6/30 فجر جديد وعلى عملك شهيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
6/30 فجر جديد وعلى عملك شهيد


( الأربعاء 01 يوليو 2015)

د/ إبراهيم كامل

مقدمة

الحمد لله ولي نعمتنا وملاذنا عند كربتنا وجاعل نقمة الانقلابيين علينا بردا وسلاما والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد

غدا يغادرنا العام الثاني على التوالي منذ الانقلاب المشئوم الذي قاده كلاب العسكر المسعورة والتي استغلت عوام الشعب واحتلت عقولهم وشلَّت تفكيرهم وفككت أوصالهم .

غدا يغادرنا العام الثاني وهو يحمل أرواحا لمئات الشهداء الأبرياء - غير الآلاف التي سبقتهم - إلى الجنة

غدا يغادرنا العام الثاني بعد أن قام بتوثيق لآلاف الحالات داخل المعتقلات والسجون الانقلابية خاصة البنات والأطفال والشيوخ والعجزة والمرضى ليشكو حالهم لرب العالمين وهو بهم عليم

غدا يغادرنا العام الثاني وهو يحمل آهات الثكالى وبكاء اليتامى وأنَّات الشيوخ وصرخات الأطفال

غدا يغادرنا العام الثاني وهو يحمل بين يديه شهادة تقدير لرئيسنا الشرعي البطل الذي تكلم فصدق ووعد فأوفى عندما قال قولته المشهورة " إن كان ثمن المحافظة على ثورة يناير ومكتسباتها رقبتي أنا فأنا أقدمها حِسبة لله " وهاهو يُحكم عليه بالإعدام بعد توقيع " مفسي العسكر " لصالح كلاب وذئاب العسكر

غدا يغادرنا العام الثاني وهو يحمل شهادات التقدير والإجلال لقادات الدعوة والدعاة الذين كسَّروا كبرياء الانقلاب وهشموا أنوفهم ومرغوا كرامتهم حيث فشل الانقلابيون في ترويضهم أوشراء ذممهم وفي بداية هؤلاء العمالقة فضيلة المرشد محمد بديع ونوابه وكذلك فضيلة المرشد السابق الشيخ المسن محمد مهدي عاكف الذي سجن في كل العصور من أول الطاغية المستبد عبدالناصر وصولا لهذا القزم المنحوس " الشؤم " اليهودي السيسيّ والمسمى بالبقرة الحلوب لإسرائيل المزعومة

لذلك فجر الثلاثين من يونيه لهذا العام سيختلف كثيرا عن سابقه من العام الماضي ورجاؤنا في الله وحده أن يتحقق فيه بدايات النصر ومحو آثار هذه النكسة من عقول المصريين الصادقين والتي لاتقل عن انتكاسة 67 بل تفوقها لأنها تخطت جميع الخطوط الحمراء وهناك أسباب تجعلني أثق في فجر جديد يحمل آمال النصر والخير لمصر .

أولا : قوة ووحدة أهل الحق والشرعية التي أفسدت كل مؤامرات الانقلاب

ننادي كل أطياف الشعب الأطهار الأحرار أن يعيدوا ثورتهم مرة أخرى فلاتزال الفرصة قائمة وهي أسهل بكثير من العام الماضي لأن الانقلاب في أضعف حالاته حيث خارت قواه بعد أن استجاب الله دعاء الصالحين بأن يجعل بأسهم بينهم شديد وأن يسلطهم على بعضهم البعض وأن يفضحهم في الدنيا قبل الآخرة وهانحن نري إقالات ووفيات وتسريبات لاحصر لها والخبر السعيد الذي قرأته الان على النافذة وأنا أُعِدّ مقالتي ألا وهو مقتل النائب العام للانقلابيين ولاندري هل تم التخلص منه لأنه كنز الأسرار أم أن الله استجاب دعوة أحد الصالحين فيه انتقاما لرئيسنا الشرعي الذي حُكم عليه بالإعدام أم هي دعوة أم مكلومة قد أُعدِم ولدها بغير ذنب اقترفه أوسُجِن بغير سابقة فعلها وكل ذلك وارد .

