عصام الفليج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
عصام عبداللطيف الفليج بين الإعلامي والعمل الخيري الكويتي


مقدمة

أن موت العلماء خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير إذ الأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ" (رواه البخاري).

سيرة ومسيرة

حينما يذكر الدكتور عصام الفليج يجيش في النفوس هذه الهمة العالية التي وهبها الله في سد ثغر من ثغور العمل الخيري، وكان أمينا عليه حتى قضى نحبه وهو على ذلك، حتى أن ما كتب عنه يوم وفاته أبرز صفات وشمائل الفليج وسط الناس.

ولد عصام عبداللطيف الفليج في منطقة الحيفاء بالعاصمة الكويت عام 1961م، وكان منذ صغره محبا للعلم والتعلم، حيث درس في الفيجاء ثم حصل على الثانوية من ثانوية يوسف بن عيسى، قبل أن يتخرج في الجامعة.

وعن نشأته، قال رحمه الله:

البداية كانت في منطقة الفيحاء وولادتي كانت في عام 1961، وقد عشت في أجواء تعلمت منها الترابط ومحبة الجيران حتى كأنهم أسرة وكنت ولله الحمد متفوقا في دراستي، لدرجة أنني في العطلة أقول لأصدقائي: متى نعود للمدرسة؟ وجميع المراحل الدراسية درستها في منطقة الفيحاء أما الثانوية فقد انتقلت للدراسة في ثانوية يوسف بن عيسى.
وفي فترة الدراسة، كانت لي أنشطة وبرامج أدبية مثل الإذاعة المدرسية وتقديم الفقرات الطلابية، وأيضا أنشطة صحافية، لكنني مع هذا كنت أحب الميول العلمية مثل الرياضيات والعلوم ولذلك تخصصت في العلمي وجعلت الأمور الأدبية هوايات أحرص على ممارستها ونصيحتي لكل إنسان يريد النجاح أن يتعرف على ميوله ويعمل على تنميتها.

اسهامات الفليج

وطأ الفليج بقدمه معترك الحياة حيث عمل أول ما عمل في العمل الصحفي بصحيفة الأنباء عام 1982م ومنها للقبس والوطن.

فقد بدأ الراحل عمله الصحافي في "الأنباء" التي كتب فيها اول مقالاته عام 1982، ثم بعد ذلك في الزميلة "القبس" ثم الزميلة "الوطن"، ثم عاود الانضمام الى اسرة "الأنباء" عام 2017 بزاوية "آن الأوان"، وكتب المقال الأخير في 20/10/2020 بعنوان "مارس هواية".

كان الفليج كالزاد أينما حل ترك بصماته الطيبة، لدرجة قيامه بكثير من الأعمال في العديد من المجالات والأنشطة التي لم يستطع كاتب واحد أن يحصرها، وعلى رأسها العمل الإعلامي الإسلامي والخيري التطوعي، فكان من رواد جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت.

فكان الأمين العام المساعد في اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. كما تعددت نشاطاته من تأليف الكتب الى إعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية الى كتابة المقالات الصحافية الهادفة، فضلا عن جهوده في العمل التطوعي وتوثيقه للعمل الخيري والوطني، فأشرف على البرنامج التلفزيوني "سفراء الخير"، الذي دعم العمل الانساني والخيري للكويتيين، كما ترأس تحرير مجلة "سفراء الخليج".

ولم يكتف بذلك بل قام بتوثيق زياراته الإعلامية الى كل من غزة المحاصرة، والصومال، فأصدر كتابيه "غزة رأي العين" في أبريل 2010 و"الصومال الآمن رأي العين" (أكتوبر 2010). وكان صاحب فكرة "لجنة تأهيل الخريجين لسوق العمل" في جامعة الكويت.

وعـن بـرامـجـه الإذاعـيـة والتلفزيونية، قال:

قدمت بعض البرامج الإذاعية مثل برنامج "الصراحة راحة" الذي أذيع عام 1995 عبر البرنامج الثاني وقد استمر هذا العمل لمدة 10 سنوات، وكذلك برنامج عن الغوص وبرنامج عن آل البيت وبرنامج جدد حياتك والعمل الإذاعي ممتع لكنه في الوقت نفسه متعب
ويحتاج إلى تحضير مستمر وأما فيما يخص البرامج التلفزيونية، فقد قدمت برنامج سفراء الخير وهي فكرة الأخ عبدالله الكمالي وقد تعرفت من خلال هذا البرنامج على الكثير من أهل الخير الذين عملوا على ذلك لسنوات طويلة.

