الغش

الغش

بقلم : الأستاذ أحمد أحمد جاد

الغش إظهار الشئ على غير حقيقته أو كتمان العيب فى السلعة مع الإيهام بسلامتها بطريق التحايل والخداع والتدليس أو إدخال شئ فى السلعة ليس منها مثل إضافة الماء إلى اللبن أو النحاس إلى الذهب ، او الوزن أو العدد .. مع استخدام طرق تجعل الباطل صحيحاً .. والغش التجارى تستخدمه الدول ، وهو جريمة إنسانيه واقتصادية .. والغش موجود رغم القوانين فى مكافحة الغش ، لأن الإصلاح ينبع من النفس ، فالعبرة بالنفوس لا بالنصوص والإسلام يخاطب العقل والنفس والضمير .. وقد مرّ رسول الله r على طعام فأدخل يده فيه فوجد بللا فقال (( ما هذا يا صاحب الطعام " ؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال (( أفلا جعلته فوق الطعام كى يراه الناس ؟ من غش فليس منى )) مسلم .. وفى رواية (( لاغش بين المسلمين من غشنا فليس منا )) ويلاحظ أن البلل لم يكن من البائع بل من ماء المطر ومع ذلك اعتبره الرسول r غشا إذ كان على البائع أن يظهر البلل ولا يخفيه .. ومن الغش حبس اللبن فى الضرع حتى يجتمع فيكثر فيظن المشترى أن ذلك عادتها فيزيد فى ثمنها !! ومن الغش الذى يمنع دخول الجنة : غش الوالى لرعيته ففى الحديث (( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة )) البخارى .. ويحطها : يحفظها ويصونها .. وفى رواية (( ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم عليه الجنة )) البخارى ، ومسلم بمعناه .. قال ابن حجر : ويحصل ذلك بظلمه لهم بأخذ أموالهم أو سفك دمائهم او انتهاك أعراضهم وحبس حقوقهم وترك تعريفهم بما يجب عليهم فى أمور دينهم ودنياهم وبإهمال إقامة الحدود فيهم وردع المفسدين منهم وترك حمايتهم .. وقال ابن بطال : هذا وعيد شديد على أئمة الجور ، فمن ضيع من استرعاه الله ، او خانهم او ظلمهم فقد توجه إليه الطلب يوم القيامة ، فكيف يقدر على التحلل من ظلم أمة عظيمة ؟ .. فلما قلب القضية ، استحق أن يعاقب .. فالذى يغش المؤمنين لا يشعر بانتمائه لهم وهو غير مؤتمن .. وفى الحديث (( المؤمنون بعضهم لبعض نصحة ، وادّون وإن بعدت منازلهم وأبدانهم ، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاونون وإن اقتربت منازلهم وأبدانهم )) ابن حبان عن أنس .