ثانيا : فخامة الرئيس الشرعي يوجهنا نحو مشروع استثماري مضمون وتجارته لن تبور

إذا كان فخامة الرئيس آثرنا على نفسه " ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة " وفدانا برقبته حِسبة لله – نسأل الله أن يحفظه وأن ينتقم الله له وأن ينصره عليهم وأن يحكم فيهم بحكم الله تعالى - فلسنا أقل من أن نفديه كذلك وأن نفدي كل الأحرار الذين اشتُشهِدوا أوسُجِنوا دفاعا عنا وعن حريتنا وكرامتنا حسبة لله أيضا وأن نثور يوم 30/6 تحت عنوان " فجر جديد أومشروع شهيد " فإما نصر وكرامة وإما شهادة تغيظ الانقلابيين المجرمين الآثمين.

ولابد من تجويد النية وأن نصدق مع الله تعالى في هذا اليوم لأن العالم كله يرقب هذا اليوم وماالذي سيحدث فيه ويتابعونه على استحياء شديد وعلى كل مصري أن يبدأ بنفسه ولايقل سأنظر ماذا سيحدث وأرسم خطواتي بعدها ولعل وعسى تجد نفسك ضمن آلاف صدقوا ماعاهدوا الله عليه فيكتب الله النصر على يديك وإن كانت الثانية وهي الشهادة فستكون الفرحة الكبرى حيث صدقت الله فصدقك الله تعالى حيث كنت ترتل وتجود شعار الصادقين " والموت في سبيل الله أسمى أمانينا " وهاهي قد تحققت أمنيتك وأعيد عليك أخي الثائر ضد الطغيان والظلم حيث يقول الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ العظيم "التوبة

وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجُه إلا إيمانٌ بي وتصديقٌ برسلي أنْ أرجِعَه بما نالَ من أجرٍ أو غنيمةٍ أو أدخله الجنة، ولولا أنْ أشقَّ على أمَّتي ما قعدتُ خلفَ سريَّة، ولوددت أنِّي أُقتَل في سبيل الله ثم أُحيَا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل))؛ البخاري

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما يجدُ الشهيد من مسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم من مسِّ القرصة))؛ أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب .

والشهيد لم ينقطع عمله الصالح بل يضاعفه له الله تعالى "كلُّ ميتٍ يُختَم على عمله إلا الذي مات مُرابِطًا في سبيل الله؛ فإنَّه يُنمَى له عملُه إلى يوم القيامة، ويأمنُ من فتنة القبر " الترمذي .

وحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم " للشهيد عند الله سِتُّ خصال: يَغفر له في أول دُفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر،، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلّى حلة الإيمان، ويُزوج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنساناً من أقاربه " أخرجه الترمذي وابن ماجه .

قصة واقعية لكنها عجيبة

روى عن أحد الحجيج العراقيين العائدين أنه رأى حول الكعبة رجلا يطوف معهم ويصيح ( ولِّ يا محروم ) في كل شوط يطوفه وعندها سأله الطائفون عن سر عبارته هذه ما معناها ولماذا يكررها بدون إنقطاع ؟ فأجاب الرجل وهو متحسر متنهد : كنا عشرة رجال ذهبنا للجهاد إلى روسيا وشاء الله إن يمسكوا بنا ويحكم علينا بالإعدام في ساحة عامة تجمهر الناس فيها وعندها قرئ المنشور وتليت أسماؤنا واحداً واحداً وعندها رأينا إن السماء فتحت ونزل منها عشر حوريات أضاءت لنور وجههن جنبات الكون وامتلأت بعطرهن أرجاء الفضاء وكنّ ذا جمال يسبي العقول ويذهب بالألباب وعندما تدلى أول جثمان رأيناه في حضن واحدة من تلك الحوريات أخذته وطارت به إلى السماء وهو في غاية السعادة وقمة السرور وهكذا كلما سقط واحد منا وعندما جاء دوري قال صاحب المنشور أما أنت فترجع بالخبر إلى من أرسلوك ، لكني توسلت أن يعدموني ويلحقني بأصحابي لكنهم رفضوا فنظرت إلى تلك الحورية وهي واقفة تنتظرني ثم قالت لي هذه الكلمة " ولِّ يا محروم " كتاب ساعة في رحاب الحور للدكتور طه الدليمي أمنية كان يتمناها فخامة الرئيس منذ أربعين عاما ألا وهي الموت في سبيل الله تعالى .

إن فخامة الرئيس لم يحاكم من أجل جريمة مخلة بالشرف بل كل جرائمه أنه غيور على دينه ، غيور على وطنه ، غيور على عِرض الأمة ، غيور على أرض فلسطين الغالية ، غيور على كل فئات الشعب ، غيور على بناتنا ، غيور على نيلنا وثرواتنا ، بل هو الذي سيحاكم الخونة الانقلابيين أبناء الأفاعي وستأتي هذه اللحظة لامحالة إن شاء الله تعالى في القريب العاجل .

لكن فخامته نشأ وترعرع وتربى على الشعار الصادق " والموت في سبيل الله أسمى أمانينا " منذ أربعين عاما يعمل على تحقيقه وصدق في وعده وأخلص في نيته ووسع قلبه ملايين البشر خاصة المعارضين

ثالثا : الانقلاب وجنوده من العوام ليسوا إلا حُثالة فلاتنشغلوا بهم وانشغلوا بإكمال ثورتكم

لاتنخدعوا بحالة التأهب القصوى الذين صدعوا بها رؤوسنا في كل مرة ولاتنخدعوا بِ 128000 جندي في هذا اليوم حيث جمعوا لكم أكثر من ذلك ومادام أنهم اعترفوا صراحة على لسان النجس الخبيث القِزم بأنهم أصحاب المجازر حيث قال هذا المجرم " تذكروا رابعة والمنصة وغيرها " وورَّط نفسه دوليا حيث كان يتبرأ من كل هذه التهم والمهم أنهم حقا حثالة بالمعنى المفهوم لدى العوام ومثيلتها " زبالة " وكلاهما سيرمَى بها في مزبلة التاريخ لكن ليس قبل محاكمتهم والقصاص العادل منهم بأيدي المؤمنين .

لأن هذه الحثالة لا يهمها أمر الناس، لا يهمها إصلاح وضع، ولا يهمها إزالة خطأ، ولا يهمها نشر وعي وخير بين الناس، لأنهم حثالة، يعيشون لبطونهم، ويعيشون لشهواتهم ولا يهمهم إلا أنفسهم، المهم أن يبقى ويأكل ويشبع ويجمع وماسوى ذلك فلايهمه وانكشفوا جميعا بعد فضائح متتالية وعليك أن تتعامل مع هذه الحثالة كما في الحديث الشريف حيث قال صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص " كيف أنت إذا بقيت في حثالة الناس " ؟

قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال: " إذا مَرِجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه " قال قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: " اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم " أخرجه أحمد بسند صحيح . وفي رواية أبي داوود " كيف بكم وبزمان أو يوشك أن يأتي زمان، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس. قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه " فقالوا: كيف بنا يا رسول الله، فقال: " تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم " .

وأخيرا تذكروا جيدا معية الله وحفظه لكم وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وسيكون هذا اليوم يوما مشهودا من أيام الله عز وجل ولن يخذلكم الله أبدا وبات النصر قريبا يظل أهله بظله ويضيء لهم بشعاعه وليكن شعاركم في هذا اليوم " لن يسبقني أحد " ولم يبق من عمر الانقلاب إلا كظمئ حمار وهذه حقيقة

تذكروا جيدا إخوانكم وأخواتكم الشهداء الذين استشهدوا من أجلكم وقدموا أرواحهم فداء كي تعيشوا أنتم أحرارا .

تذكروا إخوانكم وآباءكم خلف أسوار الانقلابيين منذ سنتين شديدتين عجيفتين وهؤلاء أيضا دخلوا السجون من أجلكم وحبسوا حريتهم لتنطلقوا أنتم أحرارا لتكملوا عدة النصر وتخرجونهم من سجون الانقلاب على أكتافكم لتتوجوهم بوشاحات النصر وقلادات النيل التي لاتمنح إلا للأبطال وليس للسيسي القاتل

تذكروا إخوانكم بالخارج وقد أحنَوْا رؤوسهم احتراما وإجلالا لكم فلاتحنوا أنتم رؤوسكم

تذكروا أن الكون كله معكم يشفق عليكم ويدعو لكم والله أجود وأكرم من أن يرد لهم دعاءً

تذكروا أن الله نصر رسوله ونصر المؤمنين وأيدهم بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا فنصرهم الله ببدر والذي سيوافق نفس هذه الأيام من شهر رمضان وفي هذا التوقيت

ومع صباح خير عليكم جميعا ... مع صباح نصر وتمكين ... مع صباح يسقط فيه هذا المجلس العسكري العجوز الدخيل علينا والمصنوع بأعين المجرمين في الداخل والخارج وأن يشف الله صدور قوم مؤمنين

مع صباح يُحِق الله فيه الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون

هو مولانا وربنا وولينا صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وسقط سقط حكم العسكر

المصدر