وائل قنديل : قبل أن نقول «ولدت فى يناير وماتت فى يونيو»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وائل قنديل : قبل أن نقول «ولدت فى يناير وماتت فى يونيو»


بتاريخ : الخميس 20 يونيو 2013

بمنتهى الوضوح والاعتزاز يقول الداعون إلى حفل الجحيم فى 30 يونيوإنهم قرروا أن يحذفوا كلمة «الفلول» من معجم الثورة المصرية، وبلا مواربة يفتخرون بأن أيديهم فى أيدى الفلول من أجل إسقاط محمد مرسي وتطهير مصر من الإخوان والتيارات الإسلامية.. بل إن منهم من يقطع شوطا أبعد من ذلك ليشتق تعريفا مبتكرا لكلمة «الفلول» بأنهم كل من لا يرضى بالتغيير عبر وسائل سياسية متحضرة، وكل من يرى عكس ما يرون من أن محمد مرسي جاء بانتخابات تفوق فيها على منافسيه لكى يحكم أربع سنوات.

و«الفل» فى نظر ثوار هذا الزمان الكئيب هو كل من لا يصفق لإحراق دواوين المحافظات وإغلاقها بالجنازير، ومطاردة الملتحين والمنتقبات فى الشوارع، وكل من يرفض التمايل على أنغام «راقصة الثورة» التى تنتشر أناشيدها الوطنية العظيمة على مواقع التواصل الاجتماعى، وتردد من خلالها كلمات شديدة الرقى عن «الرئيس الخروف الاستبن»

إن كل السيناريوهات المتوقعة لليوم الأخير من هذا الشهر تقول إن الجميع ضربوا موعدا للالتقاء فى الجحيم، وإنهم اختاروا وهم بكامل وعيهم وإرادتهم إحراق جثة ثورة يناير وإلقائها فى الطريق العام ليركلها كل عابر بقدميه.

وماداموا قد قرروا المضى على طريق المحرقة فإننا أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما تنكسر هذه الموجة العاتية التى تحمل فوقها كل جحافل الثورة المضادة.. أو يحدث العكس ويندلع الحريق الكبير الذى يأتى على أخضر مصر ويابسها، دون تمييز بين مؤيد ومعارض.

فى حالة الاحتمال #الاول سنكون قد صنعنا بأيدينا ديكتاتورية لن يلومها أحد إن قررت أن تحكم البلاد بالحديد والنار مدفوعة بأسباب تتعلق بإقامة سدود تحول دون استمرار طوفان الفوضى والعبث.. وفى ذلك قتل لواحدة من القيم الكبرى التى نشدها المصريون حين قاموا بثورة يناير وهى الديمقراطية.

وفى حالة الاحتمال #الثاني تكون مصر قد افتتحت رسميا مرحلة الحرب الأهلية، جامعة بين سعير النموذج اللبنانى وجنون النموذج الجزائرى، وهنا مقتل ما تبقى من قيم يناير المتمثلة فى العيش والكرامة.

لقد قلت قبيل جحيم أصغر من ذلك تداعت إليه كل الأطراف قبيل 25 يناير 2013 إنه «لا أحد يصادر حق أحد فى إزاحة نظام سياسى، وطرح نفسه بديلا له، غير أن ذلك ينبغى أن يبقى محكوما بقواعد اللعبة السياسية وقوانينها المعتبرة، والتى هى كما عرفها العالم تجرى نزالاتها ومبارياتها عبر الانتخابات، وبعيدا عن النزوع إلى إراقة الدماء وإشعال الحرائق.

وهنا يبرز دور النخب السياسية وواجبها فى تحويل مجرى الغضب إلى مسارات تؤدى إلى الحفاظ على الحياة، ولا تقود إلى القبور والخرائب، والمعنى بالنخب هنا معسكر الأغلبية وفريق المعارضة معا، لأن أحدا لا ينبغى أن يدعى الآن أن الشارع هو الذى يقود وهو الذى يحدد المسارات»

وأكرر إنها لحظة المسئولية عن إخماد الشرر الذى يتجمع الآن، ويوشك باندلاع حريق، إن أطلت ألسنته ليس بمقدور أحد أن يطفئه قبل سنوات من النزيف، والتجارب من حولنا فيها المثل والعبرة»

المصدر