الفليج وغزو العراق للكويت

عصام-الفليج.7.jpg

كان له جهد عظيم أثناء الغزو العراقي للكويت، حيث شارك في تأسيس صندوق التكافل لرعاية اسر الشهداء والاسرى الذي كان نائبا للرئيس الدكتور عبدالمحسن الخرافي قبل أن يصير هو رئيس الصندوق.وشارك في تأسيس جمعية "المنابر القرآنية".

كان الفليج من أبرز الموثقين لأحداث الغزو العراقي الغاشم وتوثيق بطولات المقاومة الكويتية، حيث أشرف على إصدار سلسلة منها:

  1. إشرافه على إصدار سلسلة "قوافل شهداء الكويت الأبرار"، التي صدر منها ثماني قوافل باللغة العربية، وواحدة باللغة الإنجليزية.
  2. مشاركته الجادة في إعداد كتاب "الشهيد.. مثوبة ومكانة".
  3. إعداد كتاب "التكافل.. تاريخ وإنجازات"، الذي يسجل فيه دور لجنة التكافل في المقاومة الشعبية، وتثبيت المرابطين وخدمتهم أثناء الاحتلال الغاشم.
  4. إعداد كتاب "جنود الخفاء"، الذي يروي فيه إنجازات المتطوعين القائمين على المقابر والدفن فيها خلال فترة الاحتلال الغاشم في الفترة من 2 أغسطس حتى فبراير 1991.
  5. إعداد "أجندة 2000م" بعنوان "ذكريات كويتية"، وكانت ذات طابع جديد ومتميز، وثقت أسماء الشهداء والأسرى، والأحداث التي جرت خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت.
  6. الإشراف على إصدار كتاب "شهداء الواجب".
  7. الإشراف العام على مسرحية "راجع" الخاصة بقضية الأسرى والمرتهنين والشهداء، التي عرضت في الكويت وبعض الدول العربية والأجنبية الأخرى، مثل الإمارات وبريطانيا، وأمريكا، حيث حضرها العديد من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين.
  8. الإشراف المباشر على إدارة وتنفيذ ثلاثين حملة إعلامية بخصوص قضية الأسرى، سواء في داخل الكويت أو خارجها.

وفي لقاء مع "الأنباء"، روى الراحل، رحمه الله، تجربته اثناء الغزو العراقي الآثم وتحرير البلاد قائلا:

في بداية الاحتلال عملت في المجال الإعلامي لفترة قصيرة ثم تحولت لخدمة المسجد وتنظيفه والعمل على رفع الروح المعنوية لدى المصلين، وأذكر انه في يوم من الأيام تم اعتقال جميع المصلين وكان يفترض أن أكون من بينهم، لكن الله حفظني، فالعمل في فترة الاحتلال كان محفوفا بالمخاطر، إلا أنك من خلاله تشعر بقيمة وأهمية الوطن ومن الواجب علينا أن نحافظ على وحدة وترابط الكويت.
وبعد التحرير عملت في صندوق التكافل لرعاية أسر الأسرى والشهداء وكان رئيس الصندوق د.عبدالمحسن الخرافي واستفدت من هذه التجربة الجديدة وخضت تجارب إعلامية وسياسية وقمنا بتشكيل لجان لاستقبال الأسرى ثم بعد ذلك حرصنا على توثيق حياة الشهداء وكنا أول جهة تقوم بهذا العمل وقمنا بعمل رحلات كثيرة للتعريف بقضية الأسرى الكويتيين وكان من بين تلك الرحلات رحلة الجمال إلى أميركا والتي قادها الأخ هشام العمر، رحمه الله.

من كتاب عصام الفليج

كتب الفليج تحت عنوان (استبدال العقاب بالعمل التطوعي) يقول:

بدأت الدول الغربية منذ أكثر من نصف قرن تقريبا بترسيخ مفهوم العمل التطوعي كقيمة مجتمعية، بعد أن دخلت المادية بشكل كبير في حياتهم، وظهور سلوكيات سلبية، وانحسار معدل الإنجاب، واضطرارهم لفتح الهجرة من عدة دول لتغطية النقص في العمالة الدنيا بشكل خاص، والوظائف التخصصية بشكل عام.
وأصبحت حاليا شهادة العمل التطوعي تضاف الى السيرة الذاتية عند التقدم لأي وظيفة محترمة. انتقلت الفكرة لدى السلطات الرسمية بتحويل عقوبات المخالفات والجرائم البسيطة من غرامات مالية وسجن مؤقت، إلى خدمة تطوعية إجبارية
مثل دوام كامل في مركز المسنين ورعايتهم اجتماعيا، أو تقديم برامج إرشادية وتوعوية إن كان صاحب تخصص، أو العمل في المستشفيات أو الحدائق أو أي مكان آخر معروف لديهم، وعليه أن يقدم تقريرا أسبوعيا بكل ما قام به، مع شهادة من الجهة التي تطوع بها، وبالطبع يعود كي ينام في منزله.
وجدت السلطات أن استبدال العقاب بالعمل التطوعي حقق آثارا إيجابية على المجتمع بشكل عام، وعلى الفرد المعاقب بشكل خاص، من النواحي السلوكية والنفسية والاجتماعية، ووفر على الدولة أموالا باهظة عند السجن.
وتطبق بعض الدول "السجن المنزلي"، فمن يُحكم عليه بالسجن يمارس العقوبة في بيته، فيُمنع من الخروج، وتوضع حلقة بلاستيكية حول قدمه عبارة عن جهاز تتبع لرصد تحركاته، ومن يخرج عن الدائرة المسموح له بالتحرك بها، ينقل إلى السجن مباشرة.
كما نفذت دول عقوبة حجز السيارات لمخالفات مرورية، بحجزها في بيت المخالف، ويوضع جهاز تتبع في السيارة. فهي وفرت مساحة الحجز، وحراسة المركبة، وإجراءات إدارية.. وغير ذلك.
وجميل لو فكرت السلطتان التشريعية والتنفيذية لدينا في هذين الأمرين، استبدال عقوبة الغرامة والسجن بالعمل التطوعي، والسجن المنزلي، فعندما يسجن شاب لتهوره، فإن الدولة تضيع عليه سنين شبابه، وفرص عمل، وحياة كريمة، كما أنه سيخرج من السجن محملا بخبرات سلبية من عتاة المجرمين، وقد يتحول إلى مجرم حقيقي، وبالطبع فإن تقدير ذلك يعود إلى القاضي حسب مستوى الجريمة.
إضافة إلى أن العقوبات التطوعية توفر على الدولة مبالغ كبيرة، وأعباء إدارية، وتبعات اجتماعية، وتصقل الفرد سلوكيا ومهنيا واجتماعيا.
يوجد في الكويت أكثر من 500 فريق تطوعي، التقيت 100 منها في البرنامج التلفزيوني "أيادي بيضاء"، بعضها مسجل في وزارة الشؤون الاجتماعية، وبعضها تحت مظلة هيئات وجمعيات نفع عام، وبعضها عمل حر بلا مظلة، وهذا يدل على مدى حب شباب الكويت للعمل التطوعي في بلد الإنسانية، وقد كان لتحرك الشيخة أمثال الأحمد الصباح رئيس مركز العمل التطوعي في الكويت دور رائد في هذا المجال.
وينبغي أن تواجه الدولة والقطاع الخاص هذا العمل التطوعي بالتشجيع، وأن يضاف مع السيرة الذاتية عند التقدم لأي وظيفة، فيكون ذلك عاملا مساعدا للترقية الوظيفية والمكافأة المالية، إضافة الى أي أسلوب آخر من التشجيع، وهذا من دواعي التعامل مع التنمية المستدامة التي تدعو لها الحكومة ضمن إطار الأمم المتحدة، ورؤية 2035.
"لقد أكدت مرارا أن ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه، فهم أغلى ما نملك من ثروة واستثمار، وهم يحظون بجل اهتمامنا واهتمام الحكومة ومجلس الأمة، وعلينا العمل على تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم، وحثهم على التحصيل العلمي المواكب لمتطلبات العصر، وتحصينهم من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف". سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وكتب تحت عنوان (لا تتركوهم بعدما كبروا): أنهت وزارة الصحة قبل بضع سنوات عمل طبيب وافد استشاري وحيد في تخصصه بقانون العمر، فعاد إلى بلده وشعروا بمشكلة كبرى لهذا النقص، فأعادوه باستثناء بعقد خاص براتب أعلى من قبل، ومازال على رأس عمله بكل إخلاص.
وتكرر الأمر مع عدة أطباء أنهيت خدماتهم بسبب العمر، فاتجه بعضهم إلى القطاع الخاص، وخسرنا خبراتهم، واستفاد ديوان الخدمة المدنية من هذه التجربة، وصدرت تعديلات العمر والعقود الخاصة، والتي شملت أساتذة الجامعة والقضاء.. وغيرهم.
وتتكرر الأمور مرة أخرى اليوم بقرارات إنهاء الخدمات لعموم الموظفين الوافدين بالدولة للعمر، بسبب ردود فعل شعبية، دون دراسة متأنية بربط الحاجة أو الخدمة، أو الوضع النفسي والاجتماعي والإنساني لهم، فلكل واحد منهم ظروفه وحكايته، فلا تعمموا القرار بلا حدود.
كنت عائدا قبل 30 سنة من إحدى الدول العربية، فتحاورت مع الجالس بجانبي، فقال إنه نشأ في الكويت منذ كان طفلا صغيرا مع والده، ولم يذهب لبلده منذ 20 عاما، فلما ذهب في إجازة لبلده لم يستطع البقاء هناك أسبوعين وعاد مباشرة للكويت بهذه الرحلة، فقلبه معلق هنا، وهذا شأن عشرات الآلاف ممن نشأوا هنا وعاشوا في كنف الراحة والأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي في الكويت، ويتمنون الموت على أرضها.
وأعرف شخصا أصيب بجلطة دماغية بسبب إنهاء خدماته بعد عمر 70 سنة، حتى توفي. نعم.. أصبحت قلوبهم معلقة بالكويت صدقا ومحبة، ولا يلامون في ذلـك، فلا تتركوهم بعدما كبروا وعشقوا هذه الأرض التي هم على استعداد للبقاء فيها ولو على الخبز والشاي.
وأقصد هنا العمالة الوسطى والدنيا، ولست معمما على جميع الوافدين، ولكنني أتكلم عمن قدم خدمات تجاوزت 30 عاما أفنى فيها زهرة شبابه في العمل في خدمة الكويت، مع حسن سيرة وسلوك، وغالبا لن يجدوا وظائف جديدة تناسبهم بعد الستين، فالكل يبحث عن الشباب، ولديهم من الخبرات التي تفيد أعمالهم، فلا نهملهم في شيبتهم بعد أن أخذنا شبابهم.
وكثير من الناس يحتفظون بخدمهم الكبار بالبيت دون عمل تكريما لخدمتهم الطويلة، وكذلك بعض المسؤولين الذين ينقلون إقامة بعض الموظفين بعد تقاعدهم تكريما لهم.
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيخا ذميا يسأل الناس، فسأله: ما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: الجزية والحاجة والسن، فأخذ عمررضي الله عنه بيده، وذهب به إلى منزله وأعطاه مما وجده، ثم أرسل به إلى خازن بيت المال، وقال له: "انظر هذا وضرباءه فضع عنهم الجزية، فوالله ما أنصفناه، أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم"، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ثم وضع عنه الجزية وعن ضربائه.
فلا أقل من السماح لأولئك الوافدين ممن تجاوزت خدمتهم 30 عاما، أو ولدوا بالكويت، والراغبين بالبقاء في الكويت بمنحهم إقامة دائمة، باشتراطات أمنية محددة، أهمها عدم الشحاذة، ودفع الرسوم الصحية والإدارية المطلوبة، أو الالتحاق بعائل كأبنائهم وأقاربهم من الدرجة الأولى، أو البحث عن بدائل تكرمهم ولا تهينهم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فلا تتركوهم بعدما كبروا.
الكويت بلد الإنسانية، فلنبدع في ذلك قدر المستطاع، مع حفظ الأمن والأمان لبلدنا الحبيب

