كيف ساند الإخوان الثورة؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
كيف ساند الإخوان الثورة؟


مؤتمر طلاب الجامعات لتأييد الثورة 7/8/1952م

الأستاذ حسن دوح خطيباً في المؤتمر

هذه صفحة مضيئة من صفحات الإخوان المسلمين البيضاء، وموقف من مواقفهم الكثيرة المتعددة في مساندة حركة يوليو، ومؤازرتها وحشد تأييد كافة فئات المجتمع لها.

إنه مؤتمر طلاب الجامعات المصرية لتأييد حركة الجيش، يقام بعد أسبوعين من قيام الحركة، ويتولى سكرتاريته والخطابة فيه شباب الإخوان المسلمين محمود الفوال وجمال السنهوري وحسن دوح.

وتأتي قراراته واعيةً ناضجةً، يظهر فيها أثر الفهم الصحيح والتصور الإخواني الشامل لقضايا الأمة.

وهذه لمحةٌ عن أحداث المؤتمر وما انتهى إليه من قرارات:

في يوم الخميس 7 أغسطس 1952م أقيم مؤتمر الجامعات بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة فؤاد، حضره آلاف الطلاب والأساتذة وضباط الجيش، وكان الدافع لهذا المؤتمر هو (حركة يوليو المباركة)، فلا يُتصور أن تقوم هذه الحركة الكبرى دون أن يكون للشبيبة المثقفة والطليعة الواعية صوتٌ مسموع لتأييد الحركة وتوجيهها، وكان المؤتمر موفقًا من حيث الإعداد والتنظيم، ومن حيث المواضيع التي كانت مجال الحديث فيه.

تولى سكرتارية المؤتمر الأخ الأستاذ محمود الفوال، وافتتح المؤتمر الدكتور أحمد حسام الدين- السكرتير العام لجامعة فؤاد الأول- ثم تحدث فيه الأخ جمال السنهوري مندوبًا عن طلبة السودان، ومما جاء في كلمته: "نريد نظامًا غير النظام، ومنهاجًا غير المنهاج، ودستورًا غير الدستور.. نريد دستور السماء وشريعة الأنبياء، أما أنصاف الحلول، أما التردد في كلمة الحق فلن يقيم عثرة أو يقيم نهضة".

وتقدم بعده الأخ حسن دوح، فألقى كلمةً حماسيةً ضافيةً، جاء فيها تأييدٌ لحركة الجيش الباسل تأييدًا عمليًّا بلغة الدم والحديد، والبذل بالنفيس، وتطبيق حكم القرآن، وطالب الأستاذ حسن دوح- في كلمته- بالإفراج عن المسجونين، والتحقيق في قضايا الشهداء حسن البنا، وعبد القادر طه، وأحمد فؤاد، وأحمد شرف الدين.. وتحدث بعده مندوب القيادة من الضباط، وألقى كلمةً قويةً، قوبلت بالاستحسان.

وانتهى المؤتمر بتلاوةِ القرارات التالية:

  • يبعث المؤتمر بتأييده للحركة المباركة التي قام بها جيشُنا الباسل، ويحيِّي اللواء محمد نجيب، ويتمنَّى له السداد والتوفيق.
  • يحمد المؤتمرون للمسئولين اتجاههم السليم نحو الإفراج عن الشباب الواعي، الذي كان في طليعة الجيش الباسل في مقاومة الفساد، وكان جزاؤهم التعذيب والسجن مع الأشغال الشاقة، ويأملون أن يتم إطلاق سراحهم فورًا.
  • تعبئة جميع قوى الشباب وكتائب الجامعة للحركة الوطنية والنهضة الجديدة، وفتح المعسكرات التدريبية للشباب، ونطالب بعدم تسمية الجامعات بأسماء الأشخاص، ونعلن أن اسم جامعة فؤاد من الآن هو جامعة القاهرة أو الجامعة المصرية.
  • يعلن المؤتمرون إصرارَهم على إجلاء القوات الأجنبية من وادي النيل، ومقاومة أي نفوذ أو ارتباط بحلف إقليمي، كما يناصرون فلسطين في محنتها ويتمنَّون أن تُحَل قضيتُها حلاًّ عادلاً يتفق وكرامة أهلها.
  • محاكمة مجرمي حرب فلسطين والمرتشين ومستغلي النفوذ بما يليق بهم من جزاء.
  • إعادة التحقيق في جميع القضايا التي شوَّهها العهد البائد وحفظها لدوافع تتعارض وأحكام القانون.
  • يبارك المؤتمر الخطوة الموفقة في جعل قانون "من أين لك هذا؟" واقعًا مطبقًا من الآن، ويأمل أن يكون قانون محاكمة الوزراء رجعيًّا حتى يتم التطهير المنشود.
  • إلغاء ألقاب الأمراء والنبلاء من الأسرة المالكة أسوةً بباقي الشعب.
  • تحديد الملكية الزراعية وفرض الضرائب التصاعدية.
  • يطالب المؤتمر بعقد جمعية تأسيسية في أقرب فرصة لوضع دستور جديد، تُحدد فيه حقوق الأمة، ويتحقق معه التوازن بين السلطات؛ بحيث لا تطغى إحداها على الأخرى، وتوضح فيه الأهداف الآتية:
  • شروط الحاكم.
  • مسئوليته.
  • تنظيم قانون الانتخاب بما يضمن إجراءها في حرية تامة.


مع بدء وتوقف المفاوضات في مايو 1953م.. ماذا فعل الإخوان؟

بدأ أول اجتماع بين المصريين والإنجليز في مفاوضات الجلاء في 27/4/1953م:

وكان الجانب المصري يتكون من محمد نجيب وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر والبغدادي وصلاح سالم ودكتور محمود فوزي.

وعقد الجانبان 6 اجتماعات، ثم أوقفت المفاوضات في 6/5/1953م؛ حيث لم تصل لاتفاق محدد.

ويبرر محمد نجيب قطع المفاوضات بقوله: "كان السبب وراء هذا القرار ما لمسته من مراوغات الجانب البريطاني، فقد وافقنا على بقاء الفنيين البريطانيين في القاعدة لمدة معينة، لكن البريطانيين أرادوا استغلال هذه الموافقة لزيادة عدد أولئك الفنيين بحيث يصبحون فعلاً في صورة احتلال جديد وإن كانت مختلفة.

ثم بدأت العمليات الفدائية للمصريين تنشط ضد قوات الاحتلال الإنجليزي في قناة السويس، وبمجرد تنشيط العمليات احتجت السفارة البريطانية بالقاهرة؛ فرد عليها محمد نجيب قائلاً: إنني سأعمل على حفظ الأمن مع تقديري للشعور الوطني الملتهب.


ماذا كان موقف الإخوان المسلمين؟

1- الدعم المعنوي والمساندة السياسية

أرسل فضيلة المرشد العام بالبرقية التالية إلى الرئيس اللواء أركان حرب محمد نجيب قال فيها:

"موقفكم عظيم نؤيدكم فيه، الأمة كلها لن تتخلى عن حقوقها وهى ماضية في سبيل استكمالها، والله معنا وهو ولي التوفيق".

وفي خطابه في حفل الإخوان المسلمين بمناسبة غزوة بدر قال فضيلة المرشد العام:

"لقد كنا نود أن تنتهي المحادثات التي جرت بين الحكومة المصرية والإنجليزية لاعتراف الإنجليز بحق مصر في الجلاء الناجز فنوفر على البلاد مجهوداتها وأموالها وأوقاتها لتدعيم نهضتها في الإصلاح والتعمير وتمكين مصر من خدمة قضايا شقيقاتها العربية الإسلامية والمساهمة في قضية السلام العالمي الذي يتطلع إليه العالم، ولكن المطامع الاستعمارية تقلبت على الإنجليز وأبت أن تعترف بحقنا في السيادة الحقيقية على أرضنا، وتذرعت بأسطورة الدفاع عن العالم الحر لتبقى جيوشها مثلاً للعدوان على شعب حر يريد أن يعيش قويًا كريمًا، وبذلك أصبحت مصر في حل من أن تسلك كل طريق يؤدى بها إلى تطهير أرضها من الغاصبين".

