نائب يحذر: زيادة السولار تهدد استقرار الشارع المصري

انتقد النائب حسين محمد إبراهيم- عضو كتلة الإخوان المسلمين بالبرلمان المصري- عدم جدوى قرارات تخفيض التعريفة الجمركية الأخيرة، واصفًا هذه القرارات بأنها أصابت المواطن المصري البسيط بالصدمة.
وأشار النائب إلى أنه في الوقت الذي خفَّضت فيه الدولةُ التعريفةَ الجمركيةَ عن سلعٍ لا يعرفها إلا عشرات الأشخاص من الشعب المصري، مثل الإستاكوزا التي انخفضت تعريفتها الجمركية إلى 5% فقط.. فوجئ المواطن البسيط بارتفاع سعر السولار بنسبة50%..!!
وأشار النائب- في سؤاله الذي وجَّهه لرئيس الوزراء المصري- إلى أنه "نتيجةً لرفع أسعار السولار رفَعت سيارات السرفيس- والتي يستخدمها الأغلبية الكاسحة من المواطنين- سعر تعريفة الركوب، وسط غياب كامل للحكومة، والتي تركت مواطنيها في حالٍ من العجز، وسط خيارات كلها صعبة.. فإما أن يرضى بارتفاع سعر تعريفة الركوب أو أن يدخل في معارك مع السائقين"، مضيفًا أنه قد كان من نتائج رفع سعر السولار أيضًا ارتفاعُ تكاليف النقل؛ حيث تأثرت بذلك أسعار المواد الغذائية والخضر والفاكهة بصورة مباشرة، كما ارتفع غيرها بصورة غير مباشرة.
وقد اعتبر النائب هذه القرارات هديةَ الدولة للمواطنين بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، فأولياء الأمور والأغلبية من محدودي الدخل يجدون أنفسهم وقد ارتفعت أسعار "الساندويتشات" التي يتناولها الأولاد، وارتفعت أسعار الموصلات التي يستخدمها الأولاد، ولم تنسَ وزارة التربية والتعليم تقديمَ هديتها لهم، فرفعت هي الأخرى من أسعار مجموعات التقوية، بعد أن قسمتها، فهذه مجموعة تقوية عادية، وأخرى مميزة، وأصبحت مجانية التعليم مجرد أماني أو أغاني، كما أكد النائب أن هذا كلَّه يحدث في الوقت الذي لن يستفيد فيه المواطنُ البسيطُ من انخفاض أسعار سيارات الركوب أو الإستاكوزا.
وأشار النائب إلى أنه فورَ صدور قرارِ خفض الجمارك سادَت حالةٌ من الفرح لدى المواطنين، وسيطر التفاؤل على الكثيرين، وبدأ الجميع يحلُم بالرخاء والرفاهية، خاصةً وأن وزراءَ المالية والاستثمار والتجارة الخارجية قد أعلنوا- خلال المؤتمر الصحفي المشترك- أن مصر قادمةٌ إلى عصر المستهلك المصري، فالتخفيضات الجمركية ستؤدي لخفض الأسعار.
موضحًا أن المصريين عاشوا 24 ساعةً من الأحلام والآمال، ولكن يبدو أن الحكومة استكثرت ذلك عليهم، فسرعان ما تبدَّدت الفرحة بإصدار قرار في اليوم التالي مباشرةً برفع أسعار السولار من 40 إلى60 قرشًا، فقد جاء هذا القرار بمثابة الصدمة ليحوِّل أفراح المصريين بخفض الجمارك إلى أحزان بزيادة سعر السولار، فالحكومة تسعى لتعويض الخسارة من خفض الجمارك من خلال المواطنين وليس من الأثرياء ورجال الأعمال..!!
وأنهى النائب سؤالَه بتساؤل عن جدوى هذه التخفيضات في ظل عدم استفادة المواطن البسيط منها، رغم أنه يمثِّل الشريحةَ الأساسية من المجتمع المصري.
على جانب أكدت مؤشرات اقتصادية أن قرار رفع سعر السولار لن يكون الأخير لحكومة الدكتور نظيف، ولكن هناك قرارات أخرى لن يتحمَّل أعباءَها سوى محدودي الدخل، فما يدور في الكواليس يؤكد هذا الاتجاه؛ حيث إنه خلال اجتماع مجلس الوزراء في نهاية أغسطس الماضي جرَت مناقشةُ عددٍ من الإجراءات والتقارير حول مصير الدعم وإعادة هيكلته، واستحداث نظم جديدة، ورفع كفاءة توزيع الخبز.
وفي الفترة الأخيرة زادت المناقشات حول الدعم، وهو ما يشير إلى وجود نية حكومية لإعادة النظر فيه، خاصةً أن هناك اعتراضات يقودها بعض رجال الأعمال على استمرار إضافة السلع الإستراتيجية السبع على بطاقات التموين، وطالبوا بالتوقف عن ذلك؛ لأنه يؤدي إلى مزيدٍ من الخسائر ويحرمهم من الاحتكار والأرباح بالسوق..
هذا بالإضافة إلى أن الاتجاه الحالي هو أن تكون التخفيضات الجمركية الأخيرة بدايةً لبرنامج ينتهي بإلغاء الدعم، وهذا ما تقوده وتسعى لتنفيذه لجنتا الطاقة والخطة والموازنة بمجلس الشعب، اللتان تطالبان مرارًا بترشيد الدعم أو إلغائه.
وهناك من يشكك في إمكانية أن يؤدي خفض الجمارك لخفض الأسعار؛ حيث إن التجارب السابقة تؤكد ذلك، ولن يستفيد من هذا الخفض سوى حفنة قليلة من رجال الأعمال المحتكرين، وسيذهب الفارق من خفض الجمارك إلى جيوب هؤلاء المحتكرين، والمبررات موجودة ومنها ارتفاع الأسعار عالميًّا..
الأمر لن يتوقف عند ذلك ولكن المؤشرات تؤكد أيضًا أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الرسوم والضرائب لتعويض النقص في حصيلة الجمارك؛ حيث إن الاتجاه هو التوسع في فرض ضرائب المبيعات وخضوع عدد من الخدمات والسلع لهذه الضريبة.
أيضًا خلال اجتماع مجلس المحافظين الأخير تمَّت مناقشة منح صلاحيات أوسع للمحافظين، ووصل الأمر إلى حد منح المحليات الحقَّ في فرض مزيد من الرسوم بشرط موافقة المجالس الشعبية، ومن المتوقَّع أن تشهد أسعار الخبز البلدي والخدمات الأخرى- كالكهرباء والنقل والمنتجات البترولية وأسعار تذاكر المترو والقطارات والتليفونات- زيادات أخرى في الفترة المقبلة لتعويض فروق خفض الجمارك.
وقد أثار قرار الحكومة بزيادة سعر السولار من 40 إلى 60 قرشًا للتر استياءَ الشارع المصري، وأبدى عددٌ كبيرٌ من سائقي الميكروباص بالمحافظات اعتراضَهم على القرار الذي نتجت عنه مشاجرات وأزَمَات بين السائقين والركَّاب؛ حيث اضطُّر الكثيرون من السائقين لرفع قيمة الأجرة، وهو ما اعترض عليه المواطنون..!!
هذا وقد وصف مسئولو القطاعات الصناعية والزراعية والغرف التجارية قرارَ تخفيض الجمارك بأنه يمثل سقطةً للحكومة الجديدة، وقالت المصادر إن القرارَين يشتركان في عدم الدراسة لهما، وكذلك اختيار التوقيت الخطأ.
المصدر
- خبر: نائب يحذر: زيادة السولار تهدد استقرار الشارع المصري موقع إخوان أون لاين