إخوان آل الديب والعمل الدعوي في البحيرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إخوان آل الديب والعمل الدعوي في البحيرة


إخوان ويكي

كثير من العائلات التحقت بدعوة الإخوان المسلمين وكثير منها تعرض للمحن في سبيل هذه الدعوة، وكانت لها كثير من الاسهامات في العمل الدعوي ومنها آل الديب بالبحيرة.

الحاج عبدالغفار الديب

في قرية صفط العنب التابعة لكوم حمادة بمحافظة البحيرة ولد الحاج عبدالغفار الديب في عائلة لها مركزها الاجتماعي حتى أنه أصبح عمدة القرية، وظلت العمودية في أولاده حيث تولاها ابنه محمد. تعرف على دعوة الإخوان في سنواتها الأولى وانخرط في صفوفها حتى اختير في الهيئة التأسيسية للجماعة والتي تكونت في سبتمبر 1945م واستمر على ذلك حتى وقت المحنة عام 1954م.

يقول محمود عبدالحليم عنه:

في أثناء إجراء عمليات الانتخاب عام 1953م بعد انتهاء فتنة الأستاذ صالح عشماوي وأخوانه – وكانت تجري علي سطح المركز العام – كان يجلس بجانبي أخ كريم من إخوان الأقاليم هو الأخ الشيخ عبد الغفار الديب – رحمه الله – وكان من العلماء وعمدة قرية صفط العنب بمحافظة البحيرة
وكنت – بحكم وجودي في لجنة تحقيق العضوية منذ أنشئت الهيئة التأسيسية – أعرفه كما أعرف جميع أعضاء الهيئة إلا أنه وإن كان يعرفني شكلاً فإنه لا يعرف اسمي .. وكان أعضاء الهيئة يعرفون أن عملية الانتخابات التي دعوا هذه المرة لأدائها عملية خطيرة لها ما بعدها ، فرأيت هذا الأخ الكريم يميل عليّ ويسألني : هل تعرف الأخ محمود عبد الحليم ؟
فقلت : نعم أعرفه . قال : وما رأيك فيه ؟
قلت : إنه ليس بذاك .
قال : إن رأيك هذا عجيب . فأنا لا أعرفه ولكن جميع الإخوان الذين أعرفهم يزكونه .
قلت : لا بأس .. لكل إنسان رأيه – وقد سألتني وهذا هو رأيي فيه .. وأنا لن أنتخبه .
وتمت عملية الانتخاب .. وفرزت الأصوات .. وأعلنت النتيجة .. وأحمد الله أن فزت بما يشبه الإجماع .. وهي نتيجة طمأنتني علي أعز ما أحرص عليه ، وهو ما تكنه قلوب إخواني لي من حب .. وعرف الأخ الشيخ عبد الغفار من الذي كان يبدي له الرأي في محمود عبد الحليم ، فأقبل عليّ معانقاً هو وإخوانه الذين قص عليهم ما كان بيني وبينه.

الحاج محمد علي محمد الديب

في قرية الطود مركز كوم حمادة محافظة البحيرة ولد الأستاذ محمد علي الديب عام 1928م عمل موظفا فى احدى الشركات وخرج معاش مبكر وافتتح محلا لتجارة البويات. وهو واحد من الرعيل الاول لجماعة الإخوان المسلمين، حيث التحق بجماعة الإخوان فى أوائل الأربعينيات وتقابل مع الإمام البنا كثيرا، وتعرض للمحن مع إخوانه.

انتخب عضوا لمجلس الشعب دورة 1987 عن الدائرة الثالثة حيث ناقش بيان الحكومة في كلمة جاء فيها:

السيد الدكتور رئيس المجلس، الاخوة والاخوات أعضاء المجلس الموقر:

سوف أحصر كلمتى فى نطاق ضيق ، لعلى أستطيع بذلك أن سبر غوره ، وأن أصل فيه الى ما أراه صالحا والذى أريد أن أتحدث فيه هو التعليم ، وأضيق زاوية كلماتى أكثر ، فأقصرها على المعلم ، لأن المعلم فى تصورى هو الذى يربى أجيالنا فما طبيب فى أمتنا ، ولا مهندس ، ولا تجارى ولا اجتماعى ، ولا جندى ، ولا أى شخص له صفة محترمة ، الا ويدين فى صفته للعلم

لكن واحدا من هؤلاء جميعا لايستطيع أن يخرج معلما ، اذن فان المعلم فى أمتنا يجب أن يكون له من القدر ما يناسب مهمته ، وما يكافىء عظمة رسالته ، لكن الناظر الى حال المعلم فى بلدنا يرى عجبا فن الكليات التى تخرج المعلمين فى بلدنا ليست هى محل طموح أبنائنا ، لكن الكليات التى تنشىء الطبيب والمهندس هى هى ملء السمع والبصر من كل أجيالنا المتعاقبة ، فما بالنا ننكر على المعلم حقه.

أننى أريد لكليات تخرج المعلمين أن تكون محط أنظار الأجيال كلها ، وأن يتسابق ابناؤنا ليلهم ونهارهم ، لينالوا من ذلك شأوا يعلو به قدرهم ، هذه حقيقة أراها واجبة وسر وجوبها فى نظرى ويقينى ، اليقين الجازم الذى يفعم قلبى ويملأ عقلى اننا أمة أو اننا جزء من أمة صاحبة رسالة قلما وجدنا أمة تحمل مثل رسالة أمتنا

لقد أناط الله بأمتنا أم تكون قائدة وأن القيادة عندما تناط بأمتنا ، لابد أن تكون محل اعتبار ، عندما نخرج قادة الأجيال من المعلمين ، لا أريد أن أتعرض للمعلم فى دائرته الاجتماعية أو الأدبية أو المادية قبل أن أتعرض له فى دائرة المنهج الذى يستلهم منه فكره ويستقى منه آرائه ويعرف منه كيف يسوس ويقود ، اننا فى أمة أناط الله بها رسالة قائدة

وان الذين نريدهم أن يكونوا معلمين لأجيالنا ، لابد أن يرضعوا ألبان هذه الرسالة لابد أن نربط لهم الدنيا بالدين وأن تعقد لهم الصلة بين الأرض والسماء ولابد أن ينظروا الى كل مادة من مواد العلم من منظور يحنو عليه الين بلمسة السماء الرقيقة ، يجب ألا ينفصم العلم من منظور يحنو عليه ويصبح علما مجردا اننا نحاول دائما جاهدين – وانى أشكر للمحاولين محاولاتهم – فيما تدعى ، اننا نريد اللحاق بركب الأمم التمدنة المتقدمة.

إن الأمم التى تبهرنا مدنيتها ، ظنت من قديم أن العلم هو ما يستبطه أفرادها بتجاربهم الشخصية و لكن الله قال لأمتنا وعلم – يعنى هو – علم آدم الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء العلم من الله أولا ، والعلم هو ما نستهدى فيه السماء ثم يمتزج بالعلم المجرد الذى نستنبطه من خبرات الانسان

لكن أن تبهرنا مدنيات لا ترتقى الى مستوى مزج العلم بالدين ، ولا تبدأ المواد من منظوره ، ان هذا العلم علم غير مبارك ولا يصل بالبشرية الى آمالها وحسبنا ، أن نرى أن الذين نلهث لنحاول اللحاق بركبهم ، الذين عندما وضعوا أقدامهم فوق سطح القمر ، راحوا ينظرون الى الأرض ثانية ليجدوا أن الملايين بل البلايين من بنى جنسهم يتضورون جوعا فما بال علمهم لم ينفعهم

أقول :

ياجهل دم ان تكن للخير مجلبة
بعد الذى منك قد يا علم أبكانا

فالعلم خير اذا الرحمن غايته

والعلم شر لمن أولاه شيطانا

اننا امة عريقة واذا تناسى ذلك الكثيرون فليس معنى ذلك انتقاص عراقتنا اننا أصحاب رسالة يعز على الدنيا أجمع أن تدعى مثل رسالتنا ، نحن نريد للمعلم أن يكون معلما ملهما ، وليس ملقنا لمقررات مجردة من صنع البشر فحسب ، ان ذلك يقتضينا أيها السادة أن نتنبه الى هذه الحقيقة ، ان هذا المجلس الموقر دالت عليه أجيال سابقة ولحق كل واحد منها بربه

ولو استنطقناهم فنطقوا قال كل منهم ياليتنى لم أضيع ثانية فى هذا المجلس فى غير جد من أمر أمتى – أين أساتذتنا الفضلاء الأجلاء ، وأين عباقرتنا من أصحاب البحوث المشهود لهم بالدينونة لله ليضعوا المناهج الجديدة ؟ العلم يمكن أن يأخذوه من رصيد هو عندنا وليس عند غيرنا ، حتى يمكن أن يشيع على النيا أملا ، وأن يفرج علينا عملا ، ان ذلك علينا يسير ، لو صدقت منا النوايا ، لكن الناس اذا تركوا وشأنهم استمرأوا حياتهم ، وطاب لهم أن يعيشوا وحبلهم على غاربهم .

أيها الاخوة الأحبة :

واذا استراح الناس فى غير الهدى
فلقد تردوا فى جهنم ذاتها

والعدل ان مس الهوى فى ميزانه

ما زانه الجبروت من آلاتها

ولقد أرى الاخلاق تصبح سلعة

ويصم آذنى طنين دعاتها

والفرق بين المسلمين وبينهم

ما بين أحياء الدنا ومواتها

اننا فى حاجه الى اعادة النظر فى شأن معلمما كى ننقذه مما هو فيه ، ليتنا نضع له شارة ، ليتنا نسمى وزارته " وزارة التربية الدينية والتعليم " ليتنا نجعله مرموقا بين البشر ، ان ذلك وحده هو الذى يخرج بنا من كبوة ، ويعصمنا مما يتردى فيه غيرنا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وليس ذلك فحسب بل كان مرشح الإخوان لدورة 1995م وظل ثابتا على دعوته حتى توفى فى 20 يناير 2012م عن عمر يناهز 85 عاما قضاها جنديا فى دعوة الإخوان، وقد نعاه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع.