بيان بمناسبة ما يُثار حول الإرهاب وحق المقاومة المشروعة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان بمناسبة ما يُثار حول الإرهاب وحق المقاومة المشروعة
05-02-2005


إنَّ الإخوان المسلمين من واقع مسئوليتهم وأداءً لواجباتهم الشرعية بخصوص ما يُثار حول الإرهاب من ناحية،وحق المقاومة المشروعة من ناحيةٍ أخرى،يؤكدون على أنَّ الإرهاب بمعنى استخدام القوة لفرض الرأي أو المعتقد أو الإكراه على اعتناق فكرةٍ ما أو الاعتداء على النفس البشرية،أو استباحة الدماء وإزهاق الأرواح،أو التعذيب النفسي والبدني،هو أمرٌ لا يقره الإسلام.

ويذكر الإخوان المسلمون بأنهم يدينون كافة الأعمال الإجرامية التي تُوصف بالإرهاب في كافة بقاع الأرض في العالم العربي والإسلامي،كما في بقية دول العالم،مثلما حدث في نيويورك وواشنطن في 11/9/ 2001،وقد استنكروا بكل وضوح وحزم أحداثَ العنف التي وقعت في الدار البيضاء والرياض وبالي ومدريد وغيرها،ويدينون اليوم بكل شدةٍ ما يجري في الكويت الشقيقة،ويعلنون بكل وضوح أنَّ هذه الأعمال الإجرامية لا يُقرُّها شرعٌ ولا دينٌ ولا قانون.

ويوِّضح الإخوان أنَّ نسبة الإرهاب إلى دينٍ بعينه أو قوم بأنفسهم هو من أكبر الأخطاء التي تصاحب الحملة الدولية التي ترعاها أمريكا اليوم ضد الإرهاب، فكافة الشعوب مارست مجموعاتٌ فيها أعمالاً إرهابية من أسبانيا إلى إيطاليا إلى ألمانيا إلى بيرو وشيلي حتى في أمريكا نفسها ووصولاً إلى اليابان، وكافة المنتسبين إلى الأديان السماوية الثلاثة بل إلى المذاهب الوضعية مارسوا ألوانًا من العنف السياسي يمكن تصنيفها في دائرة الإرهاب.

وغنيٌّ عن البيان أنّ ما تقوم به فصائل المقاومة في فلسطين والعراق دفاعًا عن الأرض والعرض والمقدسات هو أمرٌ فرضه الإسلام وكفلته المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.

ويُحذِّر الإخوان بكل شدة من خطأ التعميم في نسبة الظاهرة إلى كافة الحركات الإسلامية،وبحيث يُدرج الجميع في خانة الإرهابيين رغم وضوح مواقف أغلبية الحركات الإسلامية ضد الأعمال الإجرامية وتمارس نشاطها وِفقًا للدستور والقانون وتحظى أحيانًا باعترافٍ رسمي ودائمًا بتأييد شعبي كبير.

كما ينبه الإخوان إلى ضرورة التفريق الواضح بين الإرهاب المرفوض من الجميع وبين المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الأجنبي،كما تسعى دوائر صهيونية ومسيحية متعصبة ويمينية متشددة في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة،وهما الدولتان اللتان تمارسان جريمة الاحتلال العسكري في يومنا هذا، وتمارسان أبشع صور إرهاب الدولة،فضلاً عن أعمال التصفية والإبادة،وانتهاكات حقوق الإنسان، فالمقاومة حق للشعوب بكل السبل والطرق ضد المعتدين على أرضها ومقدساتها سعيًا للاستقلال والحرية والكرامة.

وأخيرًا يعلن الإخوان المسلمون أن سُبل معالجة هذه الظاهرة العنيفة لا يمكن أن يكون من منظور أمني وفقط؛ فهذه ظاهرة متشعبة متشابكة أدَّت إلى بروزها عوامل متعددة اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية،ومفتاح الحل هو في: إطلاق الحريات العامة،وإفساح المجال أمام الشعوب لتعالج الظاهرة بنفسها عبر نشاطها الأهلي،وإطلاق حرية المؤسسات الدينية علمية ودعوية وإرشادية بعيدًا عن تدخل الحكومات،ويكفي الحكومات أن تحقق الضبط الأمني؛ فهذه مسئوليتها،أما التصدي الفكري والثقافي فهذا واجب الكافة،وفي المقدمة الحركات الإسلامية المعتدلة والعلماء والفقهاء ورجال السياسة والاقتصاد والاجتماع.

نسأل الله أن يقي أمتنا الإسلامية والعالم كله شرَّ الظواهر الشاذة عنفًا كانت أو تحللاً وإباحية أو تفككًا اجتماعيًّا أو تدهورًا اقتصاديًّا أو تخلفًا وفقرًا.

محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 26 من ذي الحجة 1425هـ-5 من فبراير 2005 م.

المصدر