الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مكانة المرأة في الإسلام»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (حمى "مكانة المرأة في الإسلام" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
لا ملخص تعديل
 
سطر ٨١: سطر ٨١:
[http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=16584&SecID=0 إخوان اون لاين]
[http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=16584&SecID=0 إخوان اون لاين]


{{روابط قسم الأخوات}}
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط محمد عبد الله الخطيب]]
[[تصنيف:روابط محمد عبد الله الخطيب]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٠٠، ٢ أكتوبر ٢٠١١

مكانة المرأة في الإسلام

10-12-2005

لفضيلة الشيخ/ محمد عبد الله الخطيب*

الحمد لله، نستعينه ونستهديه، ونتوب إليه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونثني عليه الخير كله، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له ومَن يُضلل فلا هاديَ له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ونشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن دعا بدعوته واهتدى بهدْيه وسار على سنته إلى يوم الدين.

أما بعد.. فحديثنا اليوم عن مكانة المرأة في الإسلام، منزلة المرأة في الإسلام، قدْر المرأة في الإسلام؛ لأنَّ المرأة في غير الإسلام أُهِينَت و ضُيِّعَت واعتُدي عليها، وتحولت إلى سلعة تُباع في الأسواق ويُشْتَرى بها الزبائن، وتُعرَض في ميدان الشهوات والشياطين، في غير الإسلام ضُيِّعَت المرأة وضُيِّعَ الإنسان وأُهين واحتُقر وتحول إلى سكِّير ومدمن وتافه، أما في الإسلام فالتكريم والتبجيل والاحترام والإعزاز والصيانة والرعاية، ودفْع الإنسان إلى أن يكون في أعلى الدرجات حتى يفوز برضوان الله عزَّ وجل.

المرأة ريحانة دارها وعماد أسرتها

المرأة في غير الإسلام قالوا إنها أصل البلاء وأصل الشر وأصل الفتنة، وهي التي أخرجت آدم من الجنة، وهي شرٌّ كلها، وقال الإسلامُ الكلمةَ الفصْل إلى يوم القيامة: المرأة خير، والمرأة كالرجل، والمرأة إنسانة، والمرأة مكرَّمة، والمرأة مُفَضَّلة وعملها مرفوعٌ إن صدقت فيه وأجرُها في عبادتها وطاعتها وصَدقتِها كأجر الرجل تمامًا عند الله ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران: من الآية 195).

المرأة في الإسلام هي الأخت أو الزوجة أو الأم أو البنت أو العمَّة أو الخالة، فهل هذه شرِّيرة؟ هل يرضى مسلم أن يُقال إنَّ أمَّه شرِّيرة، أو إن أخته أصل البلاء، أو إنها شرٌ محْض، أو إنها غير إنسانة؟!

هذا ضلالٌ مبين، هدمه الإسلام، وقذَرَه الإسلام، وألغاه الإسلام، وكل نداءٍ في القرآن.. يا أيها الذين آمنوا افعلوا كذا.. مرادٌ به المؤمن والمؤمنة، والمسلم والمسلمة، سواءٌ بالصلاة أو بالزكاة إن كانت غنيةً أو بالحج إن كانت مستطيعةً أو بالجهاد عندما يكون الجهاد فرضَ عين على كل مسلم ومسلمة، يخرج الجميع للجهاد في سبيل الله.

يقول الله عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (النساء: من الآية1).. من نفس واحدة، وفي آية أخرى ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ (الروم: من الآية 21) فهل يُعقل أن يكون سكن الإنسان إلا إلى الخير؟

وهل يسكن إلا إلى ما يُرضي الله؟ لكنْ من الملاحَظ أن كثيرًا من البيوت فيها قلق، فيها شكوى، فيها عداوات، فيها كراهية، من أين جاء هذا؟! من الشيطان، من إبليس، من البُعد عن الله، من قسوة القلوب، من الظلم الذي يُباشره الرجل أحيانًا في بيته على أهله استكبارًا، يعتقد أنه هو كل شيء وما عداه عبيد، ينبغي أن يقولوا نعم ولا يقولوا لا!!

وقد ثبت في الصحيح أن إبليس- أخزاه الله- يبسط عرشه على الماء، ثم يرسل أتباعه لفتنة الناس فيذهبون، ثم في العودة يسألهم ما الذي فعلته؟ (يسأل واحدًا منهم) يقول له أنا ما تركت المسلم حتى ترك الصلاة، تقول رواية الحديث إن إبليس لا يعتني به، يعني ما فعل شيئًا..

لأنه سيستيقظ لحظةً ويعود إلى الصلاة ويتوب، ويأتي الآخر، وأنت؟ أنا ما تركته حتى تخاصَم مع جاره.. قضية سهلة، بعض لحظات وسيعود هو وجاره ويتصالحا، ويأتي ثالثٌ.. إلخ كل واحد يعرض أعماله أمام إبليس في الغواية والفتنة حتى يأتي واحدٌ منهم يقول له: وأنت؟

يقول له: أما أنا فما تركته حتى ألقى يمين الطلاق!! تقول رواية الحديث: "فيقربه الشيطان ويدنيه ويرْبِت على كتفه احترامًا له، ويقول له: أنت أنت، أي أنت فعلت أعظم مما فعله كل هؤلاء الأبالسة جميعًا فقد فرَّقت، سيكذب كل منهما على الآخر (الزوج والزوجة) هي تكذب عليه وتلصق به العيوب وتستحق اللعنة، وهو يكذب عليها ويلصق بها العيوب ويستحق اللعنة لأنه كذَّاب وهي كذّابة، وتتوتَّر العلاقات بين الأصهار والأقارب، وتتفتَّت الأسرة وتترمَّل الزوجة ويُيَتَّم الأطفال وتحدث قضية كبيرة، فعلها هذا الذي دفعه إليها الشيطان، وهو أبغض الحلال إلى الله عز وجل.

المرأة في الدين الإسلامي لها حقوق وعليها واجبات

المرأة في الإسلام لها حقوق على الرجل وعليها واجبات تُؤديها، فما من حق إلا ويقابله واجب، وأول حقٍ للزوجة على زوجِها أن يُوفِر لها ما يقربها من الله وهي القضية التي ننساها، ننشغل بقضية المال، قضية السكن، قضية الكماليات، وننْسى القضية الكبرى، وهي أن نحفظ أنفسنا وبيوتنا من عذاب الله، وهذه القضية انحصرت عند الكثيرين وأصبحت ثانويةً، بينما هي قضية المصير ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)﴾ (آل عمران).

كانت المسلمة الأولى تطالِب بهذا الحق، إذا خرج الزوج من البيت قبل أن يخرج فإن المسلمة الأولى الواعية اليقظة كانت تُمسك بزوجها وتقول له: لا تكتسب لنا درهمًا من حرام.. إياك أن تخرج فتكتسب من حرام؛ لأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل جسد نَبت من سُحْتٍ- أي من حرام- فالنار أولى به" الزوجة الواعية التي تريد النجاة، فإذا عاد لا تسأل عن هذا الأمر، إنما تسأل عن أمر آخر أكبر، تسأل زوجها عن حق لها تقول له: ماذا نزل اليوم من الوحي على رسول الله؟ القضية هذه لا أدري لماذا ماتت بين المسلمين؟!

قضية الحلال والحرام.. قضية الاستزادة من هدي الله ومن سنة رسول الله، فإن نزل اليوم شيءٌ قرأه عليها واستمعت إليه، ورددته وشاركته وقامت معه تُنفِّذ وتُطَبِّق، القضية هذه لا تموت، فإن ماتت نحن نحييها، إن غابت عن وعينا نعيدها إلى وعينا، وإلا فهو الغرور والغفلة، ونعوذ بالله من الغفلة.

الحق الثاني بعد هذا الحق مباشرةً للزوجة على زوجها أن يُحسن عِشْرتَها، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: من الآية19) هذا وحيٌ، هذا قضاء الله عز وجل، ومن العِشْرة بالمعروف ألا تُسَبَّ الزوجة لأن الإسلام حرم السبَّ "المؤمن ليس بسباب ولا لعَّان" ليس هذا من أخلاق المؤمن ولا من خِصَاله، مُحرَّم هذا في الإسلام، فينبغي إحسان العشرة وعدم السب.

تعْلِيمها ما يقربها من الله عزَّ وجل، فالرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: "بلغوا عني ولو آية".. "رحم الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع"، ومن أولى الناس بهذا الأداء قبل البيت؟ مَن أولى الناس قبل غيرهم بشَرِيكة الحياة والعمر وبأم الأولاد وبراعية البيت؟

هي أولى الناس.. هي أولى الناس بالمعروف.. هي أولى الناس بالتعليم؛ لأنك إن لم تعلِّمها سَيُفْتَح الباب الآخر، إن لم تفتح باب الحق في الزوجة سيُفتح باب الشر، وسَتُنَغِّص عليك الحياة بالمطالب وبالإرهاق وبالمشاكل التي أنت في غنًى عنها لو اتقينا الله، وقد ثبت في الحديث "ما أهانهن إلا لئيم".. لئيم.. هكذا يقول صلى الله عليه وسلم، لماذا؟! لأنها ضعيفة.. تستكبر على مَن؟ تُظهر الفتوة على مَن؟ تعْتَدي على مَن؟

إذا كانت عندك قوة وفتوَّة (والحمد لله) اذهب إلى ميدان القتال والجهاد.. إلى اليهود.. إلى الشيوعيين وأرِهِم من نفْسِك قوةً، أما البيت فهذا مكان الرحمة، هذا مكان المرحمة والسكن والهدوء والاستقرار.

دخل رجلٌ على سيدنا عمر- رضي الله عنه- (وعمر هذا هو الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم "ما سلكت طريقًا إلا سلك الشيطان طريقًا آخر من الخوف منك") دخل عليه رجلٌ فوجده ينام وأطفاله يلعبون على صدره فاستغرب هذا الرجل، واستنكر هذا الأمر!!

ما هذا يا أمير المؤمنين؟!- هؤلاء صحابة- وصحابة تعني كل شيء في مكانه الموضوع له، الشدة لها مكان، القوة لها مكان، واللين والرفق له مكان، فسأله سيدنا عمر: كيف أنت مع أهلك؟ كيف حالك مع أهلك؟ قال له: أما أنا فإذا دخلت سكت المتكلم وقام القاعد.. جنرال أو لواء دَخَلَ كما يفعل الكثير منا، يكون في خارج البيت رقيقًا وهادئًا، يعامل الناس ويعامل الآخرين بأدب وخلق وهذا معنى طيب- جزاه الله خيرًا- إنما حين يدخل البيت تُنزَع منه هذه الأخلاق، وينسى هذه الصفات ويتحول إلى شيء آخر، وهذا هو الذي لا يريده الإسلام، قال له سيدنا عمر: اعتزلْنا، وكان مُولِّيْه عملاً فعزله عن العمل وعلَّل هذا العزل بقوله رضي الله عنه: "إنك لا تَرْفق بأهلك فكيف تَرْفق بأمة محمد".

من حق الزوجة أن يكون الزوج رقيقًا هادئًا.. "إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، وكل رفق في أمر يُزِينُه ويُحَليه و يُدِيمُه، وكل شدة وعنف تَقْطَع الأمور وتُقَطِّع الأواصر.

من حق الزوجة على زوجها أن لا يقترب من مالها، ومالُها أي الذي ورثته عن أبيها أو جاءها عن طريق الهبة أو كانت لها تجارةٌ أو كان مهرها.. هذا مال الزوجة، حقها أن تُنْفِقه في مرضاة الله، تتصدق منه، تعطي منه، تدخره، هي حرة في هذا المال، قال تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ (النساء: من الآية4) والنِّحلة هي العطية الخالصة ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا﴾ (النساء: من الآية4) إذا طابت نفس الزوجة وقالت للزوج خذ هذا المال ﴿فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ (النساء: من الآية4) إذا طابت نفسها فالحمد لله.

من حق الزوجة على زوجها أن لا يضربَها، قضية الضرب ينبغي أن تكون واضحةً في الشريعة الإسلامية، الآية في سورة النساء حصرت هذا الأمر في حالة شاذة ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ (النساء من الآية34) والنشوز هو استعلاء الزوجة واستكبارها على الزوج، حالة واحدة فقط هي التي يُباح فيها التهديد والتخويف من الزوج، حالة النشوز، بعض السيدات بعض الزوجات تأتيها حالة تستكبر فيها على الزوج وتتعالى عليه، يأمرها بالمعروف فترفض، يدعوها إلى الخير فتستكبر، هذه حالة خاصة، هنا يبدأ الوعظ.. "اتقي الله.. هذا حرام، طاعة الزوج من طاعة الله"، وطُرق الوعيد كثيرة.. التخويف، فإن لم تقبل فالهجر، والهجر هنا في غاية الدقة في الإسلام في المضاجع، في حجرة النوم فقط، لا يخرج هذا الأمر إلى الأولاد، فلا نتخاصم أمام الأولاد أو نعرض المشكلة فيسمعونها لا؛ لأن الأولاد لا ذنبَ لهم في هذا الأمر، اجعل المشكلة في حجرة النوم، وهو أن تنام وتعطيها ظهرك فقط، وهذا نوع من مقابلة الاستعلاء باستعلاء مثله، هي تستعلي، وعليك أن تؤدبها بهذه الصورة.

ضرب الزوجة لا بد أن يكون آخر وسائل الإصلاح والتهذيب

إذا لم ينفع معها هذا الأسلوب هنا يأتي الأسلوب الثالث وهو التخويف والزجر والتخويف بالضرب، الضرب ليس معناه الذي يفهمه الناس إنما التخويف؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- نهى أن يضرب الرجل زوجته ثم بعد ذلك يكون بينه وبينها ما بين الرجل والمرأة، صورة ليست متناسبةً أبدًا، إنما هي عملية إشعار بأن التأديب ممكن، وأنا أملك التأديب من هذا الطريق ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً﴾.. انتهى الأمر وانتهت المشكلة، والأولاد في البيت لا يعلمون بما جرى، لأن لها من أدبها وإسلامها ما يجعلها تحرص على أولادها فلا تُشيع ما بينها وبين الزوج، وهو أيضًا له من أدبه وإسلامه ما يجعله يحرص على هؤلاء الأبناء، فلا يُشيع ما بينه وبين زوجته من خلاف ويقْصره عليه وعليها فقط في أضيق الحدود وأضيق الدوائر، فإذا انتهى الأمر عادت الحياة طبيعيةً، وهذا صنف فقط من الزوجات ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾ اي اللاتي يستعلين على أزواجهن.

من حق الزوجة أن تزورَها الأم وأن يزورَها الأب وأن يزورَها الأخوات وأن تزورَهم، لا ينبغي للزوج أن يقول لزوجته لا تزوري الأم، فمن تزور؟! هذه نواحٍ إنسانية لا ينبغي أن يُحرم منها إنسان، لا تزوري أخاك لا تزوري الوالد لا تزوري.. لا!! من حقها أن تزورَهم وأن يأخذَها هو بيده وأن يزورَهم، هؤلاء أصهار وأقارب بينهم نسب وصهر وقوة، فلا ينبغي أن تُمنع من هذا الحق.

أما حق الزوج على زوجته فلا تخرج من البيت إلا بإذنه، ومعنى إلا بإذنه إلا برضاه ومشورته وبالعودة إليه، من حق الزوج على الزوجة إذا أمرها بأمرٍ وليس فيه مخالفة لأمر الله أن تنفِّذ هذا الأمر وأن تطيعَ هذا الأمر وأن تَنزلَ عليه ولا تعصيَ، ما دام الأمر في حدودِ الطاعة لله ورسوله، وما دام لم يأمرها بمنكر.

من حق الزوج على زوجته أن لا تأتي إلى البيت بأحدٍ يكرهه كراهيةً شرعيةً ليست مجرد كراهية، كراهية شرعية، واحد من عائلتها أو واحدة من عائلتها نمَّامة تنقل الأحاديث وتهدم العلاقات، فمن حقه أن لا تأتي إلى بيته، لأنها ستُفسد في هذا البيت.

من حق الزوج على زوجته أن لا يدخل إلى البيت أحدٌ في غيبته إلا المحارم كالأب والخال والعم والأخ والأخت، أما غير المحارم فليس من حقها ولا من حق غيرها أن تُدخلهم إلى بيتِ زوجها في غيابه؛ لأنَّ هؤلاء يأتون إليه هو للقائه هو، لمصالحه هو، وهي لا دخلَ لها في هذا الأمر، وهذه الحقوق وهذه الواجبات لتسكن وتتقارب وتصبح طيبةً حينما يتم التفاهم بين الزوج وزوجته، بين الزوج وشريكة حياته.

من حق البنت على الأب والأم أن يخفِّفا وأن يسهِّلا لها الطريق إلى الزواج بالتخفيف من حدة المهور، وذلك أمرٌ خطير وجنايةٌ من حيث لا ندري على البنات.. إن الخاطب أو القادم للزواج حين يعجز عن دفع المهر فنحن بهذا ندفعه إلى أمر آخر، فإذا يسَّرنا وإذا خففنا، أعنَّا الشباب على الزواج وأعنَّاه على عصمة دينه وعلى إكمال نصف دينه، وأعنَّاه على بناء بيت للمستقبل وتكوين أسرة، وأعنَّا البنات وهن من أقرب الناس إلينا، أعنَّا البنات على العصمة، وعلى الطريق الصحيح السليم بالتخفيف واليسر، والرسول صلى الله عليه وسلم "ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرَهما ما لم يكن إثمًا".

أيها الإخوة المؤمنون، هذه حقوق وواجبات، نعرفها نحن ونؤديها لكي لا نكون بين يدي الله من الظالمين، حذارِ أن تكون من الظالمين، تَطلع عليك شمسٌ وأنت ظالم لنفسك أو ظالم لغَيرك أو ظالمٌ لأهلك، بل تطلع عليك الشمس وتغيب وأنت في مرضاة الله، وفي رعاية الله وفي طاعة الله، هكذا يكون المؤمن وهكذا يكون المسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56) اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم ارحم موتانا، اللهم تقبل أعمالنا، اللهم تب علينا.

عباد الله.. ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (النحل: 90).


المصدر

إخوان اون لاين

للمزيد عن الإخوان المسلمون والمرأة

من أعلام الأخوات المسلمات

.

.

أقرأ-أيضًا.png

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات فيديو

.