أهمية الطبيعة التنفيذية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج فؤاد الهجرسي يكتب : أهمية الطبيعة التنفيذية


قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) الحج 38 – 41 ـ

إن الله يدافع : ولم يقل يدفع .. للمبالغة في قوة دفاع الله عن المؤمنين .ـ يدافع عن الذين آمنوا : الإيمان نسيج متكامل من المعرفة بالله ورسوله ، والتنفيذ لكل ما أمر به ، تنفيذا يبلغ حد اليقين .. ( والله لو وضعوا الشمس فى يميني والقمر فى يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتي يظهره الله أو أهلك دونه ) .. وكم من صورة تنفيذية فى حياة الصحابة رضوان الله عليهم مثل إهراق دنان الخمر لما حرمت ، ولبس الخمار عند النساء لما جاءهن أمر الحجاب وفى الجملة يدافع عن المؤمنين ويحميهم من كيد أعدائهم المتعدد المتنوع ، وما كانوا بهذه الطبيعة التنفيذية والفورية .

أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا : صبر المؤمنون مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – طيلة العهد المكي صنوف متنوعة من الأذى بلغ حد القتل ، ومن بعد الهجرة أذن لهم في الدفاع عن أنفسهم ، ونصرهم الله .. والزمان يعيد نفسه ...

صبر الإخوان المسلمون طيلة ستون سنة أو تزيد على صنوف متنوعة من الأذى بلغ حد القتل ، وما صبرهم إلا الله ، وأذن لهم أن يدافعوا عن أنفسهم بقوة الحجة ونصاعة الدليل كل الأكاذيب والشبهات التي يثيرها ضدهم أعداء دين الله وأصهار الصهاينة ، وليثقوا في قوة دفاع الله عنهم ما التزموا تلك الطبيعة التنفيذية .

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا : لولا أن صبر الله الإخوان في هذا الزمان لأغلقت أبواب المساجد في وجوه المصلين – وقد أغلقت – فالدفاع اليوم لرد الشبهات فريضة حتمية ، لتظل أبواب المساجد مفتوحة . والقاعدة .. ولينصرن الله من ينصره : واليقين .. إن الله لقوي عزيز .

ويبقي تدقيق النظر في الآية الأخيرة ، ولكأن ما سبق ذكره ، هو التمهيد لما تضمنته من حال التنفيذ ودقة التنفيذ : دفاع الله عن المؤمنين ، يستأهله الذين إن مكنوا ، أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لتتكون ذواتهم .. وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر لتقوم مجتمعاتهم ، ومرد الأمر كله من قبل ومن بعد إلى الله .. ولله عاقبة الأمور هو الإيمان العميق ، متبوع بطبيعة التنفيذ من جماعة المؤمنين ، وهو الذي يستتبع دفاع الله ونصره ، لأنه سبحانه وتعالي القوي العزيز .

اللهم املأ قلوبنا بالإيمان وأعنا على تمام الطاعة وإحكام التنفيذ .. آمين ا.هـ.

المصدر