الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''[[الإخوان المسلمون]] وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)'''</center>
'''<center><font color="blue"><font size=5> [[الإخوان المسلمون]] وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1) </font></font></center>'''


*'''بقلم: عبده مصطفى دسوقي'''


'''بقلم: عبده مصطفى دسوقي'''
إن دعوة [[الإخوان المسلمين]] دعوة عامة تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وترفض أن تنتسب إلى طائفة خاصة أو تنحاز إلى رأيٍ عُرِف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر؛ فدعوة [[الإخوان]] مع الحق أينما كان؛ تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وتفهم أن أعظم ما مُني به المسلمون الفُرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.


إن دعوة [[الإخوان المسلمين]] دعوة عامة تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وترفض أن تنتسب إلى طائفة خاصة أو تنحاز إلى رأيٍ عُرِف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر؛ فدعوة [[الإخوان]] مع الحق أينما كان؛ تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وتفهم أن أعظم ما مُني به المسلمون الفُرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.
[[ملف:1930_-_Muslim_Youth_Associations_meeting_in_Cairo_1930.jpg|تصغير|250بك|<center>مجموعة من أعضاء جمعية الشبان المسلمين</center>]]
[[ملف:1930_-_Muslim_Youth_Associations_meeting_in_Cairo_1930.jpg|تصغير|<center>مجموعة من أعضاء جمعية الشبان المسلمين</center>]]
   
   
[[الإخوان]] يلتمسون العذر كل العذر لمَن يخالفونهم في بعض الفرعيات، ويرون أن هذا الخلاف لا يكون أبدًا حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشمل الجميع معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده وأوسع مشتملاته، ولأن كل فريق مطالب بأن يحب لغيره ما يحب لنفسه؛ لذا يعلم [[الإخوان المسلمون]] كل هذه الحيثيات، فهم لهذا أوسع الناس صدرًا مع مخالفيهم، ويرون أن مع كل قوم علمًا وفي كل دعوة حقًّا وباطلاً، فهم يتحرون الحق ويأخذون به ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك، وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا ولهم الهداية.
[[الإخوان]] يلتمسون العذر كل العذر لمَن يخالفونهم في بعض الفرعيات، ويرون أن هذا الخلاف لا يكون أبدًا حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشمل الجميع معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده وأوسع مشتملاته، ولأن كل فريق مطالب بأن يحب لغيره ما يحب لنفسه؛ لذا يعلم [[الإخوان المسلمون]] كل هذه الحيثيات، فهم لهذا أوسع الناس صدرًا مع مخالفيهم، ويرون أن مع كل قوم علمًا وفي كل دعوة حقًّا وباطلاً، فهم يتحرون الحق ويأخذون به ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك، وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا ولهم الهداية.


ذلك منهاج [[الإخوان المسلمين]] أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله؛ يمكن أن أجمله لك في أن [[الإخوان]] "يجيزون الخلاف ويكرهون التعصب للرأي ويحاولون الوصول إلى الحق ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب".
ذلك منهاج [[الإخوان المسلمين]] أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله؛ يمكن أن أجمله لك في أن [[الإخوان]] "يجيزون الخلاف ويكرهون التعصب للرأي ويحاولون الوصول إلى الحق ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب".


ولذلك كان الأستاذ [[البنا]] دائمًا في أحاديثه وخطبه حريصًا على اجتناب الخلافيات والمسائل الخلافية فلم يثرها في محاضراته قط، ولم يتكلم إلا في القضايا الإيجابية التي هي موضع الموافقة من الجميع، وكان يوصي تلامذته وأبناءه بذلك.
ولذلك كان الأستاذ [[البنا]] دائمًا في أحاديثه وخطبه حريصًا على اجتناب الخلافيات والمسائل الخلافية فلم يثرها في محاضراته قط، ولم يتكلم إلا في القضايا الإيجابية التي هي موضع الموافقة من الجميع، وكان يوصي تلامذته وأبناءه بذلك.


 
فقد شارك الأستاذ [[حسن البنا]] في إنشاء وتأسيس [[جمعية الشبان المسلمين]]، وكان من أثر ذلك ظهور مجلة (الفتح) التي أخذت على عاتقها مواجهة الموجة التبشيرية، وواكب ذلك عودة د. [[عبد الحميد سعيد]] من [[ألمانيا]]، وكان [[حسن البنا]] يلتقي به ويحيى الدرديري وغيرهما، ويعرض عليهم ضرورة عمل جاد لإنقاذ الشباب، ويرى حاجة المسلمين إلى نادٍ يجمع شمل شبابهم؛ لأن النواديَ المفتوحة لغير المسلمين وللمسلمين معًا؛ يترددون عليها وتجري فيه عمليات تنصير وتشكيك مدروسة، ونجح [[حسن البنا]] في وضع بذرة منتدى للشباب كان مولده بعد سفره إلى [[الإسماعيلية]]، ألا وهو مولد "[[جمعية الشبان المسلمين]]" التي بادر بإرسال تأييده لها واشتراكه فيها، وكان تشكيل مجلس الإدارة والهيئة التأسيسية من الدكتور [[عبد الحميد سعيد]] رئيسًا، والدكتور [[يحيى الدرديري]] والشيخ [[محب الدين الخطيب]] وأمثالهم أعضاءً، وكان [[حسن البنا]] هو العضو الوحيد الذي يمثل الشباب بين أولئك العمالقة.
فقد شارك الأستاذ [[حسن البنا]] في إنشاء وتأسيس جمعية الشبان المسلمين، وكان من أثر ذلك ظهور مجلة (الفتح) التي أخذت على عاتقها مواجهة الموجة التبشيرية، وواكب ذلك عودة د. عبد الحميد سعيد من ألمانيا، وكان [[حسن البنا]] يلتقي به ويحيى الدرديري وغيرهما، ويعرض عليهم ضرورة عمل جاد لإنقاذ الشباب، ويرى حاجة المسلمين إلى نادٍ يجمع شمل شبابهم؛ لأن النواديَ المفتوحة لغير المسلمين وللمسلمين معًا؛ يترددون عليها وتجري فيه عمليات تنصير وتشكيك مدروسة، ونجح [[حسن البنا]] في وضع بذرة منتدى للشباب كان مولده بعد سفره إلى الإسماعيلية، ألا وهو مولد "جمعية الشبان المسلمين" التي بادر بإرسال تأييده لها واشتراكه فيها، وكان تشكيل مجلس الإدارة والهيئة التأسيسية من الدكتور عبد الحميد سعيد رئيسًا، والدكتور يحيى الدرديري والشيخ محب الدين الخطيب وأمثالهم أعضاءً، وكان [[حسن البنا]] هو العضو الوحيد الذي يمثل الشباب بين أولئك العمالقة.
 
وبعد أن نشأت [[جماعة الإخوان المسلمين]] اشتملت قرارات مجلس شورى [[الإخوان]] الثالث الذي انعقد في القاهرة في 11 و12 ذي الحجة 1353هـ الموافق مارس 1935م على:
 
 
1- أن كل أخ مسلم يجب أن يتعرَّف غايته تمامًا وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى.
 
2- كل منهاج لا يؤيد الإسلام ولا يرتكز على أصوله العامة لا يؤدي إلى نجاح.
 
3- كل هيئة تحقق بعملها ناحية من نواحي منهاج [[الإخوان المسلمين]] يؤيدها الأخ المسلم في هذه الناحية.
 
4- يجب على [[الإخوان المسلمين]] إذا أيدوا هيئةً ما من الهيئات أن يستوثقوا أنها لا تتنكر لغايتهم في وقت من الأوقات.
 
5- الهيئات النافعة توجَّه إلى الغاية بتقويتها لا بإضعافها.
 
6- يرحب [[الإخوان]] بكل فكرة ترمي إلى توحيد جهود المسلمين في سائر بقاع الأرض، وتأييد فكرة الجامعة الإسلامية كأثرٍ من آثار اليقظة الشرقية.
 
   
   
7- [[الإخوان المسلمون]] يخلصون لكل الهيئات الإسلامية ويحاولون التقريب بينها بكل الوسائط، ويعتقدون أن الحب بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم، وهم يناوئون كل هيئة تشوه معنى الإسلام مثل البهائية والقاديانية.
'''وبعد أن نشأت [[جماعة الإخوان المسلمين]] اشتملت قرارات مجلس شورى [[الإخوان]] الثالث الذي انعقد في القاهرة في 11 و12 ذي الحجة 1353هـ الموافق [[مارس]] [[1935]]م على:'''


:1- أن كل أخ مسلم يجب أن يتعرَّف غايته تمامًا وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى.
:2- كل منهاج لا يؤيد الإسلام ولا يرتكز على أصوله العامة لا يؤدي إلى نجاح.
:3- كل هيئة تحقق بعملها ناحية من نواحي منهاج [[الإخوان المسلمين]] يؤيدها الأخ المسلم في هذه الناحية.
:4- يجب على [[الإخوان المسلمين]] إذا أيدوا هيئةً ما من الهيئات أن يستوثقوا أنها لا تتنكر لغايتهم في وقت من الأوقات.
:5- الهيئات النافعة توجَّه إلى الغاية بتقويتها لا بإضعافها.
:6- يرحب [[الإخوان]] بكل فكرة ترمي إلى توحيد جهود المسلمين في سائر بقاع الأرض، وتأييد فكرة الجامعة الإسلامية كأثرٍ من آثار اليقظة الشرقية.
:7- [[الإخوان المسلمون]] يخلصون لكل الهيئات الإسلامية ويحاولون التقريب بينها بكل الوسائط، ويعتقدون أن الحب بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم، وهم يناوئون كل هيئة تشوه معنى الإسلام مثل البهائية والقاديانية.


وقد حرص الإمام الشهيد على تأكيد هذا المعنى في رسائله؛ ففي رسالة المؤتمر الخامس قال: "الآن وقد أفصحت عن رأي الإخوان وموقفهم في كثيرٍ من المسائل العامة التي تشغل الأمة في هذا الوقت، أحب كذلك أن أفصح لحضراتكم عن موقف [[الإخوان المسلمين]] من الهيئات الإسلامية في مصر؛ ذلك أن كثيرًا من محبي الخير يتمنون أن تجتمع هذه الهيئات وتتوحد في جمعية إسلامية ترمي عن قوس واحدة، ذلك أمل كبير وأمنية عزيزة يتمناها كل محب للإصلاح في هذا البلد".
وقد حرص الإمام الشهيد على تأكيد هذا المعنى في رسائله؛ ففي رسالة المؤتمر الخامس قال: "الآن وقد أفصحت عن رأي الإخوان وموقفهم في كثيرٍ من المسائل العامة التي تشغل الأمة في هذا الوقت، أحب كذلك أن أفصح لحضراتكم عن موقف [[الإخوان المسلمين]] من الهيئات الإسلامية في مصر؛ ذلك أن كثيرًا من محبي الخير يتمنون أن تجتمع هذه الهيئات وتتوحد في جمعية إسلامية ترمي عن قوس واحدة، ذلك أمل كبير وأمنية عزيزة يتمناها كل محب للإصلاح في هذا البلد".


'''وخلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر طلاب [[الإخوان المسلمين]] في مايو سنة [[1937]]م جاء فيها:''' "موقفنا من الدعوات في هذا البلد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية بناءً على طبيعة دعوتنا، موقف واحد على ما أعتقد: نتمنى لها جميعًا الخير وندعو لها بالتوفيق، وإن خير طريق نسلكها ألا يشغلنا الالتفات إلى غيرنا عن الالتفات إلى أنفسنا، إننا في حاجةٍ إلى عدة وإلى تعبئة، وإن أمتنا والميادين الخالية فيها محتاجة إلى جنود وإلى جهاد، والوقت لا يتسع لنتطلع إلى غيرنا ونشتغل به، كلٌّ في ميدانه، والله مع المحسنين حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق.
وخلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر طلاب [[الإخوان المسلمين]] في مايو سنة 1937م جاء فيها: "موقفنا من الدعوات في هذا البلد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية بناءً على طبيعة دعوتنا، موقف واحد على ما أعتقد: نتمنى لها جميعًا الخير وندعو لها بالتوفيق، وإن خير طريق نسلكها ألا يشغلنا الالتفات إلى غيرنا عن الالتفات إلى أنفسنا، إننا في حاجةٍ إلى عدة وإلى تعبئة، وإن أمتنا والميادين الخالية فيها محتاجة إلى جنود وإلى جهاد، والوقت لا يتسع لنتطلع إلى غيرنا ونشتغل به، كلٌّ في ميدانه، والله مع المحسنين حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق.
 
   
   
وستسمعون أن هيئةً من الهيئات تتحدث عنكم؛ فإن كان الحديث خيرًا فاشكروا لها في أنفسكم، ولا يخدعنكم ذلك عن حقيقتكم، وإن كان غير ذلك فالتمسوا لها المعاذير وانتظروا حتى يكشف الزمن الحقائق، ولا تقابلوا هذا الذنب بذنبٍ مثله، ولا يشغلنَّكم الرد عليه عن الجد فيما أخذتم أنفسكم بسبيله، وثقوا أن ذلك لن يصرف عنكم أحدًا، ولن يضيركم أن تصبروا وتتقوا؛ فإن ذلك من عزم الأمور، وستسمعون أن هيئة تتهمكم بالاتصال بهيئات أخرى تكرهها أو تصادمها، فلا تهتموا بذلك ولا تحاولوا أن تنفوه أو تثبتوه؛ فإن على المتهم أن يثبت، والبينة على مَن ادَّعى، والأمر لا يتعدَّى أحد موقفين؛ إما أن يكون هذا المتهم جادًّا فيحاول أن يتأكد ليثبت، وسيؤديه تثبته- ولو بعد حين- إلى معرفة حقيقة دعوتكم، وأنكم لا تتصلون إلا بالله ورسوله، ولا تعملون إلا للإسلام وأهله، وإما غير جاد فيما يقول وإنما يتسلَّى بالتهم ويتلذذ بالغيبة، فهو لن يضيركم أمره شيئًا؛ فدعوه يتروح بهذا القول ما شاء له التروُّح، وسلوا الله تعالى لنا وله الهداية والنصرة.
وستسمعون أن هيئةً من الهيئات تتحدث عنكم؛ فإن كان الحديث خيرًا فاشكروا لها في أنفسكم، ولا يخدعنكم ذلك عن حقيقتكم، وإن كان غير ذلك فالتمسوا لها المعاذير وانتظروا حتى يكشف الزمن الحقائق، ولا تقابلوا هذا الذنب بذنبٍ مثله، ولا يشغلنَّكم الرد عليه عن الجد فيما أخذتم أنفسكم بسبيله، وثقوا أن ذلك لن يصرف عنكم أحدًا، ولن يضيركم أن تصبروا وتتقوا؛ فإن ذلك من عزم الأمور، وستسمعون أن هيئة تتهمكم بالاتصال بهيئات أخرى تكرهها أو تصادمها، فلا تهتموا بذلك ولا تحاولوا أن تنفوه أو تثبتوه؛ فإن على المتهم أن يثبت، والبينة على مَن ادَّعى، والأمر لا يتعدَّى أحد موقفين؛ إما أن يكون هذا المتهم جادًّا فيحاول أن يتأكد ليثبت، وسيؤديه تثبته- ولو بعد حين- إلى معرفة حقيقة دعوتكم، وأنكم لا تتصلون إلا بالله ورسوله، ولا تعملون إلا للإسلام وأهله، وإما غير جاد فيما يقول وإنما يتسلَّى بالتهم ويتلذذ بالغيبة، فهو لن يضيركم أمره شيئًا؛ فدعوه يتروح بهذا القول ما شاء له التروُّح، وسلوا الله تعالى لنا وله الهداية والنصرة.


وستسمعون أن قومًا يريدون أن يتصلوا بكم وأن تتصلوا بهم من أهل العمل إما صادقين أو غير صادقين، فأحب أن أقول لكم هنا بكل وضوح: إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية، وإنكم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه على قرآن ربه، وأمناؤه على شريعته، وعصابته التي وقفت كل شيء على إحياء الإسلام في وقت تصرَّفت فيه الأهواء والشهوات، وضعفت عن هذا العبء الكواهل، وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيَها الناس ولا تأتي هي أحدًا، وتستغني عن غيرها إذا هي جماع كل خير، وما عداها لا يسلم من النقص، إذن فأقبلوا على شأنكم ولا تساوموا على منهاجكم، واعرضوه على الناس في عزٍّ وقوة؛ فمن مد لكم يده على أساسه فأهلاً ومرحبًا في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار، أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفِّذ تعاليمكم، ومن أبى ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.
وستسمعون أن قومًا يريدون أن يتصلوا بكم وأن تتصلوا بهم من أهل العمل إما صادقين أو غير صادقين، فأحب أن أقول لكم هنا بكل وضوح: إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية، وإنكم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه على قرآن ربه، وأمناؤه على شريعته، وعصابته التي وقفت كل شيء على إحياء الإسلام في وقت تصرَّفت فيه الأهواء والشهوات، وضعفت عن هذا العبء الكواهل، وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيَها الناس ولا تأتي هي أحدًا، وتستغني عن غيرها إذا هي جماع كل خير، وما عداها لا يسلم من النقص، إذن فأقبلوا على شأنكم ولا تساوموا على منهاجكم، واعرضوه على الناس في عزٍّ وقوة؛ فمن مد لكم يده على أساسه فأهلاً ومرحبًا في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار، أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفِّذ تعاليمكم، ومن أبى ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.


'''أيها [[الإخوان]]'''.. لا تستعجلوا؛ فلا يزال الوقت أمامكم فسيحًا، وستكونون من المطلوبين لا الطالبين؛ فإن العزة لله جميعًا، ولتعلمن نبأه بعد حين، ذلك فيما أرى ما يجب أن يكون من موقفنا أمام الهيئات جميعًا: نريد لها الخير، ونلتمس لها العذر، ولا نطلب ولا نرد، '''﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾''' (النساء: من الآية 94)".


أيها [[الإخوان]].. لا تستعجلوا؛ فلا يزال الوقت أمامكم فسيحًا، وستكونون من المطلوبين لا الطالبين؛ فإن العزة لله جميعًا، ولتعلمن نبأه بعد حين، ذلك فيما أرى ما يجب أن يكون من موقفنا أمام الهيئات جميعًا: نريد لها الخير، ونلتمس لها العذر، ولا نطلب ولا نرد، ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ (النساء: من الآية 94)".
[[ملف:Hassan.jpg|تصغير|210بك|<center>الإمام [[حسن البنا]] بزى الجوالة</center>]]  
 
ولقد بدأت صلة [[الإخوان]] بالشبان المسلمين قبل نشأة جماعة [[الإخوان المسلمين]]؛ حيث بدأها [[الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]]؛ حيث كان في فترة وجوده في [[القاهرة]] للدراسة في دار العلوم كان يتألم لحال الأمة الإسلامية وضعفها وضعف الدعاة إلى [[الإسلام]] أمام هجمات التبشير المتسلطة على الأمة وشبابها، وبدأ يتحرك مع الشيخ الدجوي، والشيخ [[محب الدين الخطيب]] وغيرهما، لإيقاظ الأمة من سباتها، وعقدت عدة اجتماعات بهذا الخصوص؛ دُعي فيها لفيفٌ من علماء الأمة ووجهائها المهتمين بحال [[الإسلام]] والمسلمين، شارك فيها الإمام [[البنا]] بهمة وحماس حتى نقل للعمل إلى [[الإسماعيلية]] بعد التخرج من دار العلوم، وبعدها بفترة وجيزة أسفرت الاجتماعات عن إنشاء جمعية الشبان المسلمين، وكان الإمام [[البنا]] أول المشتركين فيها، وحرص وهو في [[الإسماعيلية]] على المشاركة الإيجابية في جُلِّ أنشطتها.
[[ملف:Hassan.jpg|تصغير|210بك|<center>'''الإمام [[حسن البنا]] بزى الجوالة'''</center>]]  
ولقد بدأت صلة [[الإخوان]] بالشبان المسلمين قبل نشأة جماعة [[الإخوان المسلمين]]؛ حيث بدأها الإمام الشهيد [[حسن البنا]]؛ حيث كان في فترة وجوده في القاهرة للدراسة في دار العلوم كان يتألم لحال الأمة الإسلامية وضعفها وضعف الدعاة إلى الإسلام أمام هجمات التبشير المتسلطة على الأمة وشبابها، وبدأ يتحرك مع الشيخ الدجوي، والشيخ [[محب الدين الخطيب]] وغيرهما، لإيقاظ الأمة من سباتها، وعقدت عدة اجتماعات بهذا الخصوص؛ دُعي فيها لفيفٌ من علماء الأمة ووجهائها المهتمين بحال الإسلام والمسلمين، شارك فيها الإمام [[البنا]] بهمة وحماس حتى نقل للعمل إلى الإسماعيلية بعد التخرج من دار العلوم، وبعدها بفترة وجيزة أسفرت الاجتماعات عن إنشاء جمعية الشبان المسلمين، وكان الإمام [[البنا]] أول المشتركين فيها، وحرص وهو في الإسماعيلية على المشاركة الإيجابية في جُلِّ أنشطتها.


وكان [[الإمام الشهيد]] حريصًا في كل وقتٍ على الاتفاق مع الشبان المسلمين في كثيرٍ من الأعمال والآراء، وأوضح ذلك في رسالة المؤتمر الخامس فقال: "كثيرًا ما يرد على أذهان الناس هذا السؤال: ما الفرق بين جماعة [[الإخوان]] وجماعة الشبان؟ ولماذا لا تكونان هيئة واحدة تعملان على منهاج واحد؟.
وكان الإمام الشهيد حريصًا في كل وقتٍ على الاتفاق مع الشبان المسلمين في كثيرٍ من الأعمال والآراء، وأوضح ذلك في رسالة المؤتمر الخامس فقال: "كثيرًا ما يرد على أذهان الناس هذا السؤال: ما الفرق بين جماعة [[الإخوان]] وجماعة الشبان؟ ولماذا لا تكونان هيئة واحدة تعملان على منهاج واحد؟.


وأحب قبل الجواب على هذا السؤال أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود وتعاون العاملين أن [[الإخوان]] والشبان، وبخاصةٍ هنا في [[القاهرة]]، لا يشعرون بأنهم في ميدان منافسة، ولكن في ميدان تعاون قوي وثيق، وأن كثيرًا من القضايا الإسلامية العامة يظهر فيها [[الإخوان]] والشبان شيئًا واحدًا وجماعة واحدة؛ إذ إن الغاية العامة مشتركة، وهي العمل لما فيه إعزاز [[الإسلام]] وإسعاد المسلمين، وإنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة وفي خطة القائمين بها وتوجيه جهودهم في كلتا الجماعتين، وإن الوقت الذي ستظهر فيه الجماعات الإسلامية كلها جبهةً موحدةً غير بعيد على ما أعتقد، والزمن كفيل بتحقيق ذلك إن شاء الله.
وأحب قبل الجواب على هذا السؤال أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود وتعاون العاملين أن [[الإخوان]] والشبان، وبخاصةٍ هنا في القاهرة، لا يشعرون بأنهم في ميدان منافسة، ولكن في ميدان تعاون قوي وثيق، وأن كثيرًا من القضايا الإسلامية العامة يظهر فيها [[الإخوان]] والشبان شيئًا واحدًا وجماعة واحدة؛ إذ إن الغاية العامة مشتركة، وهي العمل لما فيه إعزاز الإسلام وإسعاد المسلمين، وإنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة وفي خطة القائمين بها وتوجيه جهودهم في كلتا الجماعتين، وإن الوقت الذي ستظهر فيه الجماعات الإسلامية كلها جبهةً موحدةً غير بعيد على ما أعتقد، والزمن كفيل بتحقيق ذلك إن شاء الله.


وكان أول رئيس للشبان المسلمين هو الأستاذ [[عبد الحميد سعيد]]، وقد ربطت بينه وبين [[الإمام الشهيد]] و[[الإخوان]] علاقة طيبة، وقد اتفق الاثنان على حرب جمعيات التنصير المنتشرة في مصر، وكثيرًا ما كانت تعقد اجتماعات في الشبان يحضرها [[الإخوان]] والعكس للتنسيق في هذا الشأن، وربما تعقد بعض شعب [[الإخوان]] محاضراتها ولقاءاتها في دور الشبان؛ نظرًا لسعتها أو كنوعٍ من الود والمحبة، من ذلك المحاضرة التي ألقاها الإمام الشهيد في دار الشبان المسلمين في بنها أثناء رحلةٍ لزيارة بعض شُعَب القليوبية، وكثيرًا ما كانت بيانات الشبان عن القضايا المثارة تُنشَر في [[جريدة الإخوان المسلمين]]، من ذلك مقال يوضح اتفاق الشبان و[[الإخوان]] و[[الأزهر]] وتعاونهم على حرب فرق التنصير المختلفة؛ فتحت عنوان: "نهضة مباركة واجتماع حافل بدار [[جمعية الشبان المسلمين]]"، كتبت جريدة [[الإخوان]] توضح الاتفاق والتعاون المشكور بين [[الإخوان]] والشبان وغيرهما من الهيئات والأفراد لمكافحة الهجمة الشرسة من المنصِّرين، وقد أدى ذلك التعاون إلى تشكيل لجنة ضمت عشرةً من وجهاء القوم، كان من بينهم [[الإمام الشهيد]]؛ للعمل على صد تلك الهجمة.
وكان أول رئيس للشبان المسلمين هو الأستاذ عبد الحميد بك سعيد، وقد ربطت بينه وبين الإمام الشهيد و[[الإخوان]] علاقة طيبة، وقد اتفق الاثنان على حرب جمعيات التنصير المنتشرة في مصر، وكثيرًا ما كانت تعقد اجتماعات في الشبان يحضرها [[الإخوان]] والعكس للتنسيق في هذا الشأن، وربما تعقد بعض شعب الإخوان محاضراتها ولقاءاتها في دور الشبان؛ نظرًا لسعتها أو كنوعٍ من الود والمحبة، من ذلك المحاضرة التي ألقاها الإمام الشهيد في دار الشبان المسلمين في بنها أثناء رحلةٍ لزيارة بعض شُعَب القليوبية، وكثيرًا ما كانت بيانات الشبان عن القضايا المثارة تُنشَر في جريدة الإخوان المسلمين، من ذلك مقال يوضح اتفاق الشبان و[[الإخوان]] والأزهر وتعاونهم على حرب فرق التنصير المختلفة؛ فتحت عنوان: "نهضة مباركة واجتماع حافل بدار جمعية الشبان المسلمين"، كتبت جريدة [[الإخوان]] توضح الاتفاق والتعاون المشكور بين [[الإخوان]] والشبان وغيرهما من الهيئات والأفراد لمكافحة الهجمة الشرسة من المنصِّرين، وقد أدى ذلك التعاون إلى تشكيل لجنة ضمت عشرةً من وجهاء القوم، كان من بينهم الإمام الشهيد؛ للعمل على صد تلك الهجمة.


كما اتفقت الجمعيتان على العمل معًا لمساعدة شعب فلسطين في محنته مع الصهاينة والمحتل البريطاني؛ فاشترك [[الإمام الشهيد]] بصفته رئيس الهيئة المركزية [[للإخوان المسلمين]] لمساعدة فلسطين، واشترك مع الشبان المسلمين في تكوين هيئة عليا من الشبان و[[الإخوان]] لمساعدة [[فلسطين]]، وقد ورد ذلك في [[جريدة الإخوان المسلمين]].
كما اتفقت الجمعيتان على العمل معًا لمساعدة شعب فلسطين في محنته مع الصهاينة والمحتل البريطاني؛ فاشترك الإمام الشهيد بصفته رئيس الهيئة المركزية [[للإخوان المسلمين]] لمساعدة فلسطين، واشترك مع الشبان المسلمين في تكوين هيئة عليا من الشبان و[[الإخوان]] لمساعدة [[فلسطين]]، وقد ورد ذلك في [[جريدة الإخوان المسلمين]].


وقد تولَّى رياسة الجمعية بعد الدكتور [[عبد الحميد سعيد]] اللواء [[محمد صالح حرب]] باشا، الذي كان يعتبر نفسه تلميذًا ل[[حسن البنا]] رغم فارق السن بينهما، فأعطاه ودعوة [[الإخوان]] كل الحب والتأييد، ووقف بجواره في كثيرٍ من المواقف، وكان يقول [[للإخوان]]: "أنا واحد منكم؛ لا أحب أن يحدث لكم أبدًا أي محنة تلم بكم، أو ملمة تنزل بالدعوة أو الجماعة".


وقد تولَّى رياسة الجمعية بعد الدكتور عبد الحميد بك سعيد اللواء محمد صالح حرب باشا، الذي كان يعتبر نفسه تلميذًا لحسن البنا رغم فارق السن بينهما، فأعطاه ودعوة [[الإخوان]] كل الحب والتأييد، ووقف بجواره في كثيرٍ من المواقف، وكان يقول [[للإخوان]]: "أنا واحد منكم؛ لا أحب أن يحدث لكم أبدًا أي محنة تلم بكم، أو ملمة تنزل بالدعوة أو الجماعة".
وقد حصل [[الإخوان]] على تدعيم وتوثيق هذه العلاقة، حتى إن الإمام [[البنا]] ظل عضوًا فيها منذ نشأتها عام [[1927]]م حتى استشهاده عام [[1949]]م والتي استشهد على أعتاب بابها.


ولنرى مدى العلاقة في بداية نشأتهما تجلى ذلك في حرص رئيس الشبان المسلمين على سفر الإمام البنا للعمل ونشر الدعوة في السعودية؛ ففي بداية العام الدراسي الثاني للإمام الشهيد في الإسماعيلية اتصل به الأستاذ [[محب الدين الخطيب]] وعرض عليه السفر للعمل كمدرس منتدب في المعاهد السعودية، فوافق الإمام الشهيد على ذلك من حيث المبدأ، وفي 13/10/[[1928]]م أرسل الأستاذ [[محمود علي فضلي]] سكرتير الشبان المسلمين خطابًا بهذا الخصوص إلى [[الإمام الشهيد]] هذا نصه: "عزيزي [[البنا]] أفندي.. أهديك أزكى سلامي وتحياتي، وأرجو أن تكون بخير.
وقد حصل [[الإخوان]] على تدعيم وتوثيق هذه العلاقة، حتى إن الإمام [[البنا]] ظل عضوًا فيها منذ نشأتها عام 1927م حتى استشهاده عام 1949م والتي استشهد على أعتاب بابها.


ولنرى مدى العلاقة في بداية نشأتهما تجلى ذلك في حرص رئيس الشبان المسلمين على سفر الإمام البنا للعمل ونشر الدعوة في السعودية؛ ففي بداية العام الدراسي الثاني للإمام الشهيد في الإسماعيلية اتصل به الأستاذ [[محب الدين الخطيب]] وعرض عليه السفر للعمل كمدرس منتدب في المعاهد السعودية، فوافق الإمام الشهيد على ذلك من حيث المبدأ، وفي 13/10/1928م أرسل الأستاذ محمود علي فضلي سكرتير الشبان المسلمين خطابًا بهذا الخصوص إلى الإمام الشهيد هذا نصه: "عزيزي [[البنا]] أفندي.. أهديك أزكى سلامي وتحياتي، وأرجو أن تكون بخير.
سبق أن كلمكم الأستاذ محب الدين الخطيب عن مسألة التدريس بالحجاز، وقد أرسل إلينا عبد الحميد بك سعيد لإخبارك بتحرير طلب لوزير المعارف "عن طريق المدرسة" تبين فيها رغبتك في الالتحاق بمدرسة المعهد السعودي بمكة، على أن تحفظ لك الوزارة مكانك بمصر وتمنحك علاواتك عند الرجوع مثل باقي إخوانك، وأملي أن تبادروا بإرسال الطلب حتى يمكن عرضه على مجلس الوزراء سريعًا، وختامًا تقبلوا فائق تحياتي".
سبق أن كلمكم الأستاذ محب الدين الخطيب عن مسألة التدريس بالحجاز، وقد أرسل إلينا عبد الحميد بك سعيد لإخبارك بتحرير طلب لوزير المعارف "عن طريق المدرسة" تبين فيها رغبتك في الالتحاق بمدرسة المعهد السعودي بمكة، على أن تحفظ لك الوزارة مكانك بمصر وتمنحك علاواتك عند الرجوع مثل باقي إخوانك، وأملي أن تبادروا بإرسال الطلب حتى يمكن عرضه على مجلس الوزراء سريعًا، وختامًا تقبلوا فائق تحياتي".


ثم جاءه بعد ذلك الخطاب التالي بعد الديباجة من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 من نوفمبر سنة [[1928]]م: "هذا ونرجوكم التفضل بالحضور يوم الخميس المقبل الساعة 7 مساءً بإدارة الجريدة؛ وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للاتفاق معه على السفر، وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة، وفي انتظار تشريفكم، تفضلوا بقبول وافر تحياتي وأسمى اعتباراتي".


ثم جاءه بعد ذلك الخطاب التالي بعد الديباجة من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 من نوفمبر سنة 1928م: "هذا ونرجوكم التفضل بالحضور يوم الخميس المقبل الساعة 7 مساءً بإدارة الجريدة؛ وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للاتفاق معه على السفر، وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة، وفي انتظار تشريفكم، تفضلوا بقبول وافر تحياتي وأسمى اعتباراتي".
وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة 1359هـ الموافق 10 [[يناير]] عام [[1941]]م اعترضت الحكومة على عقد الإخوان لمؤتمرهم السادس، فتوجَّه المؤتمرون إلى [[الأزهر الشريف]] تتقدمهم جوالة [[الإخوان المسلمين]] بموسيقاها وأعلامها لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة تعاقب خطباء [[الإخوان]] على المنبر المبارك يشيدون بدعوة [[الإخوان المسلمين]] ويهيبون بالناس أن ينضموا إلى معسكرهم المجاهد في سبيل الإسلام الحنيف.


وعقب الصلاة خرج طابور الجوالة في استعراضٍ كشفي إلى دار الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي؛ حيث كان في استقبالهم معالي اللواء [[محمد صالح حرب]] باشا رئيس الدار الذي ألقى كلمة ترحيب؛ حيًّا فيها [[الإخوان]] ودعوتهم وقائدهم، ووجَّه إليهم كلمته وحثَّهم على العمل والأمل والجهاد النفسي والعملي حتى يكونوا أهلاً لتحقيق الغايات التي آمنوا بها وعملوا لها، فردَّ عليه الأستاذ أحمد السكري بكلمةٍ شكَره فيها وشكر جمعية الشبان المسلمين شقيقة [[الإخوان]]، ثم واصل الطابور سيره حتى وصل إلى ميدان الحلمية الجديدة حيث المركز العام.
وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة 1359هـ الموافق 10 يناير عام 1941م اعترضت الحكومة على عقد الإخوان لمؤتمرهم السادس، فتوجَّه المؤتمرون إلى الأزهر الشريف تتقدمهم جوالة [[الإخوان المسلمين]] بموسيقاها وأعلامها لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة تعاقب خطباء [[الإخوان]] على المنبر المبارك يشيدون بدعوة [[الإخوان المسلمين]] ويهيبون بالناس أن ينضموا إلى معسكرهم المجاهد في سبيل الإسلام الحنيف.
 
وعقب الصلاة خرج طابور الجوالة في استعراضٍ كشفي إلى دار الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي؛ حيث كان في استقبالهم معالي اللواء محمد صالح حرب باشا رئيس الدار الذي ألقى كلمة ترحيب؛ حيًّا فيها [[الإخوان]] ودعوتهم وقائدهم، ووجَّه إليهم كلمته وحثَّهم على العمل والأمل والجهاد النفسي والعملي حتى يكونوا أهلاً لتحقيق الغايات التي آمنوا بها وعملوا لها، فردَّ عليه الأستاذ أحمد السكري بكلمةٍ شكَره فيها وشكر جمعية الشبان المسلمين شقيقة [[الإخوان]]، ثم واصل الطابور سيره حتى وصل إلى ميدان الحلمية الجديدة حيث المركز العام.


وفي الحلقات القادمة إن شاء الله نستكمل العلاقة بين [[الإخوان]] والشبان على مدار عشرين عامًا هي عمر دعوة [[الإخوان المسلمين]] في عهد الإمام الشهيد [[حسن البنا]].
وفي الحلقات القادمة إن شاء الله نستكمل العلاقة بين [[الإخوان]] والشبان على مدار عشرين عامًا هي عمر دعوة [[الإخوان المسلمين]] في عهد الإمام الشهيد [[حسن البنا]].
== موضوعات ذات صلة ==
<div class="reflist4" style="height: 600px; overflow: auto; padding: 3px" >
'''الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين'''
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان (الإخوان وتطبيق الشريعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الأولى)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثانية)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثالثة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الرابعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الخامسة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة السادسة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة السابعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة التاسعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة العاشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الحادية عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثانية عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثالثة عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الرابعة عشرة)]]
'''الإخوان المسلمون من النشأة إلي الحل'''
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الأولى ]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الثانية]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الثالثة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الرابعة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الخامسة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة السادسة]]
'''الإخوان المسلمون والأزهر الشريف'''
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (1) ]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (2)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (3)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (4)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (الحلقة الأخيرة)]]
'''الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية'''
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (1)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (2)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (3)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (4)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (5)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (6)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (7)]]
'''الإخوان المسلمون والأقباط'''
*[[الإخوان المسلمون والأقباط (1)]]
*[[ الإخوان المسلمون والأقباط (2)]]
'''الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة'''
*[[الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة (1-2)]]
*[[الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة (2-2)]]
'''الإخوان المسلمون واليهود'''
*[[الإخوان المسلمون واليهود (1)]]
*[[الإخوان المسلمون واليهود (2)]]
'''الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين'''
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)]]
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (2)]]
'''الإخوان وإصلاح التعليم'''
*[[الإخوان وإصلاح التعليم (1)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم.. مواجهة التبشير في المدارس الأجنبية (2)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم المدني (3)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم الأزهري (4)]]
'''الإخوان ونصرة فلسطين'''
*[[الإخوان ونصرة فلسطين المسلمة]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. البداية]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. الوسائل العملية]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. ماديًّا وإعلاميًّا]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. نشر القضية والمقاطعة]]
'''الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان'''
*[[الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان (1)]]
*[[الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان (2)]]
'''جهود الإخوان نحو فلسطين'''
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الأولى)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الثانية)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الثالثة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الرابعة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الخامسة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة السادسة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين.. حرب 1948م]]
'''شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر'''
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر ( 1 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر ( 2 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 3 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 4 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 5 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 7 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 8 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 9 )]]
'''شهداء (الإخوان) في معارك القناة'''
*[[شهداء (الإخوان) في معارك القناة 1951م=1954م (1)]]
*[[ شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (2)]]
*[[شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (3)]]
*[[شهداء الإخوان المسلمين في مصـر (1928م- 1981م)]]
'''كيف ساند الإخوان الثورة؟'''
*[[كيف ساند الإخوان الثورة؟ (1)]]
*[[كيف ساند الإخوان الثورة؟ (2)]]
'''ما قبل "الإخوان المسلمين"'''
*[[ ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الاجتماعية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الاقتصادية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف السياسية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الفكرية والثقافية]]
*[[ما قبل "الإخوان": نشأة أوجبتها حاجة المجتمع]]
'''مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين'''
*[[مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين (2)]]
*[[مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين (3)]]
'''مواقف الإخوان'''
*[[موقف الإخوان من التوسل والصوفية ]]
*[[موقف الإخوان من العروبة]]
*[[موقف الإخوان من القومية والجامعة والوحدة العربية]]
*[[موقف الإخوان من المفاوضات مع الإنجليز]]
*[[موقف الإخوان من الوحدة الوطنية "الأقليات"]]
*[[موقف الإخوان من الوطنية]]
'''موضوعات متنوعة'''
*[[الإخوان المسلمون واسترداد التبة 86]]
*[[الإخوان المسلمون والأسلحة .. والإنجليز]]
*[[الإخوان المسلمون والاقتصاد الإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون والتعددية السياسية]]
*[[الإخوان المسلمون والجمعية الشرعية وأنصار السنة]]
*[[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م]]
*[[الإخوان المسلمون والصوفية]]
*[[الإخوان المسلمون والعمل السرى والعنف]]
*[[الإخوان المسلمون والمسرح الإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون والنشاط الرياضي]]
*[[الإخوان المسلمون وحرب القنال عام 1951م (1-2)]]
*[[الإخوان المسلمون ودورهم في حرب فلسطين 1948م]]
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بباكستان]]
*[[الإخوان المسلمون وقضية فلسطين]]
*[[الإخوان المسلمون وكلام الصحافة]]
*[[الإخوان المسلمون ونصرة العالم العربي والإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون يعودون لمركزهم العام]]
*[[الإخوان المسلمون.. بين سخط المؤيدين وغضب المعارضين]]
*[[الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق]]
*[[الإخوان المسلمون.. والإصلاح السياسي]]
*[[الإخوان المسلمين فى ليبيا]]
*[[الإخوان المسلمين فى مصر]]
*[[الإخوان في أوروبا ومسيرة المراجعات.. بريطانيا نموذجا]]
*[[الإخوان .. وفلسطين]]
*[[الإخوان من الإصلاح الاجتماعي إلى الإصلاح السياسي]]
*[[الإخوان و الحركة الطلابية]]
*[[الإخوان و الفلاح]]
*[[الإخوان والأعياد.. نماذج مضيئة]]
*[[الإخوان والتعليم ومحو الأمية]]
*[[الإخوان والخدمات الصحية]]
*[[الإخوان والعراق، المأساة الغامضة]]
*[[الإخوان والقضية الفلسطينية]]
*[[الإخوان وتحديات المستقبل]]
*[[الإخوان وقضية فلسطين]]
*[[الإخوان ومحاربة التبشير]]
*[[الإخوان...نماذج من وقوفهم مع العمال في قضاياهم]]
*[[الإخوان...ومحاربة التبشير في مطلع القرن العشرين]]
*[[الإستماع إلى الإخوان المسلمين إلى النهاية]]
*[[الاخوان المسلمون بين الحل والقانون]]
*[[البرنامج الانتخابي للإخوان المسلمين 2005]]
*[[الجماعة الإسلامية خيارات متعددة ومسؤولية واحدة مشتركة]]
*[[الحملة الإعلامية على الإخوان]]
*[[القادة العسكريون يتحدثون عن جهاد الإخوان في فلسطين]]
*[[القرضاوي:الإخوان أفضل جماعة]]
*[[القضاء يشهد بتعذيب الإخوان المسلمين]]
*[[الملوك والزعماء يشهدون ببسالة الإخوان في فلسطين]]
*[[الوجود القانوني للإخوان المسلمين]]
*[[انسحاب الإخوان من جبهة الخلاص الوطني]]
*[[اهتمام الإخوان بقضية فلسطين]]
*[[برنامج الإخوان المسلمين في مصر للإصلاح]]
*[[بيان الإخوان بمناسبة قيام الثورة]]
*[[بيان الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين عن أحداث فلسطين سنة 1948]]
*[[بيان من الإخوان بمناسبة إنعقاد القمة العربية في قطر]]
*[[تأسيس دعوة الإخوان بالإسماعيلية]]
*[[تاريخ الإخوان في سوريا]]
*[[تاريخ العمل الطلابي في الإخوان]]
*[[تغيير القيادة وحل الإخوان]]
*[[تفاصيل مذبحة الاخوان المسلمين في ليمان طره 1/6/1957]]
*[[تقرير عن عبدالناصر ومحاولته القضاء على الإخوان]]
*[[جريدة (الإخوان) الأسبوعية تقاوم التبشير]]
*[[جماعة الإخوان المسلمين تقاضي وزير الداخلية لاستمرار إغلاق مقرها بالقاهرة]]
*[[جماعة الاخوان المسلمين- حركه فى الماضى وامل فى المستقبل]]
*[[جهاد الإخوان المسلمين في القناه وفلسطين]]
*[[جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع]]
*[[حملة إعتقالات بمحافظة الشرقية ضد قيادات الإخوان]]
*[[حملة إعتقالات تطال 22 من قيادات الإخوان]]
*[[رأي الإخوان بالإعتقالات الأخيرة]]
*[[رؤية الجماعة للوضع الراهن والمستقبل]]
*[[ شاهد على تأسيس دعوة الإخوان في فلسطين]]
*[[شهادة صحفي مسيحي على مذبحة الإخوان في ليمان طرة]]
*[[شُعَب (الإخوان) تقاوم التبشير في كل أنحاء مصر]]
*[[صحافة الإخوان والدفاع عن العمال]]
*[[صراع الإخوان في سورية مع حزب البعث]]
*[[عاجل إلي الإخوان]]
*[[علاقة الإخوان المسلمين بألمانيا النازية]]
*[[قرار حل جماعة الإخوان المسلمين]]
*[[قصة الإخوان المسلمين في فلسطين]]
*[[كتلة الإخوان أربع سنوات من العطاء]]
*[[لماذا يعتقل الإخوان]]
*[[ماذا يعني انتمائي لجماعة الإخوان]]
*[[مذبحة الإخوان في ليمان طرة]]
*[[مذكرة (الإخوان المسلمون) إلى اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوحدة العربية]]
*[[مصر تستهدف المعتدلين في جماعة الإخوان المسلمين]]
*[[مصر قبل ظهور دعوة الإخوان]]
*[[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة]]
*[[من هم الإخوان ؟ وماذا يريدون ؟]]
*[[منهج الإخوان في الإصلاح والتجديد]]
*[[موقف السلطات السورية من الإخوان المسلمين وإلغاء القانون 49]]
*[[نشأة دعوة الإخوان المسلمين ببورسعيد]]
*[[نشأة الجماعة واهتمامها بالقضية الفلسطينية]]
</div><noinclude> </noinclude>


== المراجع ==
== المراجع ==


1- [[جمعة أمين]] عبد العزيز: أوراق من تاريخ [[الإخوان المسلمين]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
1- [[جمعة أمين عبد العزيز]]: [[أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية.


2- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة رسائل الإمام الشهيد [[حسن البنا]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.
2- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة [[رسائل الإمام الشهيد حسن البنا]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.


3- [[حسن البنا]]: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
3- [[حسن البنا]]: [[مذكرات الدعوة والداعية]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية.


[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]
[[تصنيف:مقالة جيدة أحداث]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢١:١٨، ٢ ديسمبر ٢٠١١

الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)
  • بقلم: عبده مصطفى دسوقي

إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وترفض أن تنتسب إلى طائفة خاصة أو تنحاز إلى رأيٍ عُرِف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر؛ فدعوة الإخوان مع الحق أينما كان؛ تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وتفهم أن أعظم ما مُني به المسلمون الفُرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.

مجموعة من أعضاء جمعية الشبان المسلمين

الإخوان يلتمسون العذر كل العذر لمَن يخالفونهم في بعض الفرعيات، ويرون أن هذا الخلاف لا يكون أبدًا حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشمل الجميع معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده وأوسع مشتملاته، ولأن كل فريق مطالب بأن يحب لغيره ما يحب لنفسه؛ لذا يعلم الإخوان المسلمون كل هذه الحيثيات، فهم لهذا أوسع الناس صدرًا مع مخالفيهم، ويرون أن مع كل قوم علمًا وفي كل دعوة حقًّا وباطلاً، فهم يتحرون الحق ويأخذون به ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك، وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا ولهم الهداية.

ذلك منهاج الإخوان المسلمين أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله؛ يمكن أن أجمله لك في أن الإخوان "يجيزون الخلاف ويكرهون التعصب للرأي ويحاولون الوصول إلى الحق ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب".

ولذلك كان الأستاذ البنا دائمًا في أحاديثه وخطبه حريصًا على اجتناب الخلافيات والمسائل الخلافية فلم يثرها في محاضراته قط، ولم يتكلم إلا في القضايا الإيجابية التي هي موضع الموافقة من الجميع، وكان يوصي تلامذته وأبناءه بذلك.

فقد شارك الأستاذ حسن البنا في إنشاء وتأسيس جمعية الشبان المسلمين، وكان من أثر ذلك ظهور مجلة (الفتح) التي أخذت على عاتقها مواجهة الموجة التبشيرية، وواكب ذلك عودة د. عبد الحميد سعيد من ألمانيا، وكان حسن البنا يلتقي به ويحيى الدرديري وغيرهما، ويعرض عليهم ضرورة عمل جاد لإنقاذ الشباب، ويرى حاجة المسلمين إلى نادٍ يجمع شمل شبابهم؛ لأن النواديَ المفتوحة لغير المسلمين وللمسلمين معًا؛ يترددون عليها وتجري فيه عمليات تنصير وتشكيك مدروسة، ونجح حسن البنا في وضع بذرة منتدى للشباب كان مولده بعد سفره إلى الإسماعيلية، ألا وهو مولد "جمعية الشبان المسلمين" التي بادر بإرسال تأييده لها واشتراكه فيها، وكان تشكيل مجلس الإدارة والهيئة التأسيسية من الدكتور عبد الحميد سعيد رئيسًا، والدكتور يحيى الدرديري والشيخ محب الدين الخطيب وأمثالهم أعضاءً، وكان حسن البنا هو العضو الوحيد الذي يمثل الشباب بين أولئك العمالقة.

وبعد أن نشأت جماعة الإخوان المسلمين اشتملت قرارات مجلس شورى الإخوان الثالث الذي انعقد في القاهرة في 11 و12 ذي الحجة 1353هـ الموافق مارس 1935م على:

1- أن كل أخ مسلم يجب أن يتعرَّف غايته تمامًا وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى.
2- كل منهاج لا يؤيد الإسلام ولا يرتكز على أصوله العامة لا يؤدي إلى نجاح.
3- كل هيئة تحقق بعملها ناحية من نواحي منهاج الإخوان المسلمين يؤيدها الأخ المسلم في هذه الناحية.
4- يجب على الإخوان المسلمين إذا أيدوا هيئةً ما من الهيئات أن يستوثقوا أنها لا تتنكر لغايتهم في وقت من الأوقات.
5- الهيئات النافعة توجَّه إلى الغاية بتقويتها لا بإضعافها.
6- يرحب الإخوان بكل فكرة ترمي إلى توحيد جهود المسلمين في سائر بقاع الأرض، وتأييد فكرة الجامعة الإسلامية كأثرٍ من آثار اليقظة الشرقية.
7- الإخوان المسلمون يخلصون لكل الهيئات الإسلامية ويحاولون التقريب بينها بكل الوسائط، ويعتقدون أن الحب بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم، وهم يناوئون كل هيئة تشوه معنى الإسلام مثل البهائية والقاديانية.

وقد حرص الإمام الشهيد على تأكيد هذا المعنى في رسائله؛ ففي رسالة المؤتمر الخامس قال: "الآن وقد أفصحت عن رأي الإخوان وموقفهم في كثيرٍ من المسائل العامة التي تشغل الأمة في هذا الوقت، أحب كذلك أن أفصح لحضراتكم عن موقف الإخوان المسلمين من الهيئات الإسلامية في مصر؛ ذلك أن كثيرًا من محبي الخير يتمنون أن تجتمع هذه الهيئات وتتوحد في جمعية إسلامية ترمي عن قوس واحدة، ذلك أمل كبير وأمنية عزيزة يتمناها كل محب للإصلاح في هذا البلد".

وخلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر طلاب الإخوان المسلمين في مايو سنة 1937م جاء فيها: "موقفنا من الدعوات في هذا البلد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية بناءً على طبيعة دعوتنا، موقف واحد على ما أعتقد: نتمنى لها جميعًا الخير وندعو لها بالتوفيق، وإن خير طريق نسلكها ألا يشغلنا الالتفات إلى غيرنا عن الالتفات إلى أنفسنا، إننا في حاجةٍ إلى عدة وإلى تعبئة، وإن أمتنا والميادين الخالية فيها محتاجة إلى جنود وإلى جهاد، والوقت لا يتسع لنتطلع إلى غيرنا ونشتغل به، كلٌّ في ميدانه، والله مع المحسنين حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق.

وستسمعون أن هيئةً من الهيئات تتحدث عنكم؛ فإن كان الحديث خيرًا فاشكروا لها في أنفسكم، ولا يخدعنكم ذلك عن حقيقتكم، وإن كان غير ذلك فالتمسوا لها المعاذير وانتظروا حتى يكشف الزمن الحقائق، ولا تقابلوا هذا الذنب بذنبٍ مثله، ولا يشغلنَّكم الرد عليه عن الجد فيما أخذتم أنفسكم بسبيله، وثقوا أن ذلك لن يصرف عنكم أحدًا، ولن يضيركم أن تصبروا وتتقوا؛ فإن ذلك من عزم الأمور، وستسمعون أن هيئة تتهمكم بالاتصال بهيئات أخرى تكرهها أو تصادمها، فلا تهتموا بذلك ولا تحاولوا أن تنفوه أو تثبتوه؛ فإن على المتهم أن يثبت، والبينة على مَن ادَّعى، والأمر لا يتعدَّى أحد موقفين؛ إما أن يكون هذا المتهم جادًّا فيحاول أن يتأكد ليثبت، وسيؤديه تثبته- ولو بعد حين- إلى معرفة حقيقة دعوتكم، وأنكم لا تتصلون إلا بالله ورسوله، ولا تعملون إلا للإسلام وأهله، وإما غير جاد فيما يقول وإنما يتسلَّى بالتهم ويتلذذ بالغيبة، فهو لن يضيركم أمره شيئًا؛ فدعوه يتروح بهذا القول ما شاء له التروُّح، وسلوا الله تعالى لنا وله الهداية والنصرة.

وستسمعون أن قومًا يريدون أن يتصلوا بكم وأن تتصلوا بهم من أهل العمل إما صادقين أو غير صادقين، فأحب أن أقول لكم هنا بكل وضوح: إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية، وإنكم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه على قرآن ربه، وأمناؤه على شريعته، وعصابته التي وقفت كل شيء على إحياء الإسلام في وقت تصرَّفت فيه الأهواء والشهوات، وضعفت عن هذا العبء الكواهل، وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيَها الناس ولا تأتي هي أحدًا، وتستغني عن غيرها إذا هي جماع كل خير، وما عداها لا يسلم من النقص، إذن فأقبلوا على شأنكم ولا تساوموا على منهاجكم، واعرضوه على الناس في عزٍّ وقوة؛ فمن مد لكم يده على أساسه فأهلاً ومرحبًا في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار، أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفِّذ تعاليمكم، ومن أبى ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.

أيها الإخوان.. لا تستعجلوا؛ فلا يزال الوقت أمامكم فسيحًا، وستكونون من المطلوبين لا الطالبين؛ فإن العزة لله جميعًا، ولتعلمن نبأه بعد حين، ذلك فيما أرى ما يجب أن يكون من موقفنا أمام الهيئات جميعًا: نريد لها الخير، ونلتمس لها العذر، ولا نطلب ولا نرد، ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ (النساء: من الآية 94)".

الإمام حسن البنا بزى الجوالة

ولقد بدأت صلة الإخوان بالشبان المسلمين قبل نشأة جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث بدأها الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث كان في فترة وجوده في القاهرة للدراسة في دار العلوم كان يتألم لحال الأمة الإسلامية وضعفها وضعف الدعاة إلى الإسلام أمام هجمات التبشير المتسلطة على الأمة وشبابها، وبدأ يتحرك مع الشيخ الدجوي، والشيخ محب الدين الخطيب وغيرهما، لإيقاظ الأمة من سباتها، وعقدت عدة اجتماعات بهذا الخصوص؛ دُعي فيها لفيفٌ من علماء الأمة ووجهائها المهتمين بحال الإسلام والمسلمين، شارك فيها الإمام البنا بهمة وحماس حتى نقل للعمل إلى الإسماعيلية بعد التخرج من دار العلوم، وبعدها بفترة وجيزة أسفرت الاجتماعات عن إنشاء جمعية الشبان المسلمين، وكان الإمام البنا أول المشتركين فيها، وحرص وهو في الإسماعيلية على المشاركة الإيجابية في جُلِّ أنشطتها.

وكان الإمام الشهيد حريصًا في كل وقتٍ على الاتفاق مع الشبان المسلمين في كثيرٍ من الأعمال والآراء، وأوضح ذلك في رسالة المؤتمر الخامس فقال: "كثيرًا ما يرد على أذهان الناس هذا السؤال: ما الفرق بين جماعة الإخوان وجماعة الشبان؟ ولماذا لا تكونان هيئة واحدة تعملان على منهاج واحد؟.

وأحب قبل الجواب على هذا السؤال أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود وتعاون العاملين أن الإخوان والشبان، وبخاصةٍ هنا في القاهرة، لا يشعرون بأنهم في ميدان منافسة، ولكن في ميدان تعاون قوي وثيق، وأن كثيرًا من القضايا الإسلامية العامة يظهر فيها الإخوان والشبان شيئًا واحدًا وجماعة واحدة؛ إذ إن الغاية العامة مشتركة، وهي العمل لما فيه إعزاز الإسلام وإسعاد المسلمين، وإنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة وفي خطة القائمين بها وتوجيه جهودهم في كلتا الجماعتين، وإن الوقت الذي ستظهر فيه الجماعات الإسلامية كلها جبهةً موحدةً غير بعيد على ما أعتقد، والزمن كفيل بتحقيق ذلك إن شاء الله.

وكان أول رئيس للشبان المسلمين هو الأستاذ عبد الحميد سعيد، وقد ربطت بينه وبين الإمام الشهيد والإخوان علاقة طيبة، وقد اتفق الاثنان على حرب جمعيات التنصير المنتشرة في مصر، وكثيرًا ما كانت تعقد اجتماعات في الشبان يحضرها الإخوان والعكس للتنسيق في هذا الشأن، وربما تعقد بعض شعب الإخوان محاضراتها ولقاءاتها في دور الشبان؛ نظرًا لسعتها أو كنوعٍ من الود والمحبة، من ذلك المحاضرة التي ألقاها الإمام الشهيد في دار الشبان المسلمين في بنها أثناء رحلةٍ لزيارة بعض شُعَب القليوبية، وكثيرًا ما كانت بيانات الشبان عن القضايا المثارة تُنشَر في جريدة الإخوان المسلمين، من ذلك مقال يوضح اتفاق الشبان والإخوان والأزهر وتعاونهم على حرب فرق التنصير المختلفة؛ فتحت عنوان: "نهضة مباركة واجتماع حافل بدار جمعية الشبان المسلمين"، كتبت جريدة الإخوان توضح الاتفاق والتعاون المشكور بين الإخوان والشبان وغيرهما من الهيئات والأفراد لمكافحة الهجمة الشرسة من المنصِّرين، وقد أدى ذلك التعاون إلى تشكيل لجنة ضمت عشرةً من وجهاء القوم، كان من بينهم الإمام الشهيد؛ للعمل على صد تلك الهجمة.

كما اتفقت الجمعيتان على العمل معًا لمساعدة شعب فلسطين في محنته مع الصهاينة والمحتل البريطاني؛ فاشترك الإمام الشهيد بصفته رئيس الهيئة المركزية للإخوان المسلمين لمساعدة فلسطين، واشترك مع الشبان المسلمين في تكوين هيئة عليا من الشبان والإخوان لمساعدة فلسطين، وقد ورد ذلك في جريدة الإخوان المسلمين.

وقد تولَّى رياسة الجمعية بعد الدكتور عبد الحميد سعيد اللواء محمد صالح حرب باشا، الذي كان يعتبر نفسه تلميذًا لحسن البنا رغم فارق السن بينهما، فأعطاه ودعوة الإخوان كل الحب والتأييد، ووقف بجواره في كثيرٍ من المواقف، وكان يقول للإخوان: "أنا واحد منكم؛ لا أحب أن يحدث لكم أبدًا أي محنة تلم بكم، أو ملمة تنزل بالدعوة أو الجماعة".

وقد حصل الإخوان على تدعيم وتوثيق هذه العلاقة، حتى إن الإمام البنا ظل عضوًا فيها منذ نشأتها عام 1927م حتى استشهاده عام 1949م والتي استشهد على أعتاب بابها.

ولنرى مدى العلاقة في بداية نشأتهما تجلى ذلك في حرص رئيس الشبان المسلمين على سفر الإمام البنا للعمل ونشر الدعوة في السعودية؛ ففي بداية العام الدراسي الثاني للإمام الشهيد في الإسماعيلية اتصل به الأستاذ محب الدين الخطيب وعرض عليه السفر للعمل كمدرس منتدب في المعاهد السعودية، فوافق الإمام الشهيد على ذلك من حيث المبدأ، وفي 13/10/1928م أرسل الأستاذ محمود علي فضلي سكرتير الشبان المسلمين خطابًا بهذا الخصوص إلى الإمام الشهيد هذا نصه: "عزيزي البنا أفندي.. أهديك أزكى سلامي وتحياتي، وأرجو أن تكون بخير.

سبق أن كلمكم الأستاذ محب الدين الخطيب عن مسألة التدريس بالحجاز، وقد أرسل إلينا عبد الحميد بك سعيد لإخبارك بتحرير طلب لوزير المعارف "عن طريق المدرسة" تبين فيها رغبتك في الالتحاق بمدرسة المعهد السعودي بمكة، على أن تحفظ لك الوزارة مكانك بمصر وتمنحك علاواتك عند الرجوع مثل باقي إخوانك، وأملي أن تبادروا بإرسال الطلب حتى يمكن عرضه على مجلس الوزراء سريعًا، وختامًا تقبلوا فائق تحياتي".

ثم جاءه بعد ذلك الخطاب التالي بعد الديباجة من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 من نوفمبر سنة 1928م: "هذا ونرجوكم التفضل بالحضور يوم الخميس المقبل الساعة 7 مساءً بإدارة الجريدة؛ وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للاتفاق معه على السفر، وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة، وفي انتظار تشريفكم، تفضلوا بقبول وافر تحياتي وأسمى اعتباراتي".

وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة 1359هـ الموافق 10 يناير عام 1941م اعترضت الحكومة على عقد الإخوان لمؤتمرهم السادس، فتوجَّه المؤتمرون إلى الأزهر الشريف تتقدمهم جوالة الإخوان المسلمين بموسيقاها وأعلامها لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة تعاقب خطباء الإخوان على المنبر المبارك يشيدون بدعوة الإخوان المسلمين ويهيبون بالناس أن ينضموا إلى معسكرهم المجاهد في سبيل الإسلام الحنيف.

وعقب الصلاة خرج طابور الجوالة في استعراضٍ كشفي إلى دار الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي؛ حيث كان في استقبالهم معالي اللواء محمد صالح حرب باشا رئيس الدار الذي ألقى كلمة ترحيب؛ حيًّا فيها الإخوان ودعوتهم وقائدهم، ووجَّه إليهم كلمته وحثَّهم على العمل والأمل والجهاد النفسي والعملي حتى يكونوا أهلاً لتحقيق الغايات التي آمنوا بها وعملوا لها، فردَّ عليه الأستاذ أحمد السكري بكلمةٍ شكَره فيها وشكر جمعية الشبان المسلمين شقيقة الإخوان، ثم واصل الطابور سيره حتى وصل إلى ميدان الحلمية الجديدة حيث المركز العام.

وفي الحلقات القادمة إن شاء الله نستكمل العلاقة بين الإخوان والشبان على مدار عشرين عامًا هي عمر دعوة الإخوان المسلمين في عهد الإمام الشهيد حسن البنا.

المراجع

1- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.

3- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.