عباس السيسي.. داعية الحب والذوق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٣٦، ٣ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عباس السيسي.. داعية الحب والذوق


محمد عبد اللطيف 13/01/2005

الشيخ عباس السيسي.jpg

في الثامن من رمضان 1425هـ الموافق 22 من أكتوبر 2004 شيعت الدعوة الإسلامية بمصر الشيخ عباس السيسي -رحمه الله- أحد أبرز رموزها في العقود الثلاثة الأخيرة، صاحب مدرسة خاصة به في الدعوة عرفت بمدرسة الحب وعرف صاحبها واشتهر برجل الحب، ورجل البسمة، وصاحب القلب الكبير، وهو أحد القلائل الذين لم يتأثر فكرهم بالمحن والشدائد التي أصابت الدعوة في مصر، بل استقبلها بالحب وكان شعاره الأثير "الدعوة إلى الله حب" والذي صار عنوانًا لمدرسة دعوية كاملة، تعلمت فيها أجيال كثيرة أن الدعوة حب وأنه لا عنف في دعوة الإسلام.

ولم يكن من المستغرب أن يكون أكثر مشيعيه -25 ألفًا أو يزيد- من الشباب الذين أحبوه وتربوا في مدرسته وعلى مفاهيمه التربوية التي سبقت وقتها والتي غابت عن كثير من جيل الرعيل الأول الذين تربوا على العسكرية ومعاني الجندية المطلقة والذين قضوا زهرة شبابهم في السجون والمعتقلات؛ فتأثر فكر كثير منهم ومنهجه في الدعوة بما لاقاه من عنت وشدة.

أما هو فقد خرج من معتقله أكثر شبابًا من الشباب وأكثر تسامحًا حتى مع جلاديه، فازدهرت على يديه الدعوة الإسلامية، وخاصة بين شباب "الجماعة الإسلامية" في الجامعات المصرية، فكان منهجه ومدرسته سببًا في انضمام معظمهم لجماعة الإخوان المسلمين في السبعينيات من القرن الماضي، من أمثال إبراهيم الزعفراني وخالد داود في الإسكندرية، وعبد المنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار في القاهرة، وأبو العلا ماضي في الصعيد.

معلم الشباب الحب والذوق

كان لاتصال الحاج عباس السيسي بالشباب الإسلامي إبان اشتعال جذوة الصحوة الإسلامية في السبعينيات أكبر الأثر في ابتعاد القطاع الأكبر منهم عن العنف ونبذه منهجًا وطريقًا في الدعوة إلى الله، وكان للرجل أكبر الأثر في اعتدال المزاج والسلوك الإسلامي خاصة في مدينة الإسكندرية إحدى معاقل الصحوة التي كانت ميدانًا فسيحًا لدعوته، وربما كان من الدعاة القلائل الذين احتفوا بقواعد الذوق في السلوك والتعامل حتى عُرف تلطفًا بين الشباب بداعية الذوق؛ إذ ما أكثر ما تحدث عنه وكتب فيه وحث عليه حتى اقترن به.

وكان الحاج عباس السيسي (1918 - 2004) واحدًا من أكثر دعاة الجيل الأول في الحركة الإسلامية حرصًا على التواصل مع الشباب وتركيزًا على دعوتهم، وعايش معهم فترات المد والانحسار وكان له في كل مرحلة دروسه المؤثرة، فقد شهد الرجل المد الإسلامي في حقبة الثمانينيات والذي اكتسح الجامعات المصرية في كل أنحاء القطر، وكان أحد أبرز دعاة هذه الفترة حتى بلغ عدد الندوات التي حاضر فيها في جامعة الإسكندرية وحدها عام 1984، سبعًا وعشرين ندوة، وكان الرجل يحرص فيها جميعًا على بث روح الاعتدال والتواضع في الشباب، والتخفيف من تأثير نشوة النصر التي يزداد خطرها حين تلازم فورة الشباب.

وأيضًا كانت لمحاضراته في الإسكندرية عقب بدء حركة الانحسار في الجامعات المصرية عقب الصدام بين الحركة والسلطة ومصادرة وتأميم الاتحادات الطلابية والجمعيات الخيرية والمساجد، أكبر الأثر في تهدئة النفوس الثائرة وكبح جماح التطرف، وذلك من خلال لقائه بهم في محاضرات حديث الثلاثاء.

وكان لا يألو جهدًا في تلبية رغبات الشباب في لقائه بهم حرصًا على غرس روح الحب والأخوة بينهم، وكان لا يفوته ذلك أبدًا، يقول:

"دعيت لزيارة مجموعة من الشباب، واستغرق السفر إليهم ثلاث ساعات!، وحين وصلت إليهم، وجدتهم قد استقبلوني وهم جلوس! ووجوههم جامدة، ومشاعرهم خامدة، وعيونهم ميتة، قدمني إليهم كبيرهم، فتحدثت إليهم بلا قلب، ولا روح، حتى إذا انتهيت من حديثي، شكرني، وخرجت كأنني كنت أعزي في ميت!! وعدت من حيث أتيت حزينًا لما شاهدت ورأيت!.

ومضت الأيام والأسابيع، وجاءني الأخ نفسه الذي دعاني أول مرة، جاء يدعوني لأكرر الزيارة مرة أخرى.

فقلت له: إلى أين؟

قال: إلى الإخوة.

قلت له: أهؤلاء إخوة؟ قال: نعم.

قلت: مستحيل أن يكون هؤلاء عندهم تذوق لمعنى الأخوة، كيف يكونون إخوة.. وقد جاءهم ضيف قطع إليهم مسافرًا أكثر من ثلاث ساعات، جاء إليهم بأشواق متلهفة، وعواطف مشتعلة، ونفس منشرحة؟ فيتلقونه بمشاعر جامدة، وهم جلوس كأنهم تلاميذ في مدرسة، لا تربطني بهم سوى علاقة المدرس في الفصل، فإذا أنهى الدرس خرج لا يلوي على شيء، لا عواطف ولا مشاعر ولا دعوة تجمع بينهم!!

لقد تركتكم كاسف البال، أتحسر على جمود العواطف، وفقدان يقظة القلوب، وحياة المشاعر التي هي سر وجودنا وحيويتنا وانتعاشنا.

أصاب أخي الخجل والحيرة، ثم بادرني يقول:.. إذا كان الإخوة قد فاتهم هذا المعنى في أول مرة، فسوف أقوم بالتنبيه عليهم، حتى يتداركوه المرة القادمة.

فنظرت إليه وقلت: يا سيدي إن هذه المواهب الروحية، واللمسات العاطفية، والأريحية، واللطائف النفسية، والذوق، لا تنهض بها توجيهات أو أوامر، وإنما تنهض بها: موحيات قلوب معطرة بالحب، مشتاقة تواقة إلى توأمها في العقيدة التي تتأجج بها القلوب.

واعتذرت لأخي عن الزيارة، رغم أني مشتاق إليهم، ومشفق عليهم".

فلم يكن مستغربًا أن يكون من مؤلفاته الدعوة إلى الله حب، والذوق سلوك الروح، والطريق إلى القلوب، وحسن البنا مواقف في الدعوة والتربية، ورسالة الحب في الله.

ولم يكن مستغربًا أن يعرفه الشباب في أوربا وأمريكا وكل العالم الإسلامي، قبل عام زاره أحد الشباب، وقال: شاهدت عند الشيخ إخوة من الإخوان المسلمين من أمريكا وألمانيا والصين واليابان جاءوا خصيصًا لزيارة الشيخ حبًّا له.

وربما كان الرجل أول من عرفته يجعل الحب جهادًا حين قال:

"واستيقظ شباب الأمة الإسلامية وشاباتها على (الحب في الله) الذي هو الأصل الطاهر النظيف العفيف. وكشف الغطاء عن هذا المخطط الخبيث الذي يعمل على تدنيس الحب وإفساد الأخلاق وإظلام القلوب وإطفاء نور الإيمان".

