أحداث إيران وكذب التقارير والوثائق الغربية ضد الإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يتجه العالم نحو شفا جرف هار يوشك أن يدمر أمم عدة بسبب العقلية الفردية التي تحكم العالم يعج بما يزيد عن ثمانية مليارات نسمة أصبح مصيرهم في يد ثلة مجنونة لا تعرف للإنسانية أى معنى بل ويطيعها وينفذ إرادتها قطعان من الخراف والعسكر الذين لا يملكون أي عقل إلا السمع والطاعة دون وعي مدفوعين بشهوة انتقامية ضد الإنسانية وبعقيدة فاسدة.

فمنذ أكثر من عام ونصف العام رأينا مدى الحقد والبغض على كل ما هو إنسان في محيط بلدة صغيرة هي غزة حيث تكالب عليها كل كاره، وصمت عنها كل حاقد، وتخاذل عنها كل متخاذل وقريب، حتى أمدت النيران إلى غيرها من البلدان في شهوة صهيونية استئصالية للقضاء على كل ما هو مسلم وعربي، حتى بلغت النار إلى دولة إيران فسكت العرب والمسلمين متزرعين بالحجج وتغافلوا أن الدور سيأتي عليهم يوما ما.

كذب في كذب

لقد أعمى الغرب جميع العالم بتقارير ووثائق كاذبة كلما أرادوا أن يدمروا أو يبيدوا من يريدون متذرعين بحجج واهية متترسين خلف قوتهم التي هي أوهن من بيت العنكبوت لو توحد الناس ضدها وصرخوا بأعلى صوتهم لا.

وهي نفس النغمة التي يصدرونها للعالم ضد جماعة الإخوان المسلمين في كل وقت من أجل وقف المد السني الإسلامي ضد الهيمنة الصهيوأمريكية.

ففي كلمات رؤسائهم ووزرائهم وتقاريرهم ودبلوماسيهم وقادتهم العسكريين كلها مليئة بالكذب والتدليس من أجل صبغها بحقائق زائفة لتشرعن أفعالهم المشينة ضد الدول والحكومات، وشعارهم الأول مصلحتنا فوق الجميع، فأمريكا مثلا لا يهمها العالم العربي أو الإسلامي حتى لو أقنى كل من فيه المهم (كما صرحوا) مصالحنا في الشرق الأوسط وسلامة جنودنا وقطعنا الحربية وقواعدنا.

التضليل على جميع المستويات

لا فرق بين كونها رسالة دبلوماسية أو مخابراتية أو أمنية فكلها تكتب من وجهة نظر صاحبها والسياسة التي تنتهجها دولته أو مؤسسته.

وهو الحال الذي ينطبق على المراسلات والمكاتبات التي تتكشف بعد حين تحت مسمى وثائق سرية سواء كانت غربية أو شرقية.

فمعظم هذه الوثائق كتبها موظفون تدربوا على أدوات مخابراتية من أجل رصد كل شئ قد يتخذ ضد بلادهم أو لصالح أعدائهم.

لكن لا ننكر أن أجزاء كثيرة من هذه الوثائق في مجملها صحيح حيث تعبر عن حدث أو موقف او حادثة رصدها من كتبها سواء كان سفيرا أو دبلوماسيا من أجل اطلاع قادة بلاده على مجريات الأحداث وتطورها.

تقارير ضد الإخوان

الواقع يوضح أن كثيرا من الوثائق كتبت في حق الإخوان المسلمين بمصر وبعث بها للقادة في بريطانيا ليكونوا على علم تام بتطور هذه الجماعة، وهي الوثائق التي قد يحتفي بها بعض كتاب أو صحفي النظم الاستبدادية والعسكرية لكونها تصف الإخوان بالمتشددين أو الظلاميين او الرجعين، وكأننا أمام كتاب أنزل من السماء لا يأتيه الباطل.

وقد تعمد مثل هؤلاء الكتاب السير على منهج الكذب الذي كتبت به كثير من الوثائق لخصومتهم مع التيار الإسلامي، أو لمصالحهم المرتبطة بالنظم الاستبدادية ولا يهمهم وطن ولا شعب، او لضغوط مورست على بعضهم لكتابة وتحليل مثل هذه الوثائق تحليلا يتوافق مع سياسة الحاكم المستبد وما يسعى له.

والإخوان المسلمون لم يكونوا في يوم ما حلفاء للإنجليز، ولا كان الإنجليز يحبون الإخوان المسلمين ليكتبوا عنه بخير أو بإنصاف، لكن منذ الوهلة الأولى وهم على النقيض من بعضهم حيث ينظر الإخوان إلى الإنجليز على كونهم محتليين ويجب إخراجهم من الوطن بكل السبل حتى ولو رفع الشعب كله السلاح في وجه هذا المستعمر وأعوانه في مؤسسات الوطن.

وقفة تاريخية

مصر منذ القدم مطمع للغزاه من خارج البلاد، وزادت مكانتها وموقعها من الرغبة في السيطرة عليها، ثم جاء حفر قناة السويس وربط الشرق بالغرب بطريق مختصر عبر مصر ليزيد من الرغبة في فرض السيطرة عليها، ولذا كانت المحاولات الغربية الاستعمارية تتوالى حتى استطاعت بريطانيا بقوتها وبخيانة بعض عملائها المصريين من أن تحكم سيطرتها على مصر بعد هزيمة الجيش المصري الوطني بقيادة أحمد عرابي أمام الآلات الغربية الحديثة ودخلت الإنجليو القاهرة يوم 15 سبتمبر 1882م حيث حوكم الوطنيون الذي واجهوا المحتل وكوفئ الخائنين بالمنصب تحت ظل عسكر الإنجليز، وظلوا بمصر حتى خرجوا في 18يونيو 1956م().

وفي هذا الجو المشحون بوطنية الكثيرين من أبناء الشعب المصري ومحاولات المستعمر إحكام قبضته على الشعب بكافة الوسائل البوليسية والعسكرية، ولد الإمام حسن البنا في 14 أكتوبر 1906م في بيئة وطنية إسلامية تشبع من خلالها بكره المحتل وبغض الانحناء أو الخنوع للمغتصب، ولذا جاء تكوين جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م من تلك العناصر الوطنية التي جمعتها كره المستعمر والعمل من أجل إيجاد الوسائل لإخراجه وتنصيب شخصية وطنية على البلد تنهض بها.

ومن ثم كان العداء والخصومة بين الطرفين لاختلاف أهدافها ولتناقض قضيتهم فالإنجليز مستعمرون ويقتلون الشعب المصري، والإخوان مصريون يحبون وطنهم ويتمنوا له الحرية والخلاص من المحتل، وهو ما عكس مراسلات ومكاتبات الساسة البريطانيين في مصر لقادتهم عن الإخوان المسلمين ونظرتهم لهم بأنهم أصحاب ايديولوجية إسلامية متشددة لا تتعاون مع المحتل، وتسعى لاخراجه حتى ولو بالسلاح، وهو ما اعتبره هؤلاء الساسة أن منهج وفكر الإخوان ظلامي ومنغلق ومحرض على الأجانب (وهو كاذب في ذلك فالإخوان لم يحرضوا على جميع الأجانب الموجودين في مصر لكنهم حرضوا على كل من حمل السلاح في وجه الشعب المصري واحتل الوطن) ().

كيف نظر الإنجليز إلى الإخوان في البداية؟

لم يهتم البريطانيون في بداية الأمر بالإخوان المسلمين حيث اعتبروهم كغيرها من الجماعات الدعوية. لكن تغيير هذا الأمر مع مرور السنين خاصة حينما أعلن الإخوان شمولية دعوتهم واهتمامهم بسياسة بلادهم، ومطالبتهم بخروج المحتل وتوحد مصر والسودان تحت التاج المصري.

وزاد الأمر مع انتقال الإمام البنا للقاهرة عام 1932م وقربه من الزعماء والسياسيين والوطنيين وبروز تأثيره القوي في مجريات الأحداث والتفاف الشباب (خاصة الجامعي) حوله وتبني منهجه وفكره المعادي للمحتل الانجليزي، وتعزيز الهيكل التنظيمي للحركة.

صور من كذب الوثائق الغربية

كما ذكرنا أن الوثائق الغربية تكتب من قبل دبلوماسيين يعملون من أجل مصالح بلادهم وحزبهم الحاكم فقط، واتهام كل معارض لهم بالخيانة أو التطرف أو الظلامية، وهو ما نراه في البرقية التي أرسلها السير مايلز لامبسون، إلى لندن تضمنت تقريرًا من القسم الخاص بوزارة الداخلية المصرية، أعطى تفاصيل “حفل شاي” عقده فرع من “جمعية الإخوان المسلمين” بمصر، بمناسبة زيارة وفد كبير من جمعية خيرية سورية له، وكان معظم الحاضرين (نحو 200 شخص) طلابًا من جامعة فؤاد الأول أو جامعة الأزهر.

الغريب أن التقرير نعت هؤلاء الطلاب بأنهم “شباب متطرفون”، وعبّر كاتب التقرير عن قلقه من أن جماعة الإخوان مع الوقت ستخلق “جيلًا متهورًا وغافلًا” (). رغم أن ذلك كان في عام 1936م حيث لم يكن التوجه السياسي قد أعلنته جماعة الإخوان المسلمين، وكان كل دورها دعوي وإصلاحي من خلال تبني وجهة نظر التعاليم الإسلامية، وهي النقطة التي أفزعت الدوائر الإنجليزية وحاولت تجيش الرأى الغربي ضد هذه الجماعة الإسلامية الناشئة التي تشكل خطر على وجود المستعمر البريطاني.

ومما يدل على هذا القلق البريطاني من جماعة الإخوان المسلمين التي من المؤكد تختلف عن الجماعات الإسلامية الأخرى في مبادئها وأهدافها ونشاطها، أن أرسلت السفارة البريطانية في مصر تقريرا أخر إلى لندن جمعه مدير الأمن العام المصري، وركز فقط على الإخوان في علامة على تزايد القلق منهم.

بل إن السير مايلز لامبسون الذي عاش في مصر سنوات طويلة وأصبح سفير بريطانيا والمتحكم في السياسة في مصر يفصح عن نظرته لإخوان المسلمين أو لأي جماعة وطنية تعمل على محاربة المحتل بقوله: مصر شهدت “تكاثرًا للجمعيات الإسلامية ببرامج ظلامية”، تدعو “لإحياء ادعاءات العصور الوسطى لأسلمة الهيكل القضائي والإداري للدولة”، ولا يمكن أن يأتي أي خير من هذه التحركات().

إذا فنظر الساسة الغربيين لحركة الإخوان منذ البداية هي حركة ظلامية منغلقة تدعو لمحاربة المحتل ومن ثم جميع ما سيكتبونه عن هذه الجماعة سيكون من خلال عدو لها كون عقيدة مسبوقة عنها، وبناء عليه لم يكون حيديا في كتاباته عنها أو أى وصف سيصفها به في مكاتباته لرؤسائه بلندن.

زاد قلق المستعمر البريطاني بسبب زيادة عدد جماعة الإخوان المسلمين، وانتشارها السريع في ربوع مصر، وسحبها البساط من أسفل حزب الوفد المتعاون مع سياسة المحتل البريطاني، بالإضافة لتعاون الإخوان مع أعداء بريطانيا في السياسة أمثال علي ماهر باشا أو عزيز المصري.

وزاد وتيرة العداء بإعلان علي ماهر باشا حياد مصر في الحرب العالمية الثانية وشجعه الإخوان على ذلك، مما جعل الإنجليز يطلبون أكثر من مرة من رؤساء وزراء مصريين موالين لهم حل جماعة الإخوان المسلمين().

بل إن صبر السفير البريطاني لامبسون نفذ بحلول يونيو 1940، من علي ماهر لعدم تعاونه مع الإنجليز، مما جعل لامبسون يقيمه بقوله: كان ماهر “غير متعاون، لا يمكن الاعتماد عليه ومزدوج الوجهين”، واستمراره في المنصب يمثل تهديدًا حقيقيًا لبريطانيا. مما جعل لامبسون يطلب من الملك تغيير علي ماهر بالنحاس وحزبه، لكن الملك كلف حسن صبري ثم حسين سري باشا بالوزارة().

ومن العجيب أن كل الباحثين والإعلاميين التابعين للنظم المستبدة في مصر والإمارات والسعودية أفردوا في صحفهم وكتبهم وقنواتهم المجال حول كون الإخوان صنيعة الإنجليز لضرب الحركة الوطنية ولم يقدم منهم واحد دليل، إلا الوثائق البريطانية التي تذكر أن الإخوان تلقوا أموالا من بريطانيا ومنها تبرع كبير من شركة قناة السويس الحكومية، مما ساعد الإخوان على بناء أول مسجد لهم في الإسماعيلية، وهو الأمر الذي لم ينكره مؤسس الجماعة بل ذكره في مذكراته لكونها أموالا بني بها مسجد للناس ومدارس، ولم يستخدمه البنا في بناء هيكل الجماعة، كما أن شركة قناة السويس لم تكن شركة أجنبية بل هي شركة مصرية وعلى أرض مصرية.

بل إن بعض الوثائق الغربية تذكر أن الإخوان حصلوا على تمويل من وزارة الشئون الاجتماعية من أجل أعمالهم في مجال الرعاية الاجتماعية. ولا ندري ما الغريب في ذلك ووزارة الشئون الاجتماعية وزارة مصرية وليست وزارة بريطانية، وأن جمعيات الإخوان الخيرية كانت مسجلة فيها مثل جميع الجمعيات المصرية العاملة في الشأن الخيري().

وتزايدت المخاوف بشأن تنظيم الإخوان وأفعاله خلال النصف الأخير من الثلاثينيات. فمن وجهة نظر بريطانية، كان صعود الإخوان مرتبطًا بتدهور البيئة الاجتماعية والسياسية في مصر، وكان ينُظر إلى الحركة على أنها تشكل خطرًا على مصالحهم. ومع ذلك.

وخلال السنة الأولى من الحرب، ومع تقاعس القصر عن التحرك ضد تنظيم الإخوان، بدأ بعض المسئولين البريطانيين في تجربة بدائل للتخلص من التهديد الذي تشكله الجماعة، من بينها الحوافز المادية فزارهم هيورث دان والجنزال روبرت بلوم كلايتون لعرض المال عليهم في نظير التعاون في محاربة الشيوعية (وهي النغمة التي كان يلعب عليها الغرب) لكن المرشد والإخوان رفضوا معتبرين أن الجماعة مصرية خالصة تعمل لقضايا وطنها ودينها فحسب().

وهو ما جعل السفير لامبسون مقتنعًا بحزم “بسوء سلوك الإخوان”، وأعرب عن أمله في أن النحاس سوف يلعب دورًا في التصدي لهم. لكنه على غرار خلفه، سري باشا، بدا النحاس مترددًا لتنفيذ إجراءات صارمة ضد البنا وتنظيم الإخوان().

وفي ديسمبر 1942، أنتجت المخابرات العسكرية البريطانية تحليلًا مطولًا كاشفًا حول التنظيم تحت عنوان “الإخوان المسلمون.. إعادة نظر”، وتُقدم هذه الوثيقة، كما يوضح فرامبتون، قدرًا كبيرًا من التفاصيل حول الطريقة التي نظر بها البريطانيون إلى التنظيم وتطوره خلال الحرب العالمية الثانية، وتُوضح الوثيقة من نواحٍ عديدة، مدى ارتباك تفكيرهم حيال التنظيم. كما تتضمن الوثيقة معلومات خاطئة، من بينها أن التنظيم تم تأسيسه 1930. وتحتوي أيضًا على أوصاف لاذعة للبنا، من بينها أنه “حذر” و”جبان”، و”أولئك الذين التقوا به تكوّن لديهم انطباع بشخص ماكر طموح يختفي وراء قناع من البساطة”، ووصفت الوثيقة الإخوان بـ”منظمة متطرفة”، ذات “رؤية متشددة”. كما كانت هناك إشارات إلى “الدعم المعنوي والمادي” الذي حصلت عليه من علي ماهر باشا والقصر. أيضًا قارن المسئولون البريطانيون الشكل التنظيمي للإخوان المسلمين بتنظيم “الجماعات النازية الفاشية”، وكان البريطانيون يعتقدون أن أعضاء الإخوان متورطين في التخطيط لأعمال تخريبية في البنية التحتية والاتصالات الحيوية. ولفتت الوثيقة إلى تقارير بأن التنظيم طور “فرقًا انتحارية”، وذلك بعدما زعم البنا في سبتمبر 1941 أن لديه 2000 رجل مسلح تحت تصرفه().

وتحدثت الوثيقة عن استعداد التنظيم للعمل مع الألمان والإيطاليين. وتضمنت احتمال صعود التنظيم كمنافس للوفد على السلطة في المستقبل. لكن هذه النقطة بالذات كانت محل خلاف عميق بين المسئولين البريطانيين، فقد عرض السفير لامبسون وجهة نظر أكثر تشككًا فيما يتعلق بالنظرة طويلة المدى للإخوان. ففي رأيه، بينما لم يكن هناك أي شك في “جاذبية” التنظيم لـ”المسلمين المتدينين البسطاء”، فإن رؤيته المتشددة لتنظيم المجتمع والسياسة، لا تتناسب مع تيار التحديث الصاعد في مصر، وكان لامبسون يعتقد أن “جاذبية” التنظيم تستند أساسًا “إلى كراهية الأجانب”، واعتبر أنه “من غير المحتمل أن يتم استبدال حزب وطني كبير مثل الوفد بمثل هذه التنظيم الديني الظلامي الضيق”، وفي يناير 1943، وتحت ضغط السفير البريطاني أعادت حكومة النحاس فرض حظرها على جميع لقاءات التنظيم في القاهرة، باستثناء تجمع أسبوعي واحد يمكن من خلاله مناقشة المواضيع الدينية فقط، لكن البنا أبدى رغبته في التوصل إلى تسوية جديدة مع الحكومة().

تستمر الوثائق برصد جماعة الإخوان المسلمين وخلق فرص تفاهم معهم أو تحويلهم عن مفاهيمهم الإسلامية المتشددة مع الوجود البريطاني في مصر حيث جاء في تقرير لعميل بجهاز الاستخبارات البريطانية في يوليو 1943م يعمل في القاهرة أنه في حين أن البريطانيين يجب أن يستمروا في دعم حزب الوفد، يجب عليهم أيضًا “تأسيس علاقات متعاطفة غير رسمية مع حسن البنا”. وكان هدف المبادرة جمع معلومات لفهم التنظيم بطريقة أفضل. ثم ذهب البعض داخل الحكومة، كما يقول فرامبتون، إلى الترويج لفكرة أن تلك القنوات مع التنظيم يمكن أن تساعد في تحويل الإخوان نحو الليبرالية السياسية والاجتماعية، وتشجعهم على أن يصبحوا أكثر حداثة وعصرية().

وهي الرؤية التي هاجمها بعض وزراء حكومة بريطانيا المتطرفين مثل إدوين تشابمان-أندروز المسئول في وزارة الخارجية البريطانية، حيث يرى أن التفاهم مع الإخوان مرفوض كونهم جاهلين” و”متزمتين”، و”مجموعة من التعساء” و”ليس هناك وزن ثقيل واحد” داخل الإخوان. وفي رأيه، كانت الأهمية الحقيقية الوحيدة للإخوان هي أنهم كانوا يصنعون “قتلة جاهزين”، ومن هنا كانت الحاجة لمراقبتهم.

من الخطورة أن نتنبأ في السياسة، لكنني أشعر بأن الإخوان لن يكونوا أبدًا في السياسة المصرية كحزب، مثل حزب الوفد (وذلك لعدم تعاون الإخوان مع الإنجليز مثلما تعاون الوفد) ().

ولو نظرنا إلى مراحل الإخوان المسلمين منذ نشأتها لوجدنا اهتماما عالميا بها من قبل جميع القوى وكتابة التقارير عنها وحفظها في أرشيفهم.

لكن النقطة المهمة أن الجميع كان يكتب وفق فهمه للمعايير التي تقوم عليها مصالحه، وأنه يعمد لنعت جميع الحركات المناهضة لسياسته بالعدو ويسعى لتشويه تاريخها أو وضع استراتيجية لوقف نموها أو على الأقل ضمها ضمن حلفاءه.

ومن ثم تأتي معظم هذه المكاتبات كاذبة معبرة عن نظرة استعلائية من قبل المنوطين إليهم بالسياسة في التعامل بواقعية حقيقية مع الحركات الوطنية الساعية للنهوض بوطنهم.

كون الغرب يدعم أن يظل العرب والمسلمين تابعين لهم ولن يسمحوا لأحد منهم بالخروج عن سياستهم أو المرسوم لهم.

    المصادر :