هل اغتال حقا أبومازن الرئيس ياسر عرفات ؟؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٥٩، ١٠ مايو ٢٠١٠ بواسطة ابو نضال (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هل اغتال حقا أبومازن الرئيس ياسر عرفات ؟؟ د / ممدوح المنير


  • د/ ممدوح المنير

فجّر الرجل الثاني في حركة فتح و أمين سرها فاروق القدومى و الذي يحظى باحترام كبير فلسطينيا و عربيا مفاجأته التي اتهم فيها أبومازن و دحلان بالتخطيط لاغتيال الرئيس ياسر عرفات و قيادات في حركة حماس و الجهاد.


الاهم في الموضوع أن اتهاماته لرأس السلطة الفلسطينية لم تكن اتهامات مرسلة بل أيّدها بوثيقة عبارة عن محضر اجتماع جمع بين شارون و ابومازن و دحلان و بعض عناصر الاستخبارات الأمريكية ، قال القدومى أن ياسر عرفات أودعها – الوثيقة – لديه قبل اغتياله ، كما تحدى القدومى كل من يكذب الوثيقة أن يثبت العكس و أكد على صحتها ، كما برر تأنيه في الكشف عنها إلى الآن حتى يتيقن من مدى صدقيتها .

  • والتساؤل الذى يجب طرحه الآن هل هذه الوثيقة صحيحة بالفعل ؟ و فى حالة ثبوت صحتها من عدمه ما النتائج المترتبة على ذلك ؟

الشق الأول من السؤال لا نملك فيه الجزم بالصحة من عدمها ، لكن ما نستطيع أن ( نتوقعه ) و فقا للمعطيات المتاحة أن الوثيقة صحيحة للأسباب التالية :

أولا : فاروق القدومى ليس بالرجل الهين داخل فتح فهو أحد مؤسسيها و ( أمين سرها ) و الرجل الثانى فيها ، كما أن الرجل يحظى باحترام كبير سواء داخل الحركة أم خارجها و من الصعب أن يختلق هذه الوثيقة أو يخاطر بتاريخه و اسمه لمجرد أنه مختلف مع ابومازن .

ثانيا : عندما سيطرت حماس على غزة كشفت عن كم هائل من الوثائق وجدتها فى المقرات الأمنية تبرز دور أبومازن و دحلان فى ابتزاز قادة فتح أو حتى تصفيتهم فى حالة رفضهم التعاون معهم و الشاهد هنا أن المبدأ موجود لدى أبومازن و دحلان ( الإبتزاز أو التصفية ) لكل من يرفض الإنسياق وراء مخططاتهم و بالتالى فاحتمال تورطهم فى اغتيال عرفات وارد .

ثالثا : يجب ألا ننسى أن هناك خلافات حادة كانت بين أبومازن و عرفات حين كان – أبومازن - رئيسا للوزراء

فى رئاسة عرفات حول الصلاحيات و النفوذ ورغبة أبومازن فى توسيع نطاق صلاحياته على حساب عرفات و قد كانت هذه الخلافات من الحدة التى وصلت حد تبادل الإتهامات بين الطرفين على شاشات التلفزة حينها .

رابعا : تحدثت صحيفة ( معاريف ) الإسرائيلية العام الماضى عن احتمالية تورط ابومازن فى اغتيال عرفات صراحة و هو ما لم ينفيه ابومازن بل آثر السكوت و كما هو معلوم فى عالم الصحافة أن عدم الرد على الإتهام يؤكده و لا ينفيه .

خامسا : ما يجرى على أرض الواقع الآن فى الضفة الغربية من عمليات اعتقال و تعذيب و تصفية بحق رجال المقاومة و اعتداء على النساء و الأعراض ، كل هذا يتم فى عهد ابومازن و مباركته مما يؤكد الطبيعة الدموية للرجل واستعداده المطلق لإزاحة كل من يقف في طريقه و استخدام كافة الوسائل القذرة و الغير أخلاقية .

سادسا : ما حدث أثناء العدوان الأخير على غزة و ما تسرب من أنباء عن الغضب و الحزن الشديد الذى انتاب بعض قيادات فتح المقربة من أبومازن – منهم ياسر عبد ربه – عندما ( توقف ) العدوان على غزة و تحدثهم عن ذلك بأنه

( خطأ ) كبير ، فإذا كان هذا هو حال التلامذة فما هو حال استاذهم أبومازن ، إن من يعتبر مليون و نصف فلسطينى فى القطاع هم هدف مشروع للقتل و الإبادة فى مقابل تصفية حساباتهم مع حماس ، هل يصعب عليه اعتبار شخص واحد فقط - ياسر عرفات - أيا كان حجمه هدفا مشروعا لديه للتصفية ؟

سابعا : تشنج ابومازن و رجاله فى التعامل مع الجزيرة التى نشرت الخبر كما هو نقلا عن صاحبه – فاروق القدومى – و إغلاق مكتبها فى الضفة الغربية يثبت الخبر أكثر مما ينفيه ، فالجزيرة نشرت الخبر و نشرت فى عقبه مباشرة تكذيب ابومازن و رجاله ، فعلى ماذا إذا السخط على الجزيرة ؟ إلا إذا كان فى الأمر ما يثير الريبة .

إن صاحب الحق دائما ما تكون ردود أفعاله واثقة متزنة مدروسة ، أما من هو على باطل فحين تنكشف فضائحه يرتبك و يتخبط وتكون ردود أفعاله انفعالية عشوائية غير مدروسة .

ثامنا: لماذا لم يسعى أبومازن سعيا ( جديا ) و حقيقيا لتحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس الراحل ، و لماذا لم يطالب بتشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري ، لماذا ؟ أم أن هناك ما يخفيه !! .

هذا عن الشق الأول من السؤال الذى طرحناه فى بداية المقال أما الشق الآخر الذي يتحدث عن النتائج المتربة على الموضوع ، فاعتقد أن أبومازن لن يخسر الكثير ، فالرجل من حسناته التي تعد أنه يلعب على المكشوف بشكل يجعل اكتشاف الوثيقة أمر ( محزن ) بالنسبة له ، لكنه غير ( مفجع ) نهائيا ، فهو يدرك أن سر و جوده أو غيابه لا يعتمد على محيطه الفلسطيني أو العربي أو الإسلامي إنما هناك في واشنطن و هنا في تل أبيب وما دامت هاتين الجهتين

راضيتين فكل ما بعدهما يهون ، ربما المستفيد الأكبر من الموضوع هو الشعب الفلسطيني و بعض من غرر بهم في العالم العربي و ظنوا أن هناك أملا في عباس و حاشيته ، فكانت الوثيقة دليل آخر على رهانهم الخاسر على الرجل الذي لا تفارقه الابتسامة و هو يلتقي بقادة العدو الصهيوني ، في حين لا يرى رجال المقاومة سوى كل عبوس و بطش من جانبه ، إنني اعتقد ختاما أن أبومازن ما فعله بالأمس و يفعله اليوم بحق المقاومة و الشعب الفلسطيني و نراه بأم أعيننا على شاشة التلفاز أقوى من ألف وثيقة و أكبر من أي عملية اغتيال و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .

المصدر : نافذة مصر