"والإخوان المسلمون يضعون كل إمكانياتهم رهن وصول مصر إلى حقها الكامل لا يضنون في سبيل ذلك بدمائهم ولا بأموالهم ولا بجهودهم، وإن لهم من صدق وطنيتهم وقوة تربيتهم ما يجعلهم قادرين على تحمل الأعباء الجسيمة في معركة مصر المقبلة، وإذا كان غيرهم يتعين قيامه بهذا الواجب مما تفرضه عليهم الوطنية، فإن الإخوان يرون في قيامهم بنصيبهم في تلك المعركة عبادة يتقربون بها الى الله ويشترون بها الجنة".

وفى حديث فضيلة المرشد العام مع وكالة الأسوشيتدبرس سأل المحرر: هل الإخوان مستعدون للتعاون مع الحكومة في أي إجراء مهما كان قد تتخذه لتحقيق الجلاء؟

أجاب فضيلته: "ليس هناك أي شخص يخامره أدنى شك في هذا الصدد، ولو أننا لم نر أن الصبر الذي تتذرع به الحكومة الآن في صالح مصر، لكنا قد سبقناها إلى اتخاذ الخطوات التي ينبغي لمصر أن تخطوها في سبيل الكفاح ضد البريطانيين بجميع الوسائل، وحين تقرر الحكومة أن الوقت قد حان للعمل فإنك ستجد الإخوان المسلمين على أهبة الاستعداد لتلبية نداء مصر".

وسأل المحرر: هل سيشترك الفدائيون من الإخوان في الأعمال التي قد تتخذ ضد البريطانيين في قناة السويس، وهل يمكن ذكر شيء عن استعداد هذه التشكيلات؟

أجاب فضيلته: "إن الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله هو أن الإخوان المسلمين مستعدون للقيام بواجبهم، ولا أريد إذاعة أية تفاصيل أعتقد أنه ليس من المناسب الإعلان عنها الآن".


2- الدعم العسكري والعمليات الفدائية

كثف فدائيو الإخوان المسلمين من عملياتهم ضد معسكرات الاحتلال في القناة قبل البدء في المفاوضات وأثنائها وبعد توقفها، وكان هذا من أهم الأمور التي تقوي ظهر المفاوض المصري، وتعطيه أوراقًا مهمة وفعالة للضغط على الجانب البريطاني، ويقول الأخ القائد كامل الشريف:

"كانت الحوادث والغارات تزداد عنفًا كلما بدأت المفاوضات بين الإنجليز وبين الحكومة المصرية".

"ولقد أحصينا في النصف الأول من عام 1953م أكثر من مائة حادث اغتيال أو نسف أو اختطاف أسلحة قام بها رجال الإخوان في القناة، وارتفع هذا الرقم أكثر من ذلك خلال النصف الأخير".

وكان الإنجليز يعرفون جيدًا أن الإخوان المسلمين وراء هذه الحوادث، وحين كانت سلطات البوليس المصري في الإسماعيلية تعتذر عن عدم معرفتها بالجناة، كانت المخابرات البريطانية تدلهم على أسماء الفعلة، وتدعوهم إلى معاونتها في العثور عليهم.

ونشرت مجلة روز اليوسف حديثًا مطولاً للشيخ فرغلي مع مندوبها، وصفته فيه بالشيخ الغامض، الذي يحسب له الإنجليز ألف حساب، أكد فيه "أن الإخوان المسلمين لا يستطيعون الكف عن هذه الحوادث حتى يتم جلاء القوات البريطانية، وأن أفضل طريقة أمام القيادة البريطانية لحماية جنودها من أعمال العنف هي سحبهم من قناة السويس".


للمزيد عن الإخوان وثورة 23 يوليو

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات وأبحاث متعلقة

.

مقالات متعلقة

تابع وثائق متعلقة

وصلات خارجية

مقالات خارجية

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو