"التجربة التركية".. أردوغان يُقرض العالم والسيسي يلمّ الفكة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"التجربة التركية".. أردوغان يُقرض العالم والسيسي يلمّ الفكة


أردوغان يُقرض العالم والسيسي يلمّ الفكة.jpg

(14/11/2016)

كتب: سيد توكل

مقدمة

كما تكشف الأزمات الرجال الخونة في الدولة، فإنها تبرز أيضا الأبطال الذين استطاعوا الخروج منها، وحين ننظر إلى الأزمات التي مرت بها مصر وتركيا معًا، نجد أنه في الـ15 سنة الماضية كيف أن العديد من الأسماء التي كانت خائنة للشعب التركي دفنت وانمحت من الذاكرة والتاريخ، على عكس الحال في مصر.

وفي كل هذه الأزمات كان اسم "رجب طيب أردوغان" اسما متميزا ذا كاريزما منقذا لشعبه من كل هذه الأزمات، في حين برز اسم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في العام 2012، إلا أن العسكر لم يمهلوه إلا عاماً واحداً وأنجز الجيش انقلابًا دمويًّا، وأعاد البلاد أعواما إلى الوراء.

في المشهد التركي يبرز الشعب بطلا ويقف خلف رئيسه المنتخب "أردوغان" واندمج بشخصيته، وفي النسخة المصرية انقسم الشعب حيال انقلاب 3 يوليو 2013 ما بين معتصم في الميادين رافض للانقلاب وهم قلة، وما وبيَّن راقص أمام اللجان ساجدا لصورة السيسي أو ملتقطًا سيلفي وهو يحمل "البيادة" فوق رأسه.

فشل انقلاب القوات المسلحة التركية في 15 يوليو 2016، من خلال صراع الشعب البطولي الذي أظهره في تلك الليلة، ونجح انقلاب القوات المسلحة المصرية في 3 يوليو 2013، وما بين هذا وذاك انحنت مصر على قدم صندوق النقد الدولي تقترض 12 مليار دولار للشعب الذي تضور جوعاً، بينما تركيا تُقرض الصندوق 5 مليارات دولار، بعدما سددت كافة ديونها.

اقتصاد قوي

قال بولنت أرينتش نائب رئيس الحكومة التركية إن بلاده قررت إعطاء قرض قيمته 5 مليارات دولار لصندوق النقد الدولي عام 2013م. وأضاف أرينتش في تصريح نقلته وكالة الأنباء التركية اليوم أن اقتصاد بلاده مر بفترات حرجة جدا حيث كانت أنقرة تطرق الأبواب لإيجاد مليون دولار فقط لكنها وصلت الآن إلى مستوى اقتصادي جيد جعل صندوق النقد الدولي يطلب منها قرضا قيمته 5 مليارات دولار.. مشيرا إلى أن الحكومة التركية وعدت الصندوق بإقراضه بالمبلغ المطلوب عن قريب.

وأشار إلى أن نسبة البطالة في تركيا وصلت إلى 8 في المئة ليكون ذلك أدنى حد تصل إليه حتى الآن، بينما فاقت نسبة البطالة مستوى الـ14 في المائة في دول أوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا. ولفت المسئول التركي إلى الأزمات الاقتصادية التي مرت بها بلاده خلال عامي 2000 و2001 حينما أعلن 20 مصرفا تركيا إفلاسه وارتفع سعر الدولار مقابل الليرة التركية من 0.690 ليرة تركية إلى 1.7 ليرة تركية في ليلة واحدة.

أردوغان ومرسي

وفي عهد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أعلنت تركيا أنها بصدد تقديم مساعدات إلى القاهرة، في صورة قرض يبلغ مليار دولار على شكل وديعة، ضمن حزمة مساعدات بملياري دولار. ووعد الرئيس أردوغان بزيادة استثمارات تركيا في مصر وتشجيع رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار فيها، بينما تعهد وزيرا الصناعة والتجارة والمالية المصريان بحل المشكلات والعقبات التي تواجه بعض المستثمرين الأتراك في مصر خلال فترة وجيزة.

وحققت تركيا نجاحًا كبيرًا فيما يتعلق بسداد ديونها لصندوق النقد الدولي، لتكون بذلك من بين 11 دولة في العالم، تمكنت من "تصفير" ديونها للصندوق في الوقت المحدد، منذ عام 2000. ونجحت تركيا عام 2013، في إنهاء مغامرات الاستدانة من الصندوق الدولي، في عهد الحكومة التركية الواحدة والستين التي شكّلها رئيس الوزراء آنذاك (رئيس الجمهورية الحالي) رجب طيب أردوغان.

السيسي والفكة

أدار قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي وحكومته الاقتصاد عن طريق المنح والقروض، واكتملت ملامح عملية إدارة الاقتصاد المصري التي بدأها السيسي، عام 2014، وكانت أهم أدواتها تبرعات المصريين من خلال صندوق "تحيا [[مصر]"، وومليارات الأرز التي تلقتها مصر من الدول الخليجية، والقروض، وأخيرا "الفكة" التي تتبقى من مرتبات المصريين.

وأثناء تسليمه عقود شقق تمليك لأهالي غيط العنب بالإسكندرية، طالب السيسي المصريين بالتنازل عن الفكة في مرتباتهم "الخمسين قرش والجنيه" لتوضع في حساب لصالح المشروعات والخدمات قائلا "لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش".

ولبناء "فنكوش" تفريعة قناة السويس الجديدة، دعا المصريين إلى شراء شهادات استثمار التفريعة، وجمع البنك المركزي 61 مليار جنيه، منذ بداية طرح الشهادات عن طريق حساب القناة بالبنوك من يوم 4 سبتمبر 2014 وعلى مدار 8 أيام، وخسرت القناة عوائدها وذهبت أحلام الشهادات أدراج الرياح.

لم يكتف السيسي بتبرعات المصريين لبناء "الفناكيش" الوهمية، ففي فبراير 2015 دعا الشعب للإسهام في النهوض الاقتصادي من خلال حملة "صبح على مصر بجنيه" التي أطلقها في مؤتمر رؤية مصر 2030، قائلا "لو 10 مليون مصري ممن يمتلكون هاتف محمول صبحوا على مصر بجنيه واحد، يعني في الشهر 300 مليون جنيه وفي السنة 4 مليار جنيه للمساهمة في النهوض الاقتصادي".

وأخيرًا وقعت حكومة الانقلاب على حزمة تمويلات مع البنك الدولي لدعم خزانة السيسي بقيمة 8 مليارات دولار على مدار 4 سنوات خلال الفترة من 2015 إلى 2019، كما تم الاتفاق مع البنك الإفريقي للتنمية على حزمة أخرى من التمويلات تبلغ 4 مليارات دولار.

المصدر