نص اللقاء الذي أجرته صحيفة العرب القطرية مع الأستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية
2009/02/16
العرب : كيف تنظرون الى الانتخابات المحلية الاخيرة وهل انتم راضون عن نسبة المشاركة المتدنية ؟
الهاشمي : الانتخابات الاخيرة كانت بمثابة مؤشر طيب على ان العراق يتعافى ، وان الممارسات الديمقراطية تترسخ وتحظى بقبول الناس وتأييدهم ، رغم تدني نسبة المشاركين التي يمكن ان تعزى لاسباب متفرقة ، بالطبع كانت الامال معلقة بحجم مشاركة افضل خصوصا ما يتعلق بناخبينا وكانت مفاجئة غير سارة ، ولكن الى جانب ذلك ساهمت عقبات ادارية وفنية في منع الآلاف من الوصول الى صناديق الأقتراع .
العرب : اثيرت اتهامات عديدة ضد الحزب الاسلامي الذي تتولون امانته العامة بشان قيامه بعمليات تزوير، كيف تردون على ذلك ؟
الهاشمي : الذين ادعوا ذلك لابد إنهم يشعرون بالخجل أمام الناس ، هؤلاء وضعوا أنفسهم في وضع أدبي لا يحسدون عليه ، بعد إن أشارت البيانات الأولية خلاف ادعاءاتهم ، لا اقول ما كان على هؤلاء الاعتراض ، ولكن المستهجن ان ينطوي الاعتراض على التهديد بالعنف أو استخدام القوة وهو أمر يدعو للأستغراب والسخرية ، اعتصمنا بالصبر وفضلنا التعامل مع هؤلاء ببلاغة الصمت وترك الأمور للحكم وهي المفوضية المستقلة العليا للأنتخابات ، وآمل ان يقرأ هؤلاء موقفنا بدقة وانه إنما يعبر عن حلم ولا يعبر عن ضعف .
العرب : هل يمكن ان تنزلق الانبار الى مواجهات محلية عقب الاعلان النهائي عن نتائج الانتخابات خاصة في ظل التهديدات التي اطلقها البعض من خصومكم ؟
الهاشمي : لااعتقد ذلك ، واهلنا في الانبار واعون لما يخطط لهم ، والذين خرجوا عن المألوف ومنطق الاشياء لا يمثلون الا انفسهم ، والحزب الاسلامي ضامن لاستقرار الانبار وسوف لن يستدرج ان يكون طرفا في ازمات داخلية ، نحن الاحرص على وحدة الصف ونبذل في ذلك غاية ما نستطيع .
العرب : بعيدا عن الانتخابات ، اين وصل موضوع رئاسة البرلمان العراقي ؟
الهاشمي : المعترضون على مرشحنا وهو بالمناسبة مرشح جبهة التوافق يدعون ان اعتراضهم انما هو على مرشح الحزب الاسلامي للأسباب التي ترد في الاعلام وهي اسباب زائفة تخفي ورائها نوازع الهيمنة على السلطة التشريعية وتجريدها من صلاحياتها الرقابية على الحكومة ، اختزال المشكلة واعتبارها انها خلاف مع الحزب الاسلامي تضليل للرأي العام ، الغرض الحقيقي هو الحصول على رئاسة ضعيفة لا أكثر ولا اقل . وهذا ما لا نقبله لأنه هدف غير مشروع وغير معقول .
الكتل السياسية في مجلس النواب ومن مختلف التوجهات ضاقت ذرعا بأداء رئاسة مجلس النواب على مدى السنوات الثلاث الماضية التي لم ترفض للحكومة طلبا ولم ترد قانونا ولم تستجوب وزيرا ولم تطعن في قرار اصدرته الحكومة وثبت لاحقا انه مخالف للدستور !! أي سلطة رقابية هذه .
المعترضون وهم بالمناسبة يدعون انهم اسلاميون فقدوا احترام زملائهم في مجلس النواب عندما نقضوا عهدا وقعوا عليه بملئ ارادتهم عشية اقالة الرئيس السابق ، وكانوا الزموا انفسهم بالموافقة على مرشح الجبهة في وقت سابق ، ستواصل كتلة التوافق في الدفاع عن حقها دون هوادة .
العرب : زرتم قطر خلال قمة غزة التي عقدت هناك، وهي زيارة ليست الاولى للدوحة، ولكن الى الان لم تقرر قطر فتح سفارتها في بغداد، هل يمكن ان تطلعونا على اسباب ذلك ؟
الهاشمي : ارجو ان يوجه السؤال للحكومة القطرية ، نحن نرغب في فتح السفارات وارسال البعثات الدبلوماسية العربية والخليجية على وجه الخصوص بأقرب فرصة ، في تصوري المصلحة العربية تقتضي ذلك ، بصرف النظر عما يجري في العراق .
بالمناسبة في لقائي الخاص مع سمو الامير على هامش حضوري قمة غزة في الدوحة بحثت معه هذا الامر ووعد خيرا .
العرب : شهدت بغداد خلال 2008 حركة عربية باتجاه اعادة فتح السفارات غير ان الامر بات الان شبه متوقف، هل كانت حركة دعائية حسب ؟
الهاشمي : على العموم العلاقات العراقية العربية لم ترتقي لما هو مطلوب حتى الان وهناك معوقات حقيقية لازالت قائمة .
العرب : العراق جزء من المنطقة العربية والشرق اوسطية، وتدركون ان غزة والعدوان عليها خلفت شرخا عربيا واضحا، العراق اليوم كيف ينظر لهذه المشاكل العربي ؟
الهاشمي : العراق جزء من الامة العربية ، لديه حقوق وعليه التزامات ، وموقفه من المسألة الفلسطينية لن يتغير . واستجابتنا للدعوة الكريمة التي اطلقها الاخ امير دولة قطر تأكيد لما اقول .
مشاكل كثيرة تعصف بالجسد العربي وتعمل على اضعافه ، ونشعر بالحزن والاسى لذلك ، ونتمنى ان يلعب العراق دورا في تحقيق المصالحة العربية ، ولكن اوضاعه الداخلية في الوقت الراهن تعوقه عن ذلك .
العرب : هل العراق محسوب الان على محور المعتدلين ان صح التعبير ؟
الهاشمي : التصنيفات من هذا النوع لا مغزى حقيقي لها ، كل الذي استطيع قوله اني مطمئن انه بقدر اهتمام العراق بمصالحه الوطنية فأنه لن يتجاهل المصالح العربية . تقسيم العرب بين معتدلين ومتطرفين او غير ذلك من التصنيفات بالنسبة لي لا معنى لها .
العرب : هل انتم مستعدون لانسحاب اميركي خلال عام او اقل من عام كما اعلن عنه اوباما ؟
الهاشمي : اتمنى ذلك بشرط تطوير الجاهزية القتالية في الاعداد والتجهيز والتسليح للقوات المسلحة العراقية التي لازالت تعاني نقصا كبيرا حتى في القدمة اللوجستية .
العرب : البعض مازال يؤكد على ان التدخل الايراني مازال كبيرا في العراق كيف تنظرون انتم الى هذا الموضوع ؟
الهاشمي : نعم التدخل الايراني حقيقة واقعة لا يستطيع احد ان ينكرها ، نتمنى ان تتبنى ايران سياسة مغايرة في تعاملها مع العراق ، التدخل الايراني يستفز مشاعر العراقيين ، وهذا لا يخدم ايران في المستقبل البعيد ، وعلى ايران ان تعي ذلك .
العرب : ايران تدفع حماس وحزب الله وميلشياتها في العراق لمشاغلة " اعدائها " ان صح التعبير ، الى اي حد هذا الكلام صحيح، من وجهة نظركم ؟
الهاشمي : دون التطرق للتفاصيل ، التقارير التي تصل الينا تبعث على القلق خصوصا عندما يتعلق الامر بصلة ايران بالكثير مما يجري من اعمال عنف .
العرب : هل انتهت القاعدة في العراق ؟ وما مصير التنظيمات العراقية المسلحة الاخرى التي مازالت تقاوم الاحتلال الاميركي ؟
الهاشمي : لا القاعدة لم تنتهي ولكنها ضعفت الى حد كبير ولازال تواجدها ملحوظا في بعض المحافظات والدليل على ذلك تواصل عمليات القاء القبض على قيادييها وامرائها من وقت لاخر ،اما التنظيمات المسلحة فهي موجودة على الارض ولازالت فاعلة رغم تناقص العمليات بشكل ملحوظ ، ربما بسبب انتماء الكثير من افرادها للصحوات .
المصدر
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |