الأخوات المسلمات في حفل الإفطار: عندما تمتزج التقوى بالصمود

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأخوات المسلمات في حفل الإفطار: عندما تمتزج التقوى بالصمود

[24-10-2004]

مقدمه

حوارات287.jpg

أم زياد زوجة د. شرف الدين محمود: دعوتنا ينكرها مَن يدفن رأسه في التراب

وفاء محمد أحمد زوجة د. أحمد سعفان: تهمة زوجي شرف لي ولأولادي

نادية أنور زوجة د. جمال نصار: أسأل الله النجاح في وضع أبنائي على طريق والدهم

أم عبد الرحمن زوجة الحاج ماجد حسن: دعوة الإخوان تسري في أجسادنا

عائشة حسين الدرج: أقول للمرشد العام سر ونحن وراءك

الباحثة عبير عبد الخالق: حفل الإفطار يؤكد عمق وجود الإخوان في المجتمع

جيهان الحلفاوي: أنا جندية في هذه الدعوة وأسأل الله أن يثبتني عليها

حوار: رباب عبد الحكيم

لم يدهشهن الجمع.. ولم يرهبهن الحشد.. عبرن ردهات فندق شيراتون المطار.. تختال العزة فوق خمرهن المشهرة علي رؤوسهن تاج وقار.. تحتضن كل منهن أبناءها وبناتها، مؤكدةً أن الزوج الغائب حاضر في وجودها رغم البعاد.. يسرن بين الحضور وخطواتهن ترسم طريقًا لا رجعة عنه ولا حياد فلقد ارتضين الله غاية والرسول- صلى الله عليه وسلم- قدوةً والقرآن منهج حياة والجهاد سبيل عزة وشرف.

جلسن في أماكنهن وشامات الإباء تحيل القاعة إلي معين للتجرد وعلم للجلد.. إنهن الأخوات المسلمات اللاتي كن أهم سمات حفل إفطار الإخوان المسلمين هذا العام.. لم تفتر لهن عزيمة رغم غياب معظم أزواجهن خلف أسوار الظلم لسان حالهن (تهون الحياة وكل يهون ولكن إسلامنا لا يهون).

(إخوان أون لاين) عبر هذه الحوار تضع كل قرائها وكل الأخوات أمام نماذج من لحم ودم تسير على الأرض بخطوات واثقة من غدها القادم بوعد الله الحق ﴿كَتَبَ اللَّهُ لاَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)﴾ (المجادلة).


أم زياد زوجة د. شرف الدين محمود: دعوتنا ينكرها مَن يدفن رأسه في التراب

  • كيف استقبلتِ دعوتَك لهذا الحفل؟
اعتدنا أن نُدعى لهذا الحفل كل عام.. لهذا كنت في شوقٍ شديدٍ له، خاصةً لما نتقابل معهم من إخوة وأخوات، صعب أن نتقابل معهم في أوقات أخرى؛ لهذا كنت حريصة على تلبيتها.
  • ألم ينتابك الخوف من دعوتك لحفل يؤكد التهم الموجَّهة لزوجك؟
هي ليست تهمة أولاً وأخيرًا، وهذه دعوتنا، ومهما نلقى فيها من محن لن يثنينا هذا عن أن نكمل المشوار، بل العكس، فأنا أشعر بالفخر لمجيئي هذا الحفل.
  • ما الانطباع الذي يتركه هذا الاحتفال لدى زوجك في غيابه؟
يكون في سعادة وشوق مثلنا تمامًا، وينتظر ذهابنا له، وأقرب أخت تذهب في زيارة تحكي لهم عن أحداثه وتفاصيله.
  • هل تحرصين على تواجد أبنائك معك في هذا الإفطار؟
طبعًا، وأحرص على ذلك لكي يستمتعوا بكل ما في هذا الكيان، خاصةً وأنهم جزءٌ منه، وسيُصبح لهم دورٌ فيه إن شاء الله.
  • ما الذي يعنيه حضور كل هذا الحشد من وجهة نظرك؟
الذي يعنيه هذا أن دعوة الإخوان عامةٌ وشاملةٌ ومنتشرةٌ، والذي لا يعترف بذلك يحاول أن يدفن رأسه في التراب ليوهم نفسه بأنها ليست لها جذور أو أصول.
  • في ظل هذا الحشد هل تقبلين اتهام زوجك بأنه صاحب دعوة محظورة؟
أقبل أن يكون صاحب دعوة، ولكن لماذا هي محظورة؟! ولماذا لا نترك الإسلام ينتشر بمفاهيم الإخوان، خاصةً وأنها تحمل الوسطية؟!
  • رغم آلام البُعد- وخاصةً في رمضان- هل يمكن أن يكون صوتك لزوجك يرفع شعار "واصل وأنا معك"؟!
بكل تأكيد.. خاصةً وأن اختيار كل منا للآخر كان على هذا الأساس، فهو كان يريد زوجةً ملتزمةً وتحمل دعوة، وأنا كنت أريد أخًا يدعو لله- سبحانه وتعالى- فالدعوة هي التي جمعتنا وجعلتنا نتلاقى وندعو الله للاستمرار في هذا الطريق.
  • ما الذي يمكن أن توجهينه من رسالة إلى كل من:
  • الحكومات العربية..
الاتجاه بقوة للإسلام الذي ينقذنا مما نحن فيه، والذي كلما بعدنا عنه دبَّ فينا الضعف والانهيار بعد أن كنا قوة يعتد لها فأصبحنا مثل الغثاء، ونتمنى أن نجد منهم من يحكم بقوة ولكن ذلك لن يحدث إلا عندما نرجع لمرجعية [الإسلام].
إذا لم نفِق مما نحن فيه سنكون مما قيل فيهم ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ (محمد: 38)، وكذلك مثلما قال تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ (الزخرف: 54).
والله لقد نلتم مكانًا عند الله- سبحانه وتعالى- ثم في قلوب المسلمين.. تتمنى كل منا أن تصل إلى درجتها.
أنتم حمَّلتمونا ونساء المسلمين العار والخزي؛ لأننا تركناكن لأعداء الله يتحكمون فيكن، ونحن ننظر من يستمع لصراخكم.. وآإسلاماه ربما يأتي المعتصم قريبًا فيخلصكم مما أنتن فيه.
أحمد الله أن جعلني من هذا الصرح الكبير
سعدنا جدًّا بأن أنعم الله علينا به كمرشد للإخوان لما علمناه من دور اجتهادي، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به على خير.
  • وأخيرًا.. إلى الغائبين خلف القضبان..
نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يفك أسرهم جميعًا، فأنتم تدفعون عنا زكاة النفس، وجزاكم الله خيرًا.

وفاء محمد أحمد زوجة د. أحمد سعفان: تهمة زوجي شرف لي ولأولادي

  • كيف كان استقبالك لهذه الدعوة؟
استبشرت خيرًا وسعدت جدًا لتذكرهم لنا، برغم غياب زوجي.
  • كيف ستشعرين غيابه عنك في هذه المناسبة؟
منذ ثلاث سنوات ونحن نتعرض لأشياء ربما تحزن الناس جميعًا، وتمر علينا أيضًا لحظات الفرج التي أستشعر فيها غيابه عنا وافتقادنا الرهيب له، ولكننا نحتسب ذلك، وندعو الله أن يأجرنا خيرًا في أولادنا.
  • ألم تستشعري بعض القلق من المجيء للحفل.. لربما تؤكدين التهمة الموجهة لزوجك؟
لقد علمني ديني وعلمتني الحياة أن لا أخاف سوى من المولى- عز وجل- وزوجي ليست لديه تهم توجَّه إليه، وإن كانت تهمة الدعوة إلى الله أصبحت كذلك فوالله إنها لشرف نسعى لتأكيدها والدخول فيها أيضًا أنا وأولادي..!!
  • هل اصطحابك لأولادك في هذا الحفل يعني شيئًا بالنسبة لك؟
أنا أحرص على اصطحابهم معي في أي مكان، سواء كان المسجد، أو صلة الرحم، أو عيادة المرضى.. حتى يعتادوا هذه الأماكن.
  • ألا تستشعرين بعض القلق من لقائهم نفس محنة والدهم؟
لا أكتمك سرًّا.. إنه بالرغم كل هذه الآلام إلا أنني أشعر بالرضا والسعادة، وأتمنى لأولادي أن يسيروا في نفس الطريق.
  • هل كان لإفطارك مع العديد من الرموز الاجتماعية التي اشتمل عليها الحفل انطباع خاص؟
بالتأكيد شعرت بالفخر لوجودي في نفس المكان الموجودين فيه، وأعتبرهم نماذج لا بد أن يُحتذى بها، وأدعو لهم بالثبات والقوة.
  • هل تَعتبرين أن حضور هذا الحشد يعكس معنى معينًا؟
إن هذا الكم يمثل كل طوائف المجتمع، وأنا سعيدة لأنهم شاركونا الإفطار، وهذا يدل على روح الإخوان وأنهم من وإلى المجتمع.
  • هل يمكن اعتبار تواجدكن هنا اليوم ردًّا على من يرى أن الإخوان ضد المرأة؟
الإخوان ليسوا ضد المرأة ولا الإسلام.. فلم يعطِ للمرأة حقوقها سوى الإسلام، ولم يعزَّها سوى الإخوان، فلم يهمشوا دورها، واعتبروها تقوم بدور عظيم، وكل ما يتردد دعاوى باطلة لا أساس لها من الصحة.
  • في ظل هذا الحشد هل تقبلين اتهام زوجك بأنه صاحب دعوة محظورة؟
لقد تعلمت ألا أضع كلام الناس في ميزاني، وإنما أجعل الله هو المقياس، فما دامت هذه الدعوة مقبولة وشرعية فهي مستمرة في كل قلب مسلم مخلص.
  • رغم آلام البعد في رمضان هل يمكن أن يكون صوتك لزوجك رافعً لافتة "واصل وأنا معك"؟!
نعم وبقوة، وكلنا معك وكلنا نشد من أزرك، وأدعو له ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾ (آل عمران: 147).
  • بالتأكيد أنت تفتقدينه في لحظات خاصة.. كيف تمر عليك هذه اللحظات؟!
لقد كانت ابنتي إيمان الأولى في الثانوية الأزهرية في العام الماضي، وكذلك تفوق أبنائي في سنوات النقل، ومرَّ علينا شعبان ورمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى لعدة سنوات، وأثناء غيابه ونحن نشعر بالغضاضة، ولكننا نحتسبه عند الله.
  • كيف يحكي لك هو عن مرور تلك اللحظات عليه؟
أي خبر سعيد يمكن أن يسمعه هو وإخوانه يدخل عليهم سعادة، ولكنها دائمًا سعادة ناقصة، لكن لديه نفس الشعور بالصبر والاحتساب والرضا.
  • إذا وجَّهت رسائل سريعة للحكومات العربية فماذا ستقولين لها؟
أرجو أن يسارعوا بالإصلاح، فإن الظروف لن تنتظرنا.
لقد بدأتم تضعون أقدامكم على الطريق الصحيح.
جزاكم الله عنا كل خير؛ فأنتم سهَّلتم لنا طريق الحق، فبارك الله فيكم وكثَّر من أمثالكم.
جزاك الله عنا كل خير، فأنت الأب الروحي لنا جميعًا.
  • الغائبين خلف القضبان..
أدعو لهم بأن يجتمعوا بأهلهم على خير إن شاء الله


نادية أنور زوجة د. جمال نصار: أسأل الله أن أنجح في وضع أبنائي علي طريق والدهم

  • ما أول رد فعل لاستقبالك هذه الدعوة؟
سعدتُ جدًا بها؛ لأني سأكون مع صديقاتي، بالإضافة إلى أني سأجتمع مع زوجات بعض المعتقلين، واللاتي يستشعرن نفس معاناتي.
  • هل تدبير لقاءات مع زوجات المعتقلين يحقق لك بعض الشعور بالسلوى؟
طبعًا، وأنا دائمة الاتصال بهن، خاصةً وأنهن ينقلن لي نفس الروح المعنوية المرتفعة، ويساعدوني على الصبر والرضا بأمر الله، وأرفع دائمًا معهم شعار (لن يضيِّعنا الله).
  • كيف تمر عليك لحظات الغياب، خاصةً في المناسبات؟
أقل ما يقال عنها لحظات مؤلمة، ولكن الله بفضله يهوِّن هذا الألم، ولعلنا نمر بهذه المحنة حتى نرفع أيدينا بالدعاء ونتواصل مع الله.
  • ما الذي يعنيه بالنسبة لك اجتماعك مع مثل هذه الرموز، وخاصةً النسائية منها؟
أنا اعتبرهم رموزًا في الصبر وتقبُّل الابتلاء، ووجودهم معي يعطيني دفعةً للأمام، ويُشعرني بأن الطريق لا يزال طويلاً..!!
  • وماذا يعني احتشاد كل هذا العدد في إفطار الإخوان؟
يعني تواجدهم في المجتمع، ويعكس مدى اهتمامهم بزوجات المعتقَلين، ومحاولة إدخال السرور على بيوتهن.
  • هل تواجدكن اليوم يعتبر ردًا على مَن يرى أن الإخوان ضد المرأة؟
ليس أدل على ذلك من مشاركة المرأة في إلقاء الكلمات، والتي مثلتْها د. مكارم الديري.
  • هل أنت حريصة على أن يتواجد أبناؤك معك في الإفطار؟
هم ليسوا ببعيدين عما يحدث، فهم ذهبوا لأبيهم في المعتقل، ويعلمون أنه الطريق الصحيح، وأنا أحاول أن أجعلهم يكملون مشوار أبيهم في طريق الحق.


أم عبد الرحمن زوجة الحاج ماجد حسن: دعوة الإخوان تسري في أجسادنا حتى النخاع

  • كيف كان استقبالك لهذه الدعوة؟
هي دعوة ننتظرها من العام للعام، فهي ليست مجرد حفل إفطار، ولكن هو ائتناس بهذا الجمع الذي يُشعرنا بوجود زوجي وأبو أبنائي في كل شخص موجود معنا في الإفطار.
  • ألم تستشعري بعض الخوف من دعوتك لحفل يؤكد التهمة الموجهة إلى زوجك؟
العكس تمامًا، فنحن نفتخر بأننا من الإخوان.. فماذا سيفعلون بنا؟ السجون والمعتقلات ارتضيناها..!! ونعلم أنه طريق المرسلين، فكل من دعا إلى سبيل الله إما عُذب أو سُجن أو عُودي من أهله، ولن أكون مبالغةً حين أقول لك إني أحمد الله على هذه المحن التي قبلها كنت أخاف أن أُفتن في ديني، ولكني بعدها أشعر بالثبات وفرِحةٌ بها؛ لأني سأجدها عند الله.
  • ألا تستشعرين بعض القلق لوجود أبنائك معك؟
لا يمكن أن أستشعر ذلك، فأنا أساعدهم على المضيِّ في هذا الطريق، فهو طريقنا، حتى إن ابنتي التي كانت في الإعدادية يوم الحكم على والدها عندما رأتني أبكي ردت عليَّ بأن هذه الأيام ستنتهي، وأنهم إذا كانوا قد أخذوا والدي فنحن موجودون..!!
  • كيف تهونين على أبنائك غياب أبيهم عنهم واحتياجهم له؟
بالفعل إن زوجي هو نعم الأب والزوج والأخ، فكيف يكون الحال في غياب مثل هذا الشخص.. بالتأكيد الجميع يتألم، ولكن الله يمسح على قلوبنا، وإن كنا الآن متألمين فإن ألمنا أقل كثيرًا من آلام فراقه أثناء الحج، بل نحن سعداء بأن الله اختاره من المجاهدين؛ حتى إن ابنتي الكبرى اشترطت في زوج المستقبل أن يكون- حسب تعبيرها- مختومًا بختم طرة، فنحن إخوان حتى النخاع.
  • هل يعني وجود كل هذا الحشد أي معنًى بالنسبة لك؟
هذا يؤكد أن الإخوان ليسوا إرهابيين وليسوا معادين لأحد منهم من الشعب، وكل ما يسعون إليه عودة الناس لإسلامهم وانتشار دعوة الله مرةً ثانيةً.
  • هل تشعرين بالائتناس من أحد غير الإخوان في هذه المحن؟
لقد كان زوجي شخصًا محبوبًا وسط أهلنا وجيراننا، وكل مَن يتعامل معنا، فالجميع- سواء كانوا إخوانًا أم لا- يهتم بالسؤال عنا والشد من أزرنا.
  • لم يغفل الإخوان وجود الأخوات في إفطارهم اليوم.. فما الذي يعكسه ذلك؟
ليس له أي معنى سوى أنهم لا يهتمون بالمرأة فقط، ولكن بالبيت المسلم، والأسرة المسلمة، وهم يدعون أُسَر الإخوان كلها، وهم بذلك ليسوا مخالفين للرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يُشرك نساءه في كل شيء.
  • هل تقبلين اتهام زوجك بأنه صاحب دعوة محظورة؟
إن الدعوة إلى الله لم ولن تكون محظورةً في يوم من الأيام، ولقد قال المرشد نحن نأخذ شرعيتنا من الله، وليس من الحكومة، وقال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ﴾ (آل عمران: 104).
  • هل تشعرين بأنك تحملت مسئوليةً ربما لم تتحملها غيرك من الأخوات؟
بالفعل لديَّ شعور بالمسئولية، وأستمد هذا الشعور من زوجي، وأشعر أن الله اصطفاني للابتلاء حتى أسير في طريق الدعوة، وإن كنت أتمنى أن أتفرَّغ لها إلا أن عزائي في ذلك هو أن أبنائي وبناتي شقُّوا نفس الطريق.
  • وهل يعني وجودك في هذه الأمور أي شيء؟
بالتأكيد، فأنا أتمنى أن أكون مكانهم، وأن يكون لي وسطهم ولو سهمٌ بسيط في الدعوة.


عائشة حسين الدرج : أقول للمرشد العام سر ونحن وراءك

  • بالتأكيد لك موقفٌ خاصٌ في استقبال هذه الدعوة.. أهذا صحيح؟!
طبعًا، فاليوم هو أول إفطار لنا مع الجماعة بعد وفاة والدي في المعتقل، وأشعر اليوم بأن كل الحاضرين تعويضًا عنه، وهم يثبتون بذلك مبدأ التكافل والتراحم، سواء في الحياة وبعد الموت.
  • برغم أن والدك لم يحضر معك سابقًا لظروف اعتقاله إلا أن وفاته في المعتقل ربما تكون أشعرتْك ببعض القلق من التواجد مع الإخوان؟
إن ما حدث لوالدي لم يعكس عليَّ الخوف، بل أعطاني قوةً وصلابةً، فالنار تزيد الحديد قوةً وصلابةً، فهذا الموقف جعلنا مثل الحديد، وهناك الكثير ممن يفقدون آباءهم دون ابتلاء أو اعتقال، فهذا عمره ولو أنه لم يكن داخل المعتقل كان سيتوفى في نفس الميعاد، فالمعتقل لم يكن هو سبب وفاته، ونحن تربينا لكي نتواجد في هذا المكان، ولكي نكون مع الإخوان، ولا يمكن أن نكون مع أحد غيرهم.
  • كان للمرأة تواجد واضح وقوي أثناء الإفطار.. فهل يمكن اعتبار ذلك ردًا على من يرى أن الإخوان ضد المرأة؟
الإخوان منذ بدايتهم لم يكونوا ضد المرأة، وأبرز مثال على ذلك الداعية زينب الغزالي، التي وصلت لهذه المكانة وسطهم، وتواجدها اليوم في هذا المكان هو إثبات لها بل وتكريم أيضًا.
  • هل كنت تقبلين أن يقال عن والدك أنه صاحب دعوة محظورة؟
أي دعوة محظورة يكون لها هذا الكمُّ من هذا العدد؟ وهذا الإعلان عن النفس؟ وأي دعوة غير شرعية يكون لها هذه القوة فليقولوا ما يقولوا..!!
  • لقد كان لوالدك دورٌ متميز وسط الإخوان.. هل هذا جعلك تسعَين أنت الأخرى للتميز؟!
بالعكس لم أفكر مطلقًا أو أسعى للتميز قدر ما جعلني هذا أحمل نفس العبء الذي تحمَّله والدي سابقًا، وأسعى لكي أكون في حجم هذه المسئولية.
  • كيف أكملت دور والدك بعد وفاته؟
أحاول أن أستمر في فعل كل ما كان يفعله، وأنتهج نفس نهجه؛ حتى نوصل للناس رسالة من هم الإخوان؟ ونوصل لهم أيضًا أنهم أفضل فئة يمكن أن تعينهم على هذه الدنيا.
  • هل محنة والدك جعلتك تخافين من اختيار زوجك من الإخوان؟
إطلاقًا، ولا يمكن أن أفكِّر على هذا النحو، بل لقد أصررت بأن يكون من الإخوان ويسير في نفس طريق والدي، ولا أخاف أن يتكرر معه ما حدث لوالدي، بل على العكس، فأنا أرى أنه لو حدث له ما حدث لوالدي فإن ذلك سيكون نعمةً من الله سبحانه وتعالى.
  • إذا توجهتِ برسائل إلى الحكومات العربية فما ستقولين؟
كفانا ذل وخضوع.. لقد أصبحنا رمزًا للتخلف ولم يعُد لدينا أي نوع من أنواع النخوة.. فهناك بعض الدول الإسلامية تحركت فيها الديمقراطية قدمًا مثل إندونيسيا.. فلماذا لا نزال محلك سر..؟!
  • أمهات الشهداء..
إن كنت أدعو لهم بالصبر، ولكني في نفس الوقت أهنئهم بأنهن استطعن تربية شهداء يشفعون لهن في الجنة، وأذكرهن بأن الكثيرات قد يتوفى أولادهن ولكن دون الشهادة.
أحملهم نتيجة ما يحدث بنا، مثل قوم فرعون الذين صمتوا عن الظلم، وأذكرهم بإخوانهم في فلسطين والعراق.
لتلحقوا بالسيدة سمية والحاجة زينب الغزالي.
لم يعوضنا شيء عن الأب سوى وجودنا وسطكم كعائلة، وكنتم نعم السند في كل المواقف (الاعتقال، ووفاة والدي، وخطوبتي) جزاكم الله خيرًا.
  • المرشد..
أعجز عن أن أجد الكلمة المناسبة، ولكن أدعو له بالصحة والثبات، وأن يجعله الله فخرًا لنا أمام الناس، وأقول له نحن وراءك.
  • الغائبين خلف القضبان..
هم العم الموجود والأب المفقود، وليخلفهم الله خيرًا في أهلهم.


الباحثة عبير عبد الخالق: حفل الإفطار يؤكد عمق وجود الإخوان في المجتمع

  • هل كان للحفل هذه الأهمية التي تجعلك تأتين من محافظة أخرى لحضوره؟!
بالتأكيد فهذا الحفل له طابع وسمت خاص، وشعوري بالمشاركة في هذا الحفل يعطيني إحساسًا بالفخر والود، خاصةً وسط مثل هذه الصحبة الجميلة وهو الجو المفتقَد، فكان من الصعب أن أضيعَه مهما كانت المشقة.
  • هل تعرفتِ على شخصيات لم تكوني تعرفيها سابقًا؟ وما أهمية ذلك لك؟
لقد قابلت شخصيات كثيرة، وتعرفت عليهم، وهم من كنت أسمع عنهم ولم يسعدني الحظ قبل ذلك للالتقاء بهم، وكلهم أضافوا لي الكثير، فرغم أن حديثي مع كل منهم لم يتجاوز دقائق معدودة إلا أن ذلك كان فيه الكثير من الاستفادة بالنسبة لي، وكان أكبر مكسب يمكن أن أكسبه.
  • وماذا كان شعورك وأنت تجلسين على مائدة إفطار واحدة مع مثل هذه الشخصيات؟
انتابني قدر كبير من السعادة، وقبل أن آتي كنت شغوفةً جدًا بمقابلة هؤلاء الأخوات من كل المحافظات، فهي فرصة عظيمة، ورغم انشغالي بين رسالة الماجستير وبين أبنائي إلا أن الحضور كان له الأولوية عندي.
  • ماذا كانت تعني لك دعوتك وسط هذه الرموز؟
شعرت بفرحة عارمة، وتمنيت أن تكون توفيقًا من الله لي في عملي، وأن أكون وفِّقت في أن أضع بصمةً في عملي، وهي ثقةٌ أعتزُّ بها، ومسئوليةٌ أرجو من الله أن أكون أهلاً لها.
  • ألم تشعري ببعض القلق من تلبية هذه الدعوة؟
ليس معنى وجود عقبات في العمل أن يُترك.. بل يعني أن يكون هذا دفعةً قويةً له.
  • وماذا يعني وجود هذا الحشد من وجهة نظرك؟
هذا الحشد يعبر عن فئتين.. إما الجماعة وهي دليل على ثرائها بشخصياتها والتي تمثل فئةً كبيرةً من الشعب المصري، وتعيش في عمق المجتمع.. وإما من غيرهم والذي لم أتعجب من حرصهم على المشاركة بهذا الحماس.
  • ما الذي يمكن أن توجهينه من رسالة إلى الحكومات العربية؟
التحديات التي تمر بها الأمة تستلزم نوعًا من التكاتف في وجه عدو مشترك، لن نتغلب عليه إلا بالتعاون والإصلاح.
علينا أن نستشعر جيعًا أننا في سفينة واحدة تحيط بها القراصنة من كل جانب، فينبغي أن تتعانق أيدينا للتغلب عليهم.
  • أمهات الشهداء..
تحية إعزاز وتقدير لمن ضحَّوا بأغلى ما يملكون.
أقول لهم كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- لآل ياسر: "صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".
عليكم أمانة كبيرة، والمجتمع ينتظر منكم الكثير، والأمة تحتاج لكم، تعودنا منكم أن يكون لكم الريادة والسبق في مجالات كثيرة، وننتظر المزيد.
  • المرشد..
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69).
ولم تنسَ الجماعة أبناءها في المحافظات الأخرى فحرصت على أن يكون لهم تواجدهم من كل المحافظات في إفطار جماعتهم..


جيهان الحلفاوي: أنا جندية في هذه الدعوة وأسأل الله أن يثبتني عليها

هذا الحضور يجعلني أشعر بتواجدي وسط الجماعة ومشاركتي لأساتذتي والأشخاص الذين أحمل لهم في قلبي وصدري معزةً كبيرةً، وأيضًا مشاركتي لأشخاص لهم وضعُهم وقمَّتُهم الكبيرة ومشاركتي باسم الإسكندرية في هذا الإفطار الذي شاركت فيه جميع أقطار مصر.
كل هذا يجعلني استشعر الفخر والشرف، وأعتبرها فرصةً للشعور بدفء لقاء الأحبة الذين من الصعب الالتقاء بهم.
  • هل كنت مهتمة بالحضور لكونك جيهان الحلفاوي كرمز أم أن حضورك كان كواحدة من الأخوات؟
الإثنين في وقت واحد، فأنا سعيدة بأن أُدعى كرمز وسط هذه الرموز من الأخوات، وسعيدة أيضًا لالتقائي بإخواني، خاصةً أخواتنا زوجات المعتقلين.
  • ما الذي يمكن أن توجهينه من رسائل إلى:
  • الحكومات العربية..
اتقوا الله فينا، واحفظوا ماء وجوهكم، وإذا كنتم غير قادرين على القيام بمهامكم فاتركوا لغيركم القيام بها، ولا تقفوا لهم بالمرصاد.
أدعو بأن يثبتوا في كل مكان على قدر المسئولية، ويسددوا أراءهم واتحادهم ورميتهم، ويعينهم على عون إخوانهم في كل بلاد المسلمين الواقعين تحت عنف الأعداء.
  • أمهات الشهداء..
هن رمز، ونحن نقتدي بهن، وهن مثل أعلى، نسأل الله أن يربط على قولبهن ويمكنهن من إكمال المسيرة؛ لأنه ليس موقفًا عابرًا ولكن هو أسلوب حياة.
ندعو لهن بأن يكون الله معهن، ونحن بقلوبنا وعقولنا معهن ونسأل الله أن يثبتهن ويجعل لهن من القوة ما يجعلهن يوقفن في صلف وقوة بطشَ هؤلاء الأعداء.. والله قادر.
أشرف بأني واحدة منهم، وأتمنى من الله وأسأله أن أكون جنديةً مخلصةً، وأسأله أن يرشدها في آرائها وأفكارها، وأن يلهمها الرشاد في كل مواقفها؛ حتى تتقدم دائمًا بأفرادها كلهم، وخاصةً شبابها.
  • المرشد..
ربنا يقويه على حمل الأمانة، فهي أمانة الدنيا أمام الله، وأسأل الله أن يعينه عليها ويوفقه لأن يقود هذه الجماعة إلى الأمام حتى كل مواقفها.
  • زوجات المعتقلين..
عليهن بالثبات والقوة والحزم على قدر الموقف الذي سيترتب عليه موقفها في أشياء كثيرة، فلا بد أن تكون قادرةً على مهامها الإضافية، ونسأل الله أن يكون بجوارهن.
  • الغائبين خلف القضبان..
أسأل الله لهم الثبات والقوة والمدد من عنده، وأن يكونوا قريبًا وسط أسرهم وأولادهم.

المصدر