الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الحميد سعيد»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''<center><font color="blue"><font size=5> عبدالحميد سعيد .. و[[جمعية الشبان المسلمين]] </font></font></center>'''
'''<center><font color="blue"><font size=5> عبد الحميد سعيد .. و[[جمعية الشبان المسلمين]] </font></font></center>'''


'''موقع إخوان ويكي ([[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]])'''
'''موقع إخوان ويكي ([[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]])'''

مراجعة ١٤:٤٧، ٩ يناير ٢٠١٢

عبد الحميد سعيد .. وجمعية الشبان المسلمين

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

إعداد: عبده مصطفى دسوقي

مقدمة

أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، وأن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، فالعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده.

والدكتور عبدالحميد سعيد واحد من الذين أنار الله بصيرتهم فعمل لدينه على علم، وتصدوا للمستعمر الانجليزي وأذنابه من المستبشرين.


نشأته

في قرية متبول إحدى القرى العريقة بمحافظة كفر الشيخ، ولد الدكتور عبدالحميد سعيد لعائلة ثرية، حيث اهتمت بتعليم أبنائها تعليما راقيا، ولد في السنوات الأخيرة للقرن التاسع عشر وسافر ضمن بعثة تعليمية إلى أوروبا لدراسة القانون وحاز الدكتوراه فيه وعاد لمصر غير راغب في مزاولة مهنة المحاماة.

وقد ذكر محب الدّين أنّ عبد الحميد سعيد درس في المدرسة التّوفيقيّة في القاهرة، وانتقل إلى باريس ليتعلّم الحقوق في جامعتها، والتحق بوزارة الحربيّة، وكان من أعضاء مجلس النّوّاب في مصر..(1).

كما كان يوجد فى قرية متبول العديد من السريات القديمة التى تم بنائها فى القرن التاسع عشر على احدث النظم المعمارية حينذاك وجميعها ملك عائلة (سعيد) وتعد عائلة سعيد من العائلات الكبرى بمصر وكانت أملاكهم عديدة وخاصة الأراضي الزراعية، من المحلة الكبرى وحتى قرية الحمراء بكفر الشيخ ويوجد لهم استراحة تحمل اسمهم في الحمراء حتى الآن ...

ومن الشخصيات المؤثرة بعائلة سعيد (إبراهيم سعيد باشا) ابن قرية متبول وهو أول عضو لمجلس النواب عن إقليم الغربية عام (1881)

وكان أيضا اليد الفعالة لسعد باشا زغلول في ثورة 1919 وكان رئيس للجنة الوفد المركزية بالقاهرة حيث تم اعتقاله بقصر، عابدين أثناء الثورة مع علي شعراوي باشا ..

كما كان أيضا من أبناء متبول وعائلة سعيد (الدكتور/ عبد الحميد سعيد باشا) فكان من أصحاب التاريخ الوطني الحافل حيث كان الصديق الشخصي لمحمد فريد الزعيم الوطني في نضاله ضد الاستعمار وكان أيضا من مؤسسين جامعة القاهرة هو وقاسم أمين..(2)


جهاده

عندما قامت حرب البلقان الشهيرة سافر سعيد متطوعا للحرب إلى جانب الأتراك تحت لواء الإسلام وخاض معارك عظيمة والتي اظهر خلالها شجاعة نادرة.

وقد أصيب الدكتور عبد الحميد سعيد خلال الحرب إصابات بالغة واهتم العثمانيون به وعولج وأصبح من المقربين من دوائر صنع القرار، وأرسله وزير الحربية العثماني أنور باشا للإصلاح بين آل سعود وآل الرشيد في الحجاز ومكث سنوات مبعوثا للعثمانيين هناك إلى أن اكتشف مراسلات الشريف حسين ومكماهون الشهيرة والتي اتفق فيها «حسين» على محاربة الأتراك مقابل منحه حكم الحجاز، وسعى في إفشال المخطط وهرب من كمائن عديدة حثي عاد إلى مصر عام 1923م، فترشح في انتخابات مجلس النواب عن إحدى دوائر كفر الشيخ وفاز وأصبح عضوا بالبرلمان..(3)

ولقد كتب في مجلة الشبان المسلمين يقول: والخطر مزدوج، فهو يرى أن الأوائل يحاصرون مصر من الغرب بينما يحاصرها الآخرون من الشرق، ثم يضيف: "إن الخطر الذي يهدد عرب طرابلس الغرب لا يقل عن الهذر الذي يهدد عرب فلسطين بل هو أفظع وأشنع لأن الإنجليز في فلسطين يزعمون أنهم واقفون موقف الوسيط بين العرب واليهود، أما إيطاليا في تحويلها طرابلس الغرب عن صبغتها العربية والإسلامية فإنها الخصم والحكم في آن واحد. ودعا في الأخير كافة المسلمين إلى اليقظة قبل أن تحول بهم كوارث أخرى، وحثهم على الالتزام بالوحدة لمواجهة التحديات القادمة..(4)

وفي عام 1939م رٌشح الشيخ طنطاوي جوهري إلى الدوائر الغربية لنيل جائزة نوبل للسلام، حيث رشحه للجائزة الدكتور مصطفي مشرفة بوصفه عميدا لكلية العلوم والدكتور عبد الحميد سعيد عضو البرلمان والرئيس العام لجمعية الشبان المسلمين وأخذت وزارة الخارجية بهذا الترشيح وأرسلت مؤلفاته إلى البرلمان النرويجي مشفوعة بتقرير عن جهوده في سبيل العلم والسلام وشهادات علماء إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في قيمة هذه المؤلفات..(5)


جمعية الشبان المسلمين

تأسست جمعية الشبان المسلمين في نوفمبر من عام 1927م، ردّاً على موجة الإلحاد الّتي كانت تهدد البلاد العربيّة والإسلاميّة عامّة، ومصر خاصّة، بعد انهيار السلطنة العثمانيّة، وشيوع الأفكار الّتي تنادي بالاقتداء بالغرب، واللحاق بركب الحضارة الغربيّة.

أشرف عليها في البداية الشيخ محمد الخضر حسين حتى انعقدت الجمعيّة العموميّة، يوم الجمعة منتصف شهر جمادى الثّانية (من عام 1346هـ)، وجرى انتخاب مجلس الإدارة، واختير الدكتور عبدالحميد سعيد رئيسا لها، والأستاذ الشّيخ عبد العزيز جاويش وكيل رئيس، وأحمد تيمور باشا أميناً للصندوق، ومحب الدين الخطيب كاتماً للسرّ العامّ..(6)

وقد أشار الدّكتور عبد الحميد سعيد [رئيس الجمعيّة] إلى أنّ جمعيّة الشّبّان المسلمين تكوّنت في ظلّ تحدي خطير، هو خطر التّبشير والجمعيّات الإلحاديّة والتّغريبيّة، وقال: رأينا الخطر المحدق بتلاميذنا وشبابنا وخفنا أن يستهدف شبابنا لما فيه من شرور، ورأت جماعتنا أنّ الملحدين وأنصارهم كثروا، وأنّ النّزعات اللّادينيّة والعاملين على نشر بذورها وتعميم أذاها قد كثروا، وأنّ وسائل تقويض أركان الفضيلة وبثّ جراثيم الرّذيلة قد اتسع نطاقها، وأنّ الجمعيّة جاءت لتردّ الأمور إلى أصولها"..(7)


جهوده نحو فلسطين

كان للجمعية ورئيسها دورا في مناصرة قضايا الأمة فقد ناصر الدكتور عبدالحميد مختلف حركات التحرر في العالم الإسلامي وكتب عدة دراسات حول ذلك، وكان لجمعية الشبان المسلمين الفضل في تنظيم أول مؤتمر حول القدس وأخطار الهجرة اليهودية إلى فلسطين عام 1930م، كما كان للجمعية مواقف عظيمة وقد وضح ذلك جليًّا في موقفٍ لوزارة الداخلية من جمعية الشبان المسلمين التي نشطت مع الإخوان في بداية ثلاثينيات القرن الماضي في مساعدة الفلسطينيين في محنتهم، فقد تقدَّمت جمعية الشبان المسلمين لوزارة الداخلية لعمل بعض أنشطتها الخيرية، وكان في لجنة وزارة الداخلية التي تنظر في هذه الأمور عضو يهودي يُدعى هنري نوسي، وكان يشرف على جمعية الإسعاف وفروعها ويمثلها وأمثالها في اللجنة، واعترض ذلك العضو على هذا النشاط الخيري بزعم أن جمعية الشبان المسلمين لها أنشطة سياسية، واستدل على ذلك بتعرض الجمعية في جريدتها لشئون السياسية والحكم في مصر وأمثالها، وأبرز عددًا من جمعية الشبان المسلمين يثبت فيه ما يقول، وقد تابع ذلك العضو بعض الأعضاء المصريين، ولكن الدكتور عبد الحميد سعيد- رئيس جمعية الشبان المسلمين- تصدَّى لهم وأوضح لهم أن السياسةَ التي يجب على المسلم الابتعاد عنها ويجب على الجمعية الإسلامية أن لا تخوض فيها هي السياسة الحزبية، وأن الإسلام لا يعرف التفريق بين الدين والسياسة..(8)

ولقد كان للدكتور عبدالحميد تواصل بعدد من الجمعيات خارج مصر والتي كانت متضافرة من اجل القضية الفلسطينية حيث شكلت جمعية الأخوة والمعاونة بالهند لجنة سعت إلى جمع التبرعات المالية لدعم شعب فلسطين، وقد اجتمع أعيان المنطقة الداخلية في تريم بقصر السيد عمر بن شيخ الكاف، الذي كان يعرف باسم (التواهي)، كما نشرت مجلة الجمعية منشوراً أفاضت فيه بشرح الحالات التي يلاقيها أولئك المجاهدون، وقد جمعت اللجنة مبلغا وقدره 460 روبية هندية، أرسلت بواسطة رئيس جمعية الشبان المسلمين العالمية الدكتور عبدالحميد سعيد بك، فرد عليهم بخطاب هذا نص جوابه لها:

بسم الله الرحمن الرحيم

القاهرة في 29 رجب 1356هـ - 5 أكتوبر 1937م / 4-4-4 رقم 580

حضرة الأخ المحترم صاحب السيادة محمد سالم السري، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد.. فقد تسلمت كتابكم الكريم وما تبرع به أولو الغيرة الإسلامية من جمعيتكم المحترمة وأخوانهم الآخرين، وإني أسأل الله أن يجزيكم على حسن صنيعكم خير الجزاء، وقد ضم المبلغ إلى حساب منكوبي فلسطين ببنك مصر، وسيرسل إلى سماحة السيد محمد أمين الحسيني، رئيس اللجنة العربية العليا بفلسطين وتفضلوا بقبول عظيم الاحترام.

الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين ورئيس اللجنة العليا للدفاع عن فلسطين.

عبدالحميد سعيد (9)

وعلى العكس ما حدث في الهند حدث في اندونيسيا، حيث منعت حكومة هولندا مسلمي اندونيسيا من التبرع لمنكوبي فلسطين، وقد أوردت جريدة الإخوان خطابًا من كبار وعظماء مسلمي اندونيسيا، هذه بعض فقراته:

نحمد الله المؤيد عباده المؤمنين المخلصين والصلاة والسلام على الإمام الأعظم سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم واقتدى بهم إلى يوم الدين، وسلامنا الجزيل الأتم نهديه لحضرة الشهم الهمام المقدام المجاهد بنفسه ونفسه في خدمة ملته وأمته الأستاذ الدكتور عبد الحميد سعيد وكافة من أعانه من جماعة المسلمين حفظهم الله آمين. وبعد.. فنفيدكم سيدي أن الرابطة العلوية، وهي الجمعية الممثلة للسادة العلويين وأنصارهم بجزر الهند الشرقية، قد ساءها ما أصيب به إخواننا بفلسطين وما نزل بهم من نكبات خفف رزءها ما رأيناه من إجماع الأمة الإسلامية بمشارق الأرض ومغاربها على مؤازرتها ومشاركتها أولئك المنكوبين المضطهدين.

سيدي إننا حينما ابتدأت حوادث فلسطين الأخيرة تحركت هممنا للقيام بواجبنا الديني نحو إخواننا الشهداء لمساعدة أراملهم وأيتامهم بجمع إعانات واكتتابات من جميع أنحاء إندونيسيا بواسطة لجان منظمة، لتكون النتيجة مثمرة حسب المطلوب غير أن قانون هذه البلاد يوجب استصدار إذن خاص من الحكومة لمثل هذا الاكتتاب، فأرسلت إحدى الهيئات بإندونيسيا وفدًا منها لمقابلة محافظ باتافيا (رسيدنت) فطلب منه أن يعود الوفد إليه مرة ثانية فعادوا إليه فأخبرهم أن الحكومة تود الإذن غير أنه نظرًا لما بينها وبين حكومة الإنجليز من علاقات ودية فالحكومة ترى وجوب التريث ورفع هذا الطلب إلى الدوائر العليا، فشرح له الوفد أن القصد من جمع هذه الاكتتابات هو مساعدة المنكوبين من أرامل وأيتام وإن الإعانات كلها سترسل إلى جمعية الشبان المسلمين بمصر، وذكر له هذا الوفد أن لجانًا قد تألفت في بقية بلدان المسلمين وجمعت الاكتتابات من بلاد إسلامية ومنها بلدان تحت حكم بريطانيا، فأجاب نائب المحافظ بأن هذا كله معروف ولكن الحكومة الهولندية حريصة على أن لا يشوب علاقاتها مع بريطانيا شيء مكدر، مرت الأيام بعد هذه المقابلة والمسلمون على جمر الغضاء من الانتظار، وبعد نصف شهر ذهب وفد آخر لمقابلة محافظ باتافيا للاستعجال في استصدار الإذن لقبول الطلب فكان الجواب كأجوبته السابقة أي الأمر بالانتظار وأخيرًا في 30 من سبتمبر سنة 1936م أبلغ المحافظ هذه الهيئات بأن الحكومة قبلت الطلب على شرط أن يذكر اسم كل متبرع وأن تجمع التبرعات كلها وتسلم لدائرة الشئون الوطنية لترسلها بواسطة قنصل هولندا بمصر وحيث أن الشعب الاندونيسي لا يرتاح إلى هذا الحل فلم يسع الهيئات المذكورة إلا العدول عن جمع التبرعات، وختامًا تفضلوا بقبول عاطر سلامنا وفائق تحياتنا والسلام.. الإمضاء..(10)

كذلك أرسل رئيس اللجنة العليا المصرية للدفاع عن فلسطين دكتور عبد الحميد سعيد احتجاجًا إلى سعادة وزير اليونان المفوض بالقاهرة هذا نصه: "... فقد تواترت الأنباء البرقية بأن بوليس فلسطين تمكن من ضبط ست بواخر يونانية مشحونة باليهود المهربين في خلال أيام قليلة من هذا الشهر، الأمر الذي قوبل بعاصفة من الاستياء والاستنكار لا في فلسطين وحدها، بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي"..(11)


عبدالحميد سعيد والإخوان المسلمين

عندما صار حسن البنا طالبًا بدار العلوم (1924م - 1927م) كان صدره يحترق من تدهور حال المسلمين وتنامي نشاط المبشرين، فرأى أمامه في الأزهر شخصيات يرجى نفعها كالشيخ يوسف الدجوي، وأحمد تيمور باشا، وعبد الحميد سعيد، ويحيى الدردير وغيرهم، ولقد تمت لقاءات في منزل أحمد تيمور باشا، وكان يتحدث إليهم حديث الثكلى التي فقدت فلذة كبدها لما يعيثه المبشرون في البلاد فسادًا تحت سمع الحكومة وبصرها بل وفي حمايتها .. ونوقشت أفكار ومقترحات في هذه اللقاءات تمخضت عنها قرارات، كان من أهمها إصدار مجلة تتصدى لهذه المؤامرات وتمنع اعتداءاتها، وتستنهض الهمم لمقاومتها، فصدرت مجلة "الفتح" التي أسندت رياسة تحريرها إلى الكاتب الإسلامي الكبير محب الدين الخطيب..(12)

ترجع معرفة الدكتور عبدالحميد سعيد بجماعة الإخوان قبل نشأتها حيث تعرف على الأستاذ حسن البنا، والذي رأى فيه جذوة من نشاط فتضافرت الجهود في إخراج الشبان المسلمين ومجلة الفتح للتصدي للتبشير.

يقول الأستاذ عبد المتعال الجبري: كان الأستاذ حسن البنا يلتقي بالدكتور عبدالحميد سعيد بعد عوده من ألمانيا ويحيي الدردير وغيرهم، ويعرض عليهم ضرورة عمل جاد لإنقاذ الشباب ويرى حاجة المسلمين إلى ناد يجمع شمل شبابهم، لأن النوادي المفتوحة لغير المسلمين وللمسلمين معا يترددون عليها تتم فيه عمليات تبشير وتشكيك مدروسة، ونجح حسن البنا في وضع بذرة منتدى للشباب كان مولده بعد سفره إلى الإسماعيلية، ألا وهو مولد "جمعية الشبان المسلمين" التي بادر بإرسال تأييده لها واشتراكه فيها، وكان تشكيل مجلس الإدارة والهيئة التأسيسية من الدكتور عبد الحميد سعيد رئيسا، والدكتور يحيى الدردير والشيخ محب الدين الخطيب وأمثالهم أعضاء، وكان حسن البنا هو العضو الوحيد الذي يمثل الشباب بين أولئك العمالقة(13).

ولقد تصدت صحيفة الفتح للمبشرين حيث نشرت صحيفة الفتح لعبد الحميد سعيد الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين هجومًا على مدارس الفرير بمصر لما أشيع من أن بعض القسس المدرسين بها يهاجم الإسلام ويطعن فيه، ويضطهد من يصوم رمضان من تلاميذها، وناشد شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية العمل على وقف هذا الأمر، ثم راج خبر اختطاف بعض المبشرين الألمان لفتاة إسكندرانية ورحلوها إلى أسوان لتنصيرها..(14)

وحينما نشأت جريدة الإخوان المسلمين أيدت جهود جمعية الشبان المسلمين وفتحت صفحات جريدتها الغراء لأعمالهم، فنشرت جريدة الإخوان لهم تحت عنوان بيان إلى الأمة من جمعية الشبان المسلمين عن محاولة جديدة تقوم بها دور التبشير، مذيل باسم الرئيس العام لجمعية الشبان المسلمين عبد الحميد سعيد..(15)

وقد وضحت هذه العلاقة في العديد من المواقف، منها نعي الدكتور عبد الحميد سعيد الرئيس العام للشبان المسلمين، فقد جاء في "مجلة التعارف": فجعت مصر، بل والعروبة والإسلام بوفاة علم من أعلام الجهاد، وبطل من أبطال الوطنية، فقد كان الفقيد ملء السمع والبصر، آتاه الله بسطة في الجسم، وجلجلة في الصوت، وشجاعة في الرأي، وصلابة في الحق، وثباتًا في الإيمان، ورفعت ذكره، وخلدت أثره، ولسنا نحاول أن نعدد مآثره ومناقبه في هذه السطور فدون ذلك الصفحات الطوال، ولسنا نحاول كذلك أن نغبن حقه من الرثاء فلم يكن عبد الحميد سعيد ممن يرفع شأنهم ثناء ولا ممن يخلد ذكرهم رثاء، ولقد مضى من عبد الحميد سعيد من عمره الفاني وبقي عمره الباقي وهو ذكراه، فسنذكره ما مررنا على هذا الحصن المنيع من قصور الإسلام أعني "دار الشبان المسلمين"، وسنذكره ما أصابت شقيقة عربية نازلة فهرعنا إلى دار الشبان لنفكر وندبر ونقرر، وسنذكره ما ذكرنا الجيش والسودان والإسلام، وهيهات أن ننسى واحدة منها مهما قدم العهد وتعاقبت الأيام..(16)


وفاته

شارك الدكتور عبدالحميد سعيد في كثير من قضايا الأمة كما شارك محمد علي علوبة أثناء سفره إل لندن للدفاع عن القضية الفلسطينية غير أنه وبعد عودته توفاه الله عام 1940م، وقد انتخب اللواء محمد صالح حرب خليفة له في رئاسة جمعيات الشبان المسلمين.


المصادر والمراجع

1- محب الدين الخطيب: مقال بعنوان "عبد الحميد سعيد"، مجلة الفتح، (ربيع الأوّل، 1365)، صـ20.

2- مدونة ظلال الرودينا: حسين الشناوي الشامي، أبريل 2010م

3- مصطفي عبيد: مقال بعنوان أبطال منسيون- عبد الحميد سعيد.. بطل حرب البلقان، 10/ 8/ 2011م.

4- مجلة الشبان المسلمين، العدد 4، يناير 1939، صـ 234.

5- عبده مصطفى دسوقي: عمالقة في زمن النسيان، دار منارات للإنتاج والتوزيع الفني، 2009م.

6- رغداء زيدان: جمعية الشبان المسلمين وجمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين، موقع إخوان ويكي.

7- أنور الجندي: يقظة الفكر العربي، صـ 67.

8- مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية- السنة الثالثة- العدد 71- 21 شوال 1364هـ/ 27 سبتمبر 1945م، مقال للشيخ محب الدين الخطيب.

9- بيان أصدرته جمعية الأخوة والمعاونة: طبع في مطبعة الشباب- التواهي- عدن عام 1950م.

10- جريدة الإخوان المسلمين: السنة الرابعة– العدد 38 – 15 شوال 1355هـ / 29 ديسمبر 1936م.

11- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

12- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، دار الدعوة، 1998، صـ36.

13- عبد المتعال الجابري: لماذا اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا ص25، 26.

14- مجلة الفتح: 21 مارس 1929م.

15- مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية – السنة الأولى – العدد 20 - الخميس 12 شعبان 1352هـ / 30 نوفمبر 1933م.

16- مجلة التعارف، العدد (21)، السنة الخامسة، 7جمادى الآخرة 1359ه/ 13 يوليو 1940م، ص(5).