من غزة .. حكايات الدمار والخراب ترويها الدماء والأشلاء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

من غزة .. حكايات الدمار والخراب ترويها الدماء والأشلاء


لا يمكن لصحفي أو كاتب أو روائي أن يكتب حكاية واحدة فقط عما حدث في قطاع غزة بأسره أو حتى عن مدينة فيه بكاملها أو عن حي بكامله، ولكن لكل شارع حكاية بل لكل بيت حكاية وإن شئت قل إن لكل طفل أو امرأة حكاية لها فصولها.



المشهد يغني عن الكلام

" دمار .. زالزال ( ذلك الطوفان المشهور الذي جرف الأخضر واليابس) الذي يستذكره الغزيون اليوم عندما يشاهدون حطام بيوتهم التي دمرتها آليات قوات الإرهاب الصهيونية، وأطنان المتفجرات التي ضربت قطاع غزة تلك البقعة المعروفة بأنها أصغر مساحة في العالم تكتظ بالكثافة السكانية.

جفت الدموع في عيون عجوز في الستين من عمره، وهو يشاهد بيته المكون من عدة طوابق بحي الزيتون شرق مدينة غزة وهو قد ارتفعت قدمه لتلامس سطحه بعد أن أصبح طبقات من الباطون المدمر على الأرض.

مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" حاول أن يتعرف على هذا العجوز كيف نُسف بيته، وأين أهله, لكن وبصراحة المشهد لا يحتمل السؤال فما اقتربنا منه إلا وسمعناه يتمتم ويقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ولا زال يكررها مراراً حتى غادرناه.



مشاهد .. كيف تنقل ؟!!

"طفل صغير يبعثر بين ركام بيتهم الصغير والغبار ينتفض في وجهه الطفولي الصغير لعله ينجح في محاولة بحثه عن لعبته أو حتى كراسته"، هو ذات المشهد الذي تتناقله كاميرات الفضائيات العالمية، ويحاول المشاهد أن يفسر عما يبحث هذا الطفل؟ وما الذي يا ترى أوصله لهذا الحال؟ وكيف تسمح حقوق الإنسان لمثل هذا الطفل أن يظهر مهلهل الملابس؟ شاحب الوجه؟ أمام كاميرات الإعلام لتشاهده الملايين، أليس هذا إهداراً لحقوق الإنسان، بالتأكيد سيجيب الإعلاميين والمثقفين وأصحاب الديمقراطية العالية (نعم)، إنها إهانة لهذا الطفل أن يقدم بهذه الصورة للمشاهد العربي.



شوارع من وسط البيوت !!

في حي الزيتون شرق مدينة غزة، تلك البقة التي خاضت فيها المقاومة أشرس المعارك مع قوات الإرهاب الصهيونية، إلى ما يمتد بصرك تجد الدمار، تشتم عن يمين وشمال رائحة الموت والأشلاء ورائحة شواء لحوم البشر، بيوت دمرتها أطنان المتفجرات الصهيونية، وبيوت أخرى اتخذت الآليات الصهيونية من بينها شارعاً محاولة بذلك تلاشي نيران المقاومة التي أوجعتها.



إعدامات ميدانية

استأثر أبو أشرف السوافيري، أن يروي مشهد إعدام شاهده بعينه على أن يبدأ بالتباكي على بيته الذي بناه حديثاً أو حتى مزرعته التي كلفته آلاف الدولارات, فيقول: "كنا جالسين في بيتنا ونادى الجنود الصهاينة علينا وإحنا وعلى كل الشباب أن يخرجوا, وعروا الشباب وتركوهم في البرد القارص".

ويتابع المواطن الفلسطيني: "من بين هؤلاء الشباب كان فتى يدعى محمد جحا، ناداه الجنود من وسطهم وعندما التفت إليهم أطلقوا النار عليه حتى اخترقت رصاصة قلبه، وظل ينزف دون أن يسمحوا لأحد بالاقتراب منه حتى استشهد في مكانه".

وأضاف: "لقد ظلت جثمان الشهيد جحا في مكانها لمدة ثلاثة أيام، دون أن تسمح قوات الاحتلال للإسعافات أو لسيارات الصليب الأحمر بالاقتراب منه حتى وهو شهيداً".

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي