حصاد عام مضي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حصاد عام مضى .. هل من مراجعة ؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد

إن العاقل من راجع خطوة ، وتدبر أمره وحاسب نفسه ، والبصير من اعتبر بالحوادث واتعظ بالأيام وتحسب العواقب ، وكما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قل أن توزن عليكم )) . وها نحن قد مر عام من الأعوام التي تمر ، ومضت حقبة من الحقب التي تطوى ، هل حاسبنا أنفسنا قبل أن تحاسبنا السنين ولن يفلتنا الله ، وهل وزنا أعمالنا ، أم أنها لا توزن وتذروها الرياح ويجعلها الله هباء منثورا . إن عنصر المحاسبة أصبح اليوم قانونا ودستورا للمؤسسات والأفراد والأمم والسلطات على اختلاف مشاربها إلا نحن ، وقوانين المراجعات والتقديرات وحساب الموازنات صار طبيعة ونظاما تسير عليه الشعوب غيرنا ، يجب أن تكون لنا وقفة مع أنفسنا أفرادا وشعوبا حكاما ومحكومين للمراجعة والمحاسبة والموازنة لأمور كثيرة وممارسات متعددة منها :

• موازين الأمة البشرية : لماذا ينحدر الفرد في الأمة عقلا وحسا وخلقا ويصبح عبئا عليها بعد أن كان أداة فعالة لرفعتها وسؤددها ، لماذا لم نستطع تربية الكوادر المؤهلة لصياغة أمة قادرة على التحدي والمنافسة والمواكبة .

• موازين الأمة المالية والاقتصادية : لماذا لم تستطع الأمة رغم كثرة مواردها المالية والبشرية أن تتحول إلى أمة منتجة مصدرة ، وظلت سوقا مفتوحة وأمة مستهلكة مستغلة منهوبة عاجزة عن كفاية نفسها صناعيا وزراعيا وأمنيا .

• موازين الأمة الحضارية : لماذا تتوه الأمة عن موازينها الحضارية رغم أن العالم كله ينهل من حضارتها . يقول الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو ) ، (( لقد كان دين محمد موضع تقدير سام لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة ، وأنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار التاريخ المختلفة والحياة كلها ، وأرى واجبا أن يدعى محمد صلى الله عليه وسلم منقذ البشرية ، وإن رجلا كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث فسوف ينجح في حل مشكلاته )) .

• موازينها الاجتماعية والثقافية : لماذا تتحلل الأمة اجتماعيا وتهمش ثقافيا ولحساب من ؟ وتراثها الاجتماعي مفخرة الدهر : يقول العلامة ( شيرك ) عميد كلية الحقوق بجامعة فينا في مؤتمر الحقوق سنة 1927م (( إن البشرية لتفخر بانتساب رجل كمحمد صلى الله عليه وسلم إليها ، فقد استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ، لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام )) .

• موازين الأمة الشعورية : لماذا يحس الفرد بالانتماء للأمة ، ولماذا فقد شعوره بالتعاطف والتناصر والإخاء الذي كان مصدر قوته وعصب رجولته ، لماذا أصبح لا يشعر بالزلازل والقوارع وهي تنهب جسد الأمة ، بل لماذا ينقلب حربا على أمته منتميا لسواها وخاضعا لتوجهها ، متنكرا لتاريخه المشرف كارها ونابذا لريادته العالمية والتراثية ، يقول ( غستاف لوبون ) ، (( إن سبب انحطاط الشرق هو تركه روح الإسلام )) ، ويقول العلامة ( مسمر ) ، (( إن الغربي لا يصير عالما إلا إذا ترك دينه بخلاف المسلم فإنه لا يترك دينه إلا إذا صار جاهلا )) .

إن حصاد عامنا كسابقه بل قد يكون أشد وأسوأ ، على مستوى ثقافتنا أو قضايانا أو مشاكلنا الاجتماعية ، أما عن مستوى ثقافتنا ، فقد تخلينا عنها بل حاربناها مع أعدائنا ، فقد عمل أعداؤنا جاهدين أن يجعلوا الإسلام عدو العالم الأوحد بعد الشيوعية ، واشتغلت الساحة العالمية بالتخويف من الإسلام ووصفه بالإرهاب من غير تفريق وساعد على ذلك الصهاينة وأعداء الإسلام بغض النظر عن أسانيد تلك التهمة ، ووافقت هوى عند الكثيرين منا ! فهل نراجع الخطو قبل أن نندم ولات ساعة مندم ؟ !!

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم