محمد حمدان السيد (أبو زياد)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد حمدان السيد عاشق الأديب فلسطين وسوريا


مقدمة

الأديب الكاتب أ.محمد حمدان السيد

الداعية الحقيقي هو ذاك الإنسان الذي أحس بالمسؤولية تجاه أمته، وشعر بالمخاطر التي تهدد دينه ومجتمعه، ونمّى قدراته، وعمل على التحلي بالصفات الأساسية التي تعتبر أساساً للدعوة بمفهومها التبليغي الإيجابي.

نشأته

ولد محمد بن حمدان السيّد أبو زياد في مدينة حيفا في فلسطين في 19 أغسطس 1940م، ونشأ في كنف عائلة متدينة، فوالده حمدان السيد كان أمّيٌّاً، يعمل في مهنة الزراعة ثم صار موظفا في شركة تكرير النفط في حيفا، وكان متمسكاً بدينه جداً، شافعي المذهب.

ووادته ربة منزل ومربية حازمة وكانت متمسكة بدينها، حنبلية المذهب.. وكان الوالدان من الناس المتدينين الذين يحترمون العلم، ويحبون العلماء وهي البيئة التي نشأ فيها محمد بالإضافة للوطن الذي ولد فيه والذي كان يموج بكثير من الأحداث على أرضه في محاولة لغرس الصيهونية فيه.

تعليمه

حرص والده على تحفيظه القرآن الكريم فألحقه بالكتاب وهو المكان الذي تعلم فيه أيضا القراءة والكتابة وعلوم الحساب، قبل أن ينتقل للمدرسة ويلتحق بالصف الثالث مباشرة لتفوقه في العلوم السابقة.

وحينما وقعت النكبة وانتشر الرجس الصهيوني يقتل في شعب فلسطين الأعزل هاجر مع أسرته مضطرا إلى درعا بسوريا حيث استقر به المقام هناك مع أسرته وكان عمره (8 سنوات)، وهناك تلقى الدراسة الابتدائية عام 1952م، ثم حصل على الإعدادية عام 1956م، وهي شهادة الكفاءة، ثم حصل على الثانوية العامة بتفوق ملحوظ في ثانويات درعا عام (1959م).

ثم تابع دراسته، فسجل في جامعة دمشق في البداية عام 1959-1960م في تخصص اللغة العربية، ثم نقل تسجيله إلى الحقوق في جامعة دمشق أيضاً، وحصل على الليسانس في الحقوق عام 1966م.

حياته العملية

عمل محمد السيد مدرساً في مدارس حوران، ثم انتقل عام (1967م) إلى دمشق فعمل في مهنة التعليم أيضاً. وبناء على شهادة الحقوق عُين مفتشاً للحسابات في الجهاز المركزي للرقابة المالية، عام (1976م)، ثم استنكف عن هذه الوظيفة، وعاد إلى التدريس.

وحينما اشتدت اضطهاد نظام الأسد للإسلاميين انتقل إلى الأردن بعد الملاحقة واحتلال منزله في دمشق، فخرج متنكرا عام 1978م، وهناك عمل في مدارس وكالة الغوث في الأردن، وظل بها حتى تقاعد عن العمل في أيامه الأخيرة ، وكان يقيم في الأردن.

بين صفوف الإخوان المسلمين

كان للبيئة التي نشأه فيها أثر في توجهه الإسلامي، ورغم ما عانته سوريا من حكم العسكر واضطهادهم للشعب وكل معارض والذي زاد مع وصول حافظ الأسد والطائفة العلوية للحكم إلا أن ذلك لم يمنعه عن الالتحاق بركب جماعة الإخوان المسلمين كما لم يجد ممانعة من أبويه.

وزاد من هذا التوجه أقران جيله وأصحابه أمثال الأستاذ عبد الله الطنطاوي، والدكتور حسن هويدي، ومحمد الحسناوي، ومحمد فاروق الإمام، والأستاذ الدكتور غازي التوبة وغيرهم.

انتسب محمد حمدان السيد إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية سنة 1953م، وكان عمره ١٣ سنة وهو في الصف السابع، وكان انتسابه على يد الأستاذ أحمد أبو نبوت في درعا، ثم تدرج في المسؤولية حتى أصبح مسؤولا في التنظيم الفلسطيني خلفا للشيخ غازي التوبة، وكذلك صار مسؤولا عن مركز دمشق، وعضوا في مجلس الشورى، وكان له دور بارز مع شباب الإخوان في إغلاق الخمارات في درعا، وشارك في المظاهرات المطالبة بتجنيد الفلسطينيين لتحرير أرضهم، وتصدى للفكر اليساري .

وعمل في لجنة المصالحة بين تيار حلب وحماة، وتكللت جهوده مع التنظيم الدولي بالنجاح عام 1991م، وانتخب د. حسن هويدي مراقبا عاما، وعلي صدر الدين نائبا له...وعادت الوحدة والوئام إلى صفوف الجماعة.

مؤلفاته

للأستاذ محمد السيد من المؤلفات أكثر من عشرين كتاباً، ما بين فكرية وسياسية وأدبية (رواية، قصة، نقد)

ومن أبرز هذه الكتب:

(1) أربع روايات: وهي:

  1. تراتيل اللجوء وصهيل العودة.
  2. وإنه الآن ...
  3. المكان غير آمن !
  4. وخداع الأحداث.

(2) وله سبع مجموعات قصصية:

  1. شاطئ الرؤى الخضر .
  2. وثورة الندم.
  3. والمطر المر.
  4. وخط اللقاء.
  5. وتكلم الحجر
  6. وخبز ودم ...

(3) ومن الكتب نذكر منها:

  1. شبهات وردود.
  2. مئة سؤال وجواب عن الفرق.
  3. الهجمة على المسلمين (المرأة في وجه العاصفة).
  4. كلمات في التربية.
  5. لماذا الإعلام.
  6. كيف تصبح كاتباً.
  7. تحديات ومواقف.
  8. الصحوة الإسلامية (مداخل ومخارج).
  9. جرائم العائلة الأسدية في سورية وفلسطين ولبنان.
  10. مسؤولية القلم...

(4) مقالاته:

وأما المقالات، فهي كثيرة ومنوعة ما بين السياسية، والأدبية، والفكرية منشورة في الصحف الآتية: المجتمع الكويتية، الصحوة اليمنية، الأمان اللبنانية، المسلمون السعودية (أغلقت)، البيان السورية، العرب اليوم الأردنية، اللواء الأردنية، وهناك الصحف المغربية والإماراتية.

نشاطه

كان الأستاذ محمد حمدان أديبا وكاتبا حيث كان عضواً في رابطة الأدب الإسلامي، وعضواً مؤسساً في رابطة أدباء الشام، وعضواً في رابطة الحقوقيين الفلسطينيين في دمشق سابقاً، كما كان له حضور في العديد من المؤتمرات والنّدوات الإسلامية والعربية.

وفاته

عاش الأستاذ محمد حمدان السيد على الصفات الحميدة وترك أثرا حميدا في نفوس كل من عرفه وعايشه وتعامل معه حيث تميز كونه إنسان طيب القلب، لطيف لمعشر، محبوب من الجميع، يألف، ويؤلف، إسلامي الفكرة، نبيل الهدف، شريف الغاية، ملتزم في سلوكه، وقد قّدره الله تعالى على الحج مرتين، وقام بأداء عمراتٍ كثيرة.

وظل كذلك حتى توفاه الله في عمان عاصمة الأردن في يوم الثلاثاء ١٧ ربيع الثاني عام ١٤٤٣هـ الموافق ٢٣ نوفمبر - تشرين الثاني 2021م بعد صراع طويل مع المرض العضال حيث شيع جثمانه من مسجد زكي أبو عيد الكائن في حي المدينة الرياضية بعد صلاة ظهر الأربعاء ٢٤ نوفمبر، ثم دفن في مقبرة شمال عمان.

قالوا عنه

نعته جماعة الإخوان المسلمين بسوريا حيث قالت في مأثره:

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).. إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل مسمى..

تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية إليكم وإلى كل العاملين في الحقل الإسلامي، الأخ الداعية والأديب "محمد حمدان السيد - أبو زياد"، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، في مدينة عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الثلاثاء، 18 ربيع الآخر 1443هـ، الموافق 23 تشرين الثاني 2021م، عن عمر يناهز 81 عاماً، قضاها في الدعوة والتربية والأدب الإسلامي.

ولد "محمد حمدان السيد" عام 1940م، في مدينا حيفا بفلسطين، ليغادرها مهاجراً وهو طفل صغير إلى سورية، ثم غادر سورية شاباً مهاجراً بدينه من بطش نظام الأسد. درس الابتدائية والإعداديّة والثانوية في مدارس مدينة درعا، ثمّ درس في جامعة دمشق وتخرّج فيها عام 1966، من كلية الحقوق.

انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره وتقلّد فيها عدة مناصب قيادية واستشارية. عمل مدرّساً في ابتدائيّات وإعداديّات مدارس وكالة الغوث الدوليّة في سورية منذ عام 1959، وحتّى عام 1978، وفي مدارس وكالة الغوث في الأردن حتّى عام 1981.

كان رحمه الله، عضواً في رابطة الأدب الإسلامي، وعضواً مؤسساً في رابطة أدباء الشام، وعضواً في رابطة الحقوقيين الفلسطينيين في دمشق سابقاً، كما كان له حضور في العديد من المؤتمرات والنّدوات الإسلامية والعربية.

ووللفقيد مجموعة من الكتب والمؤلفات الأدبية، والمجموعات القصصية، منها "شاطئ الرؤى الخضر"، "ثورة الندم"، "خط اللقاء"، والمطر المر"، "وتكلم الحجر".

خالص عزائنا لأهله وأصدقائه ومحبيه وإخوانه في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وفي العالم الإسلامي. نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

23/11/2021 م

18 ربيع الآخر، 1443ه‍

وكتب عنه الدكتور عبد الله الطنطاوي:

ظهيرة هذا اليوم الثلاثاء ٢٣/١١/٢٠٢١ خسرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأخ الحبيب محمد حمدان السيد (أبو زياد)، برحيله في أيام عصيبة الأمة في مسيس الحاجة إليه وإلى أمثاله من القادة الأكفياء، الذين امضوا حياتهم في صفوف الجماعة

بل نستطيع أن نقول لقد أمضى الأخ الحبيب أبو زياد حياته كلها في جماعة الإخوان المسلمين، فقد كان عضوا فيها من المهد إلى اللحد، منذ كان في العاشرة من العمر مهاجرا من حيفا الحبيبة إلى درعا الشقيقة ثم إلى دمشق، ليكون أحد أبرز الناشطين في حقل الدعوة بين الفلسطينيين خاصة، وزملائه الطلاب عامة..

أبو زياد من مواليد 1940 وكانت في هجرته الأولى إلى درعا في 1948 وكان انتسابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وهو في العاشرة من عمره واستمر في صفوف الجماعة عضوا عاملا ومجاهدا حركيا، ومؤلفا وناقدا في الميادين التي تهم أمة العروبة والإسلام في عصره..

وعندما أطبق النظام الطائفي على سوريا ولاحق الدعاة، وكان منهم الأخ أبو زياد اضطر إلى مغادرة سوريا الحبيبة في هجره أخرى إبّان الحكم النصيري الطائفي المقيت، وبصحبة أخيه العالم الحركي الرباني الشيخ سعيد حوى رحمه الله في عام 1978، ليتابع مناضلته الحكم الاستبدادي الطائفي بقوة وعزيمة لا تلين.. ومما يُذكر لهذا الأخ الحبيب أنه ما طولب لعمل شيء إلا ونفذه حتى لو كان رأيه مخالفا لما يطلب منه..

لقد فقدت الجماعة برحيله في هذه الأيام الشديدة الوطئ على الإسلام والمسلمين أحد قادتها المبرزين في العديد من الميادين، وشكّل رحيله خسارة فادحة للجماعة وللفكر الإخواني والأدب الإسلامي الرفيع.. رحمك الله أخانا الحبيب ابا زياد وأبدلك الله روضة من رياض الجنة، وستبقى آثارك معالم في طريق الدعوة والدعاة.

وكتب الأستاذ محمد فاروق الإمام – مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

محمد حمدان السيد كان بالأمس بيننا يملأ حياتنا أملاً واستشرافاً بمستقبل يحلم به لسورية التي أحب وعشق وهام، وخصّها بأن تكون مقامه الثاني بعد هجرته القسرية من فلسطين، واليوم غادرنا ولمّا يقف يراعه عن العطاء حتى آخر لحظة من تصاعد أنفاسه، مبشِّراً بغدٍ مشرقٍ يُطلُ على سورية، يبدّد دُجى الظلمة التي يلفها، وتخمد نيران الحقد الطائفي البغيض، وتجف مستنقعات الدم التي فجرها، بداية الفرعون الكبير حافظ الأسد ومن بعده ابنه المجرم بشار الأسد الذي فاقه وحشية ودموية!!

محمد السيد المعلّم الذي استلهمت منه الكثير وتعلمت منه الكثير، عرفته عن قرب، عشت معه أياماً عصيبة، وذقت وإياه من مرارة كأس النظام الأسدي العلقم، وتقلبت وإياه نتجرع مرارة النفي القسري في بلاد الله الواسعة، بلا هوية أو جنسية، وحلمت معه بعودة كريمة إلى الوطن حيث الأهل والعشيرة ومراتع الصبا، حلمت معه بعودة تكون فيها قاماتنا منصوبة، وهاماتنا مرفوعة.

بالأمس غادرنا أبو زياد، قبل أن تجف أوراقه، ولم يبخل علينا مداده، الذي كنا نستلهم منه الصبر والجلد والبذل والجهد والعطاء، دون كلل أو ملل، كما عوّدنا وكما علمنا!!

غادرنا أبو زياد ولا تزال كلماته أجراساً تدغدغ مسامعنا، فتشحن نفوسنا مزيداً من النهوض والمثابرة والإقدام، دون الالتفات إلى الوراء، إلاّ بما يزيد من عزيمتنا وإصرارنا على الكفاح من أجل إعادة الابتسامة لترتسم على شفاه الأيتام والأرامل والثكالى، ضحايا النظام السادي الذي جاء به حافظ الأسد وورسه ابنه المأفون بشار، الذي فاق أبوه وحشية ودموية، جاءنا من ظلمات القرون الغابرة!!

لم تحل بُعدُ المسافات المتطاولة، ولا الأسوار الشاهقة، من أن يخاطب أبو زياد سورية والسوريين مستنهضاً هممهم، لتمزيق أستار الظلمة عن وجه سورية الحبيبة الأسيرة، لتعود دمشق الفيحاء كسابق عهدها، منارة تشع منها الحرية والنور والمدنية والحضارة والعطاء الإنساني!!

أبو زياد السيد فارقنا بجسده، ولم تفارقنا روحه، التي ستظل تحلق في سماء قلوبنا، حتى نلحق به، فهذا قدر قافلة الرحمن، يرتفع واحدنا إلى بارئه تلو الآخر، دون أن تنقطع هذه السلسلة المباركة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!!

نعاهدك يا أبا زياد أننا سنظل على العهد، عهد الوفاء للقضية التي سقطت من أجلها، نعاهدك أن تظل حدقات عيوننا مصوبة إلى سورية، نقارع الظلم وأهله حتى يحكم الله بيننا، مهما غلت التضحيات وتوالت الأيام وبعدت المسافات، فكما كنت حتى الرمق الأخير من أنفساك مستلاًّ قلمك، مشهراً يراعك، تنافح به عن وطنك، وتذود به عن دينك وشرفك

سنظل على نفس الطريق وحتى صعود النفس الأخير كما كان حالك، وحتى نلاقي الله كما لقيته، أحراراً منتصبي القامة، مرفوعي الهامة، سلاحنا قرآننا وقلمنا، ومعيننا مدادنا، الذي لن يجف وفي عروقنا دم يتدفق، وبين صدورنا قلب يخفق!!

المصادر

  1. عمر العبسو: الأديب الداعية محمد حمدان السيد، 16 ديسمبر 2021
  2. جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الأخ “محمد حمدان السيد/ أبو زياد: 23 نوفمبر 2021
  3. الأديب محمد حمدان السيد في ذمة الله: 24 نوفمبر 2021
  4. عبد الله الطنطاوي: رثاء الأخ الأستاذ الأديب المجاهد محمد السيد (أبو زياد)، 1 ديسمبر 2021