فى مصر الآن.. الفرس تلد عجلاً!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فى مصر الآن.. الفرس تلد عجلاً!!

29-05-2014

بقلم: عامر شماخ

يُحكى أن اثنين من بنى إسرائيل اختلفا حول (عجل بقرة)، أما أحدهما فهو الحاكم الظالم، الذى ادّعى أن العجل عجله ولدته فرسه، أما الآخر فهو الفلاح المسكين صاحب العجل الذى وقف فى وجه هذا الطاغية مصرّاً على أن العجل عجله ولدته أمه البقرة التى لا يملك غيرها..

وقد ذهبا إلى أحد القضاة الثلاثة الذين كانوا يفصلون بين الناس فى ذلك العهد، وكان قاضيًا فاسدًا، فحكم للأمير مؤكدًا أن العجل -بالفعل- ابن فرس الأمير..

ولكن أصر الفلاح على استرداد حقه، فاستأنف أمام القاضى الثانى الذى أكد حكم زميله الأول مؤكدًا أيضًا أن العجل عجل الأمير ولدته فرسه المصون!!

غير أن الفلاح لم ييأس وأصر على أن يحكِّم القاضى الثالث والأخير بينه وبين الأمير، وكان قاضيًا عادلا حكيمًا، ففى يوم مثولهما أمامه امتنع القاضى عن إصدار حكمه، فانزعج الأمير وسأله: ولم لا تصدر الحكم اليوم وكما أصدره زميلاك من قبل؟!

قال القاضى: لأنى فى المحيض ولا يجوز لى الحكم إلا على طهارة!! قال الأمير: وهل يحيض الرجال؟! قال القاضى: وهل تلد الفرس عجلا أيها الأمير؟!

والحال فى مصر الآن لا يختلف عن حال بنى إسرائيل وقت وقوع هذه الحادثة، فالطغاة أفسدوا الذمم وخربوا الضمائر، وسطوا على أخلاق الناس حتى صاروا على دينهم؛ ظالمين وقحين، لا تردهم شرعة الله أو منهاجه الربانى الرشيد.

وإذا كان قاضيا بنى إسرائيل الفاسدان قد جزما بولادة الفرس للعجل انحيازًا للملك على حساب الخصم الضعيف، بما يمثل استخفافًا بالعقول وترويجًا للدجل والشعوذة كدين جديد..

إن لدينا فى مصر الآن عصابات من الأشرار تفوق هذين القاضيين الفاسدين، فى الانحياز للمستبدين ودعم طغيانهم، وتصدير الآراء والأحكام التى تجعلهم -فى نظر الجماهير- آلهة معصومين.

عندنا فى مصر الآن: القاتل الخائن حاز درجة النبوة، والأحول صار رسولا، والشهداء تحولوا إلى قتلة إرهابيين يستحقون الحرق وإلقاء جثثهم فى مقالب القمامة، وحماس صارت عدوة، وإسرائيل صديقة، والإخوان الشرفاء سرقوا البيض والدجاج من الاتحادية، بل إن الموتى فى مصر خرجوا من قبورهم فقتلوا وقطعوا الطرق وأحرقوا الأقسام ومراكز الشرطة ولم يعودوا إلى قبورهم، من ثم ذهبت إليهم قوات الأمن فى بيوتهم للقبض عليهم.

وفى مصر: وجدوا الكرة الأرضية تحت منصة رابعة، واكتشفوا أن الإخوان المسلمين الذين تأسسوا عام 1928 هم من أضاعوا الأندلس منذ قرون، وهم من قام مرشدهم (أستاذ جامعى مرموق، 70 سنة) بارتكاب 30 جناية فى ساعة واحدة عقب الانقلاب، وأن الرئيس مرسى تجسس لحساب حماس، .

وهرب من سجن وادى النطرون بمساعدة شباب الحركة الذين اخترقوا الحدود المصرية ومروا على جميع النقاط الحصينة التى يحرسها الجيش و(الجهات السيادية) حتى وصلوا إلى حدود محافظة البحيرة، فأطلقوا سراح مرسى -الذى توقعوا أن يكون رئيسًا- ثم عادوا إلى بلادهم لم يعترضهم معترض.

وفى مصر الآن: يحكمون على الموتى بالإعدام؛ لمشاركتهم فى أحداث العنف، وعلى النصارى بالسجن المؤبد لانتمائهم للإخوان المسلمين، وعلى الأطفال لحيازتهم مساطر عليها شعار رابعة، وعلى المقيمين بالخارج منذ سنوات ولم تطأ أقدامهم أرض مصر لارتكابهم جنايات عليها شهود من جيرانهم وأقربائهم.

لم أستغرب -إذًا- أن تأتى نتائج الانتخابات التى لم يذهب إليها أحد، بهذه الصورة «الكاسحة»؛ لأن من وراء السفاح -كأمثال قاضيى بنى إسرائيل- من يهيئ له السوء ويزين له الطغيان، ويشجعه على كسر الحواجز التى وضعها الخالق -جل فى علاه-.

لكن تبقى العبرة والعظة من قصة بنى إسرائيل التى ذكرت آنفًا: أن لكل أحمق نهاية، وأن لله تعالى عبادًا اختصهم بإقامة العدل ودفع الظلم، والسخرية من الجبابرة المتطاولين على حدود الله.

وهؤلاء العباد أوتوا من الحكمة والشجاعة والثبات ما يجعلهم صخورًا صلدة تتكسر عليها تلك المخلوقات الشائهة التى غرتها عصابات الفساد فظنت أنها تقدر على شىء.. والحقيقة أنها لا تقدر على شىء إلا إذا كان قدرًا من أقدار الله، يرفع به أقوامًا ويخفض به آخرين.

المصدر