مكتب الإرشاد وعهد جديد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٥٩، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٢ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مكتب الإرشاد وعهد جديد مرحلة السبعينات

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين


مقدمة

خرج الإخوان من المعتقلات تباعا بعد تغيب خلف القضبان لسنوات طويلة، خرجوا وقد كبر سنهم وتغيرت الحياة أمامهم، لكن كثير منهم عمد إلى التوحد والتلاحم لإعادة الجماعة مرة أخرى إلى سابق عهدها، وقد كان على رأس المكتب المرشد العام المستشار حسن الهضيبي، لكن لم يكن هناك مكتب إرشاد بالمعنى القديم، وظل الحال كذلك حتى توفي المستشار الهضيبي في نوفمبر 1973م.

لم يكن الإخوان في ذلك التوقيت لهم شكل وهيكل منظم، لكنهم عمدوا للعمل على تشكيل آخر مكتب عام 1953م وضم له قادة الإخوان المسلمين حيث بدأ الإخوان ينظمون صفوفهم، ويعرف كل واحد منهم دوره في الجماعة، وقد اختار الإخوان الأستاذ عمر التلمساني مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين بحكم أنه أكبر الأعضاء سنًا المتواجدين في مكتب الإرشاد، وبايعه الجميع مرشدًا عامًا للإخوان.

وبالرغم من ذلك تم اختيار أعضاء لمكتب الإرشاد ليديروا المؤسسة في ذلك التوقيت عام 1975م، وكان من ضمن تشكيلها التالي:

  1. الأستاذ عمر التلمساني ... المرشد العام
  2. أ. محمد حامد أبو النصر
  3. أ. مصطفي مشهور
  4. د. أحمد الملط
  5. أ. كمال السنانيري
  6. أ. صالح أبو رقيق
  7. أ. محمد حسني المليجي
  8. أ. أحمد البس
  9. أ. جابر رزق
  10. أ. صلاح شادي
  11. أ. عباس السيسي
  12. أ. محمد فريد عبد الخالق
  13. عبد المتعال الجبري

لم يكن تشكيل مكتب الإرشاد بالمعنى المعروف بسبب طبيعة المرحلة والظروف التي كان يعيشها الوطن،ولخصوصية ظروف الإخوان خاصة بعد خروجهم من المعتقلات.

حرص جميع الإخوان على العمل والتضافر من أجل الدعوة، ومحاولة بناء الجماعة بعد فترة غياب كبيرة داخل السجون.

بعض أنشطة مكتب الإرشاد

خرج الإخوان إلى الحياة من جديد بعد غياب عدد كبير منهم خلف القضبان ومن لم تقيد حريته خلف السجون قيدت خارج السجون حيث المراقبة الشديدة من قبل الأمن والتضييق في الرزق.

بعدما خرج الإخوان أعادوا تنظيم شئونهم وعمدوا للانخراط في الحياة، وأعاد الأستاذ صالح عشماوي مجلة الدعوة مرة أخرى إلى أحضان الإخوان المسلمين، ولقد تنوعت أنشطة الإخوان في هذه الفترة إلى:

  1. أنشطة طلابية
  2. أنشطة سياسية (كامب ديفيد وغيرها)
  3. أنشطة اقتصادية (المطبعة،الجمعية الطبية)
  4. أنشطة دعوية وعمل عام

أولا الأنشطة الطلابية

نظر الإخوان إلى الطلاب على أنهم الطاقة المحركة للحياة، ومن ثم كان لابد للتواصل مع طلبة الجامعات وغرس مبادئ ومنهج الإخوان وسط هؤلاء النشئ، وكان أول الاهتمام في جامعة الإسكندرية على يد الأستاذ عباس السيسي ومحمود شكري وجمعة أمين عبدالعزيز ومحمد حسين عيسي، واستطاع أن يتعرف على عدد من الطلبة مثل محمد إبراهيم ومحمد أبو الناس وإبراهيم الزعفراني وخالد داود وحامد الدفراوي، والذين أخذوا على عاتقهم نشر فكر الإخوان وسط الطلبة.

لم يتوقف نشاط الإخوان على جامعة الإسكندرية بل انتفضت جامعة المنصورة لينتشر فيها فكر الإخوان المسلمين، حيث حرص الأستاذ محمد العدوي على تبليغ هذا المنهج لهؤلاء الطلبة، وتولى الأستاذ صبري عرفة مسئولية متابعة العمل الطلابي في المنصورة، وحينما عاد المهندس خيرت الشاطر عام 1974م حمل ملف الطلبة على عاتقه.

كانت أول نواة لطلبة الإخوان بالمنصورة هو الطالب عبد الله عسكر (أصبح معيدا فيما بعد) حيث تواجد في الجامعة في الفترة من عام (1972- 1975) ثم نشط وسط الطلبة حتى استطاع أن ينشر منهج الإخوان المسلمين الوسطي وسط الطلبة، واستطاع الإخوان الحصول على اتحاد كلية العلوم عام 1979م بقيادة الطالب محسن الشرقاوي، واختير طاهر أبو السادات أميرا عاما للجماعة الإسلامية عام 1979م.انتقل الفهم والعمل إلى جامعة القاهرة حيث وجد أرضًا خصبة وسط حقول الطلبة الذين أثرت العمل للإسلام من قبل.

حيث تعرف عدد من طلبة الطب أمثال سناء أبو زيد وعبد المنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار وعصام العريان ومحمد عبد اللطيف ومحمود غزلان على الأستاذ التلمساني أثناء تواجده في مستشفى القصر العيني أواخر فترة اعتقالهم حيث شعروا معه بالصدق، وحينما خرج من السجن تقرب من هؤلاء الطلبة وساعده الأستاذ مصطفي مشهور وكمال السنانيري، حيث استطاع أن يربي هؤلاء الطلبة على فكر الإخوان المسلمين ويميزهم عن الفكر المتشدد لدى جماعات التكفير والهجرة وجماعات الجهاد.

وكان في المنيا أيضا كلاً من أبو العلا ماضي وسيد عبد الستار المليجي ومحيي عيسي وغيرهم، و تشكلت قيادة واحدة لإدارة العمل الطلابي الإخواني على مستوى الجامعات .

لعبت فيها القيادات الجديدة دورًا كبيرًا كما شارك في ذلك بدور كبير كل من الأستاذ محمد حسين عيسي ود محمود عزت حيث تلاحمت القيادات الطلابية لتفوز باتحادات طلاب كثير من جامعات مصر بل وتحصل على رئاسة ومقاعد (اتحاد طلاب مصر العام).

انطلق الطلاب في كل حدب وصوب يمارسون أنشطتهم في كل المجالات وقد ساعدهم الجو المفتوح أمام الإسلاميين في مواجهة الطوفان الشيوعي في ذلك التوقيت، فاستطاعوا بوسطيتهم أن يجتذبوا كثير من الطلبة إلى صفوف الإخوان المسلمين، كما استطاعوا أن يفوزوا بانتخابات الاتحادات الطلابية.

وكان هدف اتحاد الطلاب الجامعي (كما يقول إبراهيم الزعفراني) هو تحقيق تكامل شخصية الطالب الجامعي حيث أن الفترة الجامعية ليست فقط لإعداد الطالب فنيًا في مهنة من المهن بل أيضًا استكمال تكوين شخصيته كمواطن صالح.

فالانتخابات الطلابية تدرب هذا الجيل على الحياة الديمقراطية سواء بالتعبير عن رأيه في اختيار قياداته التي هي قيادات المستقبل وكذلك فرز هذه القيادات من خلال المجال العملي التجريبي والتعرف على إمكانياتهم وقدراتهم . وقد صممت لجان الاتحاد لتشكيل هذه الشخصية المتكاملة.

فاللجنة السياسية والثقافية للعمل على زيادة الوعي السياسي والممارسة السياسية لدى الطالب وزيادة ثقافته العامة في المجالات المتعددة .

واللجنة الاجتماعية بأنشطتها المتعددة لزيادة الروابط بين هذا المجتمع الطلابي وتعويدهم العلاقات والحياة الاجتماعية السليمة.

ولجنة الجوالة و الرائدات: إكسابهم سلوكيات النظام والانضباط والجدية والقيادة وتحمل الشدائد وحسن التصرف بالإمكانيات المتاحة.

واللجنة الرياضية: لتقوية الجسم والعناية بسلامته ولياقته وإكساب الطالب روح المنافسة والعمل الجماعي.

واللجنة الفنية: لتنمية الهوايات و اكتشاف المبدعين في مختلف المجالات والعناية بهم ورفع مستواهم الفني.

ولجنة الرحلات: لزيادة معرفة الطالب بجغرافيا وطنه وغيره وكذلك للترويح عن النفس وزيادة الترابط بين أفراد هذا الجيل.

ومن جملة الأنشطة الهادفة على امتداد هذه اللجان تتكون الشخصية الطلابية المتكاملة سياسيا ونفسيا واجتماعيا وصحيا وعقليا.

ولقد أدركنا في السبعينيات كاتجاه إسلامي هذه الأهداف حرصنا على تحقيقها. (1)

ثانيا:أنشطة سياسية

على الرغم من عدم الخلاف الشديد مع السادات إلا أن الإخوان لم يهادنوا النظام على حساب الوطن، فحينما علم الإخوان بنية السادات في زيارة الكنيست الإسرائيلي، وتوقع اتفاقية سلام بين الطرفين شن الإخوان هجوما عنيفا على سياسة السادات المتردية في هذا الجانب، وفتحت صحيفة الدعوة أبوابها للتنديد بهذه الخطوة التي أفقدت الأمة هيبتها وعزلت مصر عن بقية البلدان العربية والإسلامية، مما عرض قادة الإخوان للاعتقال بعد ذلك.

لم يتوقف الإخوان عند هذا الأمر بل كان لهم جولات في شئون السياسة عامة حيث نددوا بسياسة السادات في كثير من الأحيان واعترضوا على تناوله كثير من القضايا بطريقة غير سليمة، مثل التعامل مع المظاهرات التي تحركت من أجل رغيف العيش.

ثالثا:أنشطة اقتصادية

لم يتوقف نشاط الإخوان على مجال واحد لكنهم ولفكرهم الشامل عمدوا للعمل في كل مجالات الحياة وفق شريعة الله، ومن ثم فكروا في إعادة بعض النشاط الاقتصادي الذي رسمه الأستاذ البنا فأسسوا شركة دار الطباعة والنشر الإسلامية والتي أنشأت دار التوزيع والنشر الإسلامية وهى امتداد طبيعي للدار التي أنشأها الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس دعوة الإخوان المسلمين عام 1362هـ 1943م؛

وكان مقرها ش أحمد عمر ميدان الحلمية الجديدة أمام المركز العام ، والتي كانت تصدر المجلات التي هي لسان حال الجماعة ومن المجلات التي أصدرتها الدار على مدى ستين عاما مجلة التعارف مجلة المنار مجلة الشهاب مجلة الدعوة مجلة لواء الإسلام

ثم تطورت الدار وأصبحت تعمل في نشر الكتاب الإسلامي الذي يهدف إلى تصحيح العقيدة ، وتعميق الفهم الصحيح للإسلام وتنقية الفكر الإسلامي المعاصر وترسيخ فقه الدعوة. وكان يشرف على هذه المؤسسة الأستاذ أحمد حسنين.

أعاد الإخوان أيضًا منهج رعاية المواطن صحيًا فجاءت فكرة إنشاء جمعية طبية كبيرة تعمل من أجل توفير الكشف والعلاج للفقراء بأسعار زهيدة، ولذا كانت فكرة الجمعية الطبية الإسلامية والتي توسعت في نشاطها فشكلت محافظات كثيرة داخل مصر وأيضًا مراكز خارج مصر، وكان رئيسها هو الدكتور أحمد الملط.

رابعا:أنشطة دعوية وعمل عام

بعدما خرج الإخوان من محنتهم أعاد الأستاذ صالح عشماوي مجلة الدعوة مرة أخرى إليهم، فنشط الإخوان في نشر رؤيتهم من خلالها، وصدر أول عدد منها في جمادى الثانية 1396هـ الموافق 1976م وظلت المجلة تكتب وفق هذه الرؤية، وشملت الكثير من الأبواب، وكان يكتب فيها كبار الإخوان وعلماء الأمة وأهل التخصص في جميع المجالات، وكان لها موقفها من معاهدة كامب ديفيد مما عرضها لاقتحام الأمن ومصادرتها.

ظلت المجلة تقدم رؤيتها حتى صدور العدد الرابع والستون وهو آخر عدد يصدر منها حيث توقفت (بسبب ضغط النظام) في شوال 1401هـ الموافق أغسطس 1981م.

ساهم الإخوان في الحياة العامة فنشطوا في إعادة شكل الحياة للصبغة الإسلامية خاصة بعدما طغت موجة من الانحلال فترة الستينات حتى كنت تعجز عن إيجاد امرأة محجبة إلا في أضيق الحدود.

ساهم الإخوان في عودة المظهر الإسلامي فأقاموا العيد في الخلاء، ونشطوا في المساجد يعرفون الناس بدينهم، كما كان للأستاذ التلمساني دور كبير في رأب الفتنة الطائفية التي ضربت البلاد ونتج عنها أحداث الزاوية الحمراء.

المراجع

إقرأ أيضا