هالة حسن البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هالة حسن البنا


هالة-حسن-البنا.2.jpg

المحن سنة من سنن الله في الكون ليمحص الله الصف المؤمن ولينقه من الخبيث، قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ (آل عمران: 139-142).

ولقد تعرضت جماعة الإخوان المسلمين للمحن لانتهاجها الفهم الصحيح للإسلام والشامل، فكانت غايتهم هو الله سبحانه وتعالى

يقول الشهيد سيد قطب:

"عندما نعيش لنذواتنا ولشهواتنا تبدو لنا الحياة قصيرة، تافهة، ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود".

والدكتور هالة حسن البنا واجهت المحن منذ نعومة أظفارها حينما استشهد والدها وهي لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات ثم تتابعت المحن عليها حتى استشهد ابنها خالد فرناس في نفس المكان الذي استشهد فيه جده بميدان رمسيس.

ولدت هالة حسن أحمد عبد الرحمن البنا عام 1946م حيث حرص والدها ووالدتها على حسن تربيتها التربية الإسلامية، فشبت على حب دينها خاصة بعدما استشهد والدها عنيت والدتها وجدها الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا بحسن تربيتهم.

لكن ما كادت الأيام تمر حتى واجهت كثير من الصعاب حيث قلب لهم عبد الناصر ظهر المجن فاعتقل شقيقها أحمد سيف الإسلام ومات جدها ثم جدتها وسرعان ما لحقت بهما أمها السيدة صفية أواخر عهد عبد الناصر وتركتهم في معية الله وحده.

التحقت هالة بكلية الطب جامعة الأزهر واستطاعت أن تتفوق وتصبح أحد الكواد العلمية بالكلية بقسم طب الأطفال وتدرجت حتى صارت استاذة بكلية طب البنات وكان لها جهودها في الكلية ومنها تأسيس مؤسسة وحدة الرعاية المركزة والقلب بقسم طب الأطفال بكليه طب بنات الأزهر وهو ما شهدت به الكلية في نعيها لها يوم وفاتها.

تزوجت هالة من ابن عمها فرناس ابن الأستاذ عبد الباسط البنا وأنجبت منه البنين والبنات ومنهم الدكتور خالد فرناس الذي شهد له القاصي والداني بحسن خلقه وعظيم تعامله مع الآخرين والذي استشهد عن عمر 30 عاما أثناء إسعافه للمرضى يوم مظاهرات الفتح في 16 أغسطس 2013 والتي خرجت منددة بقتل الأبرياء في مذبحة رابعة العدوية وداعمة للشرعية.

شاركت هالة في كثير من فعاليات وأعمال جماعة الإخوان المسلمين ولم تتخل عن فكر والدها أو تحيد عنه وربت أبنائها على ذلك، وظلت صادعة بالحق حتى خرجت مهاجرة إلى تركيا بعد استشهاد ابنها خالد حيث وفاتها المنية في اسطنبول يوم السبت ٣٠ جمادى الأولى ١٤٤٤ه‍؛ الموافق ٢٤ ديسمبر 2022م حيث نعتها جماعة الإخوان المسلمين، كما نعتها الدكتورة هناء العبيسي عميد كلية طب البنات بجامعة الأزهر

والأستاذة الدكتورة سوسن عبد الصبور وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والأستاذة الدكتورة إيمان الشال وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب وجميع الطلاب. كما نعاها كثير من أبناء الحركة الإسلامية. ولقد أقيمت عليها صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في مسجد أبي أيوب الأنصاري وبعدها وراها الثرى في نفس المقبرة.

ويذكر أن الدكتورة هالة وأختها الحاجة سناء منعت من السفر للأردن لحضور احتفالية بمناسبة ذكرى والدها وذلك يوم الأربعاء 15 نوفمبر 2006م.

مواقف تربوية

وصل نبأ استشهاد ابنها إليها فلم تجزع لكنها رضيت بما قسمه الله لها لأنها كانت تدرك أن خالد لن يموت موتة عادية وأن الله يخبأ له الشهادة لكثرة طلبها منه.

وبعد استشهاده بستة أيام، زار أسرته مراسل وكالة "الأناضول"، منزله في القاهرة، فنهته والدة الشهيد، الطبيبة هالة حسن البنا، عن الجلوس على كرسيه الذي كان يقرأ القرآن الكريم عليه، قائلة: "أحب أن يظل خاصًا به لا يجلس عليه أحد بعده، فسامحني ياولدي".

وروت والدته تفاصيل يوم استشهاد ابنها الذي لقبته بـ "بركة المنزل"، قائلة:

"كان في زيارتنا صديق (له) بات معنا ليلة الجمعة؛ ثم خرج مع خالد لأداء الصلاة في مسجد الفتح والمشاركة بالوقفة المؤيدة للشرعية"

مضيفة:

هالة-حسن-البنا.1.jpg
"حكى لي (صديقه) أنه أثناء النزول (لميدان رمسيس) سأله خالد ما نيتك؟ وبعد أن عدد له بعض النوايا؛ قال (خالد) له لا تنس أننا سنقول قولة حق أمام سلطان جائر"، بإشارة للحديث الشريف (إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ)" رواه الترمذي.

وتابعت والدته أنه أدى العمرة معها في رمضان عن جده حسن ووالده، ولاحقًا تم دفنه بينهما، وتابعت:

هناك في رمسيس كان حريصًا على خدمة المدافعين عن المتظاهرين بجلب الماء إليهم وقراءة سورة يس عليهم ليحفظهم الله، وأثناء نزوله من أعلى كوبري (جسر) أكتوبر بعد أن سقى عددًا ممن كانوا فوقه أصابته رصاصة قناص في طائرة هليكوبتر؛ ليسقط بين يدي الصديق الذي صاحبه، وينطق الشهادة، وقد أكد لي أنه لم يعانِ كثيرًا في موته فلم يأخذ أكثر من 5 ثوان قبل أن تفيض روحه لبارئها".

تمَّ نقل جثمان الشهيد إلى مسجد التوحيد في حي غمرة؛ لتتصل والدته بحموله حتى إذا تاكدت من الخبر لم تبكِ؛ وإنما أرادت الوصول للجُثمان واحتضانه للمرة الأخيرة، مُشددة أن حالتها كانت عجيبة حتى أن أبناءها لم يتوقعوها منها

مُسهبةً:

"كنتُ قلقة أن يكون مُشوهًا أو بحالة لا أستطيع أن أراه عليها، لكن حينما سألتُ طمأنني الجميع، وحينما رأيتُ ابتسامتَه وشممتُ رائحة دمه الزكية هدأتْ نفسي، وقد شهد جميع من رأوه بذلك والحمد لله". مستدركة: "من العجيب أن خالد جاء بجالون من ماء زمزم من منبعه في مكة لتوزيعه والتبرك به هنا؛ وكان نصيبه أن يُغسلَ به بفضل الله".

وتابعت أنه دخل عليها هي وأُخته ذات مرة؛ بعد استيقاظه من النوم وهو مُبتسمٌ وقال لها: "حلمتُ أنني اُستُشهدتُ وأنا صائم، (إلا أنه تساءل أتمنى الشهادة لكن كيف السبيل إليها؟)، ولم يكن يعلم أنه سينالها وهو في بلده دون الذهاب إلى أي مكان (آخر)".

ومن عجيب ما روته والدته أنه من فرط اهتمامه بها كان يشعرها بالحرج، فحتى العيادة الخاصة رفض افتتاحها لئلا ينشغل عنها، فيما كان قد خطب فتاة قبل رحيله لتقول والدتها في عزائه لوالدته: "والله حين رأيتُ ابنك كنت متأكدة أنه ابن موت وأن ابنتي لا تستحقه".