بيان الإخوان المسلمين حول أحداث يوم الأربعاء 4/5/2005م
في إطار التفاعل الشعبي مع الدعوة للإصلاح السياسي وتغيير المادة "76" من الدستور المصري ليصبح اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر من بين أكثر من مرشح.. نظمت جماعة الإخوان المسلمين وقفاتٍ رمزيةً في القاهرة وفي العديد من محافظات مصر،وشارك فيها الآلاف من أبناء الشعب.
وقد رُفعت الشعارات السلمية التي تنادي بالإصلاح وتحقيق الهدف من تغيير المادة الدستورية،والتزم الحضور بضوابط المكان،ولم يحدث أي تجاوز في المحافظات التي لم يتدخل فيها الأمن،وأعلن المتظاهرون رأيَهم، وانصرفوا بدون تجاوزات على الإطلاق.
ولكن قوات الأمن في محافظات عدة ك الفيوم و الشرقية واجَهت الجمهور بعنف وعدوان، بالضرب بالعِصي،واستخدام القنابل المسيلة للدموع،وخراطيم المياه؛ مما أدى إلى إحداث إصابات خطيرة لمئات المشاركين،ورفضت المستشفيات- بتنبيه وتهديد من جهاز أمن الدولة- استقبال المصابين وإسعافهم؛ حتى لا يتمكن هؤلاء من إثبات إصاباتهم واتخاذ الإجراءات القانونية ضد رجال الأمن المعتدين عليهم.. الأمر الذي أدى إلى حالة من الفوضى في الشارع؛ بسبب هذه الممارسات الأمنية الخاطئة والمخالفة للدستور والقانون.
وقد قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على أكثر من 1500 من الموجودين في أماكن الحدث، ومن المارة، ومن أماكن أخرى عديدة، في مداخل المدن، وبعيدًا عن مكان الوقفات، وتم اقتيادهم إلى معسكرات الأمن دون إذن من النيابة، ومُنع عنهم الطعام والدواء في الشرقية،ومورس معهم أنواعٌ من الأذى وسوء المعاملة في محافظة المنيا،وقام جهاز أمن الدولة بعمل محاضر للمحتجَزين،اتهمومهم فيها بالتعدي على رجال الأمن،وتهمٍ أخرى ملفقةٍ،لا أساس لها من الواقع أو الحقيقة.. وما زال الموقف متوترًا حتى الآن.
وتعيش محافظات القطر الآن حالةً من الاحتقان والغليان من هذه الممارسات اللإنسانية واللامعقولة، والتي يقوم عليها ويحميها بعض المغرضين،الذين يصرون على الدخول بالبلاد في فوضى تضرُّ بمصلحة مصر وشعبها،ولا يستفيد منها سوى أعداء الوطن.
ونحن إذ نحذِّر من هذه التصرفات نعلن بكل صراحة ووضوح- انطلاقًا من رفضنا لهذه الممارسات،واستشعارًا للخطر الداهم والغليان الشديد في داخل المجتمع- أننا سوف نستمر في القيام بواجباتنا الشرعية والوطنية،ولن نتوقف عن المطالبة بحقوق الشعب، بكل الوسائل السلمية والحضارية،وعبر القنوات الدستورية، مهما كانت العوائق والتضحيات.
وسوف نعقد- بإذن الله- مؤتمرًا صحفيًا عالميًا يوم الأحد القادم الموافق 8/5/ 2005 م في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا بمكتبنا (20 شارع الملك الصالح- منيل الروضة)؛ لنعلن فيه رأيَنا ورؤيتنا في المرحلة المقبلة، والتي يكتنفها الكثير من المخاطر والتحديات.
والله المستعان، وهو حسبنا ومولانا، فنعم المولى ونعم النصير.
محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 26 من ربيع الأول 1426هـ= 5 من مايو 2005 م
المصدر
- بيان:بيان الإخوان المسلمين حول أحداث يوم الأربعاء 4/5/2005مإخوان أون لاين