المجاهد حسين عزت عطوي إخوان لبنان
ما زالت جماعة الإخوان المسلمين في كل مكان وبكل أفرعها تقدم للأمة الشهيد تلو الشهيد سواء في ساحات المعارك أمام المحتل الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا أو على أيدي عملاء المحتل في مصر والأردن وغيرها من البلاد العربية والإسلامية سواء بالقتل خارج إطار القانون أو داخل السجون والمعتقلات ، ومنهم الشهيد حسين عزت عطوي أحد قادة قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية بلبنان (إخوان لبنان) الذي اغتالله الصهاينة صباح الثلاثاء 22 أبريل 2025م الموافق 24 شوال 1446هـ في بلدة بعورتا قرب الناعمة جنوب بيروت.
كان يقول عن نفسه («أنا جزء من نسيج المقاومة الاسلامية وليس لدي عقدة من يقاوم»)
البداية
ولد في بلدة الهبارية الجنوبية (قضاء حاصبيا) عام 1968. تأثر بالبيئة المقاومة منذ صغره، خاصة بعد استشهاد والدته بقذيفة إسرائيلية عام 1977 وهو في التاسعة من عمره.
تعليمه وعمله
التحق بالتعليم واستمر به حتى على إجازة وماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية في بيروت.
عمل في الكلية أميناً لسر الطلاب ثم مدرّساً، قبل أن يدير فرع الكلية في منطقة العرقوب.
كما شغل منصب مدير «المجلس العالمي للغة العربية»، وأدار «مركز الإمام الغزالي للدراسات الصوفية» الذي أُسس لمواجهة الفكر المتطرف.
عمل إماماً لمسجد وكاتباً صحفياً، وله دراسات إسلامية منشورة، وعرف عنه توجهه الوسطي واعتداله ونبذه للطائفية.
وسط الإخوان
كان ناشطاً في صفوف «الجماعة الإسلامية» قبل أن يبتعد تنظيمياً مع بقائه مقرباً منها. شقيقه، الشيخ عبد الحكيم عطوي، هو أحد مسؤولي الجماعة في العرقوب وإمام بلدة الهبارية.
وأشارت مصادر عام 2014 إلى أنه كان عضواً في «هيئة العلماء المسلمين».
كما كان مسؤولاً إدارياً في كلية الدعوة الإسلامية التي يشرف عليها الشيخ عبد الناصر الجبري (رئيس حركة الأمة وعضو تجمع العلماء المسلمين)، وله علاقات واسعة في الأوساط الإسلامية المختلفة.
أحداث لها تاريخ
حادثة إطلاق الصواريخ عام 2014
شكلت حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في 25 تموز/ يوليو 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نقطة تحول بارزة في مسيرة عطوي وأعادت تسليط الضوء عليه.
الدوافع: ذكر عطوي في مقابلة مع موقع «جنوبية» أن دوافعه كانت الحرب على غزة، جريمة إحراق الفتى محمد أبو خضير، استمرار الاحتلال والتجاوزات الإسرائيلية، والبيان الوزاري اللبناني الذي يقر بحق المقاومة.
العملية: بعد صلاة التراويح ليل 25 تموز/ يوليو، نقل عطوي بمساعدة شخصين صواريخ إلى مزرعة عين عرب وأطلقها باتجاه ثلاث مستعمرات. حدث خلل أدى لانفجار بسيط وإصابته وفقدانه الوعي للحظات قبل الانسحاب.
الاعتقال
اعتقل في 11 يوليو/تموز 2014 أمام المحكمة العسكرية بالمشاركة في نقل وحيازة وإطلاق صواريخ على إسرائيل، وتلقى العلاج في البقاع قبل أن يتم التعرف عليه وتوقيفه بناءً على بلاغ وتعميم أوصافه على المستشفيات. واجه ضغوطاً دولية بموجب القرار 1701، لكنه حظي بدعم شعبي وإسلامي واسع أدى لتعامل إيجابي معه في البداية. نُقل لاحقاً إلى المستشفى العسكري حيث اشتكى من إهمال أولي ثم تعرض للتقييد قبل أن تتدخل اتصالات شقيقه وشخصيات أخرى لتحسين وضعه والإفراج عنه في 1 آب/ أغسطس 2014.
موقفه من الاعتقال: رحب عطوي بتوقيفه للتحقيق، لكنه انتقد لاحقاً تسريب صوره من قبل عناصر أمنية معتبراً ذلك تهديداً لحياته، كما انتقد مواقف بعض السياسيين اللبنانيين التي حملته مسؤولية تعريض لبنان للخطر، مؤكداً أن إسرائيل هي المعتدية دائماً.
مواقف في الاعتقال
التهمة الأول كانت خرق القرار 1701. ولكن هذا القرار تخرقه إسرائيل يومياً ولا أحد يحاسبها. قال له المحقق العسكري «عملك ليس مرفوضاً إنما نحن مجبرون على الالتزام بالقرار». أنهى علاجه بعد 16 يوماً من الاعتقال، إلا أن أحداً لم يسع إلى نقله إلى زنزانة، فانتقل من المستشفى إلى منزله مباشرة (ترك بموجب سند إقامة على أن يخضع للمحاكمة لاحقا).
«في اليوم الثالث لاعتقالي، جاءني أحد العسكريين وقال لي مؤيدا «قد توضع في الحبس وقد يطلق سراحك، لكنني لن أسمح لنفسي أن أبقيك مقيداً»، وبالفعل فك قيدي»
وبعد دعوة الجماعة الإسلامية إلى اعتصام حتى يتم اطلاق سراح الشيخ حسين عطوي تم بالفعل الافراج عنه حيث لافتات الترحيب بالشيخ حسين عطوي وصوره تملأ طرقات بلدته الهبارية في العرقوب، ومعظم أهل البلدة يشعرون بالفخر، وهم يرشدون «الغرباء» إلى منزل «البطل».
يبادل عطوي الجميع بابتسامة لا تقوى عليها آثار العملية الجراحية التي أجراها في فكه. آثار الحروق على يديه ورجليه لا تزال حاضرة. الأوجاع كذلك. الشهرة الإعلامية حاضرة أيضاً، لكن الأستاذ الجامعي لم يعتدها بعد.
ويستمر جهاده حتى استشهاده
وبعد سنوات من حادثة 2014، يبدو أن عطوي عاد ليلعب دوراً قيادياً مباشراً في العمل العسكري المنظم ضمن صفوف «قوات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية التي تصاعد دورها في المواجهات الحالية على الحدود الجنوبية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ونفذت عمليات ضد مواقع إسرائيلية، وتعرض عدد من كوادرها للاغتيال.
استشهاده
تم استهدافه من قبل مسيرة اسرائيلية صباح الثلاثاء 22 أبريل 2025م الموافق 24 شوال 1446هـ في بلدة بعورتا قرب الناعمة جنوب بيروت.
وقد سبق أن نجا عطوي من محاولة إسرائيلية لقتله بغارة مماثلة في يناير/كانون الثاني 2024 قرب بلدة كوكبا في جنوب لبنان.
ونعت الجماعة الإسلامية في لبنان القيادي الأكاديمي والأستاذ الجامعي حسين عزات عطوي، بقولها:
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
تنعي الجماعة الإسلامية في لبنان إلى عموم اللبنانيين وإلى جمهورها وأفرادها ومحبّيها ارتقاء القيادي الأكاديمي والأستاذ الجامعي الدكتور حسين عزات عطوي شهيداً والذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في غارة حاقدة من طائرة مسيّرة استهدفت سيارته أثناء انتقاله صباح اليوم الثلاثاء الواقع في 22 نيسان 2025 من منزله في بلدة “بعورتا” إلى مكان عمله في بيروت.
إنّنا في الجماعة الإسلامية ندين هذه الجريمة الجبانة، ونحمّل العدو الصهيوني المسؤولية عنها، ونسأل إلى متى ستظلّ هذه العربدة الصهيونية تعبث بأمن لبنان واللبنانيين؟
بيروت في 22/4/2025
الجماعة الإسلامية
كما أدان حزب الله جريمة اغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ حسين عطوي، الذي استهدفته مُسيّرة صهيونية اليوم الثلاثاء، أثناء انتقاله في سيارته على طريق بعورتا قرب الدامور جنوبي العاصمة بيروت.