قالوا عنه

أ.عصام الفليج والعمل الخيري

وقد نعى رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الراحل قائلا عبر حسابه على تويتر قائلا:

نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة الفليج الكرام لوفاة فقيدهم الغالي المغفور له بإذن الله د.عصام الفليج أحد رجالات الكويت الأوفياء الذي أفنى حياته في العمل الخيري ودعم المشاريع الخيرية.

واستـذكر د.عبدالـمحـسـن الخرافي مآثر الراحل قائلا:

كان وإلى آخر لحظة في وعيه وقدرته وهو ـ بقلمه السيال وملكته الكتابية الانسيابية بشكل طبيعي وبلا تكلف ـ يكتب المقالات التوعوية والتغريدات الدعوية المليئة بالحس الوطني الإسلامي ويتابع القضايا الاسلامية والدينية والاجتماعية فيتعامل معها بتفاعل ايجابي دائم يحدوه الامل في الاصلاح ولا يسمح للإحباط بأن يجد محلا له في حياته العامرة بالانجاز.

وتابع الخرافي قائلا:

بصماته التي تركها كثيرة، اسسنا معا فور التحرير صندوق التكافل لرعاية اسر الشهداء والاسرى وكان نائب الرئيس والساعد الأيمن في التأسيس ثم الرئيس بعد انشغالي في عمادة كلية التربية الاساسية ومسؤولية الامانة العامة للاوقاف، كما عملنا معا في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية
فكان مبدعا في مجال عمله فيها مديرا لإدارة الاعلام والعلاقات العامة ثم مساعدا للامين العام ثم امينا عاما، ثم تزاملنا في تأسيس جمعية "المنابر القرآنية" التي كان فيها نائبا لرئيسها عند التأسيس فضيلة د.خالد المذكور، حفظه الله
ثم تفرغ للكتابة الدعوية من خلال الكتب الكثيرة والمقالات الوفيرة التي تشكل ـ وبلا مجاملة أو مبالغة ـ سجلا دعويا تربويا زاخرا في تلبية الحاجات الدعوية الميدانية بعيدا عن التنظير والمثالية، وكان، رحمه الله، صاحب مبادرات في محيطه حيث لم يكن يوما شخصا عاديا يعيش على هامش الحدث، بل يصنع الحدث ويوجهه بمبادراته الطيبة ويعين الآخرين على الاختيار الانسب لأولويات المرحلة ومبادراتها.
من جانبها، نعت نماء للزكاة والتنمية المجتمعية بجمعية الإصلاح الاجتماعي الراحل، حيث قال المدير العام سعد العتيبي: عندما تتحدث عن د.عصام الفليج فإنك لا تعرف من أين تبدأ وبأي الخصال الحسنة تستهل الحديث، فلقد عرفناه على الدوام محبا للعمل الخيري والدعوي، صاحب ابتسامة جميلة يوزعها على كل من يقابله
فقد استطاع من خلال أسلوبه المميز ودماثة خلقه ودعوته الربانية الخالصة ان يجعل له مكانة مميزة في قلوب من يجلس معه أو يستمع لحديثه، فكان له عظيم الأثر في تربية أبنائنا على المنهج الوسطي المعتدل وغرس في نفوسهم حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين.

وتابع العتيبي:

د.عصام الفليج، رحمه الله، ترك بصمات واضحة في ميادين العمل الخيري والذود عن قضاياه عبر مسيرة طويلة من العمل الإعلامي والخيري والإنساني والقيمي، فجوانب الخير في مسيرة هذا الرمز الخيري الكبير متعددة ومتنوعة، ولا يمكن إحصاؤها، فقد كان رحمه الله يرى أن خدمة الفئات الضعيفة في المجتمع الإسلامي ليست عملا كريما فحسب، بل هي عبادة إسلامية تصل إلى حد الفريضة على الإنسان القادر عليها.

كما نعى د.محمد الشطي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "المنابر القرآنية" الراحل قائلا:

افتقدنا رمزا من رموز العمل الإسلامي والخيري بالكويت عرفناه أخا حبيبا وداعية صابرا وكاتبا لامعا، وقال حسين العنزي: ‏رحم الله المربي الفاضل د.عصام الفليج، الصابر المحتسب على ما ألم به من بلاء، رحم الله الساعي في الخير، البار بوالديه وأرحامه، المحب لنشر رسالة الخير من خلال المشاريع الخيرية المؤسسية، الحريص على ترك الأثر القيمي من خلال كتاباته.
‏كما نعت جمعية الرحمة العالمية الراحل حيث عبر نائب رئيس مجلس الإدارة والأمين العام للجمعية يحيى العقيلي عن خالص تعازيه لأهله وذويه ومحبي هذه الشخصية الكبيرة د.عصام الفليج، رحمه الله، الذي يعد واحدا من أبرز رجال العمل الخيري والقيمي في العالم الإسلامي، فقد كان همه مساعدة المحتاج، حيث تواصل في آخر أيام من حياته مع بعض القياديين في الجمعية للتفكير في مشروعات إنسانية تخدم النازحين السوريين.

وأضاف العقيلي:

كان د.عصام الفليج، رحمه الله، من محبي العمل الخيري والمدافعين عنه ومن الذين نشروا بجهودهم رسالة الكويت الإنسانية، وكانت سيرته رحمه الله حافلة بالأعمال الخيرية والإنسانية ومساعدة المعوزين إلى جانب الدفاع عن العمل الخيري.

وتابع:

د.عصام الفليج نموذج مشرف للعمل الخيري والاجتماعي والدعوي الكويتي، سعى لخدمة الإنسانية ورفع راية وطنه من خلال مشاركته في افتتاح المشاريع الخيرية والتنموية وزيارتها وتفقد سير العمل بها، للتخفيف من لوعة المسكين، والمسح على رأس اليتيم والحنو عليه، وعرفناه يرحمه الله بشوشا لم تفارقه الابتسامة عند لقاء إخوانه ومحبيه، ولم يهجره التفاؤل أو البشر حتى في أيام مرضه الأخير، ولم يقعده المرض عن مواصلة رسالته الخيرية.

وكتب الأخ يوسف عبد الرحمن عنه قوله:

رحلت حبيبنا.. وها هو هادم اللذات يجبرنا على فقدك يا عصام ولا نملك إلا الدعاء لك أبا عبدالله! التقيته في الثمانينيات في مكتبي بجمعية المعلمين الكويتية (أمانة السر) عرفني بنفسه وكان تخرج توا لينضم إلى مسيرة المعلمين، وبدأ يرسم لنفسه (دربا) نجح في تحقيقه وكان بحق صديقا وأخا وفيّاً، له اتصال بي بين فترة
وأخرى لنتشاور حول بعض القضايا التربوية والخيرية والتطوعية. اليوم أرثي حبيب قلبي المرحوم بإذن الله الدكتور عصام عبداللطيف الفليج الأستاذ والمربي والكاتب والناشط في العمل الخيري والإنساني عن عمر يناهز 59 عاما (من مواليد 1961) وديوان الفليج في ضاحية عبدالله السالم.
خسارتنا فيه اليوم عظيمة، فلقد ترجل عن صهوة المجد (فارسا) يُفتقد في أكثر من ميدان فهو ابن التربية خريج كلية العلوم جامعة الكويت. وهو ابن جمعية المعلمين الكويتية التي نهل منها فكره النقابي، وهو ابن لجنة استكمال الشريعة، وهو ابن العمل الخيري الذي سيفتقده بعد ان صار احد رموزه، وهو اولا واخيرا ابن الكويت البار الذي لطالما شرف الكويت بحضوره في المؤتمرات والملتقيات، وساهم في حياته بنشر فكره التربوي والتطوعي والخيري والدعوي في أكثر من ميدان ومجال.
بالأمس حزنت أمنا الكويت على واحد من اخلص ابنائها الابن البار بالكويت وشعبها المربي الفاضل الدكتور عصام عبداللطيف الفليج بعد صراع مرير مع المرض. أول من أمس كنت مع الزميل أسعد عبدالله وإذا بـ"واتساب" يعلن وفاة أخي العزيز (أبي عبدالله) والذي هزنا فقده ورحيله وكان وقع الخبر علينا قويا مدويا، لأنه فقيد يفتقد.
رحمك الله يا عصام فلقد كنت صاحب ابتسامة واثقة وخلق رفيع وتواضع جم مدافعا عن القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية وسيفتقده قراؤه في داخل الكويت وخارجها كما سيفتقده العمل الخيري والإنساني والتطوعي فلقد كان أخونا أبوعبدالله مثالا يحتذى في الدفاع ونصرة الدين ومساندة العمل الخيري والتطوعي والدعوي والتربوي.

مارس التدريس وعشق العمل الإعلامي (الخيري) وله مقابلات تلفازية ولقاءات حوارية مع شخصيات ورموز العمل الخيري والتطوعي، وترأس مجلة سفراء الخليج وله مجموعة كبيرة من الكتب، وكان يهتم بأمور التوثيق وله اصدارات عن غزة المحاصرة والصومال وفلسطين وكلمات سمو أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد في أبريل 2011، كما وثق جريمة الاحتلال العراقي الصدامي الآثم من خلال اشرافه على اصدار قوافل شهداء الكويت الأبرار

وكتاب "الشهيد.. مثوبة ومكانة"، وكتاب جنود الخفاء يروي فيه قصة المتطوعين الذين عملوا خلال فترة الاحتلال العراقي في المقابر، وفي عام 2000 اخرج اجندة بعنوان "ذكريات كويتية"، كما ان له كتاب شهداء الواجب. وأتذكر دوره المميز المساند لمسرحية "راجع" الخاصة بقضية اسرى الكويت الشهداء وكيف حققت المسرحية نجاحا في دول الخليج العربية وبريطانيا واميركا.

هكذا هو د.عصام الفليج (ناشر دينمو) فلا عجب ان قرأت ان الجاليات الاسلامية الاوروبية ترثيه، فلقد عمل جاهدا في سنوات عمره على دعم هذه الاقليات في شيفلد البريطانية وألمانيا وأوروبا عامة. حضرنا عرس نجله عبدالله الذي صار اليوم مدربا يقدم الدورات المتخصصة في قضايا المال والتسويق، وهو شبل من أسد ومن شابه أباه فما ظلم.

ومضة:

عصام رحمه الله كان يؤمن بأنه لا شيء يجتلب النجاح كالنجاح، وكان سر نجاحه اخلاقه وشخصيته المؤثرة، وكان يطرق باب كل فرصة تطوعية خيرية انسانية من غير تردد، وكان قلمه سلاحه الدائم في نصرة قضاياه المبدئية دون ان يفقد حماسه وطموحه.

آخر الكلام:

كان رحمه الله من الأذكياء الذين يقبلون على مأدبة الحكمة ويتلذذ بالعمل الخيري والإنساني، وكان رغم شدة وسطوة المرض يقوم بكل واجباته زارعا ليحصد الآخرة.. وقد حصد حب الناس واحترامهم.. نسأل الله أن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة.

زبدة الحچي:

أترك هذه المساحة للدكتور خالد المذكور والذي يرثي الدكتور عصام الفليج ويدعو له ونحن نؤمّن معه: اللهم إن عبدك عصام الفليج اصبح في ذمتك وحبل جوارك، مفتقر الى رحمتك ومغفرتك ورضوانك، اللهم جازه بالإحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم آنس وحشته ووسع مدخله وثبته عند السؤال واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأره مكانته عندك واكسه حللك واعطه نوالك
اللهم إنا عرفناه في الدنيا تقيا نقيا باذلا جهده ووقته وماله وقلمه في طاعتك ورفع كلمتك مدافعا عن شريعتك في صحته ومرضه، اللهم انه كان لنا أخا وصاحبا وصديقا وزميلا ورفيقا فألحقنا به في الصالحين واجمعنا به في جنات النعيم، ولا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده، اللهم اربط على قلوب زوجته وأبنائه وبناته ووالده وإخوانه وعائلته ومحبيه برباط الصبر والإيمان بقضائك وآجرهم بمصيبتهم.
يا أبا عبدالله ان القلب ليفجع وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا عصام لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقال النائب عبدالله الكندري:

إنا لله وإنا إليه راجعون، فجعت بخبر وفاة د. عصام الفليج اليوم، بعد معاناة وصراع مع المرض، عرفته صابرًا محتسبًا مثقفًا كريمًا وسخيًا، مدافعًا عن المبادئ والقيم الإسلامية والمجتمعية، رحمك الله وغفر لك يا بوعبدالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

فيما قال النائب السابق د. جمعان الحربش:

انتقل إلى جوار ربه المربي والداعية القدوة الأخ الفاضل عصام الفليج، غفر الله له ورحمه وتجاوز عنه، اللهم جازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات مغفرة ورضواناً، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون.

فيما نعى الشاعر أحمد الكندري د. الفليج قائلاً:

لا حول ولا قوة إلا بالله، رحم الله الأخ الحبيب د. عصام الفليج بوعبدالله، ونعم الرجل! ما عرفناه إلا عاملاً مجتهداً في نصرة الدين والعمل لأجله، مثالاً للعطاء والصبر، ولا نزكي على الله أحداً، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراقك يا د. عصام لمحزونون.

فيما قال الزميل سعد النشوان:

إنا لله وإنا لله راجعون، فُجعت بنبأ وفاة أخي الغالي وأستاذي د. عصام الفليج الذي كان له الأثر الكبير في حياتي الصحفية والعملية، ولكننا في هذه الدنيا راحلون عند رب رحيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله د. عصام الفليج وجمعنا بك تحت ظل عرش الرحمن.

وكتب مرزوق الحربي:

في العام 1993 قمت بمشروع إعلامي قيمي وكان المشروع يحتاج لبعض الوسائل الإعلامية التسويقية ونصحني أحد الأصدقاء بمكتب إعلامي لعمل البوسترات والنشرات وعند زيارة المكتب استقبلني صاحب المكتب بابتسامة هادئة ووجه سمح شعرت كأنني أعرفه منذ زمن ولمست منه البساطة واللين في التعامل وعرف نفسه بقوله معاك أخوك عصام الفليج، ومن ذلك اليوم ارتبطت بصداقة معه إلى أن توفاه الله في يوم 26- 10 -2020.

