اتحاد الأطباء العرب: أمريكا جففت منابع الإغاثة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اتحاد الأطباء العرب: أمريكا جففت منابع الإغاثة
16-10-2005

حوار- سمير سعيد

أقام اتحاد الأطباء العرب يوم الخميس 13/10/2005م حفل إفطار، جمع عددًا من الطلاب الفلسطينيين والإندونيسيين وبعض الأطباء الفلسطينيين، وعددًا من المتبرعين الذين يشكِّلون المصدر الأساسي والوحيد لاتحاد الأطباء العرب في مشاريعه.

وقد أقام الاتحاد هذا الإفطار تكريمًا للمتبرعين وعرفانًا منه ومن كافة المستفيدين من نشاطات الاتحاد الإغاثية والتنموية من خلال لجنته "لجنة الإغاثة والطوارئ".

ويعد اتحاد الأطباء العرب ولجنته لجنة الإغاثة والطوارئ من أنشط الجهات الإغاثية في العالم العربي والإسلامي الآن، خاصةً بعد أن تم إغلاق العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية في العالم العربي والإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتحجيم ما بقي من هذه المؤسسات وتقويض عملها لصالح المؤسسات التنصيرية التي شهد نشاطها طفرةً كبيرةً في الآونة الأخيرة في الدول العربية والإسلامية والدول الفقيرة والتي تعاني من كوارث طبيعية وإنسانية.

وقد كان موقع (إخوان أون لاين) على مائدة إفطار الاتحاد الخاصة بهذه المناسبة، وأجرى مع المدير التنفيذي للاتحاد الدكتور جمال عبد السلام هذا الحوار:

  • ما هو الغرض من الإفطار؟
الإفطار هو عبارة عن تجمع لأهل الخير والعطاء الذين اعتادوا التبرع للجنة الإغاثة والطوارئ في اتحاد الأطباء العرب، وقمنا بهذا الإفطار لجميع هؤلاء الخيريين وتكريمًا لهم وعرفانًا منا ومن كافة المستفيدين من نشاطات الاتحاد الإغاثية والتنموية وأيضًا لعرض نماذج ومشروعات التي تقوم بها لجنة الإغاثة والطوارئ في مختلف البلدان؛ لحثهم على التبرع ومواصلة التبرعات، ونقوم أيضًا بعرض ما قمنا به بخصوص زلازل باكستان الأخير.
  • هل لك أن تحدثنا عن مساهمة الاتحاد في إنقاذ ضحايا زلزال باكستان؟
زلزال باكستان
للاتحاد سياسية واضحة تقوم على أساس أينما تكون الكوارث والمآسي والمحن الإنسانية نكون، وشعارنا دائمًا هو "معًا نمسح الأسى"، وبالطبع باكستان في احتياج لأي مساعدة، وهو ما نقوم به خلال هذه الفترة، وفي الحقيقة إنه في اليوم التالي للزلازل قمنا بزيارة السفير الباكستاني في القاهرة السفير عارف أيوب وتم تقديم العزاء له، وتم أخذ ثلاث تأشيرات لثلاثة أطباء قاموا بالسفر إلى هناك، ومعهم بعض الإعانات المالية والمادية، وسيقوم الوفد هناك بجولات طبية وإغاثية بالتنسيق مع الجمعية الطبية الإسلامية وبعض الجهات الطبية الباكستانية، وهناك شحنة أدوية أرسلها الاتحاد أيضًا ستصل إلى هناك خلال أيام، ووفقًا لبرنامج الوفد فإنه سيرسم صورةً حقيقيةً عن الواقع المأسوي هناك وإرسال تقارير إلى زملائهم في مصر لمن يريد أن يتطوع بالذهاب إلى هناك، وقد سافر الوفد يوم الخميس 13/10/2005م وكان هناك تنسيق مع السفارة الباكستانية في :مصر والخارجية المصرية.
وكل ما سبق يأتي إلى جانب الاستمرار في دعم مشاريعنا الإغاثية والتنموية في بقية المناطق الأخرى، وقد قمنا بإرسال وفد طبي إلى باكستان كبداية لنشاطنا الإغاثي هناك.
  • على خلفية الأحداث الإنسانية المتدهورة في العراق وتدمير بعض المدن والعدد الكبير من الشهداء والمرضي والجرحى.. هل الاتحاد بصدد إرسال قوافل أخرى أو إقامة مشاريع هناك مثل فلسطين؟!
لقد أرسلنا في السابق قوافل إغاثية، وجارٍ الآن ترتيب إرسال قافلة أدوية بالاتفاق مع لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر قيمتها مليون جنية، وسوف يكون تحرك هذه القافلة في رمضان الحالي.
  • بالنسبة إلى الطلبة الإندونيسيين بعد أحداث "تسونامي" هل تم تخصيص مشاريع لهم على غرار المشاريع الخاصة مع طلبة فلسطين؟
هناك 25 ألف دولار سيتم توزيعها على الطلبة الاندونيسيين؛ كإعانة لهم في حفل سيحضره السفير الإندونيسي في :القاهرة، وهذا هو مشروع أساسي؛ لأن هؤلاء الطلبة فقدوا عائلهم هناك، والبعض فقد أسرته أو جزءًا منها، ومنهم من فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ومنهم من فقد كل ما له من بيت أو أهل أو ممتلكات هناك، وهذا الدعم إنما يأتي لتخفيف المعاناة عنهم ومساعدتهم لاستكمال دراستهم في القاهرة؛ ليتمكنوا من العودة لبلادهم مرةً أخرى ليبدءوا حياةً جديدةً.
  • هل هناك مشاريع لدعمهم بشكل متواصل؟
للأسف لا, هناك مشروع واحد فقط.
إغاثة عينية لإهالى السودان
  • بالنسبة إلى القوافل الطبية التي يتم إرسالها إلى السودان هل ما زالت هذه القوافل متواصلةً؟
بالطبع هذه القوافل ما زالت متواصلةً، وهناك قافلة رمضانية يتم الإعداد لها لعمل 1000 عملية خاصة بمكافحة العمَى، وقد قمنا في السابق بعدد كبير من العمليات في هذا المجال، وكانت النتائج طيبةً للغاية؛ مما دعانا إلى استكمال هذه المسيرة.
وهناك معلومة أود أن أذكرها- قد يستغربها البعض- وهي أنه لا يوجد في السودان سوى 120 طبيبًا- فقط- متخصصًا في طب العيون لا يتركزون إلا في العاصمة الخرطوم، بينما لا يوجد في مناطق مثل دارفور أي أطباء في هذا التخصص؛ مما زاد من عدد الحالات المتعلقة بالعمى بشكل ضخم، رغم أن بدايتها بسيطة وسهلة العلاج لو أن هناك أطباء في هذا التخصص؛ لذلك أخذنا على عاتقنا في الاتحاد إرسال قوافل إلى هذه المنطقة ومناطق أخرى، ورسمنا البسمة على وجوه آلاف المرضى هناك بعد أن عاد إليهم بصرهم، ونحن بصدد الإعداد لإرسال قوافل طبية في الشأن ذاته.
  • أين النيجر التي تعاني من المجاعة الآن والتي يموت فيها أعداد كبيرة؟ ألا ترى أنها سقطت من خريطة الإغاثة الخاصة بالاتحاد بينما التركيز فقط على فلسطين وبعض المناطق الأخرى؟!
في الحقيقة النيجر لم تسقط ولكن نعترف أن أداءَنا كان ضعيفًا هناك؛ وذلك نظرًا لقلة التبرعات التي وردت إلينا والمتعلقة بالنيجر، وأريد أن أوضح أن الاتحاد مهتم بهذا الأمر، وقد أجرينا مقابلةً مع وزير الصحة لدولة النيجر للتنسيق مع الوزارة فيما يتعلق بأنشطة إغاثية، وقد أرسل الاتحاد شحنةَ أدوية بعشرة آلاف دولار إلى النيجر كبداية، وتعاقدنا مع مؤسسة القذافي الخيرية العالمية للتنسيق معها للعمل الإغاثي في :النيجر، ولإرسال قوافل طبية مصرية إلى هناك بالتنسيق مع المؤسسة.
  • الآن وبعد مرور أربعة أعوام على أحداث 11 سبتمبر ما حال منظمات الإغاثة العربية والإسلامية حاليًا؟
في الحقيقة أستطيع أن أقول إن منظمات الإغاثة العربية والإسلامية الآن في أسوأ حالاتها بعد أحداث 11 سبتمبر، فالكثير منها قد تم إغلاقه خاصةً الأكثر نشاطًا والأكثر دعمًا لتجفيف منابع الإغاثة الإسلامية والعربية لصالح جهات أخرى ولخدمة مخططات معينة، والحمد لله هذا الوضع لم يكن بهذا السوء عندنا في مصر، بل على العكس نلاقي ترحيبًا وتسهيلاتٍ من الجهات الرسمية عندنا، ولكن لا أستطيع إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من كان وراء إغلاق المؤسسات الإغاثية والخيرية، والتي تشردت الآلاف من الأسر بعد إغلاقها وتوقفت الكثير من المشاريع التي كانت ترعاها.
مواد غذائية من منظمات الإغاثة الإسلامية
  • وهل كان للاتحاد وما بقي من منظمات الإغاثة العربية والإسلامية موقفٌ لتوضيح حقيقة عمل هذه المنظمات لدى الغرب؟
بالطبع, فقد تعاون الاتحاد وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية- التي مقرها لندن- والعديد من منظمات الإغاثة الأخرى؛ من أجل عقد مؤتمرات ولقاءات على مستوى عالٍ، حضرها سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الغربية وأيضًا العربية, وعلى رأسها السعودية, لتوضيح الصورة لتقليل الضغط على هذه المنظمات ومن ثم تسهيل عملها لخدمة المنكوبين والمضارين في جميع أنحاء العالم.
  • هل هناك أي مشاريع مستقبلية أخرى يعد لها الاتحاد؟
بالطبع لدينا الكثير من المشروعات، ولكن ننتظر التبرعات التي تمولها، وبالنسبة لزيارتنا إلى غزة الأخيرة أوضحت الجهد المطلوب والاحتياجات الكبيرة لأهالينا في فلسطين المحتلة، وندعو أهالي الخير لمواصلة البذل والعطاء من أجل إخوانهم في فلسطين وأيضًا بقية الدول.

المصدر