من أولى بالحبس؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من أولى بالحبس؟!
07-06-2005

لماذا يقبع د. عصام العريان وراء أسوار سجن مصري، محرومًا من حريته ووطنه، محرومًا من طاقته وجهده المخلص؟!

هل استبد د. عصام العريان بالسلطة مزوِّرًا لإرادة الشعب؟!

هل قتل د. عصام العريان نفسًا بغير حق؟!

هل سرق د. عصام العريان أموال الشعب أو الدولة المصرية؟!

هل اقترض د. عصام العريان ملايين من بنوك مصرية واستغلَّها فحشًا في الإثراء على حساب الشعب والاقتصاد المصري أو هرب بها لخارج البلاد؟!

هل تربَّح د. عصام العريان من المتاجرة في أقوات الشعب أو سلاح الجيش المصري؟!

هل صاغ د. عصام العريان القوانين التي تنتهك الحريات والحقوق؟!

هل شارك د. عصام العريان في إجراءات تنتقص من حقوق المواطن أو أتى سلوكًا ينتهك آدميته؟!

هل كذب د. عصام العريان على الشعب مزيِّفًا للحقائق ومنشئًا لأوهامٍ تضرُّ بمصلحة الأمة؟!

هل تورَّط د. عصام العريان في فضائح أخلاقية فجَّة مذاعة على الملأ؟!

هل حصل د. عصام العريان على دعم مالي لنشاطه السياسي من قوى أجنبية معادية لمصالح مصر والعرب؟!

الإجابة على جميع هذه الأسئلة الموجِبة للحبس ولعقوبات أخرى في حالة د. عصام العريان- كما يعلم أي مشتغل بالشأن العام في مصر- هي بالنفي القاطع.

على العكس تمامًا د. عصام العريان نموذجٌ للمواطن الصالح بمعنى الكلمة.. عالم ومهني من الطراز الأول، ومثال للاستقامة، إن قال صدق، وإن وعد أوفى، وإن عمل أجاد وأخلص، وهو مجاهدٌ مثابر في ميادين شتى من العمل التي تستهدف رفعة مصر والأمة العربية، وهو فوق ذلك كله رقيق الحاشية، حلو المعشر، وإن كان صارمًا في الحق.

هذه في الواقع خصال تستحق التكريم إن كان في البلد حقٌّ ومنطقٌ.. لا للتغييب وراء القضبان، والعجيب الغريب أن كل من يرتكبون الفظائع في حق الشعب والأمة- التي يبرأ منها د. عصام العريان- ليسوا في السجون، بل هم السادة المتنفذون في مصر.. هم في الواقع جلادو د. عصام العريان وكل من شابهه.

وهنا تنتهي المقارنة ويبدأ التعجب!!

إن جلادي د. عصام العريان هم المتورطون في ارتكاب كل الجرائم السابق ذكرها.. هم الذين كان يجب أن يُغيَّبوا وراء القضبان، ولكنَّ هولاء هم القابضون على السلطة في مصر الآن، ومن ثمَّ فإن معارضيهم- من أمثال د. عصام العريان- يجب أن يُغيَّبوا في السجون.. هو شرف لهم بلا منازع.

التهم الحقيقية وراء سجن د. عصام العريان، على ما يبدو اثنتان:

الأولى: أن د. عصام العريان نشط في تنظيم مظاهرات للاحتجاج السلمي ضد نسق الحكم، الذي يرتكب عمدًا كلَّ الجرائم السابقة، وعلى رأسها الاستبداد بالسلطة، وعار عليه إن لم يفعل!!

والثانية: وربما الأهم، هي أن نموذج د. عصام العريان يلقى قبولاً شعبيًا واسعًا لا يحظى به أساطين نسق الحكم الاستبدادي الراهن؛ مما يفجر أكذوبةَ غياب بدائل لهم، فمعروف مثلاً أن د. عصام العريان قد حصل على نصيب من أصوات المشاركين في اقتراع نظمته قناة (الجزيرة) مؤخرًا على منصب رئيس مصر، يتعدى ثلاثة أمثال نصيب الرئيس الحالي، الذي لم يحصل إلا على نسبة تأييد لا تزيد كثيرًا عن عُشر الأصوات..!!

مرةً أخرى، هذه أمور توجب التكريم لا التجريم، وعليه فإن رسالة حبس د. عصام العريان واضحةٌ مجلجلةٌ: الحبس جزاء كل وطني مخلص وشريف، إن ساهم في مقاومة نسق الحكم الاستبدادي الراهن، أو قدم بديلاً مقنعًا له، غير أن إحقاق الحق يقتضي قلب الأدوار بحيث يغيب جلادو د. عصام العريان في سجن طال استحقاقه، ولكن يقيني أن مثل د. عصام العريان لن ينقلب جلاَّدًا.

المصدر