وخلال 27 عاما من هذه الأخوة كان، رحمه الله، مدرسة تربوية وقيمية نادرة وصاحب عمل دؤوب في خدمة دينه ووطنه تميز بالمبادرات والأفكار الرائعة التي تتحول إلى واقع وله في كل عمل خيري يد وفي كل مشروع مبادرة وسبق.

ففي بداية تعرفي عليه كان يعمل على سلسلة توثيقية بعنوان شهداء الكويت والتي تصدرها اللجنة التي عمل على تأسيسها بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي وسماها صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى، وعندما سألته عن هذه السلسلة قال "لا أريد أن يسبقنا أحد لتوثيق شهداء الكويت"

واستمرت مبادراته الخيرية فأنشأ مع د.خالد المذكور جمعية المنابر القرآنية لخدمة القرآن الكريم، وخلال الثورة السورية قام بإنشاء فريق تطوعي لخدمة اللاجئين السوريين وآخر مشاريع هذا الفريق ترميم مدرسة أبوعبيدة على الحدود التركية- السورية والتي افتتحت قبل وفاته، رحمه الله، بأيام قليلة.

وكان، رحمه الله، من النوادر الذين حرصوا على إبراز العمل الخيري إعلاميا، فقام بإصدار مجلة "سفراء الخير" والتي تعنى بالعمل الخيري وقام بإعداد وتقديم برنامج تلفزيوني حمل الاسم نفسه ونقل العمل الخيري إلى واجهة الإعلام، ولم يتوقف عمله، رحمه الله، على الجانب المحلي، بل تجاوزه إلى دعم المراكز الإسلامية في الخارج وحتى وهو في رحلة علاجه في لندن كان يحرص على دعم المشاريع الخيرية بالمراكز الإسلامية هناك.

ولم يقتصر دوره، رحمه الله، على العمل الخيري بل جاوزه إلى العمل الإعلامي والصحافي وقد عاشرته بكتابة المقال في جريدة الوطن الكويتية، وكان حريصا على النصح ونشر القيم النبيلة والنقد البناء في كتابة المقال، وكان أبعد ما يكون عن التجريح والتشهير في مقالاته الصحافية، وعند مناقشة المقالات كان يوصي دائما بتقديم الإيجابيات قبل السلبيات والهدوء في الطرح، وأن يكون بنّاءً وهادفا.

ولم يقتصر على كتابة المقالة فقط، بل قام بالتأليف والنشر فبذل جهدا كبيرا أثناء عمله مديرا للإعلام في اللجنة العليا للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية على تأليف وإصدار العديد من الكتب والموسوعات التربوية والأخلاقية والأسرية وتوثيق مسيرة العمل الخيري والتركيز على القضايا الإسلامية، كما ساهم، رحمه الله، في المسرح التربوي والإسلامي بالتعاون مع عدد من الممثلين والمخرجين.

رحل الأخ والصديق والعزيز عصام الفليج تاركا خلفه إرثا من المشاريع الخيرية ومن الإنتاج الأدبي والتربوي من كتب ومقالات ومواد صحافية وتلفزيونية، وقبل هذا كله من السمعة الطيبة والأثر الجميل.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث "أنتم شهداء الله في أرضه"، ونحن نشهدك يا الله أن عبدك عصام الفليج كان من أرقى الناس خلقا وأطيبهم معشرا، وأنه كان يعمل لنصرة دعوتك وإعلاء دينك.. ولا نزكي على الله أحدا.

وفاته

ابتلاه الله بالمرض فاحتسب الأمر لله وحده وصبر على ما ابتلاه ولم يكل أو يمل من العمل لدين الله ووطنه حتى فارق دنيانا عن عمر يناهر الـ59 عاما حيث توفاه الله يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2020م الموافق 11 ربيع الأول 1442هـ

المصادر

  1. الكويت تودّع عصام الفليج: صحيفة الأنباء، 29 أكتوبر 2020
  2. سامح أمين: د. عصام الفليج في ذمة الله، 27 أكتوبر 2020
  3. مرزوق الحربي: في رثاء الأخ والصديق عصام الفليج، 4 نوفمبر 2020
  4. عصام الفليج: استبدال العقاب بالعمل التطوعي، 2 يوليو 2019