د. أبو الفتوح يشن هجومًا على الحكومة ويتهمها بإضاعة مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. أبو الفتوح يشن هجومًا على الحكومة ويتهمها بإضاعة مصر
د. عبد المنعم أبو الفتوح

بقلم:أحمد رمضان

وجَّه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح- عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب- انتقادًا لاذعًا للحكومة المصرية، واتهمها بأنها تراجعت بالدور المصري عربيًّا وإقليميًّا إلى أدنى مستوى ممكن، وأنها تخلَّت عن دورها الرائد في القضايا العربية المصيرية لدول أخرى لم تكن على الخريطة من الأساس.

وقال أبو الفتوح: إن هذا التراجع للدور المصري يعدُّ انعكاسًا للنظام الحاكم وطريقة تعامله مع وضع مصر عربيًّا ودوليًّا، كما شنَّ أبو الفتوح هجومًا على وزارة الداخلية التي منعت قيادات الإخوان من الذهاب لأداء العمرة، وقال إنه لم يُعقَل أن تتدخل الدولة أيًّا كان جبروتُها في العلاقة بين العبد وربه، وطالب تفسيرًا من الدولة لهذه الإجراءات التي تمثل انتكاساتٍ متلاحقةً في الحياة السياسية المصرية.

كما انتقد أبو الفتوح- في كلمته أثناء حفل إفطار إخوان شمال القاهرة يوم الأربعاء 11/10/2006م- تستُّرَ الحكومة على الفساد والمفسدين، وقال إنه لم يعد غريبًا أن نجد من تبلُغ ثرواتهم مليارات الجنيهات خلال سنوات معدودة، لا لشيء إلا لقربهم من صنَّاع القرار.

وأكد أن جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928م وهي تعمل على خدمة الأمة وكل من يحب الوطن والدين وكل القيم النبيلة، مشيرًا إلى أنها لم تطالب الأمة يومًا ما بأن يكونوا حكامها، كما قال مرشد الإخوان الأسبق الأستاذ عمر التلمساني: إن الإخوان يريدون أن يحكموا بالإسلام الذي يوصي بالحرية والعدل.

وأضاف أن الجماعة لم تدعم شرفاء الوطن في انتخابات مجلس الشعب والنقابات وهيئات التدريس إلا لكي تكون منبرًا للدفاع عن حقوق الشعب، قائلاً "لن تقرَّ لنا عين حتى ينصلح حال الوطن، ونعلم أن أي مستبد لن يفرط في استبداده دون ثمن"، داعيًا الشعب إلى تحمل مزيد من التضحيات للحصول على حريته.

وأشار د. أبو الفتوح إلى أن الصراع في مصر ليس بين الإسلام والكفر، ولكنه بين الإصلاح والفساد أو بين الاستبداد والحرية الذي يعدُّ بمثابة فرع من صراع أكبر على مستوى العالم يقوده المشروع الصهيوني.

وشدَّد على أن جماعة الإخوان تحرِّم استخدام القوة في وجه أبناء الوطن، مشيرًا إلى أن الجماعة تعلم أن الجهاد السلمي هو السبيل لخلاص الوطن، رغم ما ينتج عنه من تضحيات وصلت إلى حد منع الأشخاص من السفر لأداء شعيرة العمرة، في الوقت الذي يمتلك فيه شذاذ الآفاق من عناصر النظام مليارات الجنيهات في وقتٍ قصيرٍ، مشيرًا في نهاية كلمته إلى أن المعتقلات والسجون والمنع لن يمنع أحد من أن يستمر في البذل والعطاء من أجل هذا البلد.

وفي كلمته تعرَّض د. محمد البلتاجي- أمين عام كتلة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب- إلى تاريخ جهاد الإخوان المعاصر من أجل الإصلاح والنهوض بالوطن، بدءًا بمبادرة فضيلة المرشد العام الأستاذ محمد مهدي عاكف، التي أطلقها في نقابة الصحفيين المصرية في مارس 2004م، والتي مثلت الحجرَ الذي حرَّك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية، فتحرك من بعدها القضاةُ والصحفيون وغيرهم، مطالبين بالإصلاح في الوقت الذي قدم فيه النظامُ مبادراتٍ تمثل مزيدًا من العودة للوراء في طريق الإصلاح، خاصةً بعد تعديل المادة 76 التي تمثل عوارًا دستوريًّا.

وأشار البلتاجي إلى أن الفساد في مصر وصل إلى حدٍّ خطيرٍ باعتراف الجميع، خاصةً شهادة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، والذي تضمن 15 ملاحظةً، أ قل واحدة تتحدث عن نهب نحو 15 مليار جنيه، مؤكدًا أن الإخوان يدعون إلى الإسلام الشامل الذي تكون الحكومة جزءًا منه والحرية إحدى فرائضه.

أما د. حازم فاروق- نائب الساحل- فقد ركَّز في كلمته على الحرية التي كانت أهم دعائم برنامج مرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجماعة كانت ولا تزال تمد أيديها لكل أبناء الوطن الشرفاء؛ لأن الجماعة تؤمن بأنه لن يتحقق إصلاح بفصيل واحد، وأنه لا بد من تضافر كل جهود القوى المخلصة للوطن.

وقد حضر الحفل عددٌ من رموز المجتمع المدني والأحزاب المصرية والنواب المستقلين الذين تحدث عنهم د. جمال زهران، والذي أكد أن البرلمان شرُف بقدوم 88 نائبًا إخوانيًّا مثلوا قوةً في المعارضة البرلمانية، مشيرًا إلى أن الدور الأول للمعارضة البرلمانية في ظل الأغلبية المزوّرة للحزب الحاكم هي تغيير صورة البرلمان لدى الشعب من أنه مشبوه، وهو الإحساس الذي راوده منذ دخوله المجلس، فضلاً عن تقديم اجتهادات وليس اتخاذ قرارات، مؤكدًا أن تكوين البرلمان منفصل عن الشارع السياسي وحقيقة حجم كل قوى في هذا الشارع.

وعلى نفس المنوال تحدث توحيد البنهاوي- أمين عام الحزب الناصري في القليوبية- والذي أشار إلى أن الانتخابات الماضية أفرزت نوعين من النواب: الأول جاءت بهم السلطة ونواب جاءت بهم الجماهير، محذرًا من خطورة التعديلات الدستورية التي ينوي النظام إجراءَها في الدورة القادمة، مشيرًا إلى أنها ستكون الأسوأ على مدار تاريخ مصر على غرار المادة 76.

أما رشوان شعبان- حزب العمل- فأكد ضرورة توحد كل فصائل العمل السياسي المصري في مواجهة كل الظروف التي تمر بها مصر، وحتى يكون هناك عملٌ جبهويٌّ يبرز دوره في أوقات الانتخابات على وجه الخصوص، مطالبًا بضرورة تفعيل الجبهة الوطنية للتغيير في الشارع المصري.