاياه التي تهمنا جميعًا وتُؤثِّر على الأمن القومي العربي.. وواضح لكل ذي عينين أنَّ الصهاينةَ والإدارة الأمريكية يعبثون في جنوب السودان وشرقه، ويجب أن نكون جميعًا يدًا واحدةً مع السودان وخاصةً في قضية دارفور.


السادة أصحاب الفخامة ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية..

هذا ما نراه من قضايا ملحة استشعرت أن مسئوليتي وواجبي يُحتمان عليَّ أن أنقلها إليكم، وأدعو الله وكلي أمل أن تجد هذه الكلمات لديكم من النقاش والتفاعل معها ما يحوِّلها إلى قراراتٍ حاسمةٍ وأعمالٍ ناجعةٍ على الصعيدين العربي والإسلامي.

ألا قد بلغت اللهم فاشهد

محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 23 من صفر 1427هـ=23 من مارس 2006م