واجب الحركة الإسلامية بعد احتلال العراق في حوار مع "د. محمد أبو فارس"
مقدمة
• نشر العقيدة وتوعية الأمة بدينها، وخطورة الغرب واليهود عليها وعمالة الحكام لهم.
• الغربة حاليًا في أنظمة الحكم.. والكرة الآن في ملعب الدعاة بأن يكون العمل خالصًا لله.
• الصراع مع اليهود صراع مبادئ، والعراق لم ينتصر لأن حكامه لم يمتلكوا أي مؤهل للنصر.
• عندما أردت الزواج في الستينيات لم أجد محجبة واحدة في الأردن.. الآن الوضع اختلف.
أول واجبات الحركة الإسلامية- الآن- نشر العقيدة الإسلامية وتوعية الأمة بدينها الإسلام، ثم توعيتها بخطورة أمريكا والغرب واليهود على دينها وعرضها وأرضها، ثُمَّ توعية الشعوب بحقيقة حكامهم وعمالتهم لأعداء الأمة؛ بتنفيذهم لما يريده الغرب واليهود.
هذا ما يؤكده الشيخ الدكتور "محمد عبد القادر أبو فارس" أحد أهم علماء الأردن المجاهدين، في الحوار التالي مع "إخوان أون لاين"، الذي يؤكد فيه أيضًا أن الجهاد فرض عين على كل مسلم، عن الدين والأرض والعِرض، وأن التنازل عن شبر واحد من أرض المسلمين كفر.. ويضيف أن نصر الله قادم بشرط أن ننصر الله أولاً.
والآن إلى نص الحوار
صراع مبادىء
- البعض يرفض تعميم مبدأ الجهاد أو المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين بزعم قوة الخصم وضعف العرب والمسلمين!.. فما رأيكم؟
- لا يوجد بلد مسلم تخلَّص من الاحتلال في أي عهد إلا بطريق واحد هو الجهاد، فبرغم أنه كان يوجد حكام خونة في بلاد المسلمين مثل الصالح "إسماعيل" ملك دمشق إبان الحروب الصليبية إلا أن جذوة الجهاد ظلت مستمرةً في نفوس المسلمين حتى تَمَّ تحرير بلاد المسلمين كلها، وليس القدس فقط من أيدي الصليبيين.
- كذلك عندما احتل التتار بغداد وقتلوا مليوني مسلم تَمَّ التحرير بالجهاد بعد عامين فقط من احتلال بغداد في معركة عين جالوت، وانتصر المسلمون على التتار فكريًّا بدخول التتار في الإسلام بعد الانتصار عليهم عسكريًّا في عين جالوت.
- إذن الشواهد العملية تدحض هذا القول، وحديثًا فإن الحكومات عقدت اتفاقية (أوسلو) و(وادي عربة)، وغيرها ومازالت الأرض الأردنية في (وادي عربة) محتلة بحجة تأجير الصهاينة لها تحت مُسمى الإيجار بأجر رمزي، والله تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ...﴾ (البقرة: 193) وقال -جل شأنه-:﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ...﴾ (البقرة:217).
- فالقضية ليست تكتيكية لكنها إستراتيجية، والصراع ليس صراع حدود ولا صراع وجود ولكنه صراع مبادىء.. قال تعالى: "﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة:217) أي تصبحوا على دينهم وتكونون سواء.. فهو صراع مبادىء، فالحرب في الإسلام حرب مبادىء، إذا اختار اليهود الإسلام أصبحوا منا.. أما إذا لم يختاروه فعليهم دفع الجزية فالحرب ليست مصلحة ولكنها مبدأ، فالمبادىء هي التي تحكم أو كما قال الإمام البنا- يرحمه الله-: "الإخوان المسلمون يعملون على تحقيق هذين الهدفين- تحرير العالم الإسلامي من أي نير أجنبي وإقامة دولة الإسلام- في وادي النيل أولاً ثُمَّ العالم العربي ثُمَّ كل بلد حكمها الإسلام ثالثًا، ثم خلافة عالمية تتكون من هذه الحكومات الإسلامية"،
- وقال: "لن نقف في وجه الحضارة الغربية في بلادنا، بل سنغزوهم في بلادهم".
التطبيع والتنازل مرفوضان
- لكن هذا الخطاب في ظل الوضع العالمي حاليًا أصبح أكثر صعوبةً، بل أصبح البعض ينادي بالتطبيع مع العدو لضعفنا وقوته؟!
- التطبيع يعني أن ترضى بالاحتلال وغصْب الأرض، وأن تتكفل بحماية أمن اليهود، وألا يعود أهل البلاد إلى بلادهم، وأن يتم تغيير العقلية الإسلامية التي تكره اليهود إلى عقلية تقبل بهم وترضى باستعلائهم وجرائمهم وقتلهم للمسلمين؛ لذلك يطالبون الآن بتغيير المناهج لتحقيق تلك الأهداف.
- أيضًا هناك من يطرح فكرة التنازل الكامل عن جزء من فلسطين التاريخية لليهود كحل للقضية الفلسطينية، ما رأيكم؟
- التنازل عن شبر واحد من أرض المسلمين كفر، فلا يجوز أن نُعطي السيادة لليهود، وأن نجحد السيادة الإسلامية فذلك ليس معصية فقط ولكنه كفر.
مبشرات النصر
- ولكن في ظل الواقع الحالي.. هل هناك مبشرات بنصر الإسلام والمسلمين؟
- سينتصر المسلمون إن شاء الله إذا نصروا الله.. والآن العالم العربي والإسلامي يشهد صحوةً ورجوعًا إلى الله، والذي يوازن بين قوة الحركة الإسلامية في فترة الخمسينيات والآن يجد فارقًا كبيرًا، ففي الخمسينيات إذا دخلت مسجدًا كنت لا تجد فيه إلا صفًا واحدًا كلهم من كبار السن، الآن تضاعفت المساجد وغالبية روادها من الشباب.
- وأذكر مثالاً على ذلك، عندما أردت الزواج في فترة الستينيات لم أجد محجبةً في الأردن.. الآن الشباب المسلم يختار من بين المحجبات، فالإقبال على الإسلام وقيمه ولباسه الشرعي في نمو وتزايد.
- والغربة الآن في أنظمة الحكم.. قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا.." فالإسلام الآن غربته في الحكم، والحكام لا يحكمون بالإسلام ولو استفتوا شعوبهم: هل تريدون الإسلام لقالوا نعم.
- الإسلام في تقدم والنصر قادم والله- عز وجل- قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ (الحج:40). واللام هنا لام القسم.. وقال:﴿إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ (محمد:7).
- والشهيد "سيد قطب"- يرحمه الله- قال:
- "لما علم الله أن هذه العصبة المؤمنة قد خلصت نفوسها من حظوظ نفوسها استأمنها على دينه".
- الكرة الآن في ملعب الدعاة بأن يكون العمل خالصًا لله- عز وجل- دون نفاق لأحد أو استجداء التأييد من أحد.. قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾ (آل عمران:126).
الهزيمة في العراق
- ولكن كيف تفسرون هزيمة المسلمين في العراق أمام الأمريكيين وسقوط بغداد سريعًا برغم ظلم الأمريكيين؟!
- لم يكن يُوجد أي مؤهل من مؤهلات النصر لدى النظام العراقي.. قال تعالى: ﴿إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ (محمد:7).. فهل نصر النظام العراقي الله- عز وجل- حتى ينصره؟!، وهل نصر حزب البعث الله عز وجل؟!
- إن سيدنا عمر- رضى الله عنه- يقول: "إنما تتغلبون على عدوكم بطاعتكم لله- عز وجل- ومعصيته له، فإن تساويتم انتصرت القوة".
الحرب صليبية
- وهل تترك الشعوب أنظمتها الظالمة تنهزم أمام عدوها لأن الأنظمة لم تنصر الدين؟
- ليس هذا القصد، ولكن ما قصدته أنه إذا قامت الحرب من قبل أي عدو على أرض المسلمين أيًّا كانت نوعية النظام الحاكم، فالواجب الشرعي على المسلم أن يحمي عِرضه وأرضه ودينه وليس النظام، وإذا تَمَّ الاعتداء على أي شبر من أرض المسلمين فالجهاد فرض عين على كل مسلم، ووجَب على كل المسلمين أن يدافعوا عن أرض المسلمين، وأن يدفعوا هذا العدوان بكل ما أوتوا من قوة، والشباب المسلم الذي ذهب إلى العراق قبل سقوط بغداد أو من يقاوم حاليًا لم يذهب للدفاع عن صدام ونظام البعث، ولكنه ذهب للدفاع عن الدين والأرض والعِرض.
- إذن فهي حرب على الإسلام وليس من أجل ثروات المسلمين؟
- نعم.. أمريكا تأمر الأنظمة بذلك وهي ذاتها تقوم حاليًا بنفسها لتحقيق ذلك الهدف.
- الرئيس الأمريكي "بوش" قال في خطاب له منذ فترة قصيرة: "سنُرغم المسلمين على حلْق لحاهم ونزع حجاب نسائهم وأن ندخل الفاحشة إلى مخادع نسائهم"!!!، فالحرب صليبية.
- وإذا لم يقف المسلمون- وعلى رأس هؤلاء الحركة الإسلامية- في مواجهة هؤلاء بما أوتيت من قوة ستنجح أمريكا في تحقيق أهدافها، والتي بدأتها فعلاً بتغيير المناهج ومسخها.
- أخيرًا: ما واجب الحركة الإسلامية خلال الفترة المقبلة؟
- أول واجبات الحركة- والدعاة عامةً- توعية الأمة بدينها الإسلام، ثم توعية الأمة بخطورة أمريكا واليهود على دينها وعِرضها وأرضها، ثم توعية الشعوب بحقيقة حكامها وعمالتهم لأعداء الأمة بتنفيذهم لما تريده أمريكا، ثم بل أولاً نشر العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي الذي يُحدث هذا الوعي كله.
المصدر
- حوار: واجب الحركة الإسلامية بعد احتلال العراق في حوار مع "د. محمد أبو فارس" موقع اخوان اون لاين
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |