أحمد عز الدين.. وترجّل وجه الصحافة الإسلامية المشرق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد عز الدين.. وترجّل وجه الصحافة الإسلامية المشرق


أحمد عز الدين.jpg

فريق التحرير

(2 نوفمبر 2020)

مقدمة

تلفتنا الصحافة الإسلامية بأخلاق أقلامها البارزة التي لا تنفك عن سمت أصحابها، من جوانب الصدق والوفاء والجدة ويضاف إليها الدعوة، وقبل يومين في 31 أكتوبر ترجل الفارس أحمد عزالدين بعد حياة حافلة -66 عاما- فيما يحصي الدهر ما كتبت يداه، فكتب محتسبا بالقيامة يسرا إذا رآه،

فابتدأ صحفيا في محراب الصحافة إلى جوار قامات مجلة "الدعوة" جابر رزق وعبدالمنعم سليم جبارة وعبدالمنعم سليم حسين، ثم جريدة "الشعب" إلى تنوع إسلامي فريد، وأسس مع آخرين صحيفة "آفاق عربية" والتي منها تلاميذ الصحافة الإسلامية الذين يعتزون بتجربتها صاحبة الفضل عليهم في التعرف إلى أمثال هذه الوجه المشرق.

من اقترب من أحمد عز الدين الغول، عرف عن قرب أن العبوس لم يعرف لوجه طريقا، فرغم مرضه وضغوط الحرية في السنوات الأخيرة من حياته، والتي حجبت عنا ضوء هذا العلم، ولكنه عرف التواضع ولين الجانب وانخفاض الصوت وتركيز المطلوب والهمة العالية.

يقول الصحفي عامر شماخ عن همته وصموده:

"فى مطلع عام 1994 اقترح علىَّ إنشاء مكتب للتجهيزات الصحفية، وكان هذا ضرورة وقتها، بعد التوسع فى الإصدارات النقابية والحزبية واحتكار البعض من التيارات الأخرى لهذا النوع من الحرفة، ولما لم تأتنى الفكرة من قبل رغم كونى مخرجًا وأدير عددًا من هذه الإصدارات، ولست متحمسًا لها، بل ليس لدى تصورات حولها فقد رفضتها، غير أنه أقنعنى فى الجلسة ذاتها بحتميتها، بل وجدته قد أعد تصورًا مخطوطًا كتب فيه اسمى مديرًا لهذه الشركة التى انتفعنا بها وخرَّجت فيما بعد عديدًا من الكوادر المحترفة".

ويضيف:

"كان أحمد عز الدين؛ نشيطًا ذا دأب وحركة، منظمًا فى شئونه كلها، عصريًّا مثقفًا، واسع الاطلاع، سباقًا إلى الأخذ بالمستجدات، ساعدته فى ذلك ذاكرة حافظة وانفتاح على الآخرين وإجادة تامة للغة الأجنبية، وتقدير للعلم فكل شىء عنده خاضع للنظام بعيد عن العشوائية والحظ".

أما رجب الباسل فقال عنه:

"كان يمكن لعز الدين أن يكون مثل شبابٍ كثيرين تخرجوا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عندما كان- ولا يزال إلى حدٍّ ما- الخريجون منها أقليةً في وسط أقرانهم من الكليات الأخرى بأن يسعى للبحث عن وظيفةٍ في مؤسسة حكوميةٍ رسميةٍ

ويستمر بها ويكتم أفكاره ويسعى إلى التسلق عبر الاستفادة من الرصيد المعرفي والفكري الذي يتحصل عليه خريجوها في خدمة الاستبداد والفساد كما فعل البعض، ولكنه اختار أن يكون مدافعًا عن الحريات".

ويذكر الصحفيون المنتمون للمدرسة الإسلامية في الصحافة كيف لم يعبأ هذا القلم البارز والعقل الكبير بمناوشة "خبير" يحمل نفس اسمه، يختلف في توجهاته، وبالطبع ولاءاته الأمنية، عند تبرؤه من مسلك وجهنا المشرق في كتاباته، رغم أنه عندما فعل ذلك كان القدير أحمد عز الدين الغول مديرا لتحرير صحيفة الشعب وفي جعبته أيضا مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية، ولا تعنيه مثل هذه التفاهات.

عز الدين والانقلاب

ورغم مرضه الشديد الذي مات على أثره، لم تلن له قناة في ظل أجواء مصادرة الرأي واعتقال أصحاب الرأي وبالأخص المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وحملة أفكارها، فاعتقله الإنقلاب يوم الثلاثاء 28 يناير 2014م، وظل قيد الحبس الاحتياطي ما يقرب من 14 شهرًا حتى أفرج عنه بكفالة 5 آلاف جنيه في 13 فبراير 2015م.

ثم أعيد اعتقاله مجددا في ساعة متأخرة من منزلة بالهرم في 4 مايو 2017م، وخرج بعد عام من الاعتقال، وأثناء اعتقاله حبست مليشيات الأمن جميع أفراد أسرته في غرفة واحدة في أثناء تفتيش محتويات المنزل، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة ولم يستدل عن نوعية الاتهامات الموجه إلية.

وفي عهد المخلوع المقبور مبارك، اعتقلته الداخلية لثلاثة أشهر، حتى أفرج عنه في يناير 2005، وكان في انتظاره من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصريين إبراهيم حجازي، وكيل النقابة، وصلاح عبد المقصود، وكيل النقابة الثاني، وأحمد موسى، عضو المجلس، وذلك بعد وساطة رئيس اتحاد الصحفيين العرب إبراهيم نافع.

ولم يستمر طويلًا بالخارج، ففي فجر الخميس 14 ديسمبر 2006م تم اعتقاله ضمن 40 شخصًا من الإخوان، وأحيلوا إلى المحاكمة العسكرية على إثر أحداث العرض التمثيلي لطلاب جامعة الأزهر.

وبناء على مطلب وقّعه ألفا صحفي تراصّوا على سلالم نقابة الصحفيين يطلبون إخلاء سبيله وقع نقيب الصحفيين وقتئذ مكرم محمد أحمد، ضمن الموقعين للإفراج عن أحمد عز الدين، والذي استبعدته اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين بتوصية أمنية

وهو ما يزال معتقلا وظل معتقلا رغم وفاة والدته في 23 مارس 2007، ثم أُذن له بحضور عزائها، وأصيب على أثر السجن بإنزلاق غضروفي لم تراعه محاكم مبارك، ولكنه مات على أثر المرض اللعين الذي أصاب أغلب المصريين فلم يجدوا له حلا إلا جلسات الكيماوي واحدة تلو الأخرى.

أكتوبر وفاته وميلاده

وولد أحمد عز الدين في 8 أكتوبر 1954؛ بمركز المنشاة؛ محافظة سوهاج؛ لأسرة متدينة وبدأ حياته في كتَّاب القرية قبل أن يلتحق بمراحل التعليم المختلفة، ليتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.

وبدأ "عزالدين" حياته العملية عام 1977 مترجمًا في الإذاعة بالنشرات وحتى عام 1980، ثم سافر للعمل مترجمًا في السعودية؛ ثم عاد لمصر حيث شق طريقه في عالم الصحافة بعدة صحف ومجلات، منها "لواء الإسلام"، وجريدة "الشعب" التي عمل بها مديرًا للتحرير؛ ثم سافر إلى الكويت عام 1997 ليتولى منصب مدير تحرير مجلة "المجتمع"؛ ثم عاد لمصر في عام 2004، وعمل بجريدة "آفاق عربية" حتى إغلاقها، وعمل بالعديد من المواقع والصحف المصرية.

ويعد أحمد عز الدين من أبرز الصحفيين الذين واجهوا الفساد، وخاصةً فساد نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، وتمت إحالته لمحكمة الجنايات واعتُقل عدة مرات سابقة؛ بسبب مواقفه الوطنية والصحفية.والتحق بالجيش ليخدم كضابط احتياط الدفعة (38)، وبعدها تزوج ولديه 4 أولاد، أكبرهم آلاء، خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة (متزوجة)؛ وعمر، خريج كلية الهندسة قسم اتصالات؛ وتسنيم، وأسحار.

وتعرف أحمد عز الدين على الإخوان وهو في المرحلة الثانوية بعد قتل قريبه "فاروق المنشاوى" فى سجن طرة فى مايو عام 1970، وكان المجرمون قد سلطوا عليه أحد الجنائيين؛ لفرط نشاطه الدعوى داخل الليمان، فطعنه بسكين فى رقبته فاستشهد من فوره، وقد حبسوا القاتل دون طعام أو شراب حتى مات ومات معه سرُّ من أمره بالقتل.

المصدر