إن الجهاد بالحب في الله هو الفرصة المتاحة والسياسة المباحة التي لا تعوقها حدودا أو يصادرها قانون؛ لأنها نبض وهواتف ومشاعر وأحاسيس. والحب في الله هو السبيل الذي ليس له نظير ولا مثيل.

وكان هذا هو الإسلام عند الرجل، حين أراد أن يعلم الشباب الذوق الرفيع في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، يقول: "الإسلام ذوق، الإسلام لطائف، الإسلام أحاسيس ومشاعر، هذا الدين يتعامل مع النفس البشرية يتعامل مع القلوب والأرواح، يتعامل مع الأنفاس، هذا الدين لم يبدأ باستعمال العضلات ولا خشونة الكلمات، ولا بالتصدي والتحدي، ولكن بالكلمة الطيبة والنظرة الحانية، قال تعالى: "وقولوا للناس حُسنًا".

السيسي وكتابة التاريخ

ومما سبق به زمانه اهتمامه بكتابة تاريخ حركة الإخوان المسلمين، وإزالة الشبهات حول الفترة التي سبقت دخولهم السجون والمعتقلات، فكان جهده الكبير في كتبه (في قافلة الإخوان، وجمال عبد الناصر وحادث المنشية، ومن المذبحة إلى ساحة الدعوة، وحكايات عن الإخوان، ورشيد المدينة الباسلة).

وليس ذلك فقط بل، اهتمامه بتسجيل تاريخ الجماعة عن طريق إجراء الحوارات والمقابلات مع الإخوان القدامى بالصوت والصورة في دار القبس بالإسكندرية، وقد حضرت أكثر من مرة تلك المقابلات مع بعض الإخوان من داخل وخارج القطر، ولعل هذه المقابلات تخرج في حينها.

فلم يرضَ الرجل أن تنتهي حياته وقد تجاوز التسعين، دون أن يؤدي أمانة تسجيل ذلك التاريخ الطويل للإخوان ومشاركتهم في صناعة الحياة بمختلف جوانبها السياسية والاجتماعية، في أهم فترة لتاريخ مصر في العصر الحديث، وحتى الأحداث العسكرية، وذلك بمشاركتهم في حرب فلسطين والانتصارات التي حققوها على اليهود، وكانت مكافأتهم استدعاؤهم وإيداعهم معتقل الطور بسيناء.

ومع كل ذلك الجهد في كتابة تاريخ الإخوان نرى الكثير من رجال الإخوان الكبار الذين رفضوا أن يبوحوا بأسرار وتاريخ تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد، تحت زعم أنهم لا يريدون أن يتعرضوا لأحداث تعذيبهم في السجون احتسابًا لذلك عند الله.

لقد كان الرجل يرى أنه لا ذنب للأجيال الجديدة في عدم معرفتهم بتاريخ تلك الفترة من تاريخ البلاد، لذلك كانت مبادرة الحاج عباس -رحمه الله- من أعظم ما قدم للحركة من نفع، يقول:

"حينما كنا في الطريق إلى سماع الأحكام في مبنى مجلس قيادة الثورة نستمع إلى حديث مختصر من الأستاذ سيد قطب، حيث قال: إننا مستعدون بكل اطمئنان إلى كل ما يقدره الله لنا، ولا يريد الله لنا إلا الخير، ولعلنا لا نلتقي فلا تجزعوا.. وعلينا أن نستفيد من أخطائنا حتى يتداركها الجيل القادم".

وكان مما قاله في الدعوة ومهمة الدعاة: "إن مهمتنا إيقاظ الشعب المسلم الذي نام طويلاً، ونحن في حاجة إلى هزة روحية جبارة لتحريك وعي عقله الذي نام لفترة، وضميره الذي تحلل من أثر عوامل الظلم والقهر.

وجوب التأهيل للدعاة والمتصدرين

ومما كان يؤمن به، ويدل منه على الفهم الصحيح والراقي للإسلام وأصول دعوته، وجوب أن يكون المتصدر للدعوة إلى الإسلام، مؤهلاً تأهيلاً يسمح له بذلك التصدر، والتعبير عن مفاهيم تلك الدعوة تعبيرًا ليس فيه لبس ولا غموض، يقول:

"ولما كانت رسالة الإسلام موجهة إلى عامة الناس على الأرض، كان من الضروري أن يتصدر لهذا المجتمع الواسع دعاة على مستوى من العلم والقدرة والقدوة، ودراية بأسرار النفس البشرية، يتحلون بالصبر، وانشراح الصدر، وفراسة وبصيرة (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف 108، واستنهاض إمكانيات الحواس الربانية، في جذب القلوب، وتآلف الأرواح، والمعايشة في رحاب حركة الدعوة ومجالاتها الواسعة، وهذا يكون بالكلمة الطيبة، والدعوة بالحسنى، والجدال -إن اقتضى الأمر- بالتي هي أحسن، والقدوة الصالحة، ذلك أن طهارة الهدف تستلزم -في عرفنا- طهارة الأسلوب في تحقيقها، وقبل الغاية يقتضي نبل الوسيلة حتما".

وقال: "فالدعوة تقتضي فهمًا دقيقًا لكل مراحلها وأهدافها، وما تريد في المستقبل، وما طريقها في تحقيق أهدافها".

ومن هذا الفهم الراقي عند هذا الرجل -رحمه الله- توجيه الشباب للاتصال بالمجتمع، وعدم الانفصال عنه، وتعليم الناس الفهم الصحيح للإسلام، يقول:

"فقد ظلت العبادات عند كثير من المسلمين محصورة في شكل بدون روح، فالمسلم يؤدي عبادته ويتقوقع في ذاته وخصوصياته، دون الاهتمام بأن الإسلام رسالة ودعوة.

وبهذا انكمش دور المسلم الاجتماعي والحركي، فلم يمتد إلى جميع قطاعات المجتمع، لينقله ويصبغه بصبغة الإسلام، حقيقة وعملا، مشاعر وشعائر وشرائع، لبناء الأمة الإسلامية، وتحقيق الآمال".

متى يتقدم الرجل ومتى يتأخر؟

ولنرفع لهذا الرجل القبعات احترامًا وتقديرًا وإجلالاً، حين نعلم أنه قد طلب إعفاءه من عضوية مكتب الإرشاد عن قطاع الإسكندرية والبحيرة ومطروح، وهو أعلى منصب في قيادة الجماعة من الممكن أن يصل إليه فرد في الإخوان، بعد منصب المرشد العام، وذلك لأنه لا يستطيع -في رأيه- أن يؤدي دورًا كبيرًا للجماعة وهو في هذه السن المتقدمة، مفسحًا المجال أمام الأقل عمرًا الذين يستطيعون أن يعطوا لجماعة الإخوان أكثر، وخلفه الأستاذ جمعة أمين في عضوية المكتب.

ويحكي فيقول: "في عام 1951 عدت من منفاي في أسيوط للعمل في الإسكندرية، وذلك حين عادت الجماعة رسميًّا بعد محنة 1948. ومن تقاليد الإخوان في مراكزهم أن يقوم على باب المركز أخ يسمى مراقب الدار مهمته حسن استقبال الوافدين والزوار والإخوان، وفوجئت أن الأخ القديم المكلف (أصيب في حادث حريق) وعنده بعض التشوهات، ومع هذا أرجعه الإخوان إلى مهمته، فقلت للإخوة: إن هذا الأخ كلنا نحبه، ولكن ليس هذا مكانه، فالرسول r كان يتخير لمراسلاته من سفرائه من كان من شروطه حسن السمت، وهذا رسولنا لكل قادم جديد، وإنه بقدر ما نحب بعضنا في الله فعلينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب".

سيرة موجزة
  • من مواليد مدينة رشيد - البحيرة 28/11/1918
  • تعرف على دعوة الإخوان المسلمين عام 1936 وهو نفس العام الذي التقى فيه الإمام البنا.
  • حصل على دبلوم المدارس الصناعية سنة 1939.
  • تطوع بمدرسة الصناعات الحربية بتوجيه من فضيلة المرشد الإمام حسن البنا.
  • شارك في مظاهرات 1936 المطالبة بإعادة دستور 1923.
  • التحق بورش سلاح الصيانة بعد التخرج.
  • حضر معارك الحرب العالمية الثانية سنة 1940 في الصحراء الغربية من النصابة إلى العالمية.
  • اعتقل عام 1948 لمدة شهرين.
  • ثم اعتقل مرة ثانية في عام 1954 ولمدة عامين.
  • فصل من الخدمة عام 1956 لانتمائه لدعوة الإخوان المسلمين.
  • تجدد اعتقاله في عام 1965 وحتى عام 1974.
  • عمل في الدعوة الإسلامية داخل مصر وطاف في جولات خارجها شملت كثيرا من بلاد العالم.
  • عمل بصناعة الألبان وتجارتها في مدينة رشيد لمدة عشرين عاما.
  • أنشأ دار القبس للنشر والتوزيع بالإسكندرية.
قالوا عنه

كتب الشيخ سعيد حوى -رحمه الله- في تقديمه لكتاب الدعوة إلى الله حب: "والأخ عباس السيسي ممن عايش الأستاذ البنا ونهل من معينه العذب، فتجسدت فيه معاني هذه الدعوة في صفاء ورواء، ومن أعلى ما تجسد فيه خلق الإخاء، فهو صافي المودة كثير العطاء حيثما توجه نشر من عبير روحه الحبّ، فلا يكاد يجتمع مع أخٍ حتى يشعل في قلبه نور الإخاء في الله حارًّا متوقدًا منيرًا؛ لأنه هو كذلك، فتراه يغرف منه الصغير ويرتشف منه الكبير، وهو بطبيعته شفاف النفس حساس الوجدان مع تأمل عميق، وفراسة صادقة وفطرة صافية، وقدرة كبيرة على أن يحيط الكبار والصغار بعطفه وأن يتجاوز عن الأخطاء ويغضَّ الطرف عن الزلات، ويتحمل في الله المصيبات، مما جعل الكثيرين من شبابنا يتعلقون به بمجرد أن يعرفوه؛ لأنهم يجدون عنده حبًّا بلا مصلحة، وأبوة بلا مطالب شخصية، وأخوة تتقارب في أجوائها فوارق السن والقدر بسبب من تواضع لا يعرف إلا الحدود الشرعية".

ونعته حركة حمس في الجزائر فقالت: ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا في حركة مجتمع السلم (الجزائر) نبأ وفاة الشيخ والداعية المجاهد عباس السيسي رحمه الله، هذا الرجل الذي نعتبره أكبر من عالم خبا نجمه، وأكبر من فارس ترجّل، فهو عالم ربّاني، وداعية مقتدر، ومربٍّ حاذق، ومصلح اجتماعي كبير. فالكثير منّا في الجزائر تتلمذ على كتاباته، واستأنس بتوجيهاته وتعلق بأسلوبه التربوي الرّوحاني المتميز، الذي يبقى منارة للأجيال من بعده ومعالم يستضاء بها على هذا الدرب النير ضمن هذه السلسة من الحلقات الذهبية التي لا يخبو نورها مع وفاة أي عالم، فتلك سنة الله في كونه وذلك قضاء الله، بل تزداد نورا وحياة ويزداد التفاف الأجيال حولها.

رحمه الله رحمة واسعة.

المصدر



للمزيد عن الحاج عباس السيسي

مؤلفاته

